الحاج حميدو جعيدر..مكون الأجيال

[تيمورالجزائري]

الحاج حميدو جعيدر..مكون الأجيال

ولد الحاج حميدو جعيدر يوم 26جانفي سنة 1923 بالجزائر العاصمة..عمل صغيراإسكافيا والجزائر تحت الإستعمار..إنظم لجمعية"الجزائرية" سنة 1937 بعد أن شجعه لاعب الكمان مصطفى قصدلي و قريبه عبد الكريم محمساجي...

وكان حظه إذا أن يتتلمذ على يد محي الدين لكحل و عبد الرزاق فخارجي أقطاب مدرسة الصنعة أنذاك...وكان إختياره ألة الدربوكة و الطار..

أعجب محمد فخارجي بقدراته فظمه لفرقته الخاصة التي كانت من أشهر الفرق التي تحيي الحفلات على الساحة العاصمية وعمره لا يتجاوز السبع عشر سنة..في نهاية الأربعينات توقف سي محمد فخارجي عن أداء الحفلات و الأعراس لإنشغاله بعمله كأستاذ في الكونسرفتوار ولعمله في الفرقة الإذاعية..وواصل عبد الرزاق فخارجي عمله في الفرقة وكذلك حميدو جعيدر..

بتمكنه من فن مدرسة الصنعة بفضل مجاورته عمالقة زمانه أعتبر حميدو جعيدر كالمرجع لألات الإيقاعية في موسيقى الصنعة الذي لا يمكن تجاهله..فكان إلى جانب ليلي لعباسي .ساسي،أحمد سري ، أليس فيتوسي، فضيلة دزيرية،دحمان بن عاشور،عبد الكريم دالي والصادق بجاوي وغيرهم..وكان له شرف مرافقة العملاق العربي بن صاري سنة 1959 أثناء تسجيل تلفزي..

بصورة بديهية وتلقائية رافق أيضا حميدو جعيدر أستاذه محمد فخارجي حين تم إنشاء الأجواق المختلفة (الخمسة أجواق) للإذاعة سنة 1946 ..وكانت هاته الفرقة المدرسة الحقيقية الوحيدة لفن "الصنعة" بالخمسينات وبحكم عملها في الإذاعة إحتكت ومر عليها الكثير من الفنانين والموسيقيين الهواة والمحترفين.

بالموازاة مع فرقة الإذاعة إلتحق أيضا حميدو جعيدر بالكونسرفتوار وقسم الموسيقى العربية(نحن أنذاك تحت الإستعمار) فتتلمذ هنالك سنتين 1948 إلى 1949 وحصل مرتين على المرتبة الأولى مناصفة مع شاب إسمه سيد أحمد سري..وطبعا سيكون لهذا الشاب شأن

مع إستقلال الجزائر سنة 1962 تم إسداء مهمة بث الروح في الموسيقى الكلاسيكية الصنعة إلى جمعية"الجزائرية الموصلية" وكان رئيسها سيد علي بن مرابط حريصا على حفاظ هاته الجمعية العتيقة على طابعها الريادي..فإختار الحاج حميدو جعيدر كأول أستاذ لهاته الجمعية بمساعدة مصطفى قصدالي وتم بفضلهم تعليم كثير من الشابات والشبان أصول مدرسة الصنعة..فحصلو على المرتبة الخامسة في مهرجان الموسيقى الكلاسيكية العربية لسنة 1967 والثانية بمهرجان 1969 والأولى بمهرجان 1972 حيث كانت فرقة الجزائرية الموصلية بقيادة سيد أحمد سري..

وكون أنذاك سيد أحمد سري إحدى أمتن فرق الصنعة على الإطلاق...لكن محبي الصنعة إهتدو لطريقة لتعزيز المنافسة بين الأشباب وبالتالي تفجير الطاقات و المواهب فقرروا إنشاء جمعيات أخرى تعنى بموسيقى الصنعة وتنافس "الجزائرية الموصلية" في ريادتها..وهكذا أنشأت الفخارجية سنة 1981 تحت الرئاسة الشرفية لعبد الرزاق فخارجي ..وتم تعيين الحاج حميدو جعيدر كأستاذها الأول بمساعدة أرزقي حربيت( أستاذها الحالي)
فجذبت إليها موسيقيين من "الجزائرية الموصلية" ومن جمعية"الفن والأدب" للأخوة بوتريش وحتى بعض مغنو طبع"الشعبي" !...سريعا أصبحت "الفخارجية" قطبا جديدا لموسيقى الصنعة!...

ضل الحاج حميدو جعيدر على رأس الفخارجية مدة ثلاث سنين ..وسمح لعديد من الشباب بالغناء الفردي مما سمح لهم فيما بعد من شق طريقهم لوحدهم

لكنه دؤوب لا يكل فإنشغل بالتأليف والتدوين وجمع الموروث الموسيقي الكلاسيكي الجزائري الهائل وشارك في مختلف التكريمات التي تخصه و تخص غيره من العمالقة

إتفق تلامذته الذين نبغوا على إقامة حفل تكريمي له و يعودون ويجلسون وكأنهم تلاميذ مكونين فرقة سيكون هو قائدها وإختاروا التاريخ : جوان 2004 ..لكن هاته الحفلة لم تقم أبدا ..فقد توفي الحاج حميدو جعيدر يوم 14 ماي 2004 ..رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه

أقترح عليكم صورا جميلة مأخوذة من "الفوج يافيل" الذي حاولت أن أترجم منه ما سبق
أولا صورة تعود لسنة 1938 مع جمعية "الجزائرية" حميدو جعيدر الصبي رقم 16 بالمندولين
ثانيا صورة تعود لسنة 1955 و نرى فيها أسماء ثقيلة :محبوب باتي وحميدو جعيدر بالقرفصاء و واقفون فريدة صابونجي الممثلة وسيد أحمد سري(نرى نصف وجهه) مصطفى كشكول وعبد الرزاق فخارجي والبودالي سفير..
الصورة الثالثة المقترحة للحاج حميدو جعيدر متسلما جائزة من الرئيس هواري بومدين رحمهما الله
الصورة الرابعة لفرقة الجزائرية الموصلية سنة 1968 ونرى ظهر الحاج حميدو جعيدر
الصورة الخامسة نرى فيها الحاج حميدو جعيدر قائدا لفرقة "الفخارجية"
الصورة السادسة ونرى فيها الحاج حميدو جعيدر سنة قبل وفاته مع إحدى تلميذاته اللامعات : نسيمة شعبان..

كما أقترح عليكم رابطا لتسجيل مشاركة الجزائرية الموصلية بقيادة الحاج حميدو جعيدر بمهرجان الموسيقى العربية الكلاسيكية بالجزائر سنة 1969 وهي موضوعة مبثبت خاص بالمهرجان
http://www.sama3y.net/forum/showpost...7&postcount=11