رد: السيرة الهلالية جابر أبو حسين
السيرة الهلالية نبع خصب لدارسى الفلكلور العربى
حاولنا كثيرا أن نقيم مهرجانا دوريا لشعراء السيرة العرب فى مصر ( وبالتأكيد ستكون تكلفته أقل كثيرا من تكلفة أى مهرجان آخر ) ولم نستطع , فدراسة إختلاف الروايات بين الأقطار العربية وتحليل أسباب هذا الإختلاف مصدر هام من مصادر التعمق فى معرفة تشكل الوجدان العربى عبر السنين , حيث كان للشاعر ( وهو لفظ يطلق على راو السيرة تحديدا , مثلما كان يطلق على راو الإلياذة فى اليونان القديمة ) كان لهذا الشاعر دور هام فى غرس مجموعه القيم الإيجابية فى الوجدان , والآن يتضاءل حتى يكاد يختفى شاعر السيرة من الريف المصرى ومن قرى باقى البلدان العربية أمام زحف وسائل الإتصال الحديثة , التى تتسبب ( للأسف ) فى فقدان كثير من المجتمعات لخصوصيتها الثقافية .
وليست روايات السيرة فقط هى التى تتأثر بإختلاف المجتمع ونوعية المستمعين , بل وحتى الربابة نفسها ,فأوتارها الآربعة من شعر الخيل Hومن السلك بين بحرى وقبلى, ولهذا علاقة بنوعية الصوت الصادر من كل منهما والذى يعجب به أكثر جمهور الشاعر
أذكر أن المتخصصين فى السيرة كانوا يقولون دائما أن السيرة بحر عميق ما أن تبتعد قليلا عن شاطئه تغرق فيه , تعبيرا عن أن من يبدأفى تذوق أشعارها ودراميتها , لا يستطيع الفكاك من أسرها
ولا جدال أن الفضل سيذكر لكل من ساهم فى تسجيل وتدوين السيرة لإبقائها للأجيال القادمة , رغم الهجوم عليهم من قبل المتخصصين فى الأدب الشعبى , فقد كان محكوما عليها بالإندثار التدريجى أمام زحف الميديا وإعادة صياغتها للوجدان وطرحها فنا جديدا بدلا من الفنون المتوارثة
شكرا جزيلا لحفاظكم على جزء هام من شخصيتنا وهويتنا
|