* : مطرب مجهول الهوية .. من هو ؟ (الكاتـب : abo hamza - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 12h33 - التاريخ: 25/04/2024)           »          هدى سلطان- 15 أغسطس 1925 - 5 مايو 2006 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : ديمتري ميشال مل - - الوقت: 05h26 - التاريخ: 25/04/2024)           »          مع الموسيقى - برنامج إذاعي (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 03h34 - التاريخ: 25/04/2024)           »          سيد زيان- 17 أغسطس 1943 - 13 أبريل 2016 (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h26 - التاريخ: 24/04/2024)           »          أغاني بأصوات الفنانين غير المطربين (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h17 - التاريخ: 24/04/2024)           »          جمال سلامة -موسيقى الأفلام و المسلسلات (الكاتـب : smsm78 - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h01 - التاريخ: 24/04/2024)           »          نعيمة سميح ( 1954 ) (الكاتـب : جابر الحسيني - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 22h09 - التاريخ: 24/04/2024)           »          شموس(شمس الضحى) (الكاتـب : jamal din - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 21h52 - التاريخ: 24/04/2024)           »          أحسن القصص (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 20h18 - التاريخ: 24/04/2024)           »          ألحان زمان (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 18h28 - التاريخ: 24/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > مقالات في الموسيقى

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 03/05/2010, 19h37
الصورة الرمزية samirazek
samirazek samirazek غير متصل  
مشرف
رقم العضوية:51
 
تاريخ التسجيل: novembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 78
المشاركات: 685
افتراضي زيارة ام كلثوم للعراق عام 1946

الآنسة ام كلثوم في ليلتين من ليالي الرشيد .. حفلة في قصر الرحاب تغير قوانين البلد!



في عام 1946 زارت بغداد الانسة ام كلثوم للمرة الثانية وغنت في عيد ميلاد الملك فيصل الثاني هنا نص المقال الذي نشرته مجلة الراديو المصرى عن تلك الحفلة.

شهدت بغداد ليلتين من ازهى ليالي الرشيد حينما استقلت نفحة الله للشرق ام كلثوم متن الطائرة في صباح يوم الخميس الموافق 2 مايو/ ايار قاصدة الى ارض ليلى لاحياء ليلة عيد ميلاد الملك الحبيب فيصل الثاني صاحب عرش العراق الشقيق. وقد كانت الحفاوة بام كلثوم في العراق احتفاء بمصر وبسيدة الفن في مصر كما كان سفر ام كلثوم لاحياء عيد مليك العراق رسالة عاطفية من القاهرة الى بغداد حملتها اكرم سفيرة للفن المصري.
وقد نزلت الطائرة ام كلثوم في مطار الحبانية قبيل الظهر فوجدت في استقبالها ياور الوصي على عرش العراق الذي حياها باسم سموه الكريم ورافقها الى العاصمة في احدى السيارات الملكية حيث قصدت راسا الى القصر الملكي تقيد اسمها بدفتر التشريفات وهناك تشرفت بمقابلة جلالة الملكةا لوالدة وصاحبات السمو الاميرات شقيقات جلالتها وشقيقها سمو الامير عبد الاله الوصي على العرش الذين غمروها بعطفهم ورعايتهم.
ثم ذهبت الانسة ام كلثوم الى فندق ريجنت الذي نزلت فيه ضيفة على الحكومة العراقية وفي المساء ذهبت الى الحفلة الساهرة الكبرى التي اقيمت بحديقة قصر الرحاب وهو مقر سمو الوصي على العرش، وقد لبست الحديقة حللا زاهرة من الزينات ونسقت المصابيح الكهربائية حتى بدت كما تصفها ام كلثوم كأنها قطوف دانية من فاكهة الربيع.
وكانت الحفلة رسمية دعي اليها كبراء الدولة ورجال السلك السياسي وقد تفضل سمو الامير عبد الاله بتقديم الآنسة ام كلثوم بنفسه الى كبار المدعويين ثم غنت ام كلثوم فأرهفت لها الاسماع. غنت فسهر العراق كله ليسمعها اذ كانت الحفلة مذاعة في ارجاء العراق وكانت الوصلة الاولى "يا ليلة العيد" وقد اختتمتها بقول:
يا دجلة ميتك عنبر
وزرعك عالعراق نور
يعيش فيصل ويتهنى
ونحيي له ليالي العيد
فدوت الاكف بالتصفيق ودمع العيون فرحا وابتهاجا وتأثرا وهتف العراق كله لام كلثوم. وغنت بعد ذلك ثلاثة وصلات كانت كلها استجابة لرغبات المدعويين انشدت فيها "غنى لى شوي شوي" و "كل الاحبة اتنين اتنين" وقصيدة شوقي العذبة الخالدة التي مطلعها:
سلو كؤوس الطلا هل لامست فاها....... واستخبروا الراح هل مست ثناياها
ومما هو جدير بالذكر بكل فخر ان هذه الوصلة وحدها دامت ساعتين بين الاجادة والاستعادة.
وكانت ام كلثوم وحدها نجمة الحفل من اول الليل الى اخره.
وقد لاحظ بعد المدعويين ان سمو الوصي تخلف قليلا اثناء الحفلة ومعه جلالة الملك الصغير اذ خرجا يطوفان ارجاء بغداد ليشهدا فرحة ا لناس بأم كلثوم
فلما عادا قال الامير الوصي: لو اني وزعت على كل عراقي كيسا مملوءا بالذهب لما استطعت ان ادخل السرور على قلوب اهل العراق كما فعلت بهم الليلة ام كلثوم.
وانتهت الليلة بل اوشك ان ينتهي الليل والناس سكارى بسحر ام كلثوم والتحيات حولها تتناثر كالورد فهذا دولة السيد توفيق السويدي يقول لها (يا آنسة من حقنا ان نقبض عليك الليلة بتهمة سرقة قلوبنا)
وهذا السفير البريطاني يقول she is very lidy اي انها مثل عظيم للسيدة
وهذه الانسة نادية الشبيبي الشاعرة العراقية وابنة اخي شاعر العراق ووزير معارفها الاسبق السيد رضا الشبيبي تقول (لم اكن اشعر بأنني يقظة استمع الى ام كلثوم بل كنت احس انني مستغرقة في حلم جميل من احلام الفردوس المنشود. وقد قدمت لها الشاعرة في اليوم التالي قصيدة من نظمها جاء فيها:
يا ربة الفن في دنيا الترانيم......... ويا حديث الملا يا ام كلثوم
غنى الخلائق فالآذان صاغية........وخففي هم محزون ومهموم
غني لنسمع بنت الدوح صادحة... والدوح لولاك شوك جد مذموم
ورتلي نغما تصو النفوس له .......فالنفس يطربها عذب الاناغيم
واصبح الصباح على ام كلثوم في فندق ريجينت فاذا هي مليكة الفن وجموع الشعب والهيئات الفنية والمعاهد باعلامها تهتف لها ولمصر في طرقات بغداد والكبراء والعظماء ورجال الصحافة يتوافدون على الفندق لتحيتها.
وقبيل الظهر اتصل بها القصر الملكي (تليفونيا) يكيلون لها الثناء ويقول لها جلالة الملك (نحن في انتظارك على الغداء)!
وتناولت طعام الغداء على المائدة الملكية حيث قال لها جلالة الملك انت كنت الليلة زينة اكثر مما سمعتك في الاسكندرية
وبعد ظهر اليوم نفسه دعتها السيدة حرم دولة نوري السعيد باشا الى حفل استقبال في دارها، حضرتها صفوة سيدات العراق فما ان دخلت عليهن حتى قوبلت بعاصفة من التصفيق وكانت بلبلة الشرق موضع الحفاوة والتكريم حتى اذن ببدء الحفلة الساهرة التي اقامها حضرة صاحب العزة وزير مصر المفوض في العراق بدار المفوضية المصرية، وشرفها صاحب السمو الملكي والوزراء ورجال السلك السياسي ووجوه القوم وقد اعد بدار المفوضية جناح خاص لجلالة الملكة الوالدة وصاحبات السمو اميرات العراق وكرائم العقيلات.

ذهبت ام كلثوم الى دار المفوضية المصرية مدعوة ولكنها ما لبثت ان اصبحت داعية فقد كانت السيدة حرم الوزير المصري متغيبة في القاهرة فقامت ام كلثوم باستقبال المدعويين وتحيتهم، وظلت تنتقل بين جناحي الرجال والسيدات ثم كانت خير تحية لضيوف مصر ان غنت لهم (سلو قلبي) ثم (اهل الهوى) فأبدعت ما شاء لها الابداع.

وفي ختام الحفلة تقدم حضرة صاحب السمو الملكي الامير عبد الامير عبد الاله فقلدها بيده الكريمة وسام الرافدين كما قدم لها باسم جلالة الملكة عقدا فاخرا من اللؤلؤ بين تصفيق الحاضرين وهتافهم للملكين فاروق وفيصل فتقبلتها بيد الشكر والدعاء للعراق ومليكها والملكة الوالدة والوصي.
وعزفت فرقة ام كلثوم السلام الملكي العراقي ثم السلام الملكي المصري.

وكان الفرح يفيض على وجه الوزير المصري الذي قال لام كلثوم انها اولت بلادها شرفا عظيما اذ ان هذه اول مرة تشرف فيها جلالة الملكة الوالدة دار المفوضية من مفوضيات الدول.
ومما هو خليق بالذكر ان وسام الرافدين لا يمنح للرجال ـ حسبما تنص عليه القوانين في العراق ـ ولهذا عدل القانون، ومنحته ام كلثوم لاول مرة في تاريخ العراق.

انه شرف وأي شرف لام كلثوم ان تتقلد بعد نيشان الفاروق ووسام الاستحقاق السوري ووسام العراق الشقيق وشرف واي شرف لمصر ان ترفع ام كلثوم رأس مصر عاليا في ربوع الشرق.

المصدر :مجلة الراديو المصري
عدد 18/5/1946

تعليق: يا أحبابنا فى العراق هل حقا صار من المستحيل ايجاد تسجيل لحفل قصر الرحاب وكان مذاعا على الهواء؟ واجهزة التسجيل على بكرات السلك كانت متتشره بالعراق آنذاك فى الأربعينيات اكثر من انتشارها فى مصر على ماعلمت واين تسجيلات ارشيف أذاعة بغداد وهل تم محوه بعد ثورة تموز 1958
هل تحدث معجزه ويظهر تسجيل كل الأحبة اتنين اتنين من هذه الحفله ؟

سمير عبد الرازق



وهذه مقالة اخرى نشرتها مجلة المدى العراقية بعددها 1768 بتاريخ 4-5-2010 عن زيارة ام كلثوم الأولى لبغداد عام 1932

بقلم :رفعت عبد الرزاق محمد

في تشرين الثاني 1932، جاءت المطربة الكبيرة ام كلثوم الى بغداد والتقت اهل المدينة الطيبين، وكان مجيئها مناسبة فنية وادبية طريفة، اذ احيت على خشبة مسرح (الهلال) في محلة الميدان عدة حفلات من غنائها الماتع والتقت جمعا كبيرا من الادباء والصحفيين والفنانين، تاركة ذكريات عزيزة على بغداد، تستأهل الجمع والتسجيل.

والمقال الذي بين يديك محاولة اولية ومختصرة بهذا الصدد، بعد الاطلاع على جملة من الاخطاء التي وردت في مقالات عديدة، سنشير اليها في مقال قادم، وقد اعتمدت اولا على ما نشرته الصحف البغدادية الصادرة سنة 1932، وبالاخص جريدة (الاستقلال) لصاحبها المرحوم عبد الغفور البدري الذي كان ـ على ما يظهر ـ على صلة وطيدة بصاحب ملهى (الهلال) المرحوم عبد الجبار سبع!


منيره المهدية سبقتها
ولم تكن ام كلثوم اول مطربة مصرية تحيي حفلاتها في بغداد، فقد سبقتها (منيرة المهدية) التي جاءت بغداد في مستهل سنة 1919 واحيت حفلاتها على صالة سينما (سنترال)، اما ام كلثوم فقد سبقتها شهرتها، فقد كان البغداديون على علم تام بالانجازات الفنية التي حققتها والاعلان الملحق بهذا المقال يبين ذلك. فقد علقت صورته على اعمدة شارع الرشيد ونشرته الصحف يومذاك.
وفي 17 تشرين الثاني نشرت جريدة (الاستقلال) الخبر التالي: "ستصل العاصمة اليوم زعيمة الغناء العربي المطربة النابغة الفذة الانسة ام كلثوم" وهكذا فقد نشرت الصحف خبر حفلات ام كلثوم قبل اكثر من عشرة ايام من وصولها،
وفي هذه الايام كانت جريدة الاستقلال تنشر الاعلان تلو الاعلان عن استعدادات ملهى ـ الهلال ـ لهذه المناسبة، ففي 8 تشرين الثاني نشرت اعلانا جاء فيه: "ابتداء من يوم الاربعاء الموافق 9 تشرين الثاني 1932 ستباع بطاقات هذه الحفلة في شباك الاوتيل.
اسعار البطاقات كما يلي:
موقع ممتاز في صحن الصالة 500 فلس
موقع ممتاز في البلكونات 500 فلس
موقع اول في صحن الصالة 375 فلسا
موقع ثان في صحن الصالة 250 فلسا عدا قيمة الطابع
1ـ جميع الكراسي منمرة وعلى ذلك عدد البطاقات محدودة.
2ـ خصص (بلكون) منفرد عن باقي البلكونات ومدخل خاص للسيدات فقط.
وفي اليوم التالي اوضحت ادارة الملهى ان محل السيدات الخاص له مدخل من اول سوق الهرج تجاه دائرة التقاعد، وانه خدمة لراحة السيدات ستقوم بخدمتهن نساء.

ووصلت ام كلثوم الى بغداد يوم 17 تشرين الثاني مع جوقها الموسيقي المكون من
1ـ محمد القصبجي (العود)
2ـ ابراهيم العريان (القانون)
3ـ كريم حلمي (الكمان)
4ـ يوسف متولي (الفيونسيل)
5ـ جرجيس سعد علي (الناي)
6ـ ابراهيم عفيفي (الدف)
7ـ صالح محمد (مساعد)
8ـ عبد العزيز عبد الوهاب (مساعد)

12 حفلة غنائية
احيت ام كلثوم اثنتي عشرة حفلة غنائية عند حلولها في بغداد، وجميعها على ملهى (الهلال)، ويذكر ان هذا الملهى (الهلال) كان قد ا سس في بدء الاحتلال البريطاني بأسم ملهى (ماجستيك) في محلة الميدان ـ مقابل ساحة وقوف السيارات حاليا ـ واول من اشتغلت فيه (ماريكة ديمتري) والدة المطربة الكبيرة عفيفة اسكندر، غير انه اصبح فيما بعد مقرا للمطربة الكبيرة سليمة مراد.
بدأت المطربة اولى حفلاتها يوم 18 تشرين الثاني وفي يوم 20 منه نشرت جريدة الاستقلال الخبر التالي: "الانسة ام كلثوم، ستشجي الجمهور بصوتها الملائكي بأوتيل الهلال، ستلقي ادوارا وطقاطيق ومنلوجات وقصائد جديدة بصوتها الذي سحر كل من حضر حفلاتها الاولى، ادارة الهلال.
وفي العدد نفسه من الجريدة اجرى احد محرريها لقاءا مع ام كلثوم في القصر الذي اعد لسكناها في طريق الاعظمية، وقد اشادت بالجمهور في بغداد وقالت انه يحترم الفنانين وانها تشكره للحفاوة التي وجدتها بينهم.
وقد كتب اكثر من واحد في الصحف الصادرة يومذاك بان ام كلثوم لا تظهر على حقيقتها الا بالسماع المباشر لها،
فقد كتب (م. ع) مقالا في جريدة الاستقلال ليوم 27 تشرين الثاني تحت عنوان (عاطفة اخاء نحو الانسة ام كلثوم) قال فيه ((... ادعيت ولا ازال ادعي انه لا يستطيع احد ان يفهم ولا يعرف اجادتها الا اذا رأها من قرب واصغى اليها... وهي تتأثر بغنائها قبل ان تحمله الى نفوس السامعين وهذا هو سر امتلاكها قلوبهم وتلاعبها بعواطفهم)).
كما كتب احدهم مقالا طريفا يوم 24 تشرين الثاني بعنوان (سحر بابل وفرعون في اوتيل الهلال) وكتب المرحوم نوري ثابت في جريدته (حبزبوز) ليوم 22 تشرين الثاني مقالا طريفا بعنوان "في استقبال ام كلثوم" وصف فيه استقبالها في (مطار الوشاش) ـ ويقصد مطار المثنى حاليا ـ وقال انه ركب مع معروف الرصافي الشاعر وعلي محمود الشيخ علي المحامي في سيارة، وانتظروا ثلاث ساعات في المطار حتى ظهرت الطائرة التي تقل المطربة.
وعندما نزلت من الطائرة قدمها مدير ادارتها الى المستقبلين، ويصفها حبزبوز بقوله: "سمراء وقد تعصبت بعصابة بنية (قهوائية) وسترت النصف الاسفل من وجهها بشاشة رقيقة سوداء، ثم غطت جسمها من الكتف الى الكعبين بمعطف (مانغو) بني ولفت على رقبتها فروا ثمينا (بووا) بني اللون ايضا كما كست قدميها الصغيرتين بحذاء بني اللون ايضا، اذن فهي من رأسها الى قدمها (كهوة شكرلية) (اى (قهوه سكر زيادة باللهجة المصرية )

فرصة نادرة
كما نشرت جريدة (حبزبوز) اعلانا طريفا يوم 29 تشرين الثاني 1932 جاء فيه "فرصة نادرة... وجود الانسة ام كلثوم في عاصمة الرشيد، فيجب الا تفوت هذه الفرصة النادرة التي قد لا تصادفك في حياتك مرة اخرى! انك لاشك سمعتها في الاسطوانات، ولكن هل يجوز التيمم مع وجود الماء، وهل الخبر كالعيان؟ اذن فاسرع وعجل بالذهاب الى اوتيل الهلال..." (اوتيل) الهلال يعلن قدومها!
واشيع في تلك الايام عن عزم ام كلثوم احياء بعض الحفلات في اماكن اخرى، فقد نشرت جريدة الاستقلال يوم 25 تشرين الثاني بيان ادارة ملهى الهلال الذي يكذب اقامة الحفلات النهارية لام كلثوم على صالة (رويال سينما)،
كما نشرت الجريدة يوم 30 تشرين الثاني بيان كتبته ام كلثوم جاء فيه: بيان الى الشعب العراقي الكريم قدمت هذه البلاد وفي نفسي كل الشوق اليكم والى بلادكم المحبوبة وبناء على الضرورة الحاصلة لوجودي في مصر في الخامس عشر من كانون الاول 1932 سأترك هذه البلاد وفي نفسي ذكرى جميلة لما لاقيته منكم من عاطفة وشعور سام يدل على حسن ضيافتكم وعنصركم الطيب وبهذه المناسبة اتأسف بأن اعلن لكم بأني لا اتمكن من احياء اي حفلة عامة كانت ام خاصة الا في الليالي التي متفق عليها مع ادارة اوتيل الهلال والتي ستعلن عنها الادارة في حينه.
ام كلثوم وفي اليوم التالي نشرت جريدة الاستقلال ما يلي: جاء ادارة هذه الجريدة لفيف من طلبة المدارس الثانوية والعالية يحملون رجاء الى حضرة مليكة الغناء الآنسة ام كلثوم من جهة وادارة اوتيل الهلال من جهة اخرى يتلخص في اقامة حفلة خاصة لهم.
ونحن بدورنا نقدم هذا الرجاء الى اوتيل الهلال نفسه التماسا قدمه البعض الى ام كلثوم باعادة غناء القطعتين (يا غائبا... ويا اسي الحي) في حفلاتها المقبلة.

واقامت الاوساط الادبية والفنية في بغداد بعض حفلات التكريم لام كلثوم فقد اقام ادباء بغداد حفلة في فندق (الهلال) يوم 3 كانون الاول 1932، وقد القى فيها المرحوم عبد المسيح وزير كلمة الادباء في تكريمها، ثم القى الشاعر الخالد معروف الرصافي قصيدته الذائعة، التي نشرتها معظم صحف بغداد في اليوم التالي، وقد ردت ام كلثوم على شاعرنا الكبير بانها ستغني ابياته:
اسمعي لي قبل الرحيل كلاما..... .......ودعيني اموت فيك غراما
هاك صبري خذيه تذكرة لي..... وامنحي جسمي الضنى والسقاما

ويذكر هنا ان المطربة العراقية الكبيرة سليمة مراد كانت قد حضرت الحفلة المذكورة، وبدافع المجاملة غنت ام كلثوم اغنية سليمة (باشا) "كلبك صخر جلمود" ولكنها لم تجد لفظ الكلمات البغدادية!!!.
وقد جمعت ما قيل في هذه الحفلة وغيرها من كلمات وقصائد وطرائف وربما سانشرها مستقبلا.
وفي يوم 11 كانون الاول اقام جمع من الصحفيين حفلة تكريمية للمطربة في القصر الذي تقيم فيه. ومن بين الصحافيين الذين حضروا الحفلة: ابراهيم صالح شكر، عبد الغفور البدري، ابراهيم حلمي العمر، عبد الجليل الراوي، محمود جلال المحامي، رفائيل بطي، عبد المسيح وزير.
ويقول محرر جريدة الاستقلال الذي وصف الحفلة ان حديث الصحفيين كان حول بطاقات الدعوة للحفلات وما يراه عبد الجبار سبع متعهد الحفلات من جشع وبخل بعض الرجال في التوسل الى البطاقات المجانية.
ويقول المحرر المذكور ان خالد ابراهيم شقيق المطربة والسيد العدوي سكرتيرها كانا يقدمان واجب الاستقبال وجاءت ام كلثوم متأخرة بعض الوقت لزيارتها دار المعلمات فقدمت اعتذارها.

وصف رائع
وقد كتب المرحوم ابراهيم صالح شكر رسالة وصف فيها ام كلثوم وصفا رائعا بعد حفلة الصحفيين فقال: "قصيرة القامة، صغيرة الوجه، سمراء، ليست بالمليحة الفاتنة ولا بالقبيحة الممقوتة، وانما هي عدال بين ذلك ولكنها اذا غنت تركت الناس سكارى عما في صوتها من نبرات ساحرة تذهب بوقار السامع و تصنع الحكمة، تظهر على المسرح في الاسبوع مرة واحدة، بلباس اسود يستر عنقها وذراعيها وفوقه رداء اسود ايضا شبيه برداء الراهبات الاسود الذي يلبسنه فوق الجلباب، وهكذا تجد من ام كلثوم وجهها الصغير المدور فحسب، وتلبس في رأسها الكوفية البيضاء والعقال المقصب."
ومن الحفلات التي اقيمت لام كلثوم في بغداد تكريما لها، حفلة القنصلية المصرية بدعوة من القنصل (محمد سعيد بك) وقد حضرها الشيخ سالم الخيون ونجله الصغير. وقد زارت ام كلثوم بعد هذه الحفلة (سلمان باك) برفقة قنصل مصر.
ومن الذكريات التي تركتها زيارة ام كلثوم الى بغداد، ما ابدعته قرائح الشعراء العراقيين، فقد نظم الرصافي قصيدته الشهيرة:
ام كلثوم في فنون الاغاني امة وحدها بهذا الزمان
وقصيدة جميل صدقي الزهاوي الشهيرة: الفن روض انيق غير مسؤوم وانت بلبله يا ام كلثوم وقصيدة كمال نصرت: اصوتك العذب ام مزمار داود شجى الفؤاد وابكى كل معمود وقصيدة ابراهيم ادهم الزهاوي ام كلثوم دولة تتباهى ارضها في وجودها وسماها
وقصيدة الشيخ محمد جواد الشبيبي: قمرية الدوح يا ذات الترانيم مع النسور على ورد الردى حومي
وقصيدة الشيخ باقر الشبيبي الموشحة: فهيا ايها الغادة وغني لي على العادة

ونذكر هنا ان جريدة (الاخاء الوطني) البغدادية نشرت في تلك الايام موشحة سياسية بتوقيع (ريفي) ضمت اشارات للحوادث السياسية في مصر، وقد نشرها فيما بعد الدكتور زكي مبارك في مجلة (الرسالة) المصرية وصرح بان ناظمها هو الشيخ محمد باقر الشبيبي وسماه (ابو كلثوم الوفدي): ومما جاء فيها: عجبنا ام كلثوم من الحادثة الكبرى لماذا انقسم الوفد ومن ذابيت الامرا الام من يجمع الشمل الا من يطرد الشرا خذي حذرك يا مصر وردي الكيد والمكرا
وللشيخ باقر الشبيبي قصيدة (وفدية) اخرى اشار فيها الى ام كلثوم قال فيها:
صريع الغواني لا تلمني.... فأنني صريع اغاني ام كلثوم

لادعد ...الفا دينار
ورغم كل هذه الشواهد الادبية لزيارة ام كلثوم، فان الشاعر الشعبي الكبير الملا عبود الكرخي لم يعجبه الامر، فنظم قصيدة طريفة افتتحها بكلمة قال فيها:
"ان بلادا كبلاد العراق تعاني ما تعاني من مضض الازمة ومصائب الفقر والفاقة لا يجوز ان تحتل كراسي اللهو فيها من يجز الاموال جزا وينتزع النقود انتزاعا. وام كلثوم استوفت عوض العشر ليالي التي احيتها في العاصمة عام 1932 ، (2000) دينار! فأقرأ وتعجب.
__________________
مع تحيات سمير عبد الرازق

التعديل الأخير تم بواسطة : samirazek بتاريخ 03/05/2010 الساعة 20h44
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26/02/2011, 19h58
الصورة الرمزية رشيد القـندرجي
رشيد القـندرجي رشيد القـندرجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:492929
 
تاريخ التسجيل: janvier 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: هولندة
العمر: 63
المشاركات: 165
افتراضي رد: زيارة ام كلثوم للعراق عام 1946

صورة الوسام



الصور المرفقة
نوع الملف: jpg ام كلثوم تحمل وسام الرافدين.jpg‏ (39.3 كيلوبايت, المشاهدات 472)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20/10/2014, 16h03
الصورة الرمزية samirazek
samirazek samirazek غير متصل  
مشرف
رقم العضوية:51
 
تاريخ التسجيل: novembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 78
المشاركات: 685
افتراضي صور حفلة قصر الرحاب عام 1946



فى العام 1946 ، وجهّت إليها دعوة خاصة من الحكومة العراقية، وبالذات من قبل الوصي على العرش الأمير عبد الإله الذي كان يكن لأم كلثوم تقديرا كبيرا، كتب محرر مجلة الراديو المصرية قائلا : " استقلت نفحة الله للشرق أم كلثوم متن الطائرة في صباح 2 مايو / أيار قاصدة أرض ليلى لإحياء ليلة عيد ميلاد الملك الحبيب فيصل الثاني صاحب عرش العراق الشقيق.

عرف عن الأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق عشقه وتعلقه بصوت مطربته المفضلة السيدة أم كلثوم خاصة وقد تعرف عليها عندما زارت بغداد مرتين الأولى عام 1933 والثانية عام 1945..
كما أن الأمير عبد الإله وبعد اقترانه بسيدة مصرية (فائزة الطرابلسي) وبوساطة أم كلثوم كثرت زياراته للقاهرة وكان حريصاً في كل مرة على حضور حفلاتها الشهرية والخاصة، ومن شدة إعجابه بالسيدة أم كلثوم فقد أجل موعد عودته إلى بغداد عام 1946 لحضور العرض الأول لفلم (أوبرا عايدة) من بطولتها إلى جانب المطرب إبراهيم حمودة.
(غير أن هذه العلاقة الشخصية توقفت تماماً بعد الثورة المصرية في 23 تموز 1952 وتراجع العلاقات العراقية المصرية وفي الوقت نفسه وقوع الطلاق بين عبد الإله وفائزة الطرابلسي.. السياسة أدت إلى انقطاع أواصر الصداقة العائلية بين الوصي على عرش العراق وسيدة الغناء العربي غير أن الوصي ظل يستمع إلى أم كلثوم بحب وشغف وهذا ما أكده العاملون في قصر الرحاب وكذلك المقربون من رجالات الدولة من ضيوفه الدائمين).

وقد كانت الحفاوة بأم كلثوم في العراق احتفاء بمصر وبسيدة الفن في مصر، كما كان سفر أم كلثوم لإحياء عيد مليك العراق رسالة عاطفية من القاهرة إلى بغداد حملتها أكرم سفيرة للفن المصري. وقد نزلت الطائرة بأم كلثوم في مطار الحبانية قبيل الظهر فوجدت في استقبالها ياور الوصي على عرش العراق الذي حياها باسم سموه الكريم ورافقها إلى العاصمة في إحدى السيارات الملكية حيث قصدت رأسا إلى القصر الملكي تقيد اسمها بدفتر التشريفات وهناك تشرفت بمقابلة جلالة الملكة الوالدة «عالية» وصاحبات السمو شقيقاتها الأميرات وشقيقها الأمير عبد الإله الوصي على العرش الذين غمروها بعطفهم ورعايتهم " ..
ثم ذهبت أم كلثوم إلى فندق ريجنت الذي نزلت فيه ضيفة على الحكومة العراقية، وفى المساء ذهبت إلى الحفلة الساهرة الكبرى التي أقيمت بحديقة قصر الرحاب احتفاء بعيد ميلاد الملك الطفل فيصل الثاني، وكان أصغر ملك في العالم، إذا تجاوز عشر سنوات من عمره تلك الليلة «ولد 2 مايو 1935 وقتل 14 يونيو 1958». وقد حضره الملك الطفل برفقة خاله الوصي وكل الوزراء والوجهاء والأعيان والسفراء والقواد العسكريين والكل يلبسون الملابس الفورمال السوداء..
كانت أم كلثوم تجلس على الكرسي، وأخذ بعض المدعوين يقدم لها إعجابه الشديد بصوتها وأدائها وحفلاتها الشهيرة. وعندما بدت أم كلثوم على المسرح، استقبلت بالتصفيق الحار، وبدأت الفرقة الموسيقية تعزف موسيقى «يا ليلة العيد» التي أنشدتها في فيلم «دنانير» والذي عرض عام 1940 وهى من كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطى ، وحين ذكرت اسم فيصل الثاني قوبلت بعاصفة من التصفيق. كانت الحديقة قد لبست حللا زاهرة من الزينات ونسقت المصابيح الكهربائية حتى بدت كما تصفها أم كلثوم كأنها قطوف دانية من فاكهة الربيع.
تفضل سمو الأمير عبد الإله بتقديم الآنسة أم كلثوم بنفسه إلى كبار المدعوين، ثم غنت أم كلثوم..فأرهفت لها الأسماع. غنت فسهر العراق كله ليسمعها إذ كانت الحفلة مذاعة في أرجاء العراق - كما يقول تقرير مجلة الراديو المصرية.
بعد استراحة قصيرة غنت «سلوا كئوس الطلا» على مدى ساعتين، وغنت «غنيلى شوى شوى»، وأغنية «وكل الأحبة اتنين اتنين» لقد صدحت ما ينوف على الثلاث ساعات، وهى تغنى أجمل وأصعب القصائد والأغاني وتقود الفرقة الموسيقية وتتنقل في عالم الأنغام من دون أي خطأ أو تحريف.
وامتدت الحفلة حتى الساعة الثالثة صباحا.. وكانت الست وحدها نجمة الحفل حتى آخر الليل، وقد لوحظ أن الملك الطفل وخاله الوصي على عرشه قد تأخرا قليلا، إذ خرجا يطوفان أرجاء بغداد ليشهدا فرحة الناس بأم كـلثوم، فلـما عـادا قــال الأمــير عبد الإله : لو أنى وزعت على كل عراقي كيسا مملوءا بالذهب، لما استطعت أن أدخل هذا السرور على قلوب أهل العراق.
أصبح الصباح، فإذا بأم كلثوم فى ريجنت بالاس، مليكة الفن وجموع الشعب والهيئات الفنية والمعاهد بأعلامها تهتف لها ولمصر في طرقات بغداد والكبراء والعظماء ورجال الصحافة يتوافدون على الفندق لتحيتها. وقبيل الظهر اتصل بها القصر الملكي «تلفونيا»، لتجد الطفل فيصل الثاني على الخط يثنى عليها قائلا : " سّتي نحن في انتظارك على الغداء"!
وتناولت طعام الغداء على المائدة الملكية، حيث قال لها جلالة الملك: أنت كنت الليلة زينة أكثر مما سمعتك في الإسكندرية. وبعد ظهر اليوم نفسه، حضرت أم كلثوم حفل استقبال من قبل السيدة حرم الباشا نورى السعيد في دارها، حضرتها صفوة سيدات العراق، فما أن دخلت عليهن حتى قوبلت بعاصفة من التصفيق واحتفى بأم كلثوم.. حتى أذن ببدء الحفلة الساهرة التي أقامها وزير مصر المفوض في العراق بدار المفوضية المصرية، وشرفها الأمير والوزراء ورجال السلك السياسي ووجوه القوم، وقد أعد بدار المفوضية جناح خاص لجلالة الملكة الوالدة وصاحبات السمو أميرات العراق وكرائم العقيلات.
ذهبت أم كلثوم إلى دار المفوضية المصرية، وظلت تنتقل بين جناحي الرجال والسيدات ثم غنت لهم «سلوا قلبي» ثم «أهل الهوى» فأبدعت ما شاء لها الإبداع. وفى ختام الحفلة قلدها الأمير عبد الإله وسام الرافدين كما قدم لها باسم الملكة عالية عقدا فاخرا من اللؤلؤ بين تصفيق الحاضرين فتقبلتهما شاكرة وداعية للعراق وملكه وأهله.
لقد أحيت أم كلثوم عدة حفلات خاصة لأعيان بغداد، واستمرت علاقة العراقيين قوية بأم كلثوم، إذ كانوا ينتظرون حفلتها الشهرية ليسهروا معها من خلال الراديو.. «نشرت ذلك جريدة كل شيء العراقية 1946»، كما واستمرت العلاقة قوية مع البيت الهاشمي الحاكم.
تذكر الأميرة بديعة، وهى آخر من تبقى من تلك الأسرة التي نكبت عام 1958 عن بكرة أبيها، وكانت قد نجت من القتل.....تقول : سافرنا إلى مصر، ونزلنا في مقر السفارة العراقية بالقاهرة، عند سفيرنا تحسين العسكري، كانت مصر جميلة تنسى زائرها همومه وأشجانه، وعدنا إلى بغداد، وفى السنة التالية قررنا الاصطياف في الإسكندرية، فأمر الملك فاروق بلدية المدينة الساحلية، أن تعد لملك العراق ساحلا على الشاطئ «بلاجا خاصا»، بقينا في الإسكندرية حتى أكتوبر 1944 وكانت ضيفتنا الدائمة والعزيزة علينا التي تشرب القهوة معنا يوميا على الساحل هي السيدة أم كلثوم، صديقة أختي الأميرة عابدية الشخصية ومطربتها المفضلة، إذ تتصل بها هاتفيا وتكلمها، سواء من بغداد أو من الإسكندرية وتتبادلان الرسائل والصور والأحاديث.
في فجر 14 يوليو 1958 استيقظ العالم على انقلاب عسكري ببغداد، ولحقت به ثورة شعبية عارمة أبيدت خلالها الأسرة المالكة كلها: الملك وخاله عبد الإله وجدته الملكة نفيسة وخالته الأمير عابدية وكل الحاشية والخدم.. تتابع الأميرة بديعة كلامها قائلة: «كان من المقرر أن تغنى أم كلثوم في حفلة زواج الملك فيصل الثاني عام 1958 وقد وعدتنا فعلا، غير أنه قتل قبل أن يزف إلى عروسه، ولم تسأل عنا أم كلثوم بعد مقتله، ولم تتابع أخبارنا بالرغم من أننا قضينا فترة من حياتنا في مصر بعد الانقلاب. ربما أتلمس لها الأعذار، في أنها لم تعزني بمقتل صديقتها أختي الأميرة عابدية، رغم أنها لا تستحق ذلك.." .
نعم يتلمس العراقيون لأم كلثوم الأعذار كونها واقعة تحت ضغوطات الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان عدوا للعائلة المالكة العراقية . كانت أم كلثوم قد غنّت ( أنشودة بغداد ) قديما للعراق ، ولكن بعد تغيير النظام الملكي ، فلقد غنت أم كلثوم لثورة العراق وبغداد العهد الجمهوري أحلى أغنياتها القومية مباركة التغيير الذي حصل في العراق عام 1958 من خلال «ثوار ثوار لآخر مدى» وقصيدة «بغداد يا قلعة الأسود يا كعبة المجد والخلود ».. الخ من الأغنيات التي كانت تصدح عبر الإذاعات ليل نهار، واتخذت الحكومات الجمهورية موسيقاها عزفا لتقديم الأخبار عبر الراديو والتلفزيون ردحا طويلا من الزمن !
وتلفت أم كلثوم النظر حقا، عندما تزور سوريا والسودان والمغرب وتونس والكويت وغيرها من البلدان العربية، ولكنها لم تعد لزيارة العراق أبدا طوال العهد الجمهوري الذي غنت لثواره من الضباط الأحرار.. وأنها لم تقتصر على مباركة ثورة 1958 ضد الملكية التي احتفت بها احتفاء عظيما، بل باركت أيضا انقلاب البعثيين على حكم العسكريين والزعيم عبد الكريم قاسم عام 1963 فغنت لهم أيضا ! لقد كانت هناك أغنية أخرى للعراق غنتها أم كلثوم من تلحين الموسيقار رياض السنباطي يقول مطلعها :
شعب العراق الحر ثار وعلى العراق طلع النهار
أعتقد أن السيدة أم كلثوم - رحمها الله- لم تتنكر لجميل ملوك العراق، بقدر ما كانت خاضعة لظروف مصروالرئيس جمال عبدالناصر الذي اعتبرته رائدا وبطلا وغنت له.. كما كانت قد مدحت وغنت للملك فاروق من قبل !
ويعّلق احد المسؤولين العراقيين القدامى الذين شهدوا قوة العلاقة بين أم كلثوم والبيت الهاشمي الملكي الذي حكم العراق ، ومدى احترام ذلك البيت لها .. إنها طوال حياتها ، كانت تفخر بالأوسمة التي منحها إياها ملوك ورؤساء عرب ، ولكنها لم تذكر يوما وسام الرافدين العراقي الذي منحها إياه الأمير عبد الإله ، بعد أن صدر تشريع خاص يخولّه بمنحها لها ذلك الوسام كونها امرأة ، وكان يمنح للرجال فقط ! ويبدو أن أم كلثوم كانت تراعي ظروفها كاملة ، كي تحافظ على مكانتها قبل أية اعتبارات أخرى !
الرئيس الراحل عبد السلام عارف فقد كان معروف عنه حبه لصوت السيدة أم كلثوم قبل ثورة تموز، وللدلالة على هواه (الكلثومي) فأنه مساء الخميس السابع من شباط 1963 أي في الليلة التي سبقت الانقلاب الذي أطاح بقاسم وجاء بعبد السلام عارف رئيساً للجمهورية فأن الأخير كان ساهراً مع حفلة أم كلثوم الشهيرة التي كانت تنقلها على الهواء مباشرة إذاعة القاهرة.
ولكن ينبغي أن اذكر للتاريخ إن حبّ العراقيين لأم كلثوم وصل إلى حد تأسيس مقاهي باسمها ، وأشهرها مقهى أم كلثوم الشهيرة بشارع الرشيد ببغداد التي استمرت عقودا من السنين لصاحبها السيد عبد المعين الموصلي الذي جمع ثروة نادرة من تسجيلات أم كلثوم الصوتية الكاملة ، ولا يضاهيه أي أرشيف غنائي لأم كلثوم أبدا ، ولا ندري ماذا حلّ بذلك الأرشيف النادر لأعمال كوكب الشرق أم كلثوم . رحم الله السيدة أم كلثوم، فلقد كانت كوكبا مضيئا وضيئا في عالمنا.. وكان دورها ناصعا في جمع الكلمة، وكانت مبدعة كل الإبداع.. وستبقى ذكراها وكل إبداعها ذخيرة حية على امتداد التاريخ؟

نشرت في روز اليوسف المصرية ، العدد 4275 - السبت الموافق - 15 مايو 2010
ويعاد نشرها على موقع الدكتور سيار الجميل
__________________
مع تحيات سمير عبد الرازق

التعديل الأخير تم بواسطة : samirazek بتاريخ 20/10/2014 الساعة 16h36
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 12h38.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd