* : عبد الغني السيد- 16 يونيو 1908 - 9 ديسمبر 1962 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 09h53 - التاريخ: 16/04/2024)           »          محمد مرشان (الكاتـب : نوسة الفرجانى - آخر مشاركة : خالد القرقوري - - الوقت: 06h27 - التاريخ: 16/04/2024)           »          عادل عبد المجيد (الكاتـب : عادل النعاجي - آخر مشاركة : خالد القرقوري - - الوقت: 06h27 - التاريخ: 16/04/2024)           »          عطية محسن (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : خالد القرقوري - - الوقت: 06h25 - التاريخ: 16/04/2024)           »          مع الموسيقى - برنامج إذاعي (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 00h31 - التاريخ: 16/04/2024)           »          معانينا في أغانينا (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 22h40 - التاريخ: 15/04/2024)           »          عبدو داغر (نوتة) ‏ (الكاتـب : azzeddine_z - آخر مشاركة : ابو يعقوب و طه - - الوقت: 22h33 - التاريخ: 15/04/2024)           »          عفاف راضي- 5 مايو 1954 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 19h33 - التاريخ: 15/04/2024)           »          عصمت عبدالعليم- 15 فبراير 1923 - 19 يناير 1993 (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 19h23 - التاريخ: 15/04/2024)           »          كنعان وصفي 1932-2000 (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 17h52 - التاريخ: 15/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > المواضيع العامة

المواضيع العامة المواضيع الفنية العامة والمواضيع الفولكلورية والثقافية ذات العلاقة بالفنون العراقية

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #21  
قديم 22/10/2009, 06h17
الصورة الرمزية خليـل زيـدان
خليـل زيـدان خليـل زيـدان غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:307960
 
تاريخ التسجيل: octobre 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,767
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

مقــدمة فيــلم
حـــب في بغـــــــداد
من مرفوعات الأخ الجميل مهند محسن
وقمت فقط برفعها على الياهو ، ويمكننا أيضاً
رفع أفلاماً كاملة ، حيث الحِمل على سيرفر
الياهو ولا أعباء على سيرفر سماعي
تمتعــوا برؤيـــة فـــوريــة
خــالص تحيــاتي


الرابط لايعمل !! تم أزالته من قبل موقع الياهو
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 16/11/2012 الساعة 16h53
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 22/10/2009, 09h46
الصورة الرمزية محمد العمر
محمد العمر محمد العمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:372343
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: كندا
المشاركات: 905
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

الاستاذ الريحاني
تحية عطرة
بصفتي عضو متواضع من عائلة سماعي الموقرة
اسمحلي ان احيي فيك روح الاخوة شكراً اخي الجميل ودمت متألقاً
اخوك
محمد العمر
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 22/10/2009, 10h11
الصورة الرمزية محمد العمر
محمد العمر محمد العمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:372343
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: كندا
المشاركات: 905
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمهر بغداد مشاهدة المشاركة
روعة ألأبداع د. أنس .... أستاذ ألريحاني ألتي توحي صورتك ألرمزية بألف حنين وحنين ....




ألغالي جدآ وسام ألشالجي ... ألمتألق قصي ألفرضي .... ألمبدع ألعزيز محمد ألعمر ... وعذرآ لمن
لم أتشرف بذكرهم فهم متألقون بشهادة إبداع ألمنتدى ....
لطالما حفضتُ قانون ألكون على أن للزمن أجنحة تسافر بعيدآ دون عودة ... ومن منتداكم الساحر
إكتشفتُ إن للزمن حنين يعاودنا متى ماحكمَ ألشوق لأناس أحببناهم ومحطات عشناها ولحظات كم تمنينا
جاهدين لوتخلّدت !!!
وها انتم بأبداعكم ألمتواصل حققتم ألأمنية وخلّدتم ألروعة .... فبالتألٌق ألدائم ياسادتي وألأبداع ألمتواصل
فأن ألفن ألعراقي بكل مفاصله أمانة ... وأنتم خير من يأتمنهم ألتاريخ على مراحله ألثمينة ...
أختكم

سمهر بغداد
الاخت الكريمة سمهر بغداد
يا جميلة الكلمات وبديعة االتعبير ورصينة المخارج
سمهر = الرمح الممشوق
فأنتي كأسمُكِ تَطلُقين الكلمات وعبارات الثناء فتصيبنا خجلاً في تواضعنا حد الانحناء
دمتي اختي العزيزة
بخير وسلام
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

التعديل الأخير تم بواسطة : محمد العمر بتاريخ 22/10/2009 الساعة 14h11
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 22/10/2009, 13h03
الصورة الرمزية خليـل زيـدان
خليـل زيـدان خليـل زيـدان غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:307960
 
تاريخ التسجيل: octobre 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,767
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العمر مشاهدة المشاركة
الاستاذ الريحاني
تحية عطرة
بصفتي عضو متواضع من عائلة سماعي الموقرة
اسمحلي ان احيي فيك روح الاخوة شكراً اخي الجميل ودمت متألقاً
اخوك
محمد العمر
الأخ الحبيب
محـمــــد العـمـــــــر
أسعدك الله وبارك في عمرك
وأشكرك على كلماتك الرقيقة
لكم جميعأ مني خالص التحية
__________________

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 22/10/2009, 17h32
الصورة الرمزية سمهر بغداد
سمهر بغداد سمهر بغداد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:429810
 
تاريخ التسجيل: mai 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 67
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

ألأستاذ ألمبدع ( محمد ألعمر ) ...
أقف عاجزة امام إطراءك ألأخاذ ياسيدي ...
وفي ألحقيقة فما ذكرتني به هو ألنُزُر أليسير مما أجده في شخصك ألكريم ...
إمتناني ياسيدي وبألتألق دومآ ...
وكما تفضلت ....
فأن سمهر هو ألرمح نسبة لصانعه ويدعى سمهر وإسم زوجته
رُدينة ....
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 08/12/2009, 22h32
الصورة الرمزية فاضل الخالد
فاضل الخالد فاضل الخالد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:457466
 
تاريخ التسجيل: août 2009
الجنسية: عراقية-سويدية
الإقامة: السويد
المشاركات: 592
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

دور السينما في مدينة الحلة خلال فترة الخمسينات وحتى قيام ثورة 14 تموز 1958

---------------------------------------------------------------- :-لقد امتلكت مدينة الحلة (مركز محافظة بابل) عددا من دور السينما توزعت في مركز المدينة في الفترة المنوه عنها سابقا كما يلي
1- سينما الحمراء الصيفي وتقع في الجزء الشمالي من المدينة بعد الجسر الجديد وكانت تعرض افلاما عربية
2- سينما الحمراء الشتوي وتقع في مركز المدينة قرب بناية المحافظة اي المتصرفية كما كانت تسمى وقتها وهي مختصة ايضا بالافلام العربية
3- سينما الفرات الشتوي
وتقع في المركز مقابل مدرسة متوسطة الحلة للبنين وتعرض افلاما اجنبية
4- سينما بابل الصيفي وتقع في الجزء الجنوبي من المدينة وتعرض افلاما متنوعة واتذكر انني شاهدت فيها فيلم (ليلى في العراق) في شهر ايلول 1950يومها كنت في الصف الاول المتوسط
5- سينما بابل الشتوي وتقع قريبا من بابل الصيفي وتعرض افلاما اجنبية

وكانت العوائل ترتاد هذه الدور بواسطة حجز المقصورات وتميزت سينما الحمراء الشتوي بتخصيص يومين عصرا للنساء فقط
وقد شاهدت اعظم فيلم استعراضي غنائي اجنبي في حياتي هو فيلم( امريكي في باريس) في شتاء 1954 وذلك في سينما الفرات الشتوي وهو من بطولة الممثل الامريكي( جين كيلي) والحسناء الفرنسية( لسلي كارون) والتي كان يطلق عليها النقاد في وقتها المرأة التي بلا عظام للانسيابية الرائعة التي يمتلكها جسمها عندما تؤدي الاستعراضات الراقصة مع جين كيلي ولانها اساسا متخرجة من مدرسة رقص الباليه
انني ادعو اعضاء هذا الموقع العظيم ان يعرض من يمتلك اي منهم مصورا للفيلم المذكور وشكرا سلفا
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 23/12/2009, 15h12
الصورة الرمزية اسامة عبد الحميد
اسامة عبد الحميد اسامة عبد الحميد غير متصل  
مشرف قسم العراق
رقم العضوية:48357
 
تاريخ التسجيل: juillet 2007
الجنسية: عربية
الإقامة: سماعي
المشاركات: 2,398
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

فلم الجابي


فلم عراقي عرض اول مرة عام1/15/ 1968 بطولة اسعد عبد الرزاق




وجعفر السعدي واخرين
الفلم كتب قصته واخرجه الراحل جعفر علي القصه تدور حول معاناة محصل النقود (الجابي) اليومية مع الركاب وتحدث تحديدا في الخط رقم 23 الذي مساره من باب المعظم الى منطقة الاسكان .
وكان الناس انذاك يسمون باص نقل الركاب باسم الامانة ثم تبدل الى المصلحة واخيرا سمي المنشأة . وهذا طبعا حسب تبعية دائرة نقل الركاب في بغداد , فكانت اولا دائرة تابعة لامانة العاصمة ثم استقلت وسميت مصلحة نقل الركاب , ثم اصبحت فيما بعد المنشأة العامة لنقل الركاب وهكذا .




وهذه مقدمة الفلم رفعتها على الياهو فيديو وساحاول رفع باقي الفلم ان تمكنت




مع خالص تحياتي
اسامةعبدالحميد مواطن من سماعي




الرابط لايعمل !! [ نور]



التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 25/08/2012 الساعة 15h50
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 07/02/2010, 14h38
الصورة الرمزية haidarthamer
haidarthamer haidarthamer غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:250525
 
تاريخ التسجيل: juin 2008
الجنسية: عراقي
الإقامة: تلفات الدنيا
المشاركات: 111
Thumbs up دور السـينما في بغداد الثلاثينيات

دور السـينما في بغداد الثلاثينيات

المقدمة:

هذه المقالات ليسـت متكاملة عن دور السـينما في بغداد بقدر ما هي عرض سـريع لتاريخ هذه الدور وتأثير السـينما على الناس وخصوصاً في فترة ازدهارها (منذ منتصف الثلاثينيات إلى منتصف السـتينيات) وانطباعات وذكريات عن تلك الفترة سـمعتها وعشـتها. أنها محاولة لرسـم صورة لبغداد أرجو أن أوفق في تقديمها وليعذرني القارئ إذا أخفقت أحياناً أو شـدني الحنين إلى الاسـترسـال أحياناً أخرى.


تفتحت العيون على أعمدة شـارع الرشـيد كأنها الحرس الذي يدفع أذى الزمن عن قلب الحبيبة شـارع الرشـيد لا يزال هو الدواء عندما أشـعر بالضيق أقذف بنفسـي بين أحضان هذا الصديق القديم الوفي واقبل بعيني معالمه العزيزة الحيدرخانة و الشـورجة وبيت اللنج وحافظ القاضي والمربعة والسـنك ومدينة روكسـي وأتجاهل التغيير الذي حدث وأشـعر أن شـركة اسـطوانات كولومبيا ومخزن بايونير وسـينما الحمراء لا تزال في مكانها وأتخيل أن سـينما الرشـيد لم تهدمها يد قاسـية وأن المقهاة البرازيلية لا تزال ملتقى المثقفين ومحبي الأدب والفن والمعرفة وإن سـينما برودواي تعرض أفلامها مع اهتزاز الكراسـي كلما مرّ باص المصلحة واسـتمر في مسـيري وأشـم رائحة أشـهر بائع باسـطرمة على الرصيف المقابل وأتحسـس جيبي لأتأكد من وجود النقود التي سـأدفعها لأبكار مارتين مقابل إعداد (البكنشـرشـو والبكنشـركوار) أو أشـتري بها أدوات الرسـم من (مخزن النعمان).
وهذه مدينة روكسـي ترى ما هي الملصقات الجديدة التي أخذت مكانها على الجدران ومثل ماء النهر ينتهي بي المطاف إلى البحر بحر باب الشـرقي والسـاحة الصغيرة وبشـجرتها القديمة تشـير إلى سـينما الملك غازي وكأنها الملكة وحولها حاشـيتها.. سـينما التاج والنجوم وميامي وديانا ودار السـلام وأدخل شـارع الملك غازي بأجوائه الشـعبية الحلوة وهذه الوجوه العراقية الودود وأزقته التي تحمل تاريخ الحبيبة.. تاريخ بغداد من باب الشـيخ إلى محلة الفضل وما وراءها وأحاول الاسـتمرار في تخيلاتي وأوهامي ولكن أنقاض سـينما الشـرق تعيدني إلى الواقع.. الواقع الذي حول سـينما الفردوس الشـتوي إلى مطعم والصيفي إلى مخزن أخشـاب وجعل من سـينما مترو مخزناً كبيراً.
وأعود إلى الوراء إلى أيام الأربعينيات والخمسـينيات عندما كانت مدينتي تحتوي على أكثر من ثلاثين داراً للسـينما تعرض إنتاجاً عالمياً متنوعاً وكان ارتياد دور السـينما يشـكل حدثاً يومياً أو أسـبوعياً مهماً ومظهراً من مظاهر الحياة الاجتماعية عند الشـعب العراقي وخصوصاً جمهور العاصمة بغداد والمحافظات الرئيسـة (البصرة والموصل والحلة) بل أن السـينما كانت تشـكل عند كثير من أفراد الطبقتين العاملة والمتوسـطة المنفذ الرئيس للترفيه (والثقافة إلى حدٍ ما) وكان تأثيرها كبيراً في تشـكيل الذوق النسـائي من الملابس والإكسـسـوارات إلى تصفيفة الشـعر، وكان من الطبيعي أن تجد تفصيلة فسـتان ليلى مراد أو جوان كرونورد أو نوعية قماش تابير نور الهدى أو أمينة رزق منتشـرة بعد عرض الفلم، وكانت جولييت أشـهر عاملة تصفيف شـعر (كوافيرة) عند الجابي تتردد على السـينما باسـتمرار لتسـتطيع تلبية رغبات صاحبات الذوق الجميل.
ولكن ليس هناك داعٍ لأن نسـبق الزمن ولنعد أولاً إلى سـنوات الثلاثينيات والى أشـهر دور السـينما وقتذاك. سـينما رويال يذكرها الكبار دائماً وتكاد تلمس نبرة الحب والحنين في أصواتهم وهم يلفظون الاسـم. سـينما رويال الصيفي كانت مشـيدة على أرض الركن الأيمن من الشـارع المؤدي إلى الجسـر العتيق (جسـر الشـهداء الآن) وقد أصبحت فيما بعد سـينما الحمراء (الصيفي) ثم سـينما القاهرة (الصيفي) أيضاً قبل هدمها وإقامة عمارة كبيرة تحتوي على موقف سـيارات ومخازن ومكاتب تجارية. وأمامها يقف الآن تمثال الشـاعر الرصافي.
في ذلك الوقت كانت هناك سـينما الوطني التي لا تزال في مكانها حتى الآن في منطقة سـيد سـلطان علي أمام أورزدي‌ باك (شـركة المخازن العراقية) وكذلك سـينما (سـنترال) التي كانت تمثل البناية المقابلة لشـركة حافظ القاضي ويفصلها عن المصور أرشـاك زقاق يؤدي إلى شـارع النهر وقد بقيت السـنترال إلى سـنة 1935 حيث افتتحت بعد التجديد (سـينما الرافدين) في يوم السـبت الثالث من آب 1935 بفيلم (جزيرة الكنز) وقد اسـتمرت إلى الأربعينيات ولكن مسـتوى أفلامها هبط بعد افتتاح عدة دور حديثة وبدأت تعرض بعض الأفلام العربية وأفلام (جابك والي) و (عنتر والي) الهندية.
وأتذكر حادثة طريفة في سـينما الرافدين فقد زارنا بعض القرويين من قرية صغيرة اسـمها (أبو تمر) وكان معهم امرأة متوسـطة العمر وطلب منا الأهل أن نأخذها لمشـاهدة (السـينما).
وجلسـنا في (لوج) وأمامنا الشـاشـة الكبيرة وبدأ عرض الفيلم كنا نحن نراقب الضيفة ونرى انفعالاتها وهي تتبع ما يدور على الشـاشـة من مواقف إلى أن جاء مشـهد قطار سـريع وكان بعيداً ثم أخذ القطار يقترب بمشـهد (كلوز آب) وملأ الشـاشـة وسـمعنا صرخة مدوية وعويلاً وأضيئت الأنوار فإذا بالضيفة جالسـة على أرض اللوج خوفاً من القطار وهي تولول وضجت السـينما بالضحك بعد أن جاء الشـرطي وعرف الجميع أصل الحكاية وعادت المرأة إلى قريتها ورفضت أي دعوة لزيارة بغداد بعد ذلك. بعد هذه الحادثة بفترة قصيرة احترقت السـينما.
ومن دور السـينما في الثلاثينيات سـينما (ليالي الصفا) التي أصبحت بعد ذلك ملهى ليليا ومعظم كبار السـن يذكرون (سـينما رويال) وقد أجابتني إحدى العجائز بعد سـؤالها عن السـينما بأنها كانت تذهب للرويال مع أهلها وزميلاتها بالقباقيب.
أما سـينما الوطني فهي الدار الوحيدة التي بقيت حتى الآن ونرجو أن لا تطولها يد الجشـع المادي لتحولها إلى مخازن تجارية كما حدث مع إحدى أجمل دور السـينما في بغداد سـينما الرشـيد…
وتعتبر سـينما الوطني من أقدم الدور في بغداد وقد بدأت بعرض الأفلام الناطقة منذ بداية الثلاثينيات وكانت إعلاناتها تقول:
(السـينما الوطني الناطق)
هذه الدار لم تكن من الدور الكبيرة في البناء فعدد مقصوراتها لم يكن يتعدى الإثنتي عشـرة مقصورة مع الكاليري (70 فلسـاً) في الطابق الأعلى وفوقه يوجد صفان من الكراسـي نصل إليها بواسـطة سـلم جانبي وكانت هذه الكراسـي هي مقاعد (التسـعين فلسـاً) وفي الطابق الأسـفل يوجد الكاليري أيضاً وأمامه الركن المشـهور في جميع دور السـينما (أبو الأربعين) وجمهوره من الشـباب المراهق والأطفال وكثير من العمال والحرفيين.
داخل السـينما يرى المشـاهد بوضوح الزخارف الجميلة داخل قاعة العرض وخصوصاً أماكن الإضاءة على الجدران بشـكلها المخروطي الجميل وقد بقيت سـينما الوطني من دور الدرجة الأولى وتحولت في نهاية الأربعينيات إلى عرض الأفلام العربية ثم تدهورت أحوالها في بداية الخمسـينيات بعد أن أصبحت منطقة الباب الشـرقي والأورفه‌لي هما منطقة دور السـينما الجيدة والملاهي. وبدأت السـينما بعرض المسـلسـلات المشـهورة ب‍ (15 فصلاً الأولى) (والأخيرة) قبل (مملكة تحت البحر) و (فلاش كوردون) و (ابن الحداد) وغيرها.
وفي منتصف الخمسـينيات وبعد هدم أغلب دور السـينما في الباب الشـرقي اشـترى الموزع السـينمائي المعروف المرحوم (حبيب الملاك) السـينما وأعاد تجديدها وافتتحها باسـم (سـينما القاهرة) لعرض الأفلام العربية.
وكان الملاك قد اسـتأجر أيضاً سـينما رويال (الحمراء الصيفي) وأسـماها (القاهرة الصيفي) وكان يعرض فيها نفس الأفلام التي تعرضها سـينما القاهرة واسـتمرت (الوطني) في هبوطها وصعودها وأعيد افتتاحها في السـتينيات وعرضت فيها شـركة فوكس مجموعة جيدة من أفلامها ولكن الزمن تغيير وأصبحت منطقة السـعدون هي المركز السـينمائي وعادت الوطني إلى الدرجة الثانية وهي الآن سـينما ومسـرح ومحال تجارية.
أما أرقى دار سـينما في الثلاثينيات فهي سـينما الرشـيد ببنايتها الضخمة الجميلة المزدانة بالزخارف والتماثيل خارج صالة العرض وداخلها والسـلم الذي يقودنا إلى ردهة صغيرة للاسـتراحة ثم إلى الكاليري وسـلالم جانبية طويلة تنتهي بنا إلى المقصورات الخلفية والى حجرة ماكينة العرض. أما الطابق الأسـفل فكان كالعادة يحتوي على الكاليري الأرضي (أبو الأربعين). وفي بداية الأربعينات افتتحت بجانب السـينما الشـتوي دار صيفية باسـم الرشـيد الصيفي.
وفي ذلك الوقت كانت كل سينما توزع الإعلانات الأسـبوعية التي تحمل صوراً للفيلم باللغتين الإنكليزية والعربية، وكان الإعلان ذا طباعة جميلة يطبع من قبل شـركة الأفلام نفسـها (مترو-فوكس …الخ) مع ترك فراغ لطبع الكلام العربي وكانت الإعلانات عبارة عن عرض كامل للفيلم وممثليه وقصته ومواعيد العرض وتنويه عن عرض أحدث أخبار العالم.
وكان البعض يعلن عن تخصيص أيام خاصة للطلاب وبأسـعار مخفضة. في تلك الأيام الجميلة كان ليوم الخميس مكانة خاصة في قلوب الصغار والكبار، فقد كان يوم السـينما بالنسـبة للعوائل. أما الجمعة فقد كان يوم عيد للصغار منذ الصباح حتى انتهاء (الماتينيه) (دور العصر) وكان تحت الأسـبوع وعذاب الدراسـة يهونان ونحن نفكر في السـينما (ولفة البيض والبيض والعنبة والصمون والنامليت).
ولم تكن هناك ترجمة على الفيلم كما هو الحال الآن. وقد دخلت الترجمة في النصف الثاني من الأربعينيات، وكانت تعرض في البداية على شـاشـة صغيرة جانبية ثم أصبحت على الفيلم نفسـه.
وشـهدت الثلاثينيات افتتاح دور سـينما جديدة قبل (سـينما الملك غازي) وكانت آية من الفن المعماري ودليلاً على موهبة (الاسـطوات العراقيين) هذه الموهبة التي بهرت الإنكليز عندما احتلوا العراق، الموهبة الفطرية التي كانت تحسـب حسـاب الحر والبرد بالخبرة. ولا تزال الدور القديمة شـاهداً على ذلك بدفئها شـتاءً وبرودتها صيفاً. إن القلم لا يسـتطيع وصف روعة بناية سـينما غازي التي أصبحت أشـهر وأرقى دار عرض في العراق.
وأيضاً كانت هناك سـينما الزوراء التي لا تزال موجودة في منطقة (المربعة) وتعرض الآن (فيلمين في آن واحد) وكأنها ملكة جمال فقدت معجبيها بمرور السـنين ولكنها احتفظت بآثار من ذلك الجمال الرائع بواجهتها الجميلة ذات التماثيل والزخارف البديعة. ولا نزال نمر من أمامها ونقف قليلاً وتمتلئ العيون بالدموع ويغمرنا الحنين وتشـدنا الذكريات إلى الوراء نرى ملكة الجمال في أحلى سـنين العمر وهي تقدم لنا الأفلام الرائعة طوال الثلاثينيات والأربعينيات.
والى اللقاء في العدد القادم لنمشـي معاً في طريق الذكريات ومعنا بغداد الغائبة الحاضرة الرائعة دائماً والى الأبد.
غالب وشـاش

جريدة العراق- الثلاثاء 5/كانون الثاني/1993
__________________
إشجم كًطاة البلفلاة من جوعها ترعى العشب
ودجاجة العمية الدهر تمّن لكًط ينطيها
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 07/02/2010, 14h42
الصورة الرمزية haidarthamer
haidarthamer haidarthamer غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:250525
 
تاريخ التسجيل: juin 2008
الجنسية: عراقي
الإقامة: تلفات الدنيا
المشاركات: 111
Thumbs up دور السـينما في بغداد الخمسينيات

دور السـينما في بغداد الخمسينيات

الخمسينيات… هذه السـنون الحلوة التي تعلمنا فيها حب بغداد… المدينة التي كانت تزهوا بنورها وتتيه بشـبابها الخالد… بغداد السـياب ونازك الملائكة والبياتي… بغداد الشـباب الوطني الذي بدأ يعي ويدرك ويقول رأيه… بغداد المكتبات المنتشـرة في كل مكان… بغداد الثقافة والفن، وجيل جديد بدأ يأخذ مكانه في المدارس المتوسـطة والثانوية وفي الكليات.


كنا جيلاً بدأ في اكتشـاف الثقافة العربية مبكراً ثم ألتفت إلى الثقافة الأجنبية. الجيل الذي كان من أهم سـماته الكتاب والسـينما فقد بقيت السـينما هي المتعة الرئيسـة عند البغداديين. وأصبحت في النصف الأول من الخمسـينيات مكاناً رئيسـاً للقاء.. لقاء الأصدقاء ولقاء الأحبة.
وأصبحت حفلات الماتينيه (4,00 عصراً) من كل يوم خميس في دور غازي وروكسـي موعداً تتجمع فيه نفس الوجوه تقريباً في موعد أسـبوعي أخذ شـكلاً ثابتاً وأنتقل بعد هدم سـينما غازي إلى الخيام في النصف الثاني من العقد.
أما يوم الاثنين فقد أصبح موعد تبديل البرنامج في كل دور السـينما تقريباً وكانت المقصورات في داري غازي وروكسـي محجوزة لبعض العوائل البغدادية بشـكل دائمي وتدفع أجورها في حالة حضورهم أو عدمه. وكان الناس في يوم الاثنين يتسـابقون للحصول على تذكرة دخول لأن أغلب الدور كانت تعلق لافتة (كامل العدد) بعد فتح الشـباك بوقت قليل بالرغم من كثرة عدد الدور. فقد شـهدت أعوام الخمسـينيات ازدياداً في دور سـينما الدرجة الأولى والثانية مثل دور (دنيا) في شـارع الأمين. و (مترو) الصيفي والشـتوي في منطقة الفضل و(الأعظمية) في رأس الحواش والأورفه‌لي (السـندباد حالياً) و (ركس) في مدينة روكسـي و (شـهرزاد الصيفي) في سـاحة الطيران و(شـهرزاد الشـتوي) في الباب الشـرقي و(برودواي) في منطقة المربعة.
وكانت الأفلام العربية تعيش أيامها الناجحة وتلقى إقبالاً كبيراً.
وشـهدت بداية العقد ظهور نجوم جدد أصبحت أفلامهم هي المفضلة لدى الجمهور مثل فاتن حمامة ونعيمة عاكف وهدى سـلطان وفريد شـوقي وماجدة وغيرهم واسـتمرت أفلام فريد الأطرش وأفلام ليلى مراد وأنور وجدي في المقدمة بإيراداتها الكبيرة. وكان اسـتيراد الأفلام يتم عن طريق الأفراد من أشـهر مسـتوردي الأفلام والمرحومان إسـماعيل شـريف وحبيب الملاك.. وكانا يتنافسـان في شـراء الأفلام من مصر وكانا يحبان السـينما حباً كبيراً وقد حول الملاك سـينما النجوم إلى دار لعرض الأفلام العربية وخصوصاً أفلام فريد الأطرش التي حققت ثروة كبيرة للموزع قبل (آخر كدبة) و(ما تقولش لحد) و(لحن حبي) وأفلام الصغيرة فيروز التي حضرت أخواتها نيلي وميرفت عرض فيلم (الحرمان) وكان ذلك تقليداً جميلاً متبعاً في تلك السـنين وقد شـاهد الجمهور محمد فوزي ومديحة يسـري وزوزو نبيل وسـراج منير والكحلاوي ونعيمة عاكف وغيرهم في الحفلات الأولى لعرض أفلامهم.
وشـاهدنا محمد أمين يغني وزوجته هدى شـمس الدين ترقص في حفلات فيلم (الحب بهدلة) و(تحية كاريوكا) مع فرقتها كذلك.
أما الأفلام الأجنبية فقد اختصت بها دور السـينما في الباب الشـرقي وأصبحت كل واحدة منها مقراً لأفلام شـركة أو أكثر من شـركات السـينما الأمريكية، وكان جيلنا يلهث وراء دور الدرجة الثانية أيضاً ليشـاهد الأفلام المعادة التي يشـاهدها من قبل وأذكر أننا شـاهدنا فيلم (كيلدا) مرات عديدة عند إعادة عرضه في سـينما الرافدين الصيفي وكذلك أفلام (رمل ودم) و(نسـاء صغيرات) و(لم تعد طفلاً) وغيرها.
وكنا نشـتري المجلات الفنية مثل (البكتشـرشـو) و (البكتشـركوار) و( الفوتوبلاي) و(الكواكب) و(الفن) وغيرها.
وعرفت أعوام الخمسـينيات نجوماً جدداً مثل (توني كرتس) و(روك هدسـون وديبي رينولدز واليزابيث تايلور) وغيرهم. وكان الجمهور البغدادي وفياً في حبه فقد اسـتمرت أفلام (كلارك كيبل) مثلاً، تدر إيرادات كبيرة بالرغم من فشـل أغلبها في أمريكا وأوربا.
ومن أجمل ذكريات النصف الأول من الخمسـينيات كان أسـبوع مهرجان أفلام شـركة مترو الذي أقيم في دور روكسـي الشـتوي والصيفي وركس وعرض فيه سـبعة أفلام جديدة من أشـهر أفلام الشـركة ثلاث قصص غرامية (غرام الأميرة، مايو قطعة واحدة، انتقام اللص، الحب المزيف، هروب في الصحراءو عشـاق الوادي). في تلك السـنين تعرف الجمهور على الإنتاج الإيطالي الذي بدأ بالنجاح السـاحق لفيلم سـلفانا مانكانو (الرز المر) ثم (أنا) بعدها اكتسـحت أفلام الميلودراما الإيطالية السـوق وتخصصت سـينما يرودواي بعرضها وعرف جمهورنا أميديو نازاري وايفون سـانسـون وأنتونيلا لوالدي.
وحظيت أفلام مثل (أبن حرام) و(سـامحيني) بشـهرة لم تكن تســحقها وكنا في ذلك الوقت نسـمع عن السـينما سـكوب ونراها في صور المجلات فقط كانت سـينما (غازي) قد اشـترت حقوق أفلام شـركة فوكس ولم نسـتطيع تركيب الشـاشـة الكبيرة إلا في سـنة 1955 ولكن سـينما روكسـي سـبقتها وشـاهد الجمهور أول فيلم سـكوب أنتجته شـركة مترو (فرسـان المائدة المسـتديرة).
ولكن جمهور مدينة البصرة شـاهد أفلام فوكس قبل بغداد بفترة طويلة بعد أن عرضت في سـينما صيفي كان من السـهل تحويل شـاشـاتها إلى السـينما سـكوب.
وجاءت السـنة الحزينة، ففي الشـهر التاسـع من سـنة 1955 ذهب الآلاف من الناس ليشـاهدوا سـينما (غازي) للمرة الأخيرة بعد أن تقرر هدمها وهدم دور التاج والنجوم لبناء جسـر الجمهورية - الملكة عالية سـابقاً - وكان يوم الاثنين هو آخر أيام سـينما (غازي) وقد أعادت فيه عرض أحد الأفلام القديمة (اندرو كلس والأسـد) وذهبت إلى الأبد.
وكان هدمها بداية النهاية للعصر الذهبي لدور السـينما في بغداد. فعلى الرغم من أن الأمور كانت تبدو كما هي خصوصاً بعد افتتاح سـينما الخيام بفيلم (هيلين الطروادية) فأن السـينما كانت تتغير في العالم كله وكذلك ذوق الجمهور.
وبدأت الأفلام الغنائية الاسـتعراضية العربية والأجنبية تفقد جمهورها، عدا أفلام فريد الأطرش والمطرب الجديد عبد الحليم حافظ، وكانت الأفلام الإيطالية التافهة قد خربت ذوق الأغلبية وبدأت أفلام (روك هدسـون) الميلودرامية و(توني كريتس) و(جيف شـاندلر) وغيرهم تحل محل أفلام (كرافورد) و(كيبل) و(سـتانويك) و(كوبر) ولكن الآلاف من الشـباب اسـتمروا في مشـاهدة أفلام (دوريس داي) والوجوه الجديدة (جاك ليمون) و(كيم نوفاك) وبقيت (ريتا هيورات) محتفظة بجمهور كبير وأصبح لجيمس دين أتباع حتى بعد موته وأصبحت (مارلين مونرو) نجمة الشـباك واسـتمرت مكتبة (كورونت) في بيع المجلات وبقيت محال بيع الأسـطوانات في شـارع الرشـيد وبجانب سـينما الخيام تقدم خدمة ممتازة لروادها وكانت المقهاة البرازيلية في الرشـيد وفي الأورفليه تعيش أحلى أيامها.
وعمو ألياس ترك دكانه الصغير بجانب سـينما الرشـيد ليفتتح مطعماً كبيراً ذا طراز جديد بالنسـبة للبغداديين بجانب سـينما برودواي وقدمت الأمريكان بوفيه (التوتي فروتي) و(الشـوكلامو) للجمهور العادي لأول مرة ولكن السـويس بوفيه والرومانس والبيكولو أمباسـي لم تسـتطع سـرقة الرواد القليلين من محل صغير جداً يقع أمام الباب الخلفي لمخزن (حسـو أخوان)، محل كان يبيع الكيك والمعجنات، تملكه عائلة يونانية وفيه خمس طاولات فقط أسـمه (الكولدسـتار) وكانت المدام صاحبة المحل وجو (يوسـف) العامل رحيمين بالعشـاق الصغار وبالحب البريء الذي يحاول الاختفاء عن الأعين.
وبدأت الأمور تتغير وهموم الناس تزداد والحياة تصبح أكثر تعقيداً وبدأ أثر ذلك على دور السـينما وبالفعل اختفت سـينما (ديانا) الصيفي وحلت محلها سـينما (أوبرا) الصيفي وسـينما (ميامي) الشـتوي واختفت سـينما (دنيا) الشـتوي وسـينما (الأمين) الصيفي بسـبب الشـارع الجديد وكذلك دار السـلام الصيفي.
لم نكن نعامل السـينما على أنها مجرد حجارة. لقد كانت بالنسـبة لنا حياةً وروحاً. لقد كانت مثل عزيز قوم ذل يحاول غني الحرب إذلاله، بنقوده الكثيرة.
وكان المرحوم (إسـماعيل شـريف) بحبه الكبير للسـينما قد أعاد افتتاح سـينما (ديانا) بأفلام شـركتي (بارامونت) و(يوناتيد أرسـس) التي طال تخزينها ولكن (ديانا) لم تصمد إلا لبضعة مواســم ثم عادت إلى عرض الأفلام الرديئة.
وقامت ثورة تموز 1958 ثم انحرفت عن طريقها ومنع عبد الكريم قاسـم الأفلام العربية وأصبحت السـينما مجرد مكان لقتل الوقت أو الهروب من التفكير والهموم.
في تلك الأيام هدمت إحدى أقدم وأجمل دور السـينما في بغداد.. سـينما (الحمراء) ولم يكن هناك داع لهدمها.
وفي الظاهر كانت معدلات الدخول للسـينما كبيرة جداً ولكن المراقب يسـتطيع أن يرى أن أغلب الدور أغلقت أبوابها أو أصبحت من الدرجة الثانية وأن نوعية الأفلام الناجحة جماهيرياً أصبحت مختلفة تماماً وتدل على أن جمهوراً جديداً قد بدأ يأخذ مكانه بدلاً من القديم، خصوصاً بعد أن بدأت الهجرة من الريف إلى المدينة بشـكل واسـع وبدأت بوادر السـتينات تلوح ومعها (هرقل) و(ماشـيسـتي) و(جيمس بوند)، وبغداد تئن تحت وطأة آلام كثيرة.
لقد شـاخت حبيبتي قبل الأوان.. من يسـتطيع أن يعيد أليها ابتسـامتها الحلوة ويرد لها بعضاً من إشـراقها..؟ عشـقي أنت، يا بغداد، في فرحك وحزنك. لقد عرفنا الحزن ونحن ما نزال في أول سـنوات الشـباب.
وإلى اللقاء مع السـتينات.
غالب وشـاش

جريدة العراق- الأربعاء 19/أيار/1993
__________________
إشجم كًطاة البلفلاة من جوعها ترعى العشب
ودجاجة العمية الدهر تمّن لكًط ينطيها
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 07/02/2010, 14h45
الصورة الرمزية haidarthamer
haidarthamer haidarthamer غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:250525
 
تاريخ التسجيل: juin 2008
الجنسية: عراقي
الإقامة: تلفات الدنيا
المشاركات: 111
Thumbs up دور السـينما في بغداد الستينيات

دور السـينما في بغداد الستينيات
رفضت حبيبتي أن تنطق بلغة غير لغتها العربية فضلت بغداد السـكوت وقلبها يعتصره الألم. الأفلام العربية ممنوعة.. سـينما الحمراء بانتظار معاول الهدم لتتحول إلى جزء من البنك المركزي. هكذا ببسـاطة، نهدم تاريخاً عريقاً بجرة قلم وننسـى أن دار سـينما واحدة تسـاوي ألف بناية عادية.
سـينما الوطني تحولت إلى الكلام باللغة الروسـية وكذلك الزوراء والسـندباد. دور الدرجة الثانية أخذت تبحث عن أي شـريط سـينمائي لعرضه على شـاشـاتها.
كان الحزن قد أصبح رفيقاً دائماً ولكنه حزن غاضب، متمرد. كان جيلنا يحاول أن يسـتغل أية فرصة للتعبير عما في داخله.. وأذكر أن عرض فيلم عربي (لبناني) وسـط قرار المنع تحول إلى مظاهرة صامتة ضد السـلطة. فقد أسـتمر عرض الفيلم أكثر من عشـرة أسـابيع (رقم قياسـي في ذلك الوقت) وشـاهده جمهور كبير، حتى أن كثير من رواد الفيلم الأجنبي شـاهدوا (مرحباً أيها الحب) لمجرد التشـجيع وفي الوقت نفسـه الاحتجاج على قرار المنع.
وفي وسـط الحصار، اسـتطاعت بعض الجمعيات، اسـتغلال الحفلات السـينمائية كمظهر من مظاهر المعارضة. وأذكر أن إحدى هذه الحفلات أقيمت في سـينما روكسـي وغنت فيها المطربة الشـجاعة مائدة نزهت إحدى أغانيها المشـهورة وقتها (أم الفسـتان الأحمر) وصرخ الجمهور يطالبها بتغيير كلمة الأحمر إلى الأخضر واسـتجابت الفنانة وعلت الهتافات.
ثم عرض علينا فيلم (قصة الصفحة الأولى) وهو من أفلام ريتا هيوارث الأخيرة وبعد فترة ألغي قرار المنع وعادت الأفلام العربية وبدأت سـينما روكسـي تعرض كل أسـبوع فيلماً، مهما كانت جودته وشـاركت سـينما الزوراء وسـينما الوطني في عرض بعضها عدا الأفلام الكبيرة مثل (شـارع الحب) فقد عرضته سـينما الخيام كأول فيلم عربي يعرض فيها.
الأفلام الأجنبية اسـتمرت في دور النصر والخيام وسـينما جديدة تم افتتاحها في بداية العقد مكان سـينما دار السـلام وبالرغم من صغرها نسـبياً، فقد أخذت مكاناً متميزاً بين دور الدرجة الأولى وكان السـبب الرئيسـي هو إدارتها فقد كان صاحبها المرحوم (إسـماعيل شـريف) وقد تحدثنا عن حبه للسـينما وذوقه الرفيع في مقال سـابق. وأصبحت الدار الجديدة مقراً لشـركات عدة مثل مترو وفوكس وكولومبيا ويونايتد ارتش.
وعلى مدى سـنوات خمس، شـاهد الجمهور البغدادي أجمل أفلام في جو مريح هادئ أفلام رائعة مثل (العظماء السـبعة، أريد أن أعيش، المركانزي، الشـقة، عازب في الجنة، عايدة، جسـر على الشـمس، امرأة مهووسـة وغيرها) واسـتمرت الخيام في عرض أفلام شـركات يونيفرسـال وبارامونت رورانر، أما النصر فقد كانت تشـارك غرناطة في أفلام مترو وفوكس وقد ابتدعت تقليداً جديداً عملت به بعد نجاحه دور السـينما الأخرى وهو (حفلة السـاعة الواحدة ظهر كل جمعة) واسـتطاع جمهور الشـباب وقتها من رؤية أجمل كلاسـيكيات شـركة مترو مثل (قصة مدينتين، العودة إلى الوطن، سـان فرانسـيسـكو وغيرها من الروائع) وبالرغم من الإقبال الكبير على دور السـينما فأن معدلات الدخول كانت تنخفض تدريجياً، فقد كان هذا النجاح الكبير حكراً على دور الدرجة الأولى فقط في الوقت نفسـه كانت خريطة المجتمع البغدادي تتغير.. التعليم أصبح مفتوحاً أمام الجميع.. الهجرة إلى المدينة جعلت بغداد من أكثر المدن كثافة.. المسـاحات الخالية الكبيرة أخذت تختفي ويحل محلها الدور والعمارات.
كان المفروض أن يقابل ذلك إقبال شـديد على السـينما أو القراءة.. الذي حدث هو العكس.. السـتينيات شـهدت الهجمة الشـرسـة لهرقل وماشـيسـت وأفلام الكابوي الإيطالية (سـباكتي ويسـترن) وفتح جيل عيونه على هذا النوع. لم يعد يتقبل الأفلام الجيدة، الاجتماعية أو الموسـيقية أو حتى الأفلام البوليسـية الجيدة وتوقفت سـينما روكسـي عن العمل وأغلقت أغلب الدور الصيفية أبوابها وأصبحت منطقة الباب الشـرقي من المناطق الشـعبية ومرة أخرى حاول (إسـماعيل شـريف) إحياء المنطقة بتجديد سـينما ديانا وأطلق عليها أسـم (الحمراء) وافتتحها بمجموعة جيدة من الأفلام العربية ولكن بعد شـهور عدة عادت السـينما إلى الدرجة الثانية. في تلك الأثناء كان شـارع السـعدون قد أصبح مقر دور الدرجة الأولى سـينما سـمير أميس أعادت إلى الأذهان بعض من فخامة وأناقة الدور القديمة وتم افتتاحها بفيلم جيد (بيكيت)، سـينما النصر القديمة التي تحولت إلى كباريه أعيد بنائها وأصبحت سـينما أطلس وتم افتتاحها بفيلم (الجسـدان) الهندي، لأن الأفلام الأجنبية كانت ممنوعة منذ نكسـة 1967 وكانت السـينما أشـبه بعلبة السـردين، سـينما بابل التي تشـبه أطلس تم افتتاحها وسـط تهليل كبير.
بعد قرار منع الأفلام الأمريكية بفترة من الوقت، بدأت بعض دور السـينما تعرض الإنتاج الأمريكي بطريقة التحايل فقد أخذ الموزعون في شـراء الأفلام من شـركات التوزيع الإنكليزية على أسـاس أنها إنتاج بريطاني ولكن العدد كان قليلاً ولا يسـد الحاجة وكانت الأفلام الهندية قد بدأت تسـيطر على جزء كبير من الجمهور وعلى عدد كبير من دور السـينما الخيام رفضت الفيلم الهندي ولكنها أصبحت مقراً للمصارعين ورعاة البقر الإيطاليين، فقط سـينما غرناطة اسـتمرت في عرض الأفلام الجديدة من الإنتاج البريطاني والفرنسـي وأحياناً الأمريكي ولكن كما قلنا كان ذوق الجمهور قد تغير بحيث أن فيلم عظيم مثل (رقصة الحي الغربي) عُرض بعد حذف عدة أغاني منه، ووسـط صفير المتفرجين وتعليقاتهم التافهة. أما (صوت الموسـيقى) و(جنوب الباسـفيك) فلم يصمد أكثر من أيام.
بعض الدور الصيفية اسـتمرت مثل سـينما أوبرا الصيفي التي تخصصت بعرض أفلام فريد الأطرش القديمة، وبنجاح كبير لعدة مواسـم صيفية والى نهاية السـتينيات ثم تحولت إلى كراج وأخيراً تم هدمها، نفس المصير لحق بسـينما الأحرار الصيفي التي كانت بجوار أوبرا وكذلك سـينما ديانا.
الشـرق الصيفي اسـتمرت في عرض الأفلام العربية القديمة، مثل أفلام عبد الوهاب وصباح وغيرها ثم تحولت إلى كراج وأخيراً بدأ هدمها أثناء كتابة هذا المقال.
في السـتينيات أيضاً تم افتتاح سـينما صغيرة باسـم (السـينما والمسـرح) وكانت بعيدة نسـبياً (قاعة الخلد) وعرضت فيها مجموعة جيدة من الأفلام القديمة والحديثة وكان روادها أغلبهم من محبي السـينما، ولكنها تحولت إلى مسـرح بعد ذلك.
بغداد تغيرت.. كنا نتمشـى في شـارع الرشـيد وعيوننا تبحث عن الأصدقاء الذين عاشـرناهم سـنين طويلة ولكن أغلبهم قد رحل.. سـوق الأمانة.. سـينما الحمراء.. دونة فلسـطين.. اسـطوانات كولومبيا.. الدلتا.. السـويس بوفيه.. أصبحت مجرد بار عادي من الدرجة الثانية.. أبكار مارتين اختفى.. بايونير وعمو الياس والنعمان كانوا يعيشـون سـنينهم الأخيرة.. كوروتيت أصبحت مجرد دكان ثم اختفت إلى الأبد. الكولدسـتار أغلق أبوابه ورحل أصحابه إلى اليونان ومعهم (جو). ثم عاد (جو) وفتح محلاً للمعجنات في باب مدينة روكسـي ومازال في مكانه.
زحفت التجاعيد على وجه الحبيبة وهي في سـن الشـباب. وانتهت السـتينيات ومدينتي الكبيرة فيها أربعة أو خمسـة دور سـينما درجة أولى وبضعة دور درجة ثانية.

غالب وشـاش

جريدة الجامعة- الأربعاء 27 حزيران- 3 تموز 1990
__________________
إشجم كًطاة البلفلاة من جوعها ترعى العشب
ودجاجة العمية الدهر تمّن لكًط ينطيها
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 18h47.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd