* : مجموعة الاذاعة التونسية (الكاتـب : امحمد شعبان - آخر مشاركة : سماعي - - الوقت: 11h51 - التاريخ: 28/04/2024)           »          أحسن القصص (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 00h29 - التاريخ: 28/04/2024)           »          الفنان الراحل صالح الحريبي 1945-2016 (الكاتـب : بو بشار - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 17h28 - التاريخ: 27/04/2024)           »          20 يونيو 1963م دار سينما قصر النيل (( حسيبك للزمن _ حيرت قلبي معاك )) (الكاتـب : مروان ٱشنيوال - آخر مشاركة : ابوملاك - - الوقت: 17h22 - التاريخ: 27/04/2024)           »          الفنان عبدالمجيد حقيق (الكاتـب : abuaseem - - الوقت: 14h29 - التاريخ: 27/04/2024)           »          عبدالمجيد حقيق ملحن و مطرب من ليبيا (الكاتـب : abuaseem - - الوقت: 14h29 - التاريخ: 27/04/2024)           »          فى يوم .. فى شهر .. فى سنة (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 03h52 - التاريخ: 27/04/2024)           »          جوزيف عازار (الكاتـب : اسامة عبد الحميد - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h03 - التاريخ: 27/04/2024)           »          عبد اللطيف حويل (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 23h09 - التاريخ: 26/04/2024)           »          مُحيي الدين بعيون (الكاتـب : sol - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 21h45 - التاريخ: 26/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 09/04/2007, 20h56
الصورة الرمزية محمود
محمود محمود غير متصل  
اللهم ارحمه رحمة واسعة
رقم العضوية:14631
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 246
افتراضي بدر شاكر السياب ، والذكرى

أول كلامي سلام ..

شاعر من أهم شعراء الألم والمعاناة هو العراقي بدر شاكر السياب. تفيض قصائده رقة ومعانيه عذوبة تنساب رقراقة من بين براثن الألم وقسوة المكابدة. له قصيدة هي الأثيرة عندي كتبها قبل وفاته بوقت قصير. قرأتها وأنا في الثانوي أو ربما في أوائل دراستي الجامعية فحفظتها من شدة جمالها وقوة التصوير فيها. حين غابت أمي وبدأ ولدي- الذي كان شديد الإرتباط والتأثر بها- في السؤال عنها وعن سبيل إلى التواصل معها ، عادت تلك القصيدة من ثنايا النسيان إلى جلاء الذاكرة وما فتئت أرددها منذ ذلك الحين بين الفينة والأخرى كلما نزع بي الحنين إلى أمي




الباب تقرعه الرياح


الباب ما قرعته غير الريح في الليل العميق
الباب ما قرعته كفك
أين كفك و الطريق
ناء بحار بيننا مدن صحارى من ظلام
الريح تحمل لي صدى القبلات منها كالحريق
من نخلة يعدو إلى أخرى و يزهو في الغمام
الباب ما قرعته غير الريح
آه لعل روحا في الرياح
هامت تمر على المرافيء أو محطات القطار
لتسائل الغرباء عني عن غريب أمس راح
يمشي على قدمين و هو اليوم يزحف في انكسار
هي روح أمي هزها الحب العميق
حب الأمومة فهي تبكي:
"آه يا ولدي البعيد عن الديار
ويلاه كيف تعود وحدك لا دليل و لا رفيق!!!"
أماه, ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار
لا باب فيه لكي أدق, و لا نوافذ في الجدار
كيف انطلقت على طريق لا يعود السائرون
من ظلمة صفراء فيه كأنها غسق البحار!!!
كيف انطلقت بلا وداع فالصغار يولولون
يتراكضنون على الطريق و يفزعون فيرجعون
و يسائلون الليل عنك و هم لعودك في انتظار!!!
الباب تقرعه الرياح لعل روحا منك زار
هذا الغريب هو ابنك السهران يحرقه الحنين
أماه ليتك ترجعين
شبحا و كيف أخاف منه و ما امحت رغم السنين
قسمات وجهك من خيالي
أين أنت أتسمعين
صرخات قلبي و هو يذبحه الحنين إلى العراق
الباب تقرعه الرياح تهب من أبد الفراق
من ليالي السهاد

مع تحياتي للجميع

محمود
__________________
علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16/04/2007, 22h25
MAAAB1 MAAAB1 غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:16330
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: المانية
الإقامة: المانيا
المشاركات: 1,194
افتراضي مشاركة: بدر شاكر السياب ، والذكرى

mrezk العزيز
حس شاعري جميل تمتلكه هو الذي دعاك لاختيار هذا الشاعر ، فشكرا لك


بدر شاكر السياب (24 ديسمبر 1926-1964م) شاعر عراقي ولد بقرية جيكور جنوب شرق البصرة
درس الابتدائية في مدرسة باب سليمان في أبي الخصيب ثم انتقل إلى مدرسة المحمودية وتخرج منها في 1 أكتوبر 1938م. ثم أكمل الثانوية في البصرة ما بين عامي 1938 و 1943م. ثم انتقل إلى بغداد فدخل جامعتها دار المعلمين العالية من عام 1943 إلى 1948م، والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الإنجليزية. ومن خلال تلك الدراسة أتيحت له الفرصة للإطلاع على الأدب الإنجليزي بكل تفرعاته.

من دواوينه:



أزهار ذابلة 1947م.
أساطير 1950م.
حفار القبور 1952م.
المومس العمياء 1954م.
الأسلحة والأطفال 1955م.
أنشودة المطر 1962.
المعبد الغريق 1962م.
منزل الأقنان 1963م.
شناشيل ابنة الجلبي 1964م.
نشر ديوان إقبال عام 1965م،


وله قصيدة بين الروح والجسد في ألف بيت تقريبا ضاع معظمها. وقد جمعت دار العودة ديوان بدر شاكر السياب 1971م، وقدم له المفكر العربي المعروف الأستاذ ناجي علوش. وله من الكتب مختارات من الشعر العالمي الحديث، ومختارات من الأدب البصري الحديث.

توفي عام 1964م بالمستشفى الأميري في الكويت، ونقل جثمانه إلى البصرة دفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير
من أشهر قصائده انشودة المطر النهر والموت غريب على الخليج




أنشودة المطر


عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
.أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء .. كالأقمار في نهر
يرجه المجداف وهنا ساعة السحر
... كأنما تنبض في غوريهما النجوم


وتغرقان في ضباب من أسى شفيف
كالبحر سرح اليدين فوقه المساء
دفء الشتاء فيه و ارتعاشة الخريف
و الموت و الميلاد و الظلام و الضياء
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
.كنشوة الطفل إذا خاف من القمر


كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
.. وقطرة فقطرة تذوب في المطر
وكركر الأطفال في عرائش الكروم
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودة المطر
مطر
مطر
مطر
تثاءبي المساء و الغيوم ما تزال
.تسح ما تسح من دموعها الثقال
:كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام
بأن أمه - التي أفاق منذ عام
فلم يجدها، ثم حين لج في السؤال
قالوا له : " بعد غد تعود" -
لابد أن تعود
و إن تهامس الرفاق أنها هناك
في جانب التل تنام نومة اللحود
،تسف من ترابها و تشربي المطر
كأن صيادا حزينا يجمع الشباك
ويلعن المياه و القدر
و ينثر الغناء حيث يأفل القمر
المطر
المطر
أتعلمين أي حزن يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر ؟
و كيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟
،بلا انتهاء_ كالدم المراق، كالجياع
كالحب كالأطفال كالموتى - هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروق
سواحل العراق بالنجوم و المحار
كأنها تهم بالبروق
.فيسحب الليل عليها من دم دثار


اصح بالخيلج : " يا خليج
"يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى
فيرجع الصدى
:كأنه النشيج
يا خليج"
".. يا واهب المحار و الردى


أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
و يخزن البروق في السهول و الجبال
حتى إذا ما فض عنها ختمها الرجال
لم تترك الرياح من ثمود
.في الواد من اثر
أكاد اسمع النخيل يشرب المطر
و اسمع القرى تئن ، و المهاجرين
،يصارعون بالمجاذيف و بالقلوع
:عواصف الخليج و الرعود ، منشدين
مطر"
مطر
مطر
وفي العراق جوع
وينثر الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبع الغربان و الجراد
و تطحن الشوان و الحجر
رحى تدور في الحقول … حولها بشر
مطر
مطر
مطر
وكم ذرفنا ليلة الرحيل من دموع
ثم اعتللنا - خوف أن نلام - بالمطر
مطر
مطر
و منذ أن كنا صغارا، كانت السماء
تغيم في الشتاء
،و يهطل المطر
وكل عام - حين يعشب الثرى- نجوع
ما مر عام و العراق ليس فيه جوع
مطر
مطر
مطر
في كل قطرة من المطر
.حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
و كل دمعة من الجياع و العراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على ف الوليد
في عالم الغد الفتي واهب الحياة
مطر
مطر
مطر
".. سيعشب العراق بالمطر


أصيح بالخليج : " يا خليج
"يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى
فيرجع الصدى
:كأنه النشيج
يا خليج"
" يا واهب المحار و الردى


وينثر الخليج من هباته الكثار
على الرمال ، رغوه الاجاج ، و المحار
و ما تبقى ن عظام بائس غريق
من المهاجرين ظل يشرب الردى
من لجة الخليج و القرار
و في العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
. من زهرة يربها الرفات بالندى
و اسمع الصدى
يرن في الخليج
مطر"
مطر
مطر
في كل قطرة من المطر
حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
وكل دمعة من الجياع و العراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
في عالم الغد الفتي ، واهب الحياة
ويهطل المطر
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16/04/2007, 22h28
MAAAB1 MAAAB1 غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:16330
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: المانية
الإقامة: المانيا
المشاركات: 1,194
افتراضي مشاركة: بدر شاكر السياب ، والذكرى

قصيدة انشودة المطر باللغة الانكليزية


RAIN SONG


Your eyes are two palm tree forests in early light,
Or two balconies from which the moonlight recedes
When they smile, your eyes, the vines put forth their leaves,
And lights dance . . . like moons in a river
Rippled by the blade of an oar at break of day;
As if stars were throbbing in the depths of them . . .

And they drown in a mist of sorrow translucent
Like the sea stroked by the hand of nightfall;

The warmth of winter is in it, the shudder of autumn,
And death and birth, darkness and light;
A sobbing flares up to tremble in my soul
And a savage elation embracing the sky,
Frenzy of a child frightened by the moon.

It is as if archways of mist drank the clouds
And drop by drop dissolved in the rain . . .
As if children snickered in the vineyard bowers,

The song of the rain
Rippled the silence of birds in the trees . . .
Drop, drop, the rain
Drip

Dropthe rain

Evening yawned, from low clouds

Heavy tears are streaming still.
It is as if a child before sleep were rambling on
About his mother (a year ago he went to wake her, did not find her,
Then was told, for he kept on asking,
"After tomorrow, she'll come back again . . .
That she must come back again,

Yet his playmates whisper that she is there
In the hillside, sleeping her death for ever,
Eating the earth around her, drinking the rain;
As if a forlorn fisherman gathering nets
Cursed the waters and fate
And scattered a song at moonset,
Drip, drop, the rain
Drip, drop, the rain
Do you know what sorrow the rain can inspire?

Do you know how gutters weep when it pours down?

Do you know how lost a solitary person feels in the rain?
Endless, like spilt blood, like hungry people, like love,
Like children, like the dead, endless the rain.
Your two eyes take me wandering with the rain,
Lightning's from across the Gulf sweep the shores of Iraq
With stars and shells,
As if a dawn were about to break from them, But night pulls over them a coverlet of blood. I cry out to the Gulf: "O Gulf,
Giver of pearls, shells and death!"
And the echo replies,
As if lamenting:
"O Gulf,
Giver of shells and death .


I can almost hear Iraq husbanding the thunder,
Storing lightning in the mountains and plains,
So that if the seal were broken by men
The winds would leave in the valley not a trace of Thamud.
I can almost hear the palmtrees drinking the rain,
Hear the villages moaning and emigrants
With oar and sail fighting the Gulf
Winds of storm and thunder, singing
"Rain . . . rain . . .

Drip, drop, the rain . . .
And there is hunger in Iraq,

The harvest time scatters the grain in-it,

That crows and locusts may gobble their fill,
Granaries and stones grind on and on,

Mills turn in the fields, with them men turning . . .
Drip, drop, the rain . . .

Drip
Drop
When came the night for leaving, how many tears we shed,

We made the rain a pretext, not wishing to be blamed
Drip, drop, the rain

Drip, drop, the rain

Since we had been children, the sky

Would be clouded in wintertime,

And down would pour the rain,
And every year when earth turned green the hunger struck us.
Not a year has passed without hunger in Iraq.
Rain . . .
Drip, drop, the rain . . .
Drip, drop . . .
In every drop of rain
A red or yellow color buds from the seeds of flowers.
Every tear wept by the hungry and naked people
And every spilt drop of slaves' blood
Is a smile aimed at a new dawn,
A nipple turning rosy in an infant's lips
In the young world of tomorrow, bringer of life.




Drip.....
Drop..... the rain . . .In the rain.
Iraq will blossom one day '

I cry out to the Gulf: "O Gulf,
Giver of pearls, shells and death!"

The echo replies
As if lamenting:
'O Gulf,
Giver of shells and death."
And across the sands from among its lavish gifts
The Gulf scatters fuming froth and shells
And the skeletons of miserable drowned emigrants

Who drank death forever
From the depths of the Gulf, from the ground of its silence,
And in Iraq a thousand serpents drink the nectar
From a flower the Euphrates has nourished with dew.

I hear the echo
Ringing in the Gulf:
"Rain . . .
Drip, drop, the rain . . .
Drip, drop."

In every drop of rain
A red or yellow color buds from the seeds of flowers.
Every tear wept by the hungry and naked people
And every spilt drop of slaves' blood
Is a smile aimed at a new dawn,
A nipple turning rosy in an infant's lips
In the young world of tomorrow, bringer of life.

And still the rain pours down.


Translated by:
Lena jayyusi and Christopher Middleton
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16/04/2007, 22h31
MAAAB1 MAAAB1 غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:16330
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: المانية
الإقامة: المانيا
المشاركات: 1,194
افتراضي مشاركة: بدر شاكر السياب ، والذكرى

النهر و الموت

1
بويب
بويب
أجراس برج ضاع في قارة البحر
الماء في الجرار، و الغروب في الشجر
وتنضج الجرار أجراسا من المطر
بلورها يذوب في أنين
" بويب .. يا بويب"
فيدلهم في دمي حنين
إليك يا بويب
يا نهري الحزين كالمطر

أود لو عدوت في الظلام
أشد قبضتي تحملان شوق عام
في كل إصبع كأني أحمل النذور
إليك من قمح و من زهور
أود لو أطل من أسرة التلال
لألمح القمر
يخوض بين ضفتيك يزرع الظلال
و يملأ السلال
بالماء و الأسماك و الزهر
أود لو أخوض فيك أتبع القمر
و اسمع الحصى يصل منك في القرار
صليل آلاف العصافير على الشجر
أغابة من الدموع أنت أم نهر؟
و السمك الساهر هل ينام في السحر؟
و هذه النجوم هل تظل في انتظار
تطعم بالحرير آلاف من الإبر ؟

و أنت يا بويب
أود لو غرقت فيك ألقط المحار
أشيد منه دار
يضيء فيها خضرة المياه و الشجر
ما تنضح النجوم و القمر
و أغتدي فيك مع الجزر إلى البحر
فالموت عالم غريب يفتن الصغار
وبابه الخفي كان فيك يا بويب

2
بويب .. يا بويب
عشرون قد مضين كالدهور كل عام
و اليوم حين يطبق الظلام
و استقر في السرير دون أن أنام
و ارهف الضمير دوحة إلى السحر
مرهفة الغصون و الطيور و الثمر
أحس بالدماء و الدموع كالمطر
ينضحهن العالم الحزين
أجراس موتى في عروقي ترعش الرنين
فيدلهم في دمي حنين
إلى رصاصة يشق ثلجها الزؤام
أعماق ، كالجحيم يشعل العظام
أود لو عدوت أعضد المكافحين
اشد قبضتي ثم أصفع القدر
أود لو غرقت في دمي إلى القرار
لأحمل العبء مع البشر
.و أبعث الحياة ، إن موتي انتصار



DEATH AND THE RIVER


Buwayb
Buwayb
Bells of a tower lost in the sea bed
dusk in the trees, water in the jars
spilling rain bells
crystals melting with a sigh
`Buwayb ah Buwayb,"
and a longing in my blood darkens
for you Buwayb

river of mine, forlorn as the rain.
I want to run in the dark
gripping my fists tight
carrying the longing of a whole year
in each finger, like someone bringing you
gifts of wheat and flowers.
I want to peer across the crests of the hills,
catch sight of the moon
as it wades between your banks, planting shadows filling baskets
with water and fish and flowers.
I want to plunge into you, following the moon,
hear the pebbles hiss in your depths,
sibilance of a thousand birds in the trees.
Are you a river or a forest of tears?
And the insomniac fish, will they sleep at dawn?
And these stars, will they stop and wait
feeding thousands of needles with silk?
And you Buwayb .
I want to drown in you, gathering shells,
building a house with them, where the overflow
from stars and moon
soaks into the green of trees and water,
and with your ebb in the early morning go to the sea. For death is a strange world fascinating to children, and its door was in you, mysterious, Buwayb . Buwayb ah Buwayb.
twenty years have passed each one a lifetime.
And this day when the dark closes in,
when I lie still and do not sleep,
and listen with my conscience keen-a great tree reaching toward first light, sensitive
its branches, birds, and fruit-
I feel like rain the blood, the tears shed
Shed by the sad world;
my death bells ring and shake my veins,
and in my blood a longing darkens
for a bullet whose deadly ice
might plow through my soul in its depths, hell
setting the bones ablaze.
I want to run out and link hands with others in the struggle,
clench my fists and strike Fate in the face.
I want to drown in my deepest blood
that I may share with the human race its burden
and carry it onward, giving birth to life
My death
shall be a victory.


Translated by
and Christopher Middleton
Lena Jayyusi
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29/04/2007, 10h39
الصورة الرمزية محمود
محمود محمود غير متصل  
اللهم ارحمه رحمة واسعة
رقم العضوية:14631
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 246
افتراضي مشاركة: بدر شاكر السياب ، والذكرى

أول كلامي سلام ..

وهذه قصيدة أخرى للسياب. التعبير عن معاناته فيها غاية في الرقي


سفر أيوب

لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبدّ الألم
لك الحمد، إن الرزايا عطاء
وإن المصيبات بعض الكرم
ألم تُعطني أنت هذا الظلام
وأعطيتني أنت هذا السّحر؟
فهل تشكر الأرض قطر المطر
وتغضب إن لم يجدها الغمام؟

شهور طوال وهذي الجراح
تمزّق جنبي مثل المدى
ولا يهدأ الداء عند الصباح
ولا يمسح اللّيل أوجاعه بالردى
ولكنّ أيّوب إن صاح صاح:
لك الحمد، إن الرزايا ندى
وإنّ الجراح هدايا الحبيب
أضمّ إلى الصّدر باقاتها
هداياك في خافقي لا تغيب
هداياك مقبولة. هاتها

أشد جراحي وأهتف
بالعائدين:
ألا فانظروا واحسدوني
فهذى هدايا حبيبي
جميل هو السّهدُ أرعى سماك
بعينيّ حتى تغيب النجوم
ويلمس شبّاك داري سناك
جميل هو الليل أصداء يوم
وأبواق سيارة من بعيد
وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد
أساطير آبائها للوليد
وغابات ليل السُّهاد الغيوم
تحجّبُ وجه السماء
وتجلوه تحت القمر
وإن صاح أيوب كان النداء:
لك الحمد يا رامياً بالقدر
ويا كاتباً، بعد ذاك، الشّفاء

مع تحياتي

محمود
__________________
علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13/05/2007, 22h34
الصورة الرمزية محمود
محمود محمود غير متصل  
اللهم ارحمه رحمة واسعة
رقم العضوية:14631
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 246
افتراضي رد: بدر شاكر السياب ، والذكرى

أول كلامي سلام ..

مجددا، المشاركة السابقة لا علاقة لها بالسياب ويبدو أن الراحل من الزمان يريد ترك ذكرى قبل رحيله. وليتها كانت في مكانها الصحيح. إذا كنا هنا نقدم السياب لمن لا يعرفه ونوفر قصائده لمحبيه فلماذا الخلط بأعمال لغيره تنشر غير منسوبة لأصحابها مع ما يسببه هذا من تشتت.

المهم، نعود إلى السياب. المقال التالي منقول عن جريدة الشرق الأوسط 24/12/2004: -


السياب: قصائد قليلة أطلقت الشعر العربي في أفق فسيح

رحل عن 38 عاما في نفس العمر الذي غاب فيه بوشكين ولوركا وديلان توماس


فاضل السلطاني

اليوم، الرابع والعشرون من ديسمبر /كانون الأول، رحل الشاعر العراقي بدر شاكر السياب قبل أربعين عاماً، وحيداً إلا من نفر من الأصدقاء، ودفن في مقبرة الحسن البصري شبه وحيد ومهجور ومعدم تماماً. لقد امتلأت حياة رائد الشعر العربي الحديث بالمفارقات العجيبة، لكن موته كان المفارقة الكبرى، وكأنه بعث من جديد، بينما خفتت أصوات كثيرة ارتفعت لحين حتى غطت على صوته. من أين تستمد قصيدة السياب أسباب قوتها، وعلى ماذا يستند حضور السياب القوي حتى بعد أربعين سنة من غيابه المفجع؟ ثم ماذا بقي من السياب، وسيبقى؟

هنا مساهمات تحاول الإجابة على هذه الأسئلة الأساسية.

قال أدونيس مرة: ان بيت شعر من السياب يعادل ديواناً كاملاً للبياتي. واذا نزعنا صيغة المبالغة عن هذا القول، ووسعناه بقولنا ان قصائد للسياب تعادل دواوين كاملة لشعراء جايلوه، وآخرين أتوا بعده، لصح هذا القول، وربما على صاحبه ايضاً.

على مدى اربعين سنة منذ رحيلة المبكر عن ثمانية وثلاثين عاماً وهو عمر رحل فيه عمالقة آخرون مثل بوشكين ولوركا وديلان توماس وآخرين، وهو موضوع محير، بحاجة ربما الى دراسة خاصة. صدرت آلاف آلاف الدواوين الشعرية، ثم اختفت، ربما هي واصحابها، من ذاكرتنا، لكن بقيت قصائد مثل «انشودة المطر» و«النهر والموت»، و«غريب على الخليج» و«الأسلحة والأطفال»، وغيرها شواهد خاصة في الذاكرة، ولنسمها الذاكرة الشعرية وكأنها كتبت في الأمس فقط.

كان اوكتافيو باث، الغزير الانتاج، يقول انه سيكون ممتناً لله لو بقيت منه خمس أو ست قصائد. ولا شك ان السياب يشكر الله مرتين. فترة أربعين سنة هي اختبار اكثر من كاف لقوة القصيدة، في فترة عربية تعددت فيها الاتجاهات والمدارس، وكثرت فيها الانقلابات الشعرية وغير الشعرية، وسادت الفوضى وكثر المدعون والمتطفلون. لكن القصيدة ـ القصيدة تبقى عادة دائماً كرغيف الخبز الذي خرج لتوه من التنور حتى لو كانت مكتوبة قبل آلاف السنين. القصيدة ـ القصيدة لا تختمر، وليست محكومة مثل اصحابها بقوانين الزمن. كأن مطر السياب لا يزال يهطل لحد الآن، وكأن عراقه لا يزال هو هو، ونهيره «بويب» ما زال حزيناً كالمطر، و«مومسه العمياء» لا تزال «المومس العمياء» و«المسيح» لا يزال يجر صليبه في المنفى.

لكن من أين تنبع قوة القصيدة؟ هل تستطيع قصيدة ان تحفر نخاعك العظمي، بينما لا تصل أخرى حتى إلى قشرة جلدك؟ من الصعب الاجابة عن هذا السؤال، فلا أحد يعرف، عن ارشيبالد مكليش، اميركيا، الذي كتب عن هذا الموضوع في كتابه الرائد «الشعر والتجربة» الى يوسف اليوسف، عربياً، الذي خصص كتاباً كاملاً عن الموضوع نفسه بعنوان «ما الشعر العظيم!»، ما الذي يجعل الشعر العظيم عظيماً، ولا أحد يمكن أن يكشف لنا سرّ بقاء، إن لم نقل خلود الأعمال الأدبية والفنية. من الممكن بالطبع مقاربة بعض جوانب الموضوع، غير انه من المستحيل القبض على السر ذاته.

أهو زواج التناقضات المستحيل كما يذهب مكليش، أم تلك القدرة، النادرة على ابتكار «الصورة المفكرة»، حيث تتزاوج الفكرة مع الصورة، والصورة مع الفكرة، ويصبح المجرد حساً، والحس تجريداً، كما يذهب هيغل، وهو شيء لم يحققه سوى شعراء معدودين عبر التاريخ، هم الشعراء ـ الشعراء! حقق السياب شيئاً من ذلك في قصائده الباقية وهي قليلة كما عند اغلب الشعراء العظام، ولم تسعفه حياته العاصفة لتطوير عناصره التي كانت جديدة فعلاً على الشعر العربي الذي ادخله في افق فسيح، بعدما ضاق به حتى عنق الزجاجة.

ومن الملاحظ ان بزوغ عبقريات فنية وأدبية عديدة قد حصل في المنعطفات البشرية الحادة، أو الانتقالات الاجتماعية الكبرى، والأمثلة كثيرة في تاريخ الابداع الانساني.

لقد اغتنت الحياة العربية بمضامين واشكال جديدة بعد الحرب العالمية الثانية، ونكبة فلسطين. وتزعزعت القيم التقليدية السابقة في المجتمع العربي لتحل محلها قيم جديدة آخذة بالتشكل على المستوى الاجتماعي والسياسي، وعلى مستوى البناء الفوقي وتعبيراته، ومنها التعبير الثقافي.

وكان لا بد لهذه المتغيرات من حساسية فريدة لالتقاطها، وتمثلها، وبالتالي عكسها فنياً. وهذا ما فعله السياب، هذا الجسر الذهبي الذي ربط بين القديم والجديد، كما يقول الجواهري، بموهبته الشعرية الفذة.

كان السياب هو المفجر الحقيقي لهذه الثورة في الشعر العربي بشكله ومضمونه، وهذا لا يعني، بالطبع، نفي الرواد الآخرين: نازك الملائكة ـ التي تكون قد كتبت قصيدتها «الكوليرا» قبل قصيدة «هل كان حباً» للسياب ـ أو البياتي أو بلند. ان ما يميز السياب هي شاعريته الفذة التي ساهمت، كما قلنا، عوامل كثيرة في تكوينها، منها سيرة حياته نفسها، وهي سيرة تبدو، من نواح كثيرة، كسير كثير من العظماء في تاريخ الأدب الانساني.

لم يكن السياب في مرحلته الأولى التي يسميها نقاده بالمرحلة الرومانسية متميزا عن مجايليه، بل اننا لو قارنا قصائده في هذه المرحلة بقصائد كتبت في الفترة نفسها ـ ونعني قصائد «أباريق مهشمة» للبياتي ـ لوجدنا الاخيرة متقدمة عليها من الناحية الفنية والفكرية، وتمثلها لمفاهيم الشعر العربي الجديدة، وقد نستثني من ذلك قصائد مثل «في السوق القديم» و«اتبعيني» و«اساطير». ولو قارنا، ايضا، قصيدته الأولى «هل كان حباً»، بقصيدة «الكوليرا» للملائكة، لوجدنا الاخيرة اقرب لروح الشعر الحديث.

ولكن السياب قفز قفزته الكبرى، وقفز بالشعر العربي، في مجموعته «انشودة المطر».

مثلت هذه المجموعة نموذجا رائعا لما ندعوه بالالتزام ـ بالمعنى الواسع للكلمة ـ الالتزام النابع من الذات حين تتوافق مع الموضوع. اختلفت اللغة، هنا، عن لغة قصائده في مراحله الاخرى. الفن العظيم حقا هو تعبير عن الموضوع من خلال الذات، تعبير عن الحركة الخفية لمجتمع ما، تراها عين الفنان وحده، في لحظة صعوده أو انكفائه.

اعاد السياب الى القصيدة العربية ارتباطها بالناس من خلال تحشيده الهائل لتفاصيل حيواتهم. ودخلت الحياة بكل نبضها الحي في جسد قصيدته، وحتى البحور التي استخدمها السياب في تلك الفترة، خاصة «الكامل» جاءت متوافقة مع طبيعة تلك المرحلة، وتشابكها، وجلالها، وتحولاتها الضخمة: «غريب على الخليج» و«انشودة المطر»، و«النهر والموت» و«حفار القبور» و«المخبر» و«المومس العمياء» و«الأسلحة والأطفال»... الخ.

كانت لغة السياب في هذه المرحلة لغة حديثة فعلا، ونعني باللغة الحديثة اقترابها من لغة الناس اليومية، وابتعادها عن المفردة القاموسية الميتة، وادخال احاديث الناس البسطاء الى الشعر، وتناول قضاياهم بالفاظهم هم، ولعل هذا هو اثمن ما جاء به الشعر العربي الحديث، اعادة الشعر الى الناس الذين يكتب من اجلهم هذا الشعر، فلم تكن ثورة الشعر الحديث ثورة جمالية فقط، ولذلك سرعان ما انتشر انتشارا كبيرا.

واكتنزت هذه اللغة، وتعددت دلائلها باستخدام السياب الواسع للأسطورة، وهي ظاهرة جديدة ايضا ادخلها السياب الى القصيدة الحديثة متأثرا بالشعر الغربي الحديث، خاصة اليوت. ولكن هذا الاستخدام لم يكن، في رأينا، موفقا. فقد ظلت الاسطورة في شعره «اطارا خارجيا» ولم تصبح جزءا من نسيج القصيدة العضوي، اضافة الى ان معظم الاساطير التي استخدمها لم تكن اساطير محلية لها دلالاتها الرمزية والنفسية في ذهن القارئ العربي، ونعتقد ان خليل حاوي قد نجح في تلافي ذلك وكذلك ادونيس في بعض محاولاته.

أما على مستوى البنية الايقاعية، فقد ظل السياب ملتزما، عموما، بما تسميه نازك الملائكة في كتابها «قضايا الشعر المعاصر» بـ «البحور الصافية» اي التي تتكون من تفعيلة واحدة. هذه التجارب الجريئة في شكل الشعر العربي الحديث، وهو ما زال في بدايته، تعكس موهبة السياب الكبيرة، وتمكنه من عمود الشعر، الأمر الذي أتاح له تطويره في ما بعد. والغريب ان هذه التجارب في ايقاع الشعر العربي ماتت بموت السياب، ما عدا المزاوجة بين بحرين كما عند ادونيس وسعدي يوسف الذي استخدم، ايضا، بحر الطويل في قصيدة واحدة هي «الألوية الأربعة عشر» حسب ما نتذكر، فقد اقتصرت القصيدة الحديثة عموما على وزنين أو ثلاثة هي المتقارب والمتدارك وحمار الشعراء الرجز على امتداد خمسة اجيال تقريبا. أما الكامل الذي ساد في فترة الخمسينات في معظم القصائد ـ بتأثير من السياب نفسه ـ فقلما نرى انفسنا نخوض الآن في هذا البحر الجليل باستثناء محمود درويش، وهذا يصح ايضا على «الرمل».

حققت كل هذه الانجازات، وما قلنا في البداية انه سر الشعر، مكانة متميزة للسياب في خريطة شعرنا الحديث، ونعتقد ان قصائد كثيرة منه ستبقى لأمد طويل لأنها تلبي حاجة روحية عميقة في دواخل اي انسان بغض النظر عن المكان والزمان: الحاجة الى الشعر.

المصدر:
http://www.aawsat.com/details.asp?se...article=273102

والآن مع واحدة من روائع السياب


إتبعيني

أتبعيني

فالضحى رانت به الذكرى على شط بعيد

حالم الأغوار بالنجم الوحيد

وشراع يتوارى واتبعيني

همسة في الزرقة الوسنى وظل

من جناح يضمحل

في بقايا ناعسات من سكون

في بقايا من سكون

في سكون !


هذه الأغوار يغشاها خيال

هذه الأغوار لا يسبرها إلا ملال

تعكس الأمواج في شبه انطفاء

لونه المهجور في الشط الكئيب

في صباح ومساء

وأساطير سكارى ... في دروب

في دروب أطفأ الماضي مداها

وطواها

فاتبعيني .. إتبعيني


اتبعيني ... ها هي الشطآن يعلوها ذهول

ناصل الألوان كالحلم القديم

عادت الذكرى به ساج كأشباح نجوم

نسي الصبح سناها والأفول

في سهاد ناعس بين جفون

في وجوم الشاطيء الخالي كعينيك انتظار

وظلال تصبغ الريح وليل ونهار

صفحة زرقاء تجلو في برود

وابتسام غامض ظل الزمان

للفراغ المتعب البالي على الشط الوحيد

اتبعيني في غد يأتي سوانا عاشقان

في غد حتى وإن لم تتبعني

يعكس الموج على الشط الحزين

والفراغ المتعب المخنوق أشباح السنين


أمس جاء الموعد الخاوي وراحا

يطرق الباب على الماضي على اليأس عليا

كنت وحدي .. أرقب الساعة تقتات الصباحا

وهي ترنو مثل عين القاتل القاسي إليا

أمس.. في الأمس الذي لا تذكرينه

ضوأ الشطآن مصباح كئيب في سفينته

واختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا

وتناءت في ارتخاء وتوان

غمغمات مجهدات وأغاني

وتلاشت تتبع الضوء الضئيلا

أقبلي الآن ففي الأمس الذي لا تذكرينه

ضوأ الشطآن مصباح كئيب في سفينته

واختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا



وهذه قصيدة أخرى


سوف امضي

سوف أمضي أسمع الريح تناديني بعيداً

في ظلام الغابة اللفّاء .. والدّرب الطويل

يتمطي ضجراً، والذئب يعوي، والأفول

يسرق النجم كما تسرق روحي مقلتاك

فاتركي أقطعلا اللليل وحيدا

سوف أمضي فهي ما زالت هناك

في انتظاري


سوف أمضي. لا هدير السيل صخّبا رهيبا

يغرق الوادي، ولا الأشباح تلقيها القبور

في طريقي تسأل الليل إلى أين أسير

كل هذا ليس يثنيني فعودي واتركيني

ودعيني أقطع اللليل غريبا

إنها ترنو إلى الأفق الحزين

في انتظاري


سوف أمضي حوّلي عينيك لا ترني إليّا

إن سحراً فيهما يأبى على رجلي مسيرا

إن سراً فيهما يستوقف القلب الكسيرا

وارفعي عني ذراعيك ... فما جدوى العناق

إن يكن لا يبعث الأشواق فيّا ؟

اتركيني ها هو الفجر تبدى، ورفاقي

في انتظاري

مع تحياتي

محمود


__________________
علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22/05/2007, 08h28
السيد حنفي السيد حنفي غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:23738
 
تاريخ التسجيل: avril 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 5
افتراضي رد: بدر شاكر السياب ، والذكرى

بدر شاكر السياب.. هذا الرائع هو أول من تفتحت معه أفكاري, وعشت معه الكلمات رنينا وعشقا, وأول قصيدة حفظتها كانت { رسالة من شمال الشمال } والتي مطلعها
بعمر من الشوك مخشوشن
بعرق من الصيف لم يسكن
بتجويف حب به كاهن صامت الأرغن
أعيش هنا.. لا.. هنا..
إنني جهلت بكينونتي مسكني

عشقت هذا الساحر, وعشت مع ضي نغماته حتى قبل ما أفقه ماذا تعني كلمة { شعر }
وفي هذه المناسبة العظيمة أرجو أن تسعدكم مساهمتي بقصيدة من أروع ما أنشد ساحر الكلمات { بدر شاكر السياب }

سوف أمضي

سوف أمضي.. أسمع الريح تناديني بعيدا
في ظلام الغابة اللفاء.. والدرب الطويل
يتمطى ضجرا, والذئب يعوي, والأفول
يسرق النجم كما تسرق روحي مقلتاك
فاتركيني, أقطع الليل وحيدا
سوف أمضي.. فهي مازالت هناك
في انتظاري

سوف أمضي.. لا هدير الليل صخابا رهيبا
يغرق الوادي.. ولا الأشباح تلقيها القبور
في طريقي تسأل الليل إلى أين أسير
كا هذا ليس يثنيني, فعودي واتركيني
ودعيني أقطع الليل غريبا..
انها ترنو إلى الأفق الحزين
في انتظاري

سوف أمضي. حوًلي عينيك لا ترني إليا !!
إن سحرا فيهما يأبى على رجلي مسيرا
إن سرا فيهما يستوقف القلب الكسيرا
وارفعي عني ذراعيك.. فما جدوى العناق
إن يكن لا يبعث الأشواق فيًا ؟
اتركيني.. ها هو الفجر تبدى.. ورفاقي
في انتظاري

مع فائق احترامي وحبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أضنتني الرؤى.. والعزف الموصول أضناني
هل أكف عن مداعبة أوتار الزمان
أم أكف عن عزف الناي
أم أغض يصري لأرى ملامحك تتشكل جنينا داخل رحم أفكاري
الأديب
السيد حنفي
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26/11/2007, 22h14
الصورة الرمزية محمود
محمود محمود غير متصل  
اللهم ارحمه رحمة واسعة
رقم العضوية:14631
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 246
افتراضي رد: بدر شاكر السياب ، والذكرى

أول كلامي سلام ..

نعاود القاء مع شاعرنا السياب ومع معاناته وأوجاعه ، وأوجاعنا ، في رائعة أخرى ... أقرأ ، وأتساءل : أتراه كان ينظر في كرة من البلور يستشرف منها نوائب المقبل من الأيام ؟

وصية من محتضر

يا صمت يا صمت المقابر في شوارعها الحزينه
أعوي أصيح أصيح في لهفٍ فأسمع في السكينه
ما تنثر الظلماء من ثلجٍ وقار
تصدي عليه خطىً وحيداتٍ و تبتلع المدينة
أصداءُهُنَّ كأن وحشا من حديد من حجار
سف الحياة فلا حياة من المساء إلى النهار
أين العراق ؟ و أين شمس ضحاه تحملها سفينة
في ماء دجلة أو بويب ؟ و أين أصداء الغناء
خفقت كأجنحة الحمام على السنابل و النخيل
من كل بيت في العراء
من كل رابية تدثرُها أزاهير السهول
إن مت يا وطني ففبرٌٌ في مقابرك الكئيبة
أقصى مناي و أن سلمت فإن كوخا في الحقول
هو ما أريد من الحياة فدى صحاراك الرحيبة
أرباض لندن و الدروب و لا أصابتك المصيبة

أنا قد أموت غدا فإنّ الداء يقرض غير وانٍ
حبلا يشدُّ إلى الحياة حطام جسم مثل دار
نخرت جوانبها الرياح و سقفها سيل القََََطار
يا إخوتي المتناثرين من الجنوب إلى الشمال
بين المعابر و السهول و بين عالية الجبال
أبناءَ شعبي في قراه و في مدائنه الحبيبة
لا تكفروا نِعمَ العراق
خير البلاد سكنتموها بين خضراء و ماء
الشمس نور الله تغمرها بصيف أو شتاء
لا تبتغوا عنها سواها
هي جنة فحذار من أفعى تدب على ثراها
أنا ميت لا يكذب الموتى و أكفر بالمعاني
إن كان غير القلب منبعها
فيا ألق النهار
أغمر بعسجدك العراق فإنّ من طين العراق
جسدي و من ماء العراق


مع تحياتي

محمود
__________________
علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20/12/2007, 15h18
الصورة الرمزية محمود
محمود محمود غير متصل  
اللهم ارحمه رحمة واسعة
رقم العضوية:14631
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 246
افتراضي رد: بدر شاكر السياب ، والذكرى

أول كلامي سلام ..

هذه قصيدة أخرى جميلة من إبداعات السياب ، وكل إبداعه جميل. أرجو أن تعجبكم



القصيدة والعنقاء

جنازتي في الغرفة الجديدة
تهتف بي أن أكتب القصيدة
فأكتب

ما في دمي وأشطب

حتى تلين الفكرة العنيدة

وغرفتي الجديدة

واسعة أوسع لي من قبري

إذا اعتراني تعب

من يقظة فالنوم منها أعذب

ينبع حتى من عيون الصخر،

حتى من المدفأة الوحيدة

تقوم في الزاوية البعيدة.

***

وترفع الجنازة اليابسة المهدمة
من رأسها ترنو إلى الجدران

والسقف والمرآة والقناني.

ما للزوايا مظلمة

كأنهن الأرض للإنسان

تريد أن تحطمه

بالمال والخمور والغواني.

والكذب في القلب وفي اللسان،

تريد أن تعيده

للغابة البليدة؟

وصفحة المرآة ما لها تطل خاوية
ما أثمرت بغانية،
بالشفة المرجان

تنيرها كالشفق العينان

كهذه المرآة

ستصبح الأرض بلا حياة.

وفي الليالي الداجية،

في ذلك السكون ليس فيه

إلا الريح العاوية

***

وهكذا الشاعر حين يكتب القصيدة

فلا يراها بالخلود تنبض،

سيهدم الذي بني، يقوض

أحجارها ثم يمل الصمت والسكونا.

وحين تأتي فكرة جديدة،

يسحبها مثل دثار يحجب العيونا

فلا ترى. إن شاء أن يكونا

فليهدم الماضي فالأشياء ليس تنهض

إلا على رمادها المحترق

منتثرا في الأفق...

وتولد القصيدة

======================================


مع تحياتي

محمود



ومن كل كف قد رُميت بصخرة .. وفي راحتي لو أمكن الرأي أحجارُ

علي بن عبد الغني الحصري القيرواني
__________________
علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02/01/2008, 12h47
الصورة الرمزية محمود
محمود محمود غير متصل  
اللهم ارحمه رحمة واسعة
رقم العضوية:14631
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 246
افتراضي رد: بدر شاكر السياب ، والذكرى

أول كلامي سلام ..

لم يكن كل شعر السياب سوداوية وألما ونحيبا. فهو من قبل ومن بعد إنسان يعتريه الحزن والفرح والغضب والثورة والعشق والروحانية ، وهو في كل هذا كان يكتب وينثر زهور أشعاره علينا. وهذه قصيدة رقيقة للسياب. يبرز فيها من ذاته جوانب أخرى ..

أغنية الراعي
دعي أغنامنا ترعى حيال المورد العذب

و هيا نعتلي الربوة يا فاتنة القلب
فنلقى تحتنا الوديان في ليل من العشب
خيالانا به طيف من الآمال و الحب
خطايا تبعث الذكرى بقلب الورد و الزهر
سيبقى في غد منها صدى ينساب في النهر
و في الأنداء ما ذابت على وقع خطى الفجر
و في أغنية الرعيان ما بين الربى الخضر
سئمنا العالم الفاني و الناس و مرعانا
لقد سجنوا بأغلال من الأنظار نجوانا

سننشد في أمان من عيون الناس مأوانا
ضعي يدك الجميلة في يدي و لنذهب الآنا
و من أثواب قطعانك يا ريحانة العمر

نحوك شراع زورقنا و نطوي لجة العمر
نغني الموج أغنية الرعاة على الربى الخضر
لقيثار روى أنغامه عن ربه الشعرا
نؤم جزيرة منسية في بحرها النائي
طوى الموج بشطيها جناحيه بأعياء
إليها أومأ المجداف لما ضلها الرائي
و أضحى دمعه يرسم أقمارا على الماء
سنبني كوخنا تحت الغصون بجانب النبع
و نملؤه بما شئناه من زهر و من شمع
و أنغام رواها الوتر السكران بالدمع
و عطر قطفت أزهاره من ذلك الجذع
ستهوي شفتانا فيه نحو القبلة الأولى

فيصغي في صداها خافق ما زال مبتولا
إلى همس المجاديف طواها الليل تقبيلا
إلى نجوى الينابيع بروض بات مطلولا
تعالي نهجر الآثام و الناس و دنيانا
لأرض سبقتنا نحوها بالسير روحانا

هناك نرى المنى و الحب و الأحلام ترعانا
ضعي يدك الجميلة في يدي و لنذهب الآنا

======================

مجرد اقتراح..

كانت للسياب محاولات متعددة لتجديد بناء القصيدة العربية ، وهو رائد من رواد التجديد في الشعر بل لعله الرائد الأول للشعر الحديث (على خلاف في ذلك).

أقترح على شعرائنا الأفذاذ في المنتدى وهم كثر أن يتفضلوا فيشرحوا لنا جوانب التجديد في تجارب السياب الشعرية وكم أثمرت من نجاحات ، ومدى تأثيرها في الشعر المعاصر.

تحياتي


محمود

__________________
علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 11h51.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd