السمسمية وحورية البحر
أرتبطت بالسمسمية أسطورة تقول بأنه يوجد فى البحر حورية أو جنيه تعشق السمسمية وتعشق من يلعب على تلك الأله لو كان فنان بجد ولو أختلي بنفسه على شط البحر أو ركب البحر ومعه السمسمية وعزف عليها ألحان شجيه فإنها تظهر له من شدة حبها لتلك الأله وعازفيها .
حكي كثير من البحارة والصيادين عن تلك الأسطوره ، ويكاد الكثير منهم يجزم أنها حقيقيه ... وبالطبع لا تخلو أي اسطوره من جزء واقعي حقيقي تجسد على ارض الواقع ولكن ببعض المبالغات دخل فى حيز الأسطوره .
ي
خرج البحارة والصيادين بالمراكب ( سواء قطاير أو فلوكة أو هوري ) للسعي على الأرزاق وما يجود به البحر .. معهم الشباك وخيط السبيب والصنار ويصاحبهم معشوقتهم آلة السمسمية التي لا غني عنها لقضاء ليالي السمر والترفيه بعد عمل شاق على سطح المركب .
ويسدل الليل أستاره ... ويرخي عليهم دلاله .. فى الليالي القمرية يتجمع البحارة على سطح المركب فيجلسوا فى حلقة يتوسطهم عازف السمسمية ويبدأ بمداعبة الأوتار
وينسجم الجميع مع الألحان الشجيه و الغناء والتصفيق بإيقاع جميل منظم يشبه موج البحر فى هديره وسكونه .
الليل يسري و تصل الألحان إلى حورية البحر وتجذبها وتشدها حتي تصل إلى مصدر الصوت وتتطلع إلى العازف وهو يداعب اوتاره وكأنه يداعبها هي وكانه يحكي لها عن أشواقه ... وأفراحه وأحزانه .. تنظر إليه بشوق وكلما كان عازف السمسمية ماهر فى عزفه فإنها تنجذب إليه أكثر وهي مسحوره بألحانه وتعكس هذا السحر لترده له إذا ظهرت له فى ضوء القمر بجمالها الفتان فلا يراها سواه بالرغم من وجود باقي البحاره إلى جانبه وبالتالي فهو أيضا يفتن بها ولكن ويل له إذا ادبر عنها فيناله منها شر .. أما إذا انساق لها فيذهب بعقله معها ويصبح من عشاقها .. مجنون بها
قد يخفي العازف ما رأه .. أو قد يحكي ولكن فى الحالتين يصبح مفتون
ولكم سمع البحاره هذه الحكايه حتي بات الكثير منهم يتوقع ظهور حورية البحر بمجرد العزف على السمسمية فى ظلام الليل وفى الليالي القمرية .
يسهب البحاره فى وصف جمال حورية البحر ( ويسمونها عروسة البحر أو الحورية ) وفي وصف عيونها وشفتاها وجسمها الغض حتي يصلوا إلى ما اسفل البطن فيتوقفوا عن الوصف .. حيث أن الجزء الأسفل منها مغطي بقشور وعباره عن ذيل سمكه .
أننا نجد ذلك فى أغاني السمسمية :
فيقول المغني : أنا شفت حورية
ويرد باقي البحاره عليه : فى البحر
أنا شفت حورية .. فى البحر
بعيون عسلية .. فى البحر
والشفه ورديه .. فى البحر
قالت لي تعال .. فى البحر
الليله قماري .. فى البحر
ومثل قولهم :
فى البحر تتعاجب .. حورية
بالعين والحاجب .. حورية
النظره سحرية .. حورية
والبسمة وردية .. حورية
حبك سكن قلبي .. حورية
والشوق يلعب بي .. حورية
والعين عشاقه .. حورية
وقلوبنا مشتاقه .. حورية
يجزم كثير من البحاره انه رأها ، والكثير من العازفين امتنع عن العزف بعدما حكي أنه شاهدها وهناك من كان يقصد البحر خصيصاً ويعزف على أمل أن تخرج له ويمتع ناظره بها لكن ليس كل ما يشتهيه المرء يجده فإنها لاتظهر لمن يقصدها .. ولكن تظهر لمن يتغني لها بأشواقه ولمن يحوي فى قلبه حب صافي ، وكم من عشاق لها راحوا فى بحور العشق ولم عادوا.
صاحب الهوي دايم تعبان مكتوب عليه قلة الراحه
مثل السفينه بلا ربان يلعب بها الموج فى الباحه
والباحه لمن لا يعرف : هي البحر المفتوح
تلك الحورية تم أتخاذها رمز وشعار لمحافظة البحر الأحمر ، وأتذكر أنه فى رأس غارب زمان قام بعض الصيادين بإخراج سمكه من الماء لها جسد إمرأة ولكن مغطي كله بالقشور وكذلك أيضاً فى مدينة الغردقة وأحتفظوا بها فى متحف الأحياء البحرية وقالوا انها عروسة البحر على حقيقتها وبالطبع تختلف كثير ولا تكاد تشبه بالمره ما قيل عنها.
عمرو الراوي
__________________
ترخي دلالك علينا ليه من بعد ماتبنا
تردنا للمعاصي من بعد ما شبنا
وحياة من له مساجد للصلاة تبني
تبنا عن جميع المعاصي إلا عن حبك لم تبنا