لا يكاد ينجو أحد من مقالب أم كلثوم حتى الصحفي مصطفى أمين بكل حنكته, ففي عام 1953 سافرا إلى واشنطن وهناك دعا مصطفى أمين أم كلثوم إلى مطعم فاخر لتناول العشاء, ووجدت أم كلثوم الفرصة مناسبة لترتب مقلبا في مصطفى أمين فأخذت تضع إصبعها في القائمة على أصناف الطعام غالية الثمن مجاملة لها اختار هو نفس الأطعمة التي طلبتها أم كلثوم, وفي نهاية العشاء جاءت فاتورة الحساب
وحملقت أم كلثوم في وجه مصطفى أمين لترى الارتباك على وجهه, وأراد أن يحرمها من الشماتة فتمالك نفسه ولم يبد أي انفعال وتظاهر وكأن المبلغ المطلوب بسيطا جدا, ومد يده ليخرج حافظة النقود من جيبه, فإذا بها تعود خاوية, وبحث في كل الجيوب, لكنه لم يجد أي أثر للحافظة, وكانت أم كلثوم تراقب حيرته وتعاسته بسعادة لا حد لها, وبين كل لحظة وأخرى تعلق بنكتة على المفلس الذي دعا ضيوفه على العشاء, وقال لأم كلثوم: إنني نسيت محفظتي في الفندق
ورجاها أن تبقى في المطعم حتى يذهب إلى الفندق ويعود بالمحفظة لكنها رفضت الانتظار خشية ألا يعود وتشرب المقلب.. وطلب منها أن تقرضه ثمن العشاء ففتحت حقيبتها وأغلقتها مدعية أنها نسيت نقودها في الفندق فقال لها: إن معنى هذا أن مدير المطعم سيأخذنا إلى نقطة البوليس وسوف يضعنا في السجن حتى يأتي من يدفع الحساب.
وضحكت أم كلثوم وهي تتحدث عن العناوين الكبيرة التي ستنتشر في صحف مصر عن القبض على أم كلثوم ومصطفى أمين لأنهما حاولا أن ينصبا على مطعم كبير في واشنطن.
وفجأة هبط من السماء ملاك أبيض فقد دخل إلى المطعم أبو رزق صاحب أكبر محل للأزياء في واشنطن وما كاد يرى أم كلثوم ومصطفى أمين حتى أصر على دفع الحساب, وكانت أم كلثوم ترفض بشدة أن يدفع الحساب ومصطفى أمين يقول له:
ادفع يا أيوب بك ما فيش فرق بينا.
ودفع أبو رزق الحساب ونجا مصطفى أمين من مقلب ساخن
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا