رد: المربعات البغدادية
الاخت الفاضلة ست كريمة العطار
شكرا على أهتمامك بالموضوع
لا املك بصراحة اية معلومات تستحق الذكر عن المطرب و الفنان الشعبي عبد الأمير أفندي
والذي اجاد وأبدع في قراءة هذا النمط من الغناء الساخر والذي لم اجد اي باب في القسم عدا أنماط الغناء المختلفة او المربعات البغدادية لتسجيله عسى ان يفيدنا الاخوة الاخرين بمعلومات اكثر دقة ( بالمناسبة وجدت هذه البستة النادرة على موقع اليوتوب )
المعيدي - في هذه البستة - هو تعبير مجازي في اللغة العامية العراقية لتشخيص حالة أو عادة غير محببة في المجتمع كالبخل أو قلة الذوق في المأكل اوالملبس او في الكلام ( بصوت عالي مثلا ) ولا تمس طائفة اوعرق او فئة او ملة او دين بعينها.
اما الشاعر حسين القسام فمن الشعراء الشعبيين المعروفين و دخلت اشعاره الشعبية في الغناء
الريفي والبوذيات والزهيريات والاهازيج والهوسات السعبية العراقية مثلة مثل عبود الكرخي امير الشعراء الشعبيين ومحرك كَوكَل سيغنيك في التعرف أكثر على هذا الشاعر الكبير والذي توفي في العام 1960 وهذه بعض المعلومات الاساسية بقلم الكاتب ضياء الاسدي
الشيخ حسين قسام بن الشيخ عبود الخفاجي المولود في مدينة النجف الاشرف 1898 ـ 1960 يعد من الشعراء القلائل الذين انتهجوا الشعر الفكاهي بطريقة ساخرة ومتزلفة للفقراء والمعدمين الذين طالما نصرهم وانبرى للدفاع عن مظلوميتهم امام عسف الطغاة والجبابرة
ويعد من الشعراء الذين ينتمون الى المدرسة السوريالية حيث كانت قصائده المتمردة على واقعه تحمل اكثر من دلالة على سمو كعب هذا الشاعر الذي طغت فكاهيته المذهلة على جل اشعاره المثيرة للجدل كما يقول في احدى سوريالياته:
لو وقع بيدي أصعدت سابع سمه
ابلا درج واركب بعيرة محزمة
وأقلب البرغوث والبرغش فلك
خاطر أشتل فوكهن شجرة جمه
وبالسمه السات ارد اسوي فعل
اكلب الثيران تفاح وفجل
ابميل اقلبهن امعصي ومنشجل
وأقلب القبطان ناقة معممة
ابتكر القسام اسلوبه الكوميدي لكي يعبر بكل جرأة عن معاناة الفرد الفقير ومايختلج بصدره من صرخات لاتجد متنفساً لها الا عبر كوميدية الشيخ القسام المغلفة بالآه والحزن والوجع!
ورغم البيئة الدينية الصارمة في النجف الاشرف حيث ترعرع وعاش ومات فيها الا أنه استطاع من تأسيس نمط شعري قفز به على المألوف السائد وقتذاك يقول عنه الاستاذ الدكتور عبد الاله الصائغ في احدى دراساته عن الشاعر الراحل :
( حسين القسام الذي لايفتأ يضحك الناس بنكاته الرائعة ولايفتأ يحلق في اجواء السخرية والمرح والفكاهه هو نفسه الرجل الذي يبكي آلام الناس وأحزانهم وبصورة ادق جراحاتهم واعمقها تصويراً، تحس منه ان الرجل وصف ماوصف منها وهو شاعر بعمقها واوجاعها، اذا عرفت هذا كله غضضت من ابتسامتك وعلمت ان الرجل يمتلك طبيعة الفنان العبقري من جميع نواحيها)
وحك عزتك يربي استفلست آنه
مثل اكميل من كابل الحنانة
وحك عزتك يربي امخربطة احوالي
وخاف وياي يبقه الفكر للتالي
وحك عزتك ياربي مابقالي حال
اثاث البيت كلها باعها الدلال
عندي ابنات كلها ازغار عندي اطفال
كل اللي تشوفه امهلبه اردانه
وترك الشيخ القسام ديوان سنجاف الكلام وديوان قيطان الكلام وكتب الزهيري والابوذية وحتى الهوسة العراقية التي ترجم فيها حاله الرث وفقره المدقع مايدل على عصامية الرجل الذي كان بوسعه كسب ثروة طائلة لو انه مدح ولاة ذلك العصر..
هله يلي سليم الذات وبساط
البيابي فراش الك ياترف وبساط
بيمينك لاتلوع المحب وبساط
امفوض كلما سويت بيه.
الجزر غثني وجرح كلبي ولكطين
السبزي خربط احوالي ولكطين
مده البصل ماضكته ولكطين
الفجل والثوم يتعيقل عليه
اما عن حفلاته المتميزة فيصفها الصائغ بالقول:
( معظم الحفلات الفكاهية يحضرها الصغير والكبير والنساء يحرصن على حضورها من خلال السطوح والشبابيك ومن وراء الستور فقد كان حسين قسام النجفي نجم المدينة دون منازع وبخاصة الافراح! ولكن الحفلات العامة والخاصة التي تقام له مجانية!كان لاياخذ عليها اجراً رغم حاجته الموجعة وتردي وضعه المعيشي والصحي ولكنه كبرياء الفرسان والمبدعين ! ولو اراد اجراً على حفلاته لغدا مليونيراً بحساب ذلك الزمان)
وكانت تربط القسام النجفي صداقات متينة مع ابرز رجالات الدولة كما ذكر الدكتور الصائغ ويقول:
( يكفي انه صديق الملك غازي الذي كان لايستغني عنه وبخاصة حين تشتد عليه الكآبة وصديق الملك فيصل الثاني ومرافقه الاقدم عبد الله المضايفي وكان اول مايفعلانه حين ينتجعان في القصر الملكي في الكوفة هو استقدام الشيخ حسين القسام ليقيم فترة أقامة الملك وكل العائلة المالكة تهش وتبش للشيخ قسام ذي الملامح الصارمة الكئيبة والروح الفكهة العجيبة!وكذلك كانت للقسام الحظوة لدى وزير المالية الحاج محسن شلاش والدكتور فاضل الجمالي والسيد عطية السيد سلمان الزكرتي العوداي والسيد عطية ابو كلل والحاج صالح الجوهرجي والسيد علي الحبوبي والسيد علي المرعبي الصائغ والدكتور محمود صفوت والسيد هاشم الشريف الرادود وسواهم من اثرياء العراق وموسري النجف.
ربطت الشيخ القسام النجفي صداقات كثيرة مع شعراء ومثقفي جيله لكن علاقته المتميزة مع الكاتب الدكتور حسين المروة كان لها طعم آخر حيث تأثر بفكره الماركسي وتخندق معه رغم البيئة الدينية الطاغية في النجف الاشرف حيث خاطبه قائلاً!
يحسين المروة امجانها راسك
وانت توصفت بيها وحك باسك
بلاط العلم سواك وضخم راسك
وعلمك صار خزنة وكنز ماليه
مثلك بالاخلاق الراقية ماصار
ياراعي العلوم وصاحب الافكار
بيك المنفعة للمحل من تنزار
محلك علم يتفجر بناديه
تزوج حسين قسام النجفي وانجب ثلاث بنات وثلاثة بنين هم ولدان مالك ورضوان وقام بسدانة النبيين هود وصالح عليهما السلام وقد وثق حياته بقصيدة طويلة يقول في مطلعها:
ترجمتي الحياتي بالجره اعليه
بايام الجهل اوله وتاليه
ترجمت ابحياتي بالسده واجره
والدتي تكلي وتجذب الحسره
ييمه تبجي لمن تطلع الكمره
تبجي اتكول اريدن فرد كمريه
منقول -
بقلم ضياء الاسدي
ارفعها هذه البستة الجميلة النادرة ( الاصلية ) كما هي بدون مؤثرات او تقوية ورفع للصوت وارجوا ممن يمتلك معاومات عن المطرب ان يزودنا بها ,
|