الجنسية: كل العرب اخوانى
الإقامة: بلاد العرب اوطانى
العمر: 74
المشاركات: 3,698
شعراء الاغنيه فى الكويت - عبدالله سنان 1917 - 1984
الشاعر عبدالله سنان
كان محبا للدعابة والمرح محبوبا بين أصحابه عبدالله سنان ابن البيئة الذي غنى للكويت وشعبها
مرت الاغنية الكويتية بمراحل عدة مهمة ساهمت في انطلاقتها وتميزها وتجاوزها حدود الكويت الى الوطن العربي
وقد كانت المرحلة الاولى هي الاهم، لأن الاغنية الكويتية، وهي الرائدة خليجيا على جميع المستويات، نجحت في تخطي العديد من العقبات بفضل جهود عدد من الرواد، لا سيما المطربين الذين سجلوا اغانيهم في الهند وبغداد والقاهرة، واذا كان بعض المطربين قد اعتمد على اشعار قديمة، فإن شعراء الكويت الاوائل لعبوا دورا بارزا في النهوض بالاغنية من خلال اشعارهم العذبة التي تخطت الحواجز وتجاوزت الحدود، حتى اصبحت تتردد على الشفاه
لقد اسهم رواد الشعر في الكويت، سواء شعراء الفصحى او العامية، في النهوض بالاغنية الكويتية في المرحلة الاولى وما تبعها من مراحل، وكانت اشعارهم، ولا تزال، يرددها عشاق الطرب الاصيل، كما ان العديد من مطربي الوطن العربي قد غنوا هذه الاشعار، وتميزوا فيها
ان شعراء الاغنية في الكويت، سواء الذين كتبوا القصيدة بالفصحى، او الذين كتبوا القصيدة المغناة، كان لهم دور ريادي في انطلاق الاغنية واثبات وجودها وتفوقها
ان الزبيدية البيضاء آسرة هذا الخليج وفيه أصبحت ملكه إذا بدت فجميع الناس مقبلة على الشراء وكل ناصب شركه إن خلا السوق منها فالكآبة تعروه ويزهد فيه المشتري سمكة
ذلك مقطع من قصيدة لطيفة للشاعر الكبير عبدالله سنان محمد يصف فيها سمكة الزبيدي ومكانتها على الموائد الكويتية
وإذا كان سنان قد عرف كشاعر متميز سجل شعره مرحلة سياسية ودينية واجتماعية بصدق باعتباره ابن البيئة حيث عاش قريبا من الناس، فإنه أيضا ساهم في دعم الأغنية الكويتية بالعديد من الأغاني، إذ ان عددا من المطربين والملحنين وجدوا في أشعاره ما يغريهم لغنائها خاصة القصائد الوطنية
ولادته تتفق المصادر على أن الراحل عبدالله سنان محمد قد ولد في الكويت عام 1917 في فريج سعود في حي قبلة، درس في الكتاب كالكثيرين من أقرانه في تلك الفترة، وحفظ القرآن الكريم ثم درس في مدرسة حمادة والعنجري والتحق بعد ذلك بالمدرسة الأحمدية وتتلمذ على يد عبدالملك الصالح، وعبدالعزيز الرشيد وعلي العسقلاوي، وعمل بعد تخرجه مدرسا في مدرسة عبدالعزيز حمادة، وعمل الراحل في مجالات أخرى غير التدريس منها كاتب حسابات أثناء الحرب العالمية الثانية عند يوسف الصقر في وزارة الصحة، وبعدها في الأوقاف إلى أن تقاعد عام 1969 وصدرت له عدة دواوين شعرية
عرف الراحل بحبه للدعابة والمرح، وكان محبوبا بين أصحابه وزملائه وقرأ الكثير من الكتب التاريخية والسياسية والاجتماعية ودواوين الشعر القديم والحديث وعرف باتساع ثقافته، وعندما بدأ يقرض الشعر كانت بصمته واضحة من خلال قصائد وطنية واجتماعية إذ اعتبره كثيرون شاعر الكويت الذي يغني لنبض الحياة
ويرى أكثر من ناقد ان عبدالله سنان كان شجاعا في آرائه وصريحا في قصائده، وقوميا في إحساسه لذا ليس غريبا أن يكتب قصيدة مشهورة بعد نكسة الوحدة في عام ،1961 كما له قصائد مشهورة في الكثير من المناسبات لعل أبرزها قصيدة عن نكسة يونيو 1967 إذ يقول في بعض أبياتها: هذه جيوش العدا تحتل ساحتكم فأين أنتم وأين الحقد والغضب؟ سيناء قد ذهبت والضفتان وشر في القتال وقدس الله والنقب
سنان والأغنية عرف الشاعر الراحل عبدالله سنان بقربه من هموم وطنه ومجتمعه، لذا ليس غريبا أن يقول عنه الباحث والأديب فاضل خلف إن عبدالله سنان هو مغني الشعب الحاضر لأنه كان يتحدث عن هموم مجتمعه، وكأنه لسان حالهم
وفي تقديمه لكتاب 'عبدالله سنان مغني الشعب' يقول فاضل خلف إن التعريف بفن الشاعر عبدالله سنان إنما هو في الواقع دراسة عميقة لحياته وعرض صادق أمين لأهم ملامح شخصيته الفنية، فقد تفجرت ينابيع فنية من أعماق نفسه
وعلى الرغم من أن عبدالله سنان عرف بأنه شاعر يكتب بالفصحى فإن العديد من الملحنين قد تعاملوا مع كلماته، وغنى من اشعاره عدد من هؤلاء نذكر المطرب الكبير شادي الخليج الذي غنى 'حماة الوطن' وهي اغنية وطنية. كما غنى من كلماته عوض دوخي الذي قدم 'طال الصدود' وهي من الحان عوض دوخي نفسه، وايضا غنى من كلماته الشاعر الكبير سعود الراشد 'بشير السلام'
ويشير الباحث خالد محمد سالم الى عدد من اعمال عبدالله سنان ومن بينها سامرية 'سلموا لي على زين التهايا'، وسامرية 'يا الله يا منحي المطر'، وسامرية 'البارحة غاب القمر'
وننقل عن خالد محمد سالم نص سامرية 'سلموا لي على زين التهايا'
سلموا لي على زين التهايا كامل الزين مردوع الثنيه داخل السوق يشري له مرايا ليتني يا فهد ذيك الشريه كان اعيد واصير من الرعايا كل يوم اقدم له تحية قايد الريم منبوذ الشطايا اريش العين سوى بي سويه ليت يرجع ويرجع لي هنايا غصون قلبي تغريف لي نديه حسبي الله على شين الحلايا قاضب الدرب وعيونه قوية يا عساه توطاه الحيايا يوردونه على حياض المنيه
هذا وقد رحل الشاعر الكبير عبدالله سنان في نوفمبر 1984 وقد كرمته وزارة التربية واطلق اسمه على احدى مدارسها تخليدا لذكراه وتقديرا لجهوده
وقد تناول شعره وحياته عدد من الباحثين والدارسين بينهم فاضل خالد 'عبدالله سنان مغني الشعب'، خالد سعود الزيد ود. عبدالله العتيبي 'عبدالله سنان دراسة ومختارات'، د. عباس محمد خدادة، د. سعاد عبدالوهاب، عبدالله زكريا الانصاري، الدكتور خليفة الوقيان وغيرهم
ونشرت سيرته في عدد من الكتب الادبية منها: 'ادباء واديبات الكويت' للاديبة ليلى محمد صالح، 'معجم البابطين للشعراء المعاصرين'، 'الحركة الادبية الفكرية في الكويت' للدكتور محمد حسن عبدالله
------------------- إعداد: عبدالمحسن الشمري
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة : بو بشار بتاريخ 12/10/2013 الساعة 19h34