الفنان العارف الجمل

[abuaseem]

الفنان العارف الجمل

• العارف الجمل من رواد الموسيقى في ليبيا
• كان من اشهر العازفين على الة القانون
• شارك بعزفه في العديد من الحقلات بمصاحبة الكثير من الفنانيين في عصره
• قدم مقطوعات موسيقية منفردة على الة القانون
• لم يبخل في تعليم اصول النغم و العزف لمن يرغب
• اقام دورات تدريبيه لتعليم العزف على الة القانون في سوق المشير
• مهنته الاساسية كانت مفتش قطارات و كانت الموسيقى بالنسبة له هواية فقط

[abuaseem]

لمحة تاريخية عن الفن و الفنانيين في عصره

في بداية القرن العشرين كانت طرابلس مزدهرة فنيا و كان بها الكثير من الفنانيين من عازفين و ملحنين و مطربين و شعراء. و تكونت بها الكثير من الفرق الموسيقية و كانت تقام بها الكثير من الحفلات الموسيقية على مسارح و فنادق المدينة. و كان بها العديد من المعاهد و المدارس الخاصة بتعليم الموسيقى. كما تم تاسيس اول نادي رسمي للموسيقين بطراباس سنة 1933 و كان مقره بمسرح البوليتياما.

من الفنانين المعروفين في دلك الوقت كان محمد عبيه و علي البوني و محسن ظافر و العارف ظافر و عبدالله جمال الدين الميلادي و مختار داقره و الامين امحمد حسن بي و مختار شاكر المرابط و خليل التارزي و محمد سليمان قنيوة و احمد شاهين و احمد الخوجة و العارف الجمل و كامل القاضي و عثمان نجيم و علي الحداد و بشير فهمي فحيمة




منقول عن مقالة منشورة للدكتور عبدالله السباعي

[abuaseem]

قيمته الفنية و عزة نفسه

يروي الفنان كاظم نديم انه عندما تولى رئاسة قسم الموسيقى بالاذاعة و سعى في تكوين الفرقة الموسيقية اختار على الحداد ليكون عازفا للقانون بالفرقة بدل العارف الجمل لانه غير متفرغ حيث كان يعمل مفتش قطارات كما اسلفنا و العمل بالاذاعة يحتاج لتفرغ.

غضب الفنان العارف الجمل باعتبار انه كان اقدم عازف قانون في طرابلس. ولاسترضاه اقترح عليه الفنان كاظم نديم ان يقدم مقطوعات موسيقية او عزف منفرد و يتعامل معه كالحان من الدرجة الاولى و يتقاضى بالمقابل اعلى مبلغ كان يقدم اناذاك وهو عشرة جنيهات وهو تقديرا لقيمته الفنيه لكنه رفض الاقتراح اعتزازا بنفسه.

هده القصة رواها الاستاذ مفتاح سويسي الفرجاني في كتابة الموسيقار كاطم نديم حياته و فنه

[abuaseem]

رحم الله هدا الموسيقار الكبير الدي للاسف لا نملك من ابداعاته شيئاءا لانعدام التسجيلات انداك و ما بقى الا هده المعلومات المتداوله عنا و هي قليقة و متناثرة و من هنا اقدم هده الدعوة للجميع للمساهمة في تجميع كل ما تيسر عنه من معلومات مهما صغرت حتى تكتمل لدينا صورة و لو صغيرة عن هدا الفنان و معاصيريه مثل محمد عبيه و علي البوني و محسن ظافر و العارف ظافر و عبدالله جمال الدين الميلادي و مختار داقره و الامين امحمد حسن بي و مختار شاكر المرابط و خليل التارزي و محمد سليمان قنيوة و احمد شاهين و احمد الخوجة و العارف الجمل و كامل القاضي و عثمان نجيم و علي الحداد و بشير فهمي فحيمة

[عبدالباسط اقلاش]

ذكريات العارف الجمل
خطوات على أول الطريق

الجزء الأول نشر بالعدد الثاني بمجلة سماعي ( حصري )
فتحت عيني منذ 72 عاما .. في طرابلس و في أشهر أحياء المدينة القديمة في ذلك الوقت .. كان الكتاب هو الوسيلة الرئيسية للتعليم .. ثم المدرسة الإيطالية .. عندما بلغت العاشرة .. والدي كان يعمل متعهدا لتوريد الطعام للدولة العثمانية .. و هذا هيأ لنا أن نستضيف كافة الفرق الفنية التي تزور البلاد ... كلها كانت تمر على بيتنا .. و تقدم فنونها بعد المآدب .. و أجد نفسي في كل حفلة متسللا إلي أقرب مكان يمكنني من الاستماع و الاستمتاع بما يجري من فنون .. توفي والدي و عمري 12 عاما .. كنت قد شغفت تماما بالموسيقى و الفنون ....
و هكذا أرسلت إلي مصر لأشتري أول عود في حياتي .. بدأت أتدرب عليه .. ثم لجأت إلي موسيقي معروف في وقتها بطرابلس .. في خليل التارزي ... و لهذا المدرس قصة طريفة إذ كان اليهود في ذلك الوقت هم الذين يعملون في المجالات الموسيقية و الفنية عامة .. و بالتالي فإن لهم النفوذ و الهيمنة عليها .. و كان خليل عربي موهوب .. يطمح للدراسة و التعلم في الموسيقى ، و لكن اليهود كانوا يتقاضون مبالغ عالية نسبيا كي يقبلوا تعليم العرب ، أو يبوحوا لهم بأسرار النوتة ... و لجأ خليل إلي حيلة ذكية .. إذ كان يأتي إلي يعلمني مقابل أجر أدفعه له ... ثم يستخدم نفس هـــــذا
الأجر في التزود بدروس يتلقاها عن اليهود .. المهم أن خليل تعلم و علمني ، بفلوسي كما يقولون .. هذه المبادئ التي تعلمتها و الشغف .. دفعاني إلي متابعة كافة الفرق الزائرة ، اقتربت منهم أكثر و أكثر في الحقيقة ساعدتني ذاكرة قوية جدا .. و قدرة غير عادية على الاستظهار .. ساعدتني على جمع الكثير .. فمثلا مازلت أذكر و أنا في العاشرة عندما قدمت من مصر فرقة الشيخ سلامة حجازي .. و أقيم الحفل في سينما النصر بسوق الترك حاليا و كان اسمها قديما " بوليتياما " كانت أحسن مسرح في ليبيا في ذلك الوقت ، تضارع حاليا أوبرا صوفيا .. وقف ساعتها .. عند الافتتاح .. خرج عن الستار .. كان الطربوش هو غطاء الرأس الموحد بيننا جميعا .. وقف محمد عطية أحد أفراد الفرقة ، و ألقى هذه الافتتاحية .. في صورة أبيات تحية لليبيا :

بني طرابلس السلام عليكم
من أرض مصر و بلاد الشام
جئنا إليكم نحمل الفن الذي
غرسته مصر بهمة و نظــــام
أدب يؤلف بيننـــــــا فكأنه
صلة نكون بها ذوي أرحــــــام
بني طرابلس الكرام تقبــــلوا
هذه التحية من بني الأعمـــــــــــام

ثم فتح الستار على التخت .. كان القانون و العود و التار و الدربوكة .. قدموا مقدمة .. ثم خرج فتى صغيرا في ذلك الوقت و أنشد يا مليح اللمى و حلو التثني .. و جميلا جماله قد قتني .
كان أبي يحملني معه .. و شغفي بهذه الحفلات .. طالما حملني على شراء أكثر من عشرة تذاكر لنفسي .. و ذلك حتى يعرف الجميع أن هوايتي للفن ليست أبدا لسبب مادي أو غيره .. استمر في التحصيل و محاولة التعلم إلي أن جاءت أول فرصة لي .. و كانت قصة ..
و لكن عز علي أن يجمع اليهود دائما هذه المبالغ الكبيرة .. و ان يبقوا بمفردهم في ساحة الفن ، و هكذا اتفقت أنا و خليل .. أن نذهب إلي فرح .. يعني كان ثريا بدوره و كان لابد لنا من تقديم إغراءات حتى نقف على مستوى المنافسة مع اليهود .. عرضنا على أبي بكر أن نحيي الحفلة مجانا .. دون أي مقابل و قبل صاحب الفرح .. و رتبنا على ذلك بأن أعلنا على صفحات جريدة الرقيب لصاحبها الشيخ محمود بن موسى .. أعلنا أنا و خليل .. أننا على استعداد لإحياء الحفلات مجانا .. و نجحت خطتنا في منافسة اليهود .. فأقبل الناس علينا .. و عرضوا علينا أحياء حفلاتهم .. استمرت حفلة زواج أبي بكر سبع ليال .. يفرشون الحوش .. أربع غرف يجري عرسها .. غرفة للعلماء مثل المفتي و القاضي و غيرهم من الكبار .. و غرفة للافندية ...
اثنين يجيدون القراءة و الكتابة .. و غرفة ثالثة و رابعة لحصة من علماء و اصحاب مناصب .. يجلسون فيها حتى يستمتعوا بالحفل .. دون أن تفضحهم عيون الجمهور .. أما نحن فإننا نجلس في الصالة .
و حولنا الجمهور من عامة الشعب .... و يجري تقديم الشاي و القهوة و المشروبات المحللة كلها .. و كلها على حساب العريس طبعا .. كذلك الأكل كله عند الغروب .
و يستمر حتى العشاء بعد صلاة المغرب و حتى صلاة العشاء .. كل من يصل لمكان الحفل يتناول الطعام ، و كان الأكل في معظمه عبارة عن لحم ضان .. كل ليلة يجري ذبح عشرة خراف .. و من الظريف أن ثمن الخروف لم يتجاوز في تلك الأيام ثلاثة قروش ، كحد أقصى .. موعدنا نحن الفنانين يبدأ بعد العشاء ، من التاسعة حتى الثانية عشرة ..
نجلس وسط الحوش ، و معنا آلاتنا .. نقوم بإنشاد المواويل بمفردنا أنا و الشيخ خليل .. و عندما نردد الموشحات و الأدوار القديمة .. يرددها معنا الجمهور ، و يستمر الطرب و السهر بين عزف المقطوعات الموسيقية الخالصة ، و الغناء حتى ساعة متأخرة من الليل في كثير من الأحيان .

[abuaseem]

العارف الجمل.. «كونشيرتو» طرابلس

ازدهرت الأغنية الطرابلسية أو كما أُطلق عليها في أواخر القرن التاسع عشر، والتي كانت عبارة عن كلمات باللهجة المحلية الدارجة وألحان بآلات موسيقية راقية مثل العود والقانون والكمان.
وهذه الأغاني كانت بسيطة وسلسلة وعبارة عن مذهب وكوبليه، وبما أن الفن خاصة المرتبط بالربح المادي كان مقتصرًا على اليهود من سكان المدينة القديمة فقد قرر بعض الشباب ممن بزغ نجمهم في مجال الموسيقى والغناء الطرابلسي تكسير هذه التابوهات في احتكار الفن خاصة في المناسبات الاجتماعية، ومن هؤلاء فنان يعتبر صُحبة مجموعة من جيله من مؤسسي الأغنية الطرابلسية الحديثة ومن وضعوا لبنتها الأولى.
ويرجح بعض المؤرخين أنهم كانوا سببًا رئيسًا وراء فتح الإذاعة المسموعة في طرابلس أواخر العام 1936.
ومن أبرز هذه الأسماء الفنان عارف الجمل، أحد الأسماء التي من الممكن ألا تكون حاضرة في ذهن الأجيال الجديدة، فمن هو عارف الجمل؟ وما الذي أسهم به في انتشار الأغنية الطرابلسية وتثبيت ركائزها لتصبح مرجعًا لهذا النوع من الفن والغناء الذي ظل مزدهرًا من أواخر القرن التاسع عشر وحتى سبعينات القرن العشرين .
وبرزت من خلاله كثير من الأسماء الفنية المعروفة، حتى تقرر بفرمان حكومي إقصاء هذا النوع من الفنون وتغليب اللون البدوي، وتحديدًا ما كانت تشتهر به المنطقة الوسطى من ليبيا على باقي الألوان والفنون التي كانت منتشرة في البلاد.
عارف الجمل ولد سنة 1906 في مدينة طرابلس، وهو من رواد الموسيقى في ليبيا، تعلم اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم في جامع النخلة على يد الشيخ سالم الترهوني، عمل في بداية حياته في وزارة السكة الحديد كمفتش قطارات ولكن الموسيقى شغفه وعشقه كانت الأساس، فلهذا اختار أن يكمل مشوار العمل وعشقه افن في خطين متوازيين بحيث لا يؤثر أي منهما على الآخر.
والده كان يعمل متعهدًا لتوريد الطعام للدولة العثمانية الأمر الذي هيأ لهم استضافة جميع الفرق الفنية التي تزور البلاد حينها، لتقدم فنونها بعد المآدب، فوجد نفسه يتسلل في كل حفلة إلي أقرب مكان يمكنه من خلاله الاستماع والاستمتاع بما يجري من فنون، من هنا جاء شغفه وحبه الفن.
توفي والده وهو في الثانية عشرة من عمره، واشترى أول عود في حياته من مصر بعد زيارة قام بها لهذه البلاد العام 1917 دخل مجال الفن عن طريق غنائه المدائح والموشحات الدينية، يعتبر الفنان مختار شاكر المرابط أول من اهتم به ووجهه لطريق الفن والأب الروحي له.
ليأتي بعد ذلك دور كل من الفنانين مختار داقرة وبشير فهمي فحيمة ومحسن ظافر ومحمد عبي وعلي البوني والعارف ظافر وعبدالله جمال الدين الميلادي في تعليمه أصول الفن والغناء،
أما الفنان خليل التارزي، فهو الذي علمه أصول العزف على آلة القانون الذي صار يتقنها ويتميز في عزفه عليها فيما بعد، ليلتحق فيما بعد بفرقة مقهى سوق المشير صعبة عدد من الفنانين هم: عثمان نجيم على آلة الكمان ومحمد القادري عازف قانون وعلي القمودي عازف طار وأبو بكر شقلب عازف طبل، بالإضافة للفنانين محمد سليمان قنيوة وأحمد شاهين وأحمد الخوجة وكامل القاضي وبشير فهمي فحيمة وعلي الحداد وغيرهم.
في العام 1933 أُسس أول نادٍ رسمي للموسيقى الشرقية في طرابلس وكان مقره مسرح البوليتياما، وأوكلت مهمة إدارته للفنان محمد حسن بي، وكذلك أنشئ قسم للموسيقى الغربية وأُوكلت مهمة إدارته للفنان الإيطالي كافاتشي.
ومن بين الفنانين الذين انضموا لهذا النادي، الفيتوري إمبية وصالح الفزاني وسالم القنبري ومصطفى الدهماني وأحمد عاشور والأمين الجعفري، في العام 1956 افتتح محلاً لتعليم الموسيقى وأصول العزف على آلتي العود والقانون، ومن بين الفنانين الذين أصبحوا ذا شأن في المشهد الفني الليبي وتتلمذوا في هذا المحل الفنان حسن عريبي والفنان نصر الدين القبلاوي وغيرهم كثير.
بعد النجاح الذي حققه سواء من خلال مقهى سوق المشير أو نادي الموسيقى أقام صحبة فرقته كثيرًا من الحفلات الغنائية في قاعات كبرى الفنادق المعروفة في طرابلس في حينها، بالإضافة لتقديمه كثيرًا من المقطوعات الموسيقية المنفردة على آلة القانون.
في العام 1961 انضم لفرقة الإذاعة كعازف على آلة القانون بفرقة القصائد والمدائح النبوية، واستمر فيها حتى قرر الفنان كاظم نديم والذي كان يتولى رئاسة قسم الموسيقى بالإذاعة آنذاك بتكوين الفرقة الموسيقية بالإذاعة فوقع اختياره على الفنان علي الحداد ليكون عازف القانون الرئيس في الفرقة بدل الفنان عارف الجمل.
الأمر الذي جعله يقرر ترك الإذاعة، ليقضي ما تبقى من حياته مدرسًا للموسيقى بالمعهد الوطني للموسيقى والتمثيل في طرابلس، منتصف ستينات القرن الماضي.

بقلم الاستاذة اسماء بن سعيد