لماذا لم ينظم الجواهري قصيدة عن أم كلثوم بمناسبة قدومها الى بغداد ؟
لا أعتقد ان هناك شاعراً عراقياً معروفا في فترة الثلاثينات لم ينظم قصيدة عن زيارة أم كلثوم الى العراق عام 1932. ولكن الشيء الذي أوقعني في حيرة هو عدم عثوري على اية قصيدة للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري لتلك المناسبة. وهذا شيء لم استطع فهمه ولا حتى استيعابه خاصة وانه قد كتب ما يقارب عن 15 قصيدة في تلك السنة .
وعند تصفحي لمذكرات الجواهري "ذكرياتي " الجزء الأول اكتشفت ان الجواهري في تلك الفترة كان مبعداً الى مدينة البصرة كمدرس ثانوية. وقبل قدوم أم كلثوم الى العراق مباشرة كان قد صدر امراً بمنع الجواهري من ترك مدينة البصرة وقد تم التحقيق معه بمناسبة نشر قصيده له في جريدة أم القرى السعودية تعرض فيها لملك العراق فيصل الأول. ووصل الحديث بين المحقق واسمه عاصم والجواهري الى مرحلة استغلها الجواهري كي يطلب احالته الى بغداد .
يقول الجواهري قلت له وأنا فرح مرح :
"- ولماذا تتعب نفسك يا استاذ عاصم بهذا كله، هناك في بغداد، من هو أولى منك، وأكثر اراحة لك من هذا التعب.
فأجابني بنكته مرحة أيضاً وكانت أم كلثوم قد وصلت لأول مرة الى بغداد ، فقال:
-طبيعي انك تواق لحضور حفلات أم كلثوم، وليس الأمر بيدي "
ويستنتج من ذلك ان ظروف الجواهري القسرية والصعبة لم تساعده في تنظيم والقاء قصيدة بمناسبة قدوم أم كلثوم الى العراق. علماً ان الجواهري كان يحب ان يلقي قصائده بنفسه في مثل تلك المناسبات المهمة.
نعمان