أشعب والجارية
كان أَشعب يختلف إلى جاريةٍ في المدينة , ويظهر لها التعاشُق , إلى أن سألته يوماً سُلْفةً (قرض) بنصف درهم , فانقطع عنها , وكان إذا لقيها في الطريق سلك طريقاً أخرى , فصنعت له نشوقاً (دواء) وأقبلت به إليه .فقال لها : ماهذا؟
قالت : نشوقٌ عملته لك لهذا الفزع الذي بكَ , فقال :اشربيه أنتِ للطمع , فلو انقطع طمعكِ انقطع فَزعي , وأنشأ يقول :
أخـلفي مــاشئت وعـــدي ....وامنحـــيني كــلِّ صَــــدِّ
قــد ســـلا بــعدكِ قلبـــي .... فاعشقي مـن شئت بعدي
إننـــــي آلــــيـــــت لا أعــ....ــشقُ مـنْ يعشــقُ نَــقْدي
**
الدراهم قبل الحبّ
قيل : إنّ بصرياً دخل مدينة بغداد مرّةً , فلم يزل يمضي في محالّها حتى انتهى إلى قطيعة الربيع , فإذا بجاريةٍ مشرقةٍ تنظر إلى الطريق فهويها , فلم يزل يكتب إليها فلا تجيبه .فكتب إليها يوماً رقعةً يشكو فيها بثه وفي آخرها :
هل تعلمين وراءَ الحبِّ منزلةً
تُدني إليكِ فإنّ الحـبَّ أقصاني
فكتبت إليه :
نــعم حبـيبي وراء الحــبِّ مـنزلةٌ
بَذلُ الـــدارهمِ يُرضي كــلَّ إنسان
مَن زاد في الوزن زدنا في محبته
مـا يطلبُ الدهر إلاّ فضل رُجحانِ
**