* : سمير صبرى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 21h09 - التاريخ: 28/03/2024)           »          ليلى مراد- 17 فبراير 1918 - 21 نوفمبر 1995 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h08 - التاريخ: 28/03/2024)           »          تترات المسلسلات التلفزيونية (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h16 - التاريخ: 28/03/2024)           »          غادة سالم (الكاتـب : ماهر العطار - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 15h31 - التاريخ: 28/03/2024)           »          عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : fahedassouad - - الوقت: 12h28 - التاريخ: 28/03/2024)           »          محمد شريف (الكاتـب : loaie al-sayem - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 23h50 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد محاسن (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h25 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الشيخ محمد صلاح الدين كباره (الكاتـب : احمد البنهاوي - آخر مشاركة : kabh01 - - الوقت: 09h52 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلمى (الكاتـب : حماد مزيد - آخر مشاركة : عطية لزهر - - الوقت: 09h18 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سمير غانم- 15 يناير 1937 - 20 مايو 2021 (الكاتـب : محمد البتيتى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 01h14 - التاريخ: 27/03/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > أصحاب الريادة والأعلام > الأيكة الكلثومية (31 ديسمبر 1898- 3 فبراير 1975) > حفلات ام كلثوم > حفلات أم كلثوم قبل 1954

حفلات أم كلثوم قبل 1954 مرتبة حسب الأغنية

 


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 22/06/2006, 13h09
الصورة الرمزية سماعي
سماعي
رقم العضوية:1
 
تاريخ التسجيل: octobre 2005
الجنسية: عربية
الإقامة: سماعي
المشاركات: 3,182
افتراضي يا قلبي بكرة السفر * الوحيدة

مونولوج يا قلبي بكرة السفر
كاملا 60 دقيقة

تسجيل الحفل نادر جدا وبجودة عالية

أحمد رامي
محمد القصبجي

مقام بياتي
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 Ya Qalbi.mp3‏ (7.84 ميجابايت, المشاهدات 2468)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20/10/2008, 04h23
الصورة الرمزية tarab
tarab tarab غير متصل  
عيسى متري
رقم العضوية:2256
 
تاريخ التسجيل: juin 2006
الجنسية: فلسطيني مع جنسيه مكسيكيه
الإقامة: المكسيك
العمر: 67
المشاركات: 4,180
افتراضي رد: يا قلبي بكرة السفر * يا قلبي بكرة السفر *

يا قلبي بكره السفر (منولوج)


كلمات أحمد رامي
ألحان محمد ألقصبجي
مجلة الجيش
العدد 238 - April, 2005
يا قلبي بكره السفر
العميد أسعد مخول

تسمع فيها الرقّ يقطف الإيقاع قطفاً مضغوطاً محصوراً، واضح النبرة قصير المدة، فكأنها القبلة معصورة عصراً، أو فكأنها سقطة الماء في البركة الطمّاعة المشتاقة المتلهّفة للنقطة الهابطة الصافية، وفي حسابها أنها لو حرمت منها لاستحالت إلى جفاف.
ثم إنك تكاد ترى الرقّاق موقعأ على هواه، دُمّه تك وتكّه دمّ، حين يبتدئ تكون البداية وحيثما ينتهي تكون النهاية، وذلك لفرط تمكّنه من تكوين المكان والزمان اللازمين لفنه، وكأنه منفصل عن الجميع، يضرب "وحدته" حين يشاء، ويلتقي مع باقي الآلات حين يرغب، ويبتعد عنها عندما يهوى ويختار. والكلّ، عازفين، يخال إليك أنهم يخبطون خبط عشواء في النغم، جملاً وأنغاماً متناثرة توزع الجمال وتنشره، بحيث يتحتّم على مبدع الغناء أن يتبعها ويطيع خطواتها، وكأن مبدع اللحن أتاح لها منذ البداية ذلك التشرّد المجنون ... وما خبط العشواء ذاك إلا كانفصال الحجارة الضخمة عن اهرامات الجيزة، وانطلاقها بجلال ومهابة في كل اتجاه يكون فيه مستمع للطرب الشرقي، أو متلقّ للغناء العربي الأصيل.
كما أن ذاك الخبط العشوائي الجميل يظهر أكثر ما يظهر حين تتأخر اللوازم الموسيقية عن اللحاق بالجمل الغنائية، فتظهر المزاجية المتفننة، والتصرّف المحبب بحيث يبدو أن لا عجلة من أمر سوى الطرب الصّافي المحلق.
قد تكون الأغنية معدّة في الأساس لكي تكون قصيرة المدّة، وهذه هي حال معظم ألحان محمد القصبجي لأم كلثوم، باستثناء " رق الحبيب " الأغنية "الجمهورية" الطويلة الوحيدة المعروفة لهما، إلى أن كشف النقاب عنها : "يا قلبي بكره السّفر"، مع أنها ظهرت في الأصل قبل "رق الحبيب" بسنوات ثلاث.
وأصل الحكاية بالنسبة إليّ أنني " تصيّدت" هذه الأغنية منذ فترة قصيرة فيما كنت استمع إلى إذاعة القاهرة، فلفتتني للحال، مع انني معرض في الغالب عن التسجيلات الغنائية المطوّلة، لما فيها من تصفيق غير مسؤول، ومن تصفير وصراخ وضجيج ولهو وترديد وتمديد وتكرار.
استمعت إلى اللحن مرات ومرات، فخلصت إلى أنني لا أزال في مقدمةٍ لاستماع لاحق يحتاج لليال وليال، هذا إن صحّت لديّ فرص الاستماع المرغوب، وان اطاعتني أمزجة التذوّق والتلقّي والفهم والإدراك.
يمتد التسجيـل إلى ساعة كاملة، وهي المـدة المتوسطـة للتسجيـلات القليلة التي أنشدت الأغنية فيها خلال عمرها الممتد على مدى عامي 1938 و1939، إلى أن توقفت مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، فكأن الكون لم يكن يتّسع آنذاك لحربين، واحدة في الزند والساعد، وأخرى في النفس وفي الفؤاد، وقد انتصرت، كما هو معروف، حرب الرمح والخنجر والصاروخ والفاخوخ (بتعبير أديبنا جورج جرداق).
بنيت "يا قلبي بكرة السفر" على الركائز الثلاث الكبيرة: روح رامي، وعقل القصبجي، وصدح أم كلثوم ولا أعتقد، في هذا الأثر بالذات، أن واحداً من الثلاثة قد أبدع أقل من الآخر، وإن يكن لكل منهم هدف قد يختلف أحياناً عن هدف الآخر، وفقاً لحركة الأفلاك الفنية التي تسيطر وتهيمن وتطغى.
* * *
أحمد رامي يكتب بالتأكيد لصوت أم كلثوم، ويكتب بالتالي للملحن تمهيداً لاكتساب أغنية جميلة مكتملة تحتل مكانها في سجل الآثار الخالدة. لكنه، قبل هذا وذاك، يكتب من أجل أن يعبّر عمّا في داخله من وجدان وعاطفة، وهذا إخلاص للكلمة معروف لديه وراسخ. صحيح أنه أخذ عليه أحياناً، التكرار في الجمل وفي المعاني (الروح، الطيف، الفؤاد، العين، النسمة، الطير، الغصون، الشكوى، السّهر، البعد، الوصال، الفراق...)، لكنه كان أمام قدرين متواصلين: قدر الحب وقدر الكلمة، والحب مهما زاد أو انخفض، أو طال أو قصر، أو ارتبط بالفرح أو استسلم للحزن... يبقى ذاك الشعور الذي تناولته الحضارات وعالجه الشعراء والأدباء، في لوعته وفراقه وخيانته ووفائه وحلاوته وشقائه، والكلمة هي الصورة والمعنى والصيغة والديباجة والرمز والتشبيه والتلوين والتنويع... وهما، أي الحب والكلمة، رافقا الشاعر على مدى يزيد على خمسين عاماً، فزادت الرفاقية بين الثلاثة، وطالت الزمالة، واعتاد كل واحد على الآخر، بحيث صعب التجديد في بعض المرات و تحتّم التكرار، إلا أن الجمال قد استمر، والشعور هو الآخر زاد واكتمل، إضافة إلى الرقة والإخلاص والرسوخ في الغرام والضنى واللوعة والوداعة واللطافة والكياسة والأناقة والصفاء.
قد يكون رامي موجهاً كلامه إلى أم كلثوم نفسها، وهذا ما يرجحه الكثيرون، وما يثبته بعضهم، وقد تكون المرأة تلك قد بادلته الحب واهتمّت به، ومالت إليه، وهذا ما لا يثبته أحد وما لا يرجّحه أحد أيضاً. إنما قد يكون الكلام موجهاً إلى كائن آخر، من فتاة الفيوم، إلى فتاة القاهرة، إلى فتاة الخيال المجنّح الطائر المشرّد الهائم في اللامحدود واللامنتهي من المساحات الشعورية.
والاستغراب هنا هو أن يكون الغرام "الرامي غير الصائب" قد انحصر في امرأة أقامت في وجهه جداراً، أو رفعت صخرة، أو نصبت جذعاً ناشفاً يابساً جافاً صلباً، اغتيلت فيه الهمسة الأخيرة من همسات الود، وأضرمت النار في منسكه وفي مخدعه، وفي مأواه وملتقاه! هل وقع الشاعر أسيراً للغشّ على مدى تلك السنين، يا ترى؟ هل فطر على الرضا في البداية، ثم عاد وانتهى إلى الصدّ والفراق لسبب أو لآخر؟ هل كان من عناوين محنته أن ينتظر وأن يطيل الانتظار بعيداً عن المعرفة والتبصّر وصواب التقييم والتقويم، وهو من هو في الثقافة وسعة الرؤية؟ وهل كتب عليه أن يتأرجح على مدى عمره بين "أصون كرامتي من قبل حبّي"، و" أصون كرامتي من أجل حبّي"؟
من هذا كلّه، قدّر على أحمد رامي أن يرى حبيبه مسافراً، ليس في الحاضر فقط، إنما في الماضي وفي الغد، وأن يكون مكان إقامته على الدوام عند الشاطئ، مودعاً الفلك في الرحيل (أيها الفلك على وشك الرحيل)، فللعين فيه صور، وللصدر أمنيات لا ترقى إلى الملموس، وللقلب العليل... خليل.
وقد يكـون المسافر هو الشـاعر نفسه، أو قلبـه، أو حبيب قلبه، والفرق بين الاثنين غير موجود في مرات كثيرة لأنهمـا مندمجان متّحدان (في الخيـال بالتأكيد، وإلا لكان الشعـر قد اختفى واستـراح كما يظنّ الكثيرون):
يا قلبي بكره السّفر ونغيب عن الأوطـان
وتطول ليالي السّهر في البعد والأشجـان

وأحمد رامي يشدو بكلمة أوطان في العادة بدلاً من وطن، وهي انطلاقة انسانية شمولية راسخة لديه، وسببها هو تكوينه النفسي السامي والشفاف والمنفتح، وتأثره بالتنوّع الثقافي الشامل بدءاً من الثقافة العربية، وعودة إلى الثقافة الفرعونية، ومروراً بالثقافة الفارسية والفرنسية، وصولاً إلى الثقافة الانسانية المطلقة... وهذه الكلمة نلتقيها أكثر من مرة لديه: في مطلع أغنية :يا طير يا عايش أسير غريب عن الأوطان... وفي متن أغنية أحب عيشة الحرية: كل البلاد عندي أوطان...
وبحكم حصة الشاعر "المفرطة" من التفاؤل العاطفي، سرعان ما يعثر على الحل، فالنسيم الذي يمر به، ويلفح وجهه وقبعته وقلمه وأوراقه... هو نفسه النسيم الذي يطوف في دنيا الحبيب، ويهبط عليه، ويقيم في جواره، ويهنأ بملامسة خدّيه، ويمرّ على شفتيه، ويستقر أنّى يشاء في كيانه، هذا النسيم سيكون صلة الوصل بين الاثنين... ويا للهناء:
لكن صبرت وعزّاني في بحر وجدي وأشجاني
إن النسيم اللي بشمّه فايت عليـــــــه
أقابله ع البعد وأضمّه وأشكي إليـــــــه
لكن إقامـة الشاعر في حبّة تفاؤله الصغيرة تلك إلى زوال سريع، وهذا هو حظّه وقدره، وهذه هي ضريبة إحساسه ورقّته وجنوح أفكاره:
لكن يا قلبي فين النّسيم ينقل له شوقي وأفكاري؟
وهكذا يعود ويرتمي في النتيجة المقررة له، والمقدّرة والمرسومة، وهي أن يبقى وحيداً، وأن يسافر وحيداً، وأن يكتفي بخياله وذكرياته وبقايا الحبر في ريشته، ليس إلاّ:
لما أبقى وحدي غريب بين الأمل والخيال
حيران وما لي حبيب أسعد معاه بالوصال
* * *
أما القصبجي فإنه لم يستطع منذ بدايته، فتى أو شاباً أو كهلاً أو شيخاً، إلاّ أن يكون خاضعاً للعقل والنبوغ والمهابة في اللحن والنغم. أجراس وأصداء من صخور وجبال، وحركة ألوان ورعود وبروق، وقرقعة وطنين، تنبعث كلها من جوف الأرض وترنّ في آذان الوجود. وهو ميّال دائماً للتفوّق على ذاته وعلى من حوله. يتسلم النص من الشاعر رقيقاً متألماً فيزيده تأثّراً وتأثيراً، وينقله إلى الناس بعد أن يلبسه جملاً موسيقية معبّرة متألقة، ويكوّن من مضمونه ومعانيه قضية كبيرة خطيرة، فكيف إذا كان النص "متلبّساً" بهواجس أحمد رامي ووساوسه وشكاويه إلى الأطيار والأنهار والغيوم والسماوات؟
يعتقد، كما مرّ، أن القصبجي قد صاغ لحنه لأغنية قصيرة مكثّفة، ثرية اللحن نقية الرنين، من هنا امكانية اطلاق فحواها على مدى الوقت الإضافي بحيث تتوزع جمل الدقائق الخمس المفترضة على ساعة كاملة بسهولة ويسر، خصوصاً وأن المستمع العربي ميّال إلى الغناء المطوّل، حتى ولو انبثق من أغنيات مختصرة لا تحتمل التوسيع والإطالة، فكيف لو كانت الحال مع هذه الأغنية المشبعة بالأنغام المكثفة الغنية المنوّعة؟
لبّى الملحن في "يا قلبي بكره السّفر" نداء الشاعر، ونقل أفكاره وأوضح معانيه، وعبّر عن لواعج نفسه، لا بل شاركه فيها وزاد عليها، فأتت الأغنية حزينة مكابرة متعالية شامخة "تضم جناحها على جرحها".
في البداية، هناك مقدّمة موسّعة، يغلب عليها البطء والجلال، تبدو للوهلة الأولى غير متواصلة، وكأنها أقسام ثلاثة متقاربة ومتتالية، بحيث أن نغمها الأصلي "الراست"، وإيقاعها الأساسي "الوحدة الكبيرة" لا يظهران إلاّ لاحقاً، بعد ذلك يظهر غناؤها بطيئاً هو الآخر، إلاّ إذا كان نوع التسجيل الذي حصلت عليه هو الذي يجعلني أظن ذلك.
أما عن اللوازم الموسيقية، فإنها تذكّر بالمقطوعة القصبجية المعروفة "ذكرياتي"، خصوصاً في النصف الثاني من المطلع حين يطل مقام النهاوند مع "وازاي أشوف القمر..."، وذلك رغم الاختلاف التام في النغم العام للأغنية وهو الراست، ومقام النهاوند للمقطوعة المذكورة، إضافة إلى الإيقاع الذي يتباطأ هو الآخر في الأغنية ويسرع كثيراً في المقطوعة، خصوصاً في خانتها الأخيرة وهي الخانة المقصودة. كل ذلك، مع أن "ذكرياتي" ارتبطت بأغنية "رق الحبيب"، وكانت تقدّم في بعض الحفلات كافتتاحية تسبق مقدمتها الموسيقية، وتهيء لها، وتقدّم لطلتها الموسيقية البهية.
وقد لوّن القصبجي لوحته بما وسعت يداه من ألوان، فمن العجم إلى الراست إلى النهاوند إلى البيات إلى الهزام، مروراً بالصّبا والحجاز، عودة إلى العجم واستقراراً على الراست في الختام. كما أن حالة مستمرة من التوتر، ومن رغبة الابتعاد عن العاديات كانت ترافقه، وكانت موهبته هي السند الكبير في ذلك، كما أن الصوت الذي لحّن من أجله كان هو الآخر عنصر الاطمئنان والثقة ... وعنصر الإيحاء وبليغ العطاء.
* * *
أما أم كلثوم، الركن الثالث في هذه الأغنية، فإنني أقف حائراً بين أن أرى فيها صوتاً معبّراً هادراً صادحاً صافياً دقيقاً صحيحاً تحكمه الموهبة وعطاء الخلق الإلهي، أو أن أرى أيضاً نفساً عاشقة ولهانة، عطشى للغرام متوثبة للعشق مستسلمة أمام الجمال، خاضعة لنبض الشرايين. والمعروف عن المطربة أنها كانت محكومة بقلب جبّار متصلّب متسلّط لا يعرف التسرّع ولا الخضوع للمشاعر. لكن أصابع أخرى أشارت إلى أن المرأة عشقت مثل بنات جنسها، وأكثر، وأنها حافظت على حبّها مستوراً محفوراً في الحجر الكريم الصغير، القلب المختبئ في الأحشاء، والمقيم خلف الحنايا والضلوع. وهي بذلك أعلنت فنها مكشوفاً منشوراً بين الملأ، وأبقت حبّها مطوياً محفوظاً في سراديب الذات العميقة، من هنا ما قيل عن تجربتها، الطويلة المجهولة مع الكاتب مصطفى أمين، والقصيرة المعروفة مع الملحن محمود الشريف.
وتلبّي أم كلثوم رغبة الشاعر في إرسال كلماته ونشر معانيه، كما تلبّي طموح الملحن في إطلاق الأنغام وترتيل الألحان، يسعفها العازفون مطربين مثلها، محلّقين في دنيا الجمال والطرب، ويظهر حسن صنيعها مباشرة في المقطع الأول:
وازاي أشوف القمر من غير حبيب قلبي ما يكون قريب جنبي
فبعد أن تكرّره عدة مرات متشابهة، تعود وتنهيه بشكل مختلف تماماً، بمقام البيات، فيكون التكرار بذلك ضرورياً مشكوراً لكونه يؤدي إلى هذا الاستقرار الجميل قبيل الوصول إلى المقطع التالي:
والنسمة تسري وتتكلم واحنا ساكتين
إلا أنها تنسجم تماماً مع القصبجي، وتفاجئ رامي، ربّما، في مقطع:
سمعت منه نجوى الحبيب اللي بعد عنّي
وشفت طيفه قريـــب عايز يكلّمنـي
وذلك حين تقول: سمعت منه نجوى... وتتوقف، ويظهر المعنى بذلك وكأنه تم واكتمل، لقد سمعت من الطير نجوى، إحدى النجاوى، مجهولة الصاحب وغير واضحة الانتماء، إلى أن تعود وتضيف: الحبيب، فإذا النجوى المسموعة هي نجوى الحبيب نفسه، ولا أحد غيره، نجوى آتية للتو من البعيد، يرافقها طيف بهي يقترب ويقترب، يريد الكلام في استعجال واهتمام: عايز يكلّمني...
لكن"المأدبة" الجمالية تقوى نارها وتشتد، ويؤتى نضوجها عند القفلة الصدّاحة التي تتخطى كل ما عداها، في الأغنية أو في غيرها:
أقابله ع البعد وأضمّه وأشكي إليـــــه
لقد سبق ذلك تحضير موسيقي وغنائي محكم ومتقن، وتم التمهيد له والإعداد من أجله ببراعة كبيرة، فهبط الصوت خلاله من فضائه خير هبوط، واستوى على العرش مطلقاً بعض نبراته القادرة، تاركاً الكثير منها في استراحة متأملة واثقة، وهذا ما ربط النتيجة بتلك الحلاوة المسكرة. والتحضير لتلك القفلة كان في الصرخة الهزامية الجميلة هي الأخرى:
لكن صبرت وعزّاني في بحر وجدي وأشجاني
حيث ينبري واحد من المستمعين صارخاً بملء صوته: أيوه... أنا هنا، فينتشر الضحك والانفراج بين الحاضرين.
وأم كلـثوم، في معـظم الأغنية، هي تلك الحافظة لفـكرة اللـحن وأسـلوبه وهدفه وغايته، الفاهمة المنضبطة الذكية القادرة على الاستيعاب والتطوير في الحدود المناسبة والمطلوبة والمحبّبة، وكان يزيد من هـيبتها الاحـتياط الصوتي الذي تحتفظ به من دون أن تضطر لاستخدامه أو لإطلاقه، إلى أن وصلت إلى إعادة المقطع ما قبل الأخير:
لكن يا قلبي فين النسيم ينقلّه شوقي وأفكــاري
وفين يا قلبي ساعة النعيم وقت القمر والليل ساري
حيث أطلقت صوتها في حدوده القصوى، من عندياتها، وكأني بالقصبجي آنذاك، وقد ضرب يديه، في سرّه، الواحدة بالأخرى: لا، لا، يا أم كلثوم، ليس هذا ما كنت أقصده! إلاّ أن الملحن الكبير كان يخشى دوماً أن تسوء علاقته بسيدته التي خضع لها حتى مماته.
في الشـكل الأول المرسـوم للمقـطع المذكور كان عود القصـبجي يطلق مناجـاة هامسـة بعد كلمتي النسـيم والنعيم، لكنه سكت عند الإعادة، وبدا عليـه الإقرار والاعتراف بأن الحفلة هي حفلة أم كلتوم وأنه يحق لها أن تتصرّف على هواها، وأن ترضي جمهورها، وقال في سرّه: إن ذا وقت لاستـعراض قـوة الصـوت، فاسكـتي يا أوتـار العـود.
خلال ذلك، كان قانون محمد عبده صالح قد أطلق زغردة منفردة فيما كانت الكمنجات تحاول الإحاطة بالصّخب الحاصل نتيجة لانفعال الجمهور مع الصوت القادر، وقد تم التمهيد للعودة إلى الغناء المقرر، فعادت ريشة القصبجي لترنّم من جديد، وعادت أم كلثوم لتشدو بهدوئها السابق المقطع الختامي:
لما أبقى وحدي غريب بين الأمل والخيال
حيران وما لي حبيب أسعد معاه بالوصال
وتظهر المطربة وكأنها تواسي الشاعر، وتشكو حاله، وتعرض وضعه الحزين أمام الجميع. ويتصاعد اللحن والشدو معاً في كلمة حيران، الكلمة التي التقطها الصوت الكلثومي كما يلتقط الصائغ المتمكّن حديده من لهيب النار، فيطوّعه على هواه، ويصنع منه الشكل الفني الذي يحتاج إليه، وعندما ينتهي يستريح قرب بارد الماء، ويراقب بافتخار ما صنعت يداه، ويقول... آه!

وجدت هذا التحليل البديع في الشبكه ومن اي شخص ... رجل عسكري يا للجمال .



الصور المرفقة
نوع الملف: jpeg image.jpeg‏ (10.4 كيلوبايت, المشاهدات 2454)

التعديل الأخير تم بواسطة : tarab بتاريخ 17/04/2014 الساعة 02h09
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01/03/2009, 20h00
الصورة الرمزية محمد تميمي
محمد تميمي محمد تميمي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:1453
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: فلسطين
العمر: 59
المشاركات: 347
افتراضي رد: يا قلبي بكرة السفر * يا قلبي بكرة السفر *

اخوي البجالي (ابن بيت جالا ) طرب المقطوعه الموسيقيه في بداية الحفل هي جزء لا يتجزأ من طقطوقة يا قلبي بكره السفر وهي بالتاكيد ليست مقطوعة ذكرياتي الشهيره.
الامر الثاني بالنسبه للتسجيل نفسه فهو اعلى بدرجه كامله عن طبقة الصول بيانو وهذا يعني ان صوت ام كلثوم كان في عصره الذهبي لانها عندما تصرفت وتسلطنت حاولت ان ارافقها بعودي المتواضع وادركت انها تعلو الى السماء ولا احد يجاري الطبقه التي غنت عليها.
الكلام الفصل على مدار الحفله كان للاسطوره محمد عبده صالح والحفناوي الشاب وطبعا العبقري محمد القصبجي بعوده الخالد.
في الختام انا عندي تسجيل لنفس الحفله بجوده اعلى ولكن مدته 38 دقيقه منقوص المقدمه الموسيقيه ولكنه بجوده اعلى...لا ادري ان كان الفارق في زمن الحفلتين هو تعديل السرعه ام التكرار في احد كوبليهات الحفله...
__________________
لوكانت غزه تخشى موج البحر
.......ما سكنت عنده
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01/03/2009, 23h32
الصورة الرمزية tarab
tarab tarab غير متصل  
عيسى متري
رقم العضوية:2256
 
تاريخ التسجيل: juin 2006
الجنسية: فلسطيني مع جنسيه مكسيكيه
الإقامة: المكسيك
العمر: 67
المشاركات: 4,180
افتراضي رد: يا قلبي بكرة السفر * يا قلبي بكرة السفر *

نورك علينا باين اخي محمد تميمي , ياسلام عليك وعلى المعلومات والتحليلات الف شكر لتصليح المعلومه وسوف يتم التعديل , ابو الشباب لو سمحت ارفع نسختك ولك كل التقدير .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24/05/2009, 23h36
حسن على احمد حسن على احمد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:354298
 
تاريخ التسجيل: décembre 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 22
Angry رد: يا قلبي بكرة السفر * يا قلبي بكرة السفر *

أحاول منذ أيام أن أنقل الأغنية النادرة التى شوقتونالسماعها و هى أغنية بكرة السفروفى كل مرة مطلوب منى أن انتظر ساعة ولكن بعدفترة أعيد طلب تحميلها فيأتينى القرار الادارى ايضا بعد ساعة و هكذا تمضى بى الساعات و يزداد شوقى الى بكرة السفر فماذا أفعل و أنا من عشاق عشاق عشاق أم كثوم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17/08/2009, 07h47
البيروتي البيروتي غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:246821
 
تاريخ التسجيل: juin 2008
الجنسية: لبنانية
الإقامة: لبنان
المشاركات: 5
افتراضي رد: يا قلبي بكرة السفر * يا قلبي بكرة السفر *

الذي عندي أنها من قاعة ايورت التذكارية عام 1937 في 63 دقيقة
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24/10/2009, 19h20
abdullah1987 abdullah1987 غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:467925
 
تاريخ التسجيل: octobre 2009
الجنسية: سورية
الإقامة: الجمهورية العربية السورية
المشاركات: 9
افتراضي رد: يا قلبي بكرة السفر * يا قلبي بكرة السفر *

والله العظيم انك جعلتني ارق دمعا قد مزج مع الدم سواء كان بالتحليل الرائع او بالأغنية التي هي بالنسبة الي لها وقع عاطفي ملموس احسه في نفسي انا اشكرك كثيرا

التعديل الأخير تم بواسطة : باسل زعرور بتاريخ 19/01/2011 الساعة 10h33
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24/01/2010, 09h56
الصورة الرمزية أستاز فريد
أستاز فريد أستاز فريد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:27921
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: إماراتية
الإقامة: الإمارات
المشاركات: 66
افتراضي رد: يا قلبي بكرة السفر * يا قلبي بكرة السفر *--

لا زال القصبجي هو أعلى قمة موسيقية عربية ,,الى الآن..
و لو بقيت أسمهان عمرا أطول و أستمرت في تعاونها مع القصبجي لسمعنا الأعاجيب... فهي أقدر المطربات على فهم و أداء.. الحان القصبجي..
و السيدة ام كلثوم هي اقدر المطربات على فهم و أداء الحان الشيخ زكريا أحمد ..
هذه طبعا وجهة نظر ..خاصة..
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18/01/2011, 21h05
الصورة الرمزية tarab
tarab tarab غير متصل  
عيسى متري
رقم العضوية:2256
 
تاريخ التسجيل: juin 2006
الجنسية: فلسطيني مع جنسيه مكسيكيه
الإقامة: المكسيك
العمر: 67
المشاركات: 4,180
افتراضي رد: يا قلبي بكرة السفر * يا قلبي بكرة السفر *--

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباشاقمرزمان مشاهدة المشاركة
وهذا تسجيل لأغنية يا قلبي بكرة السفر
من حفل أقامته السيدة أم كلثوم بقاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1937
التسجيل قدمته السيدة عبدية وقام بتنقيته عمار الشريعي
وقدمه في برنامج من تسجيلات الهواة
تم فصل الأغنية من البرنامج مع صوت المذيعة للتوثيق
وتم فصل الحوار الذي تحدث فيه عمار الشريعي عن أغنية الأمل ومحمد القصبجي وأم كلثوم

يا قلبي بكرة السفر
أم كلثوم - محمد القصبجي - أحمد رامي
شدت بها أم كلثوم لأول مرة عام 1935

مدة التسجيل 30دقيقةو38ثانية*mp3 bit rate=168 kbps* الحجم35.06 ميجابايت

وتعتبر من الحفلات التي قدمتها أم كلثوم بمصر قبل عام 1954
الذي علمناه انه حتى الاستاذ محمود كامل كان له اخطاء توثيقيه رحمه الله .
ارجو تثبيت ما لدينا من معلومات وهو ان ام كلثوم غنت ياقلبي بكره السفر ٦ مرات وكلها في قاعة ايوارت التذكاريه بالجامعه الامريكيه بالقاهره
13 اكتوبر 1938 يا قلبي بكرة السفر قاعة ايوارت التذكارية
10 نوفمبر 1938 يا قلبي بكرة السفر قاعة ايوارت التذكارية
1 ديسمبر 1938 يا قلبي بكرة السفر قاعة ايوارت التذكارية
6 ابريل 1939 يا قلبي بكرة السفر قاعة ايوارت التذكارية
1 يونية 1939 يا قلبي بكرة السفر مسرح حديقة الازبكية
19 اكتوبر 1939 يا قلبي بكرة السفر قاعة ايوارت التذكارية
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23/01/2011, 16h50
الصورة الرمزية tarab
tarab tarab غير متصل  
عيسى متري
رقم العضوية:2256
 
تاريخ التسجيل: juin 2006
الجنسية: فلسطيني مع جنسيه مكسيكيه
الإقامة: المكسيك
العمر: 67
المشاركات: 4,180
افتراضي رد: يا قلبي بكرة السفر * يا قلبي بكرة السفر *--

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباشاقمرزمان مشاهدة المشاركة
عفواً أستاذي الجليل
لفت انتباهي في مشاركة رقم واحد في أغنية فاكر لما كنت جنبي التاريخ المدون 17/10/1937 لحفل أم كلثوم بقاعة ايوارت بالجامعة الأمريكية من اسطوانة شمس لوجود تباين مع التاريخ الذي تفضلت بذكره هنا .... فلزم على التنويه ..
فهل غنت ام كلثوم يا قلبي بكرة السفر في نفس الحفل أم أن هناك اختلاف ... شاكر لك جل اهتمامك
تحيه استاذ قمر الزمان , قبل عام ١٩٥٤ تاريخ حفلات ام كلثوم غير موثق وكثير منها خاطئ الا اذا وجد الدليل من مجله او صحيفه او اعلان لحفل لكن هنالك اجتهادات وابحاث لكثير من المهتمين تبقى حتى يتم اثبات العكس بالدليل الموثق فيجب عدم الاعتماد ولا حتى من يذكر تاريخ لشخص حتى من عاصر كلثوم اذا لم تكن المعلومه مدونه حتى كبار المؤرخين لام كلثوم لهم بعض الاخطاء .
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 21h27.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd