مساء الورد
من رسائل الموسيقار محمد عبد الوهاب
نبدأها أولاً برسالته الى الشاعر الكبير الأخطل الصغير
القاهرة في ٣٠ نوفمبر سنة ١٩٤٨
عزيزي الأستاذ الكبير بشارة الخوري
تحياتي وقبلاتي وأشواقي أبعثها إليكم وأرجو أن تكونوا أنتم والأسرة الكريمة بخير.
عزيزي أقوم الآن بإخراج فيلم سينمائي كبير بالتعاون مع صديق الطرفين الأستاذ أنور وجدي الذي يهديكم أسمى تحياته وأشواقه.
وتتلخص قصة هذا الفيلم في أن نجيب الريحاني يكنُّ في نفسه لليلى مراد حباً عميقاً لا يجرؤ على أن يفاتحها به... وتظل ليلى تجهل شعوره نحوها خصوصاً وهي مشغولة عنه بحب غيره.
وتتوالى مشاهد القصة فتنتهي بأن يكتشف نجيب الريحاني الأمر فيثور ويقف حائلاً بين ليلى ومن تحب.
ولكن تشاء الظروف وتتفق الحوادث فترغم نجيب وليلى الى الالتجاء إلى أحد القصور هرباً من مطاردة حبيب ليلى لهما وإذ بهما يفاجآن بوجودهما في مسكن الأستاذ عبدالوهاب الفنان الملحن الذي جلس مختليا الى نفسه وعوده يغني أغنية مضمونها أن على المحب اﻟﻤﺨلص أن يضحي بحبه ونفسه في سبيل ضمان السعادة لمن يحب حتى ولو وصل به الأمر إلى السعي لجمع شمل الحبيبين .
يتأثر نجيب بمعنى هذه الأغنية الرائعة التي يغنيها عبدالوهاب (تأثيراً) كبيراً يجعله يفهم حقيقة موقفه قبل ليلى فيعمل بعد ذلك على أن تتزوج ليلى تحبه مضحياً في ذلك بسعادته وحبه.
هذا موضوع الأغنية سردته لكم وبعثت به إليكم لثقتي أنكم خير من يستطيع فهم هذه المشاعر وأن تضعوا لهذه الأغنية شعراً خصوصاً وأنتم خير من يعرف شخصيتي ويستطيع تحليل شعوري على أن تكون هذه الأغنية لعبدالوهاب الفنان لا لعبدالوهاب الممثل بحيث لا تتعدى خمسة عشر سطراً لظروف الفيلم.
وختاماً أرجو أن تكون فكرتي هذه قريبة لخيالكم وأن تكون قد صادفت قبولاً في نفسكم فتضيف إلى سابق ظرفكم جميلاً آخر يردده الجميع وأتغنى به وأحفظه لكم. وفي انتظار إفادتي برقيا بمدى استعدادكم لذلك على أن تصلني في بحر أسبوعين لأن العمل جار في تصوير الفيلم وليس لدينا متسع من الوقت.
وأرجو أن تتقبل أطيب تحياتي وأشواقي...
ترقبوا المزيد من رسائل الموسيقار عبد الوهاب