تختص الموسيقى الآلية في الهند بآرتكازها أساسا على التّنغيم ( la mélodie) و الإيقاع ( le rythme) على عكس الموسيقى الغربيّـــــــــــــــــة التي تنبني على الهرموني ( l'harmonie ) . وفي هذا الصّدد يقول عازف الكمان الشهير و الدّارس المتعمّق للموسيقى الهنديّة - يهودي منوهين : " في مجال التنغيم و الإيقاع بلغت الموسيقى الهندية درجة من النضج و الإكتمال لم تتمكّن الموسيقى الغربية من استشعاره إلاّ في القرن العشرين مع بارتوك و سترافنسكسي " .
و لم يكن هذا التوجّه وليد الصدفة ، إذ استمدّت الموسيقى الهنديّة ما دّتها و نسغها من الفلسفة و الرّوحانيّة الهنديّة القديمة ، حيث كان كلّ هندي يتوق من خلال أداءه للشّعائر الدينية و الممارسات الفنيّة المقترنة بها إلى التحرّر من أنا الذّات والتوحّد مع مــــــا هو إلاهي في الطبيعة البشريّة . هذا البحث الذاتي عمّا هو إلاهيّ في الطبيعة الإنسانّيّــــــة أفضى في المجال الموسيقي إلى إيثار الهنود للتّنغيم و الإيقاع و الأداء الموسيقي الفردي و إعراضهم عن الأداء الجماعي الذي كانت أبرز أدواته في الغرب الأوركســـــــــــترا و الكورال .
لذلك انطوت الموسيقى الهنديّة على أبعاد روحيّة عميقة يوجزها يهودي منوهين قائلا :" غاية هذه الموسيقى صقل الرّوح ، ترويض الجسد و البحث عن اللاّمتناهي بداخلنا ..."
لهذه الإعتبارات أقترح على الإخوة فتح هذه المساحة لتبادل المعلومات و الملفّات الصّوتية لمزيد الإلمام بهذا الفنّ الموسيقي الأخّاذ : الموسيقى الكلاسيكيّة الهنديّة ..كما أقترح أن يتمّ هذا التعريف من خلال الرّموز الكبرى لهذه الموسيقى في مجالي الأداء الموسيقي و الصّوتي
و الله الموفّق
أخوكم أحمد حميدة
__________________
" الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون "