الصديقــــــــــــــــــــــــــان
بلغ من العمر أرذله و ها قد غزا الشيب مفرقه و غدا سيحضر الحفل الكريم الذى أعدّه له زملائه بالمصلحة لتكريمه بمناسبة خروجه إلى المعاش ، إسترجع شريط حياته لقد أنعم الله عليه بوظيفة بالمصلحة عقب أدائه للخدمة العسكرية و تدرج بها و نعم فى ظل الوظيفة بحياة هادئة و تزوج زواجا تقليديا فلقد رشّحت له والدته إبنة إحدى العائلات القريبه منهم متوسطة التعليم و الجمال و حباها الله بهدوء و تدين و تم الزواج بشكل تقليدى طبيعى ، لم يكن يعرفها و لم يحبها قبل الزواج و لكن بعد الزواج صار بينهما شيئا من الألفة و العشرة و الإحترام و أقنع نفسه بأن هذا هو الحب و أنعم الله عليه بذرية من البنين و البنات تعلموا تعليما متوسطا و أعدهم للوظيفة مثلما كان حاله ، وتذكّر رفض إبنه الكبير الوظيفة بنفس المصلحة و قال له أنه سيعمل عملا حرا يجتهد فيه حتى يكوّن مستقبلا باهرا بعيدا عن هذه الحياة الرتيبه التى لا روح فيها ، تذكّر كيف غضب يومها غضبا شيدا و ثار فى وجه إبنه الذى قال له أيضا أنّه سيسعى للزواج من إبنة المهندس كمال صاحب شركة السهم الطّائر للسفريّات و الرحلات وهنا إشتدّت حدّة ثورته فى وجة إبنه و هّدده بأنّه سيتبرأ منه و لن يحضر فرحه ، عندها أخذ يتذكّر المهندس كمال لقد كان صديقة و زميله بالدراسه و كيف كان هو متفوقا عن صديقه كمال بالدراسه و لكنه آثر الوظيفه على العمل الحر بينما إتجه كمال إلى العمل الحر و بدأ مشروعا صغيرا و افتتح مكتبا صغيرا للنقل و الرحلات ولكنه فى غضون بضع سنوات أصبح المكتب وكاله للسياحه و أصبح أكبر شركة للحج و العمره ومتعهدا لأكبر ثلاث شركات فى البلد لنقل موظفيهم من وإلى العمل و خلال بضع سنوات أصبح الحاج كمال ممن يشار إليهم بالبنان و أصبح مطمع الأسر الكريمة بالبلدة ولمّا أحب إبنة إحدى هذه الأسر تزوجها زواجا تحدثت عنة البلدة لشهور و أنجب ولدين و إبنة وحيده و تخرجوا جميعا من كليات القمّه و أصبح إبنه الأكبر مساعدا له بل و أنشأ شركة أخرى لنفسه و هفا جميع شباب البلد للتقرب من إبنته ولما لا وهى إبنة الحاج كمال ، تذكر هذا كلّه و بات قلقا فى ليلته ترى أى الطريقين كان أصوب هو أم الحاج كمال ترى هل النجاح فى الحياة مقياسه المال و الجاه أم الستر و الهدوء ، أيقظته زوجته فى الصباح مكتئبا على غير عادته وذهب للمصلحة للمرّه الأخيره غير راض عن حياته و عن ختامها .
|