الخَضْب غِشّ
قال ابن طباطبا الحسني الرسي , وهو أحد شعراء الغزل والزهد :
قالتْ : أراك خَضبتَ الشيبَ , قلت لها :
ســترتهُ عنكِ يــا سمـعي ويــا بصــري
فــاستضحكتْ ثــمّ قــالــت من تعجبــها:
تكــاثرَ الغِشُّ حتىّ صـــارَ فــي الشعرِ!
**
حديث بشّار مع امرأةٍ في الشيب
قيل : إنَّ امرأةً قالت لبشار (بشار بن برد الشاعر العباسي المشهور ) : أيّ رجلٍ أنتَ لو كنت أسود اللحية والرأس !
فقال بشار : أما علمت أنّ بيض البُزاة (جمع باز وهو من الطيور الجوارح ) أثمن من سُود الغربان ؟
فقالت له : أمَّا قولكَ فحسنٌ في السمع , ومن لك بأن يحسن شيبكَ في العين كما حسنَ قولكَ في السمع!
فكان بشّار يقول : ما أفحمني قطّ غير هذه المرأة .
**
الأقارب عقارب
آخ الرجـال من الأبـا ....عدِ والأقارب لاتُقاربْ
إنَّ الأقارب كـالعــقا.... رب بل أضرُّ من العقاربْ
**
حفظ اللسان
قال أحدهم :
إحفظ لســــانك أيها الإنسان .... لا يلـــدغنك إنـــهُ ثعبــــانُ
كم في المقابر من قتيلِ لسانهِ .... كانت تهابُ لقاءهُ الشجعانُ
**
الأناقة
قال أحدهم :
تجملْ بالثيابِ تعشْ سعيداً ....لأنّ العـــينَ قـــبل الاختــيار
فلو لبس الحمار ثياب خزّ ....لقالَ الناسُ يا لك من حمارِ!
**
الطعام واللباس
كان يقال : كُل من الطعام ما اشتهيت , والبس من الثياب ما اشتهى الناس . نظمه الشاعر فقال :
إنّ العيــونَ رمتك مُــذ فاجــأتـها
وعليك مـن شَهر اللبــاس لبــاسُ
أمَّا الطعام فكلْ لنفسك ما اشتهيت
واجعل لباسكَ مــا اشتـــهاهُ الناسُ
**
إن في الصمت حُكما
قال أحدهم :
أيهـــا المــــرءُ لا تقـــولـــنَّ قــــولاً
لســـت تــدري مـــاذا يجيئك مـــنهُ
واخزن القولَ إنَّ في الصمت حُكما
وإذا أنـــــت قُــــلت قـــولاً فــزنـــهُ
وإذا النــــاس اكـثروا فــي حديـــثٍ
ليــــس مــمّا يزينــــهم فــــالهُ عنـهُ
***