الرصد الدقيق لحفلي إرساء حجر الأساس للسد العالي
ــــــــــــــــــــ
حفل الخميس 14 يناير 1960
وهو في إطار الإحتفاء بإرساء حجر الأساس للسد العالي
ـــــــــــــــــ
من المؤكد أن هناك أمور لا نعلمها ، جعلت الإحتفاء يأخذ شقين ، الأول حفل أقيم يوم 14 يناير
وفيه غنت أم كلثوم وحدها بدار الأوبرا وصلتين ، ربما يعود إقامة ذلك الحفل لهدف لا نعرفه ، ولكن ملامحه
ظهرت في مكانة أم كلثوم ومكانة ضيف مصر الذي أتي خصيصاً لمشاركة مصر أفراحها عند إرساء حجر السد العالي
فقد قام الرئيس جمال عبد الناصر بالفعل في إرساء الحجر يوم 9 يناير 1960
وبعد ذلك أتت الإحتفالات
ـــــــــــــــ
حفل الخميس 14 يناير كان ثلاث فقرات ، الفقرة الأولى غنت أم كلثوم أروح لمين ،
والفقرة الثانية كانت عدة إستعراضات لفرقة رضا
وقبل الفقرة الثالثة كانت هناك قفشات أم كلثوم مع الموسيقار كمال الطويل ورجال الفن والإذاعة
وأتى صلاح الشاهد كي يصطحب كوكب الشرق لتحية الزعيم جمال وضيفه ، وأسر إليها أن ضيف مصر
يريد أن يستمع إلى مصر تتحدث عن نفسها ، فالتفتت إلى الموسيقيين وسألتهم : حافظينها ؟ فأجابوا بالنفي
وقالوا أنهم لم يعزفوها منذ أربع سنوات .. ووجدت أم كلثوم نفسها في مأزق ، فكيف توفق بين رغبة الضيف الكبير
واستحالة تنفيذ طلبه ؟ فكان عندها من الكياسة ما يمكنها من الخروج من المأزق ، فعند الوصول إليه ومصافحته
بادرته قائلة أنها سوف تغني أغنية ستعجب جلالته ، وهنا سألها ماهي فأجابت هجرتك ، وأبدى سروره وموافقته
وهكذا كانت هجرتك مسك الختام وانتهى الحفل تقريباً في الواحدة بعد منتصف الليل
ــــــــــــــــــــــــ
الحفل الثاني في إحتفالات إرساء حجر الإساس أقيم يوم الأحد 17 يناير ،
أي بعد يومين من حفل أم كلثوم ، وهذا الحفل أقيم في أسوان وهو حفل أضواء المدينة
وحضره أيضاً الزعيم جمال عبد الناصر وضيفه الكبير ملك المغرب محمد الخامس
وشارك فيه كل نجوم الفن مصر ، منهم عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ونجاة وشادية وهدى سلطان وغيرهم
حتى نجوم ساعة لقلبك وفرقة رضا .. عبد الحليم وفريد فقط سافرا في طائرة حربية إلى أسوان ،
وباقي النجوم سافروا بالقطار يصحبهم 40 موسيقياً و30 من أفراد الكورس ،
واستغرق القطار 18 ساعة في رحلته