قصائد نظمها شعراء مغاربة
أثناء زيارة ام كلثوم للمغرب في مارس 1968
وأخرى في رثـــــــائهـــا
المغاربة بطبعهم شعب ذوّاق للفن بوجه عام
وكيف لا وهم يتنوع لديهم الطرب بأشكال متعددة
فمن الأغنية العصرية إلى التراث بما يحويه من فنون كالطرب الأندلسي والذي يتنوع بتنوع البلاد كالطرب الغرناطي والموجود في شمال المغرب والطرب الملحون الذي يبدع فيه أهل فاس
ثم لانغفل الطرب المازيغي والذي يتعدد بتعدد مناطقه داخل المغرب على قمم وبين سفوح الأطلس علاوة على الإنشاد الديني أو مايسمى منشدوه بالمسمعين
ولقد وجدْتُ من المغاربة عامة والمثقفين خاصة عشق للطرب المصري ..ولأم كلثوم مكانة خاصة في قلوبهم ويتنافسون في الحصول على كل أغانيها ونوادرها ..
ولذا كان لحضور أم كلثوم مكانة خاصة لدى المغربة كافة وتنافس الشعراء على نظم القصائد مشيدين
بأم كلثوم وفن أم كلثوم
* * * *
بَسْمَة لِــقـَــاء
للشاعر المغربي الأستاذ:
محمد بن محمد العالمي
في 10 مارس 1968
عواطف تقدير وإعجاب نحو سيدة الطرب والغناء
كوكب الشرق أم كلـثوم
يــا أم كلثـــوم عليــــك ســــلامي ،
فـلأنت بــهجةُ عيدنا البسّــام
أهلا وسهـــلا في بــــلادك، إننــــا
عشنا بقُرْبك أجملَ الأحــلام
عرش وفن صـــــادقان ، كلاهمــا
يتناجيان بأروع الأيـــــــــام
والشعب بأفراحـــــه بكــــما ، لــه
في الكون أرفع هالة ووسام
والمغرب الأقصى لقد شـــــاهدتـه
تكســــوه حلّة وحـدة ونظام
والأطلس الحر الأبـــــي مجــــــدد
نجوى أخوته مع (ألأهرام )
إن العـــــروبة كلها فد أفلحــــــــت
في وحدة الآمـــــال والآلام
وحدودنا أن لاحـــــدود لأمــــــــة
دانت بشرع محـــبة وسلام
جاوزت عهدا للرشـــــــيد ترنمت
فيه (دنانير) بفــــــن سامي
ما(معبدٌ؟) ما(الموصلي؟) ومعهما
(زرياب) من قدسية الإلهام؟
لو ينصتون لأم كلثـــــــــــــوم لما
أخفوا خشوعهموعلى الأقدام
أرأيتم الشمس التي قد أشـــــرقـت
فـي الليل، تبـهرنا بغير لثام؟
أرأيتم الأعيــــــــــاد تترى هاهـنا
في روعة،وتناسـق،وزحام؟
كالنحل حـــــول الشـهد كنا نحتسي
الإكسير للأرواح والأجسام
ما(فات ميعاد) ليوم خلاصــــــنا،
فنــــــحن أهل العزم والإقدام
قد ذابت (الأطلال) من قلبـــي أنا
وتبخــــــرت في نشوة الأنغام
(أمل) تجلّى في(حياتي) كلـــــها،
فارتاح قلبي واستجد هيــــامي
ورشفت في الآهات خير ســلافة
تشفي من العشاق كل ســــــقام
لافض فوك ،وقد تفجـــــر كوثرا
إذ تنشـــــدين(رباعيات خيام) !
إنا(ســــــكارى) بالمحبة هاهنا ،
والحب أحلى من ككؤوس مدام
طرْنا بآفاق من النــــــــور الذي
عشنا بعلياه كســـــــــرب حمام
بيض لياليـــــــــــنا بما أنشدته ،
ياكوثراً من نغمـــــــــة وغرام
صلّت مشاعرنا بمحراب الهوى
إذ عربدت في جو الاستســـلام
عشاق فنك في البــــــــرايا كلها
أربوا عن الأعداد والأرقـــــــام
ما زدت من ذاك الرحيق تكرما،
إلا وأجمـــــــــــعهم فؤاد ظامي
هل يقنعون من الكنوز ببعضها؟
كلا ! فبحرُك بالذخائر طامـي
عجبا لجوهرك الفريد ونثــــره،
يادرة الأذواق والأفــــــــــهام ؟
فالشعر أنت جمـــــــيعه بجدارة
والفن عـــــــــندك ملهم الرسام
فإذا نطقت فلكل قلب خاشــــع ،
واللحــن يحرس صولة الأقلام
لله درك ( أم كلثـوم)، ففـــــــي
باقات فنك أعـــــــــطر الانام !
عيشي على عرش الهوى،ولتسلمي
ياجنة من رحمـــــــــــة ووئام
نغم على نغم كعطـــــر دافق،
عبـــــقت بدايته بمسك ختام !!
محمد بن محمد العلمي - الرباط في 10-3-1968
المصدر:كتاب‘‘ أم كلثوم معجزة القرن العشرين ‘‘
إعداد : أبو بكر المريني
عن دار السُّلمي للنشر
طبعة أولى 1975
وسأوالي تباعا نشر القصائد المغربية