الى كل محبي الفنان رضا الخياط قصة اغنية طير الحمام كاملة من الفنان رضا الخياط شخصياً.
وللامانة القصة ماخوذه من موقعه الشخصي.
تحياتي
الطير الذي طار بعد تجفيف الاهوار
أيام وصور وحكايات
حكاية أغنية " طير الحمام"
في 1976 كنت اسكن في بيت مبني من الطين ومسقف بالأعمدة الخشبية لكنه أجمل بيت سكنته في حياتي لأنه احد البيتين اللذان يطلان على شاطئ نهر دجلة في كرادة مريم، وسكنتهما لمدة 10 سنوات..
وأنا جالس تحت النخلة الرائعة ولا اعلم لماذا أسميتها في ذلك الوقت " شبعاد" ، كان شهر 7 تموز يوليو، فجأة زارني ساعي النغم، وأخي عباد بجنبي وأنا انظر إلى الأعلى ، هناك مجموعة من طيور الحمام يسميها العراقيون " جوقة" وهي لجارنا أبو خلدون..
قلت لأخي الصغير: " أبو الهود هات العود، أسرع" وجلبه، وأعطيته لشقيقي عباد عبد الكريم، وقلت له: " نغم حجاز صول"
قال: " خليه على الـ (فا) أحسن إذا كان لحنا جديدا وبعدها نعلي الطبقة"
وقلت : " بالله يا طير الحمام اللي تسافر ودي لأحبابي السلام"
قال عباد : الله
وفي المساء اتصلت من هاتف المنزل بالشاعر الصديق " حسن الخزاعي" وأخبرته مطلع الأغنية، وقلت له : يا ريت يسبقها موال.
قال : أبدئه أنت ( وهذا صعب على الشاعر أن تبدأ أنت ابوذية أو موال ويكمله)
قلت له: " حمام احمل لهم وياك مرسال"
وبعد 4 أيام جاء حسن ومعه أجمل نص وسلمته فورا إلى صديقي الشاعر كريم العراقي، وبعدها للشاعر كاظم السعدي فقالا : " جميل جدا يا أبا خلدون " وهو اسم ابن حسن الخزاعي حتى قبل أن يولد ابنه"
وفي عام 1977 سافرت إلى القاهرة وسجلت الأغنية مع فرقة أم كلثوم، وفي أستوديو أم كلثوم ويسمى " أستوديو 35" في مبنى " ماسبيرو".
لم تنته الحكاية بعد...
عدت إلى بغداد ومع الأغنية 9 أغاني منها : بحار، وهلا يا عين، وحبايب ، وغيرها.
سلمت الأغاني إلى إحدى الشركات وأخذت حقوقها، واحتفظت بها في المنزل في مكتبتي المتواضعة.
وفي عام 1982 كنت ظهرا جالسا مع صديق شاعر وجاء إحدى مرافقي رئيس الجمهورية وجلس في الطاولة المجاورة لنا وسلم علينا قبلها، ودار حديث بينه وبين احد ملاك الأراضي حول موضوع إن الدولة ستجفف الاهوار في جنوب العراق..
قلت في قلبي، اكرر " في قلبي" : هذه جريمة كبرى.
نهضت فورا واتصلت بالمخرج نبيل إبراهيم، وقلت له: " أريد أشوفك أبو أيسر"
وفورا التقينا وأخذنا الكاميرا ومعنا المصور فائز نوري، وصورنا الأغنية في اهوار : "الجبايش، والفهود، والسودة، والبيضة" وظهرت للعراقيين يشاهدونها 20 عاما والاهوار مجففة..
وبعدها جاءني الفنان سعدون جابر إلى أستوديو رقم 1 في الإذاعة، وقال لي : "عرض عليك مبلغ لموضوع؟"
قلت له : " وما هو الموضوع؟"
قال: " سجلت أغنيتك"
قلت له : " هل هذا معقول؟ "
غادرت .. وبعد خلاف طويل عدت وصالحت الفنان سعدون جابر لأني اكره المهاترات، وجعل الله هذه الأغنية في ذاكرة الشعب العراقي ومحبو الأغنية العراقية في الوطن العربي..
والى اللقاء في حكاية أخرى
رضا الخياط