* : تترات المسلسلات التلفزيونية (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h16 - التاريخ: 28/03/2024)           »          غادة سالم (الكاتـب : ماهر العطار - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 15h31 - التاريخ: 28/03/2024)           »          عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : fahedassouad - - الوقت: 12h28 - التاريخ: 28/03/2024)           »          محمد شريف (الكاتـب : loaie al-sayem - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 23h50 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد محاسن (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h25 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الشيخ محمد صلاح الدين كباره (الكاتـب : احمد البنهاوي - آخر مشاركة : kabh01 - - الوقت: 09h52 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلمى (الكاتـب : حماد مزيد - آخر مشاركة : عطية لزهر - - الوقت: 09h18 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سمير غانم- 15 يناير 1937 - 20 مايو 2021 (الكاتـب : محمد البتيتى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 01h14 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلوى رشدي - مونولجست (الكاتـب : حازم فودة - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h43 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الثنائي سعد و اكرام (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h09 - التاريخ: 27/03/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > الدراسات و البحوث و المقالات

الدراسات و البحوث و المقالات المتعلقة بالغناء و الموسيقى العراقية و خصائصها

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #131  
قديم 27/04/2010, 20h45
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاعزاء
السلام عليكم


أذاعة قصر الزهور


أذاعة الملك غازي



الملك غازي والمهندس اسماعيل حسن وخلفهما محطة اذاعة قصر الزهور



لم تول اذاعة قصر الزهور او بالاحرى اذاعات قصر الزهور الاهتمام الذي تستحقه من المؤرخين او مدوني المذكرات السياسية اللذين عاصروا فترة انشائها وقد يعود الامر الى الدور الوطني الذي لعبه المك غازي اثناء حكمه للعراق , والذي سبب له المشاكل الجمة مع السفارة البريطانية التي كانت تهيمن على مقدرات العراق لذا قام الساسة المتعاونون مع السفارة البريطانية بالعمل على التعتيم الاعلامي لتلك المحطة والتي كانت تعتبر من المواقف الجريئة للملك غازي .

وبعد انتهاء الحكم الملكي عام 1958 لم يجري تقويم هذه المحطات وهكذا طواها النسيان مع انها تشكل علامة بارزة في تاريخ الاذاعات العراقية .

ولد الملك غازي عام 1912 في مكة المكرمة وهو ينتسب للاسرة الهاشمية التي يتصل نسبها بالرسول الكريم . وقدم غازي الى بغداد عام 1924 في فترة حكم ابيه فيصل الاول ثم سافر الى انكلترافي كلية هارو العسكرية عامي 1926 و 1928 ودخل الكلية العسكرية في بغداد من عام 1928 الى 1932 وتولى العرش العراقي عام 1933 بعد وفاة ابيه الملك فيصل الاول .

حكم غازي العراق 6 سنوات واغتيل في حادث السيارة المشهور عام 1939 .

نشوء اذاعة قصر الزهور كان عام 1936 حين علم الملك وكان من هواة اللاسلكي بان مهندسا عراقيا يعمل موظفا في المطار المدني قد قام بصنع محطة لاسلكية والاتصال بها بهواة اللاسلكي في اوربا وارسل الملك بطلبه وعرض له المهندس المحطة وكانت بدائية وتلقى التشجيع والدعم من الملك وقام الملك بالاتصال بها ببعض هواة اللاسلكي واولهم كان في بولندا وعمل على تطوير المحطة التي كانت تعمل بنظام مورس البرقي وبقدرة 50 واط واصبحت تعمل مثل بقية محطات الاذاعة وبقدرة 350 واط .

وطلب الملك منه تصميم محطة بقدرة 1000 واط وهي ذات قدرة كبيرة في ذلك الوقت للتمكن من سماعها خارج العراق وتم استيراد ادواتها من الخارج .

تم نصب وتشغيل محطة اذاعة قصر الزهور الاولى يوم 15/6/1937 بعد ان كانت تبث قبل ذلك بالات بدائية وبذلك فان هذا التاريخ يعتبر تاريخ تاسيس اذاعة قصر الزهور وكانت الموجة التي تبث عليها هي 41.96 متر وعلى موجات هواة اللاسلكي .

وبعد فترة قصيرة تبين للملك ان المحطة المنصوبة لم تعد تكفي لتلبية تطلعاته فامر بنصب محطة اذاعية ثانية بعد 6 اشهر في 20 /12 / 1937 على موجة 41.45 متر .

ودفع النجاح الذي حققته الاذاعة الملك الى نصب اذاعة ثالثة تعادل قدرتها المحطتين الاولى والثانية وكان ذلك في نيسان 1938 اي قبل مقتلة بعام واحد بالضبط وعلى موجة 42 متر .

كان الملك يتوخى من انشاء الاذاعة بث الاحاديث الدينية والاخلاقية والتهذيبية للشعب لتعليمه وتدريبه وتوعيته .
ويتضح من سياق نصب المحطات المتتابع واختلاف برامج كل محطة ان اذاعة قصر الزهور كانت مكونة من ثلاثة محطات اذاعية وليست واحدة كما يوحي اسمها وموزعة بين القصريين الملكيين الزهور والحارثية في منطقة الحارثية في الجانب الغربي من بغداد .



قصر الزهور مقر اذاعة قصر الزهور وتبدو بعض الهوائيات الخاصه بها على سطح القصر

لقد نصبت المحطة الثالثة في جناح خاص بملحق بدار السينما الملكية في قصر الزهور واطلق عليها اسم المحطة الكبرى قياسا للاولى والثانية . وكانت تسمع بوضوع في العديد من الدول العربية والاوربية .

وتم افتتاحها بمنهاج يتضمن الاحاديث والاناشيد والروايات اضافة الى تلاوة من القرأن الكريم . وقد كان الملك يهتم بالاذاعات و يشرف عليها بنفسه وكان يذيع فيها بصوته ويضع البرامج لها ويقضي جزء كبيرا من وقته في ملاحظة وتتبع البث الاذاعي داخل وخارج العراق .

واستطاع الملك ان يبتكر جهاز امليفاير (مكبر للصوت) للمحطة الثالثة كما ابتكر جهازا لاالتقاط الصوت قي غرفة البث حيث اصبح بالامكان نقل الصوت كما هو لعدم وجود غرف الصوت (الاستوديو) المغلفة بالفلين والعوازل الصوتية .

وكان الملك يطلب الاجهزة والادوات الاذاعية من شركة HELLICRAFT الامريكية ومقرها شيكاغو وقد طلب مرة من ناظر الخزينة الخاصة شراء مواد اذاعية من الشركة المذكورة بمبلغ 796 دولار وطلب لاحقا جهاز ارسال والتقاط على الموجة 30.91 متر بالاضافة الى راديو سوبر سكاي مع مكبر صوت .

ويشير تعامل الملك مع شركة امريكية لتزويده بالمواد الاذاعية التساؤل عن سبب عدم تعامله مع شركات بريطانية او المانية لتحقيق طلباته علما بان الجهتين الاخيرتين كاتنا على استعداد لتحقيق طلباته , ومن الواضح ان الملك غازي لم يشأ ان يضع يده في احدى هاتين الجهتين الطامعتين بالعراق انذاك كي لاتترتب عليه جراء ذلك ضغوطات وحقوق معينة ويبدو ان الملك كان واعيا ومدركا لخطر التبعية التكنولوجية التي تفرضها القوى الكبرى التي تقدم المعونات او المساعدات لذا لجأ الى طرف ثالث يتمثل بالشركة الامريكية التي لاتستطيع ان تفرض عليه شروط سياسية معينة .

و نتيجة للاهتمام المباشر من قبل الملك غازي باذاعاته فقد وفرت لها فرص بث افضل , وعلى سبيل المثال فقد تم نصب هوائيات جديده لاذاعه قصر الزهور واستبدلت الاسلاك التلفونيه المكشوفه التي تمر قرب المحطه .

لقد كان الملك يقسم وقت فراغه بين محطات الاذاعه الموجوده في قصري الحارثيه والزهور فكان يلتقي في بنايه اذاعه قصر الزهور بين الساعه الثالثه بعد الظهر حتى الساعه الرابعه وبعد تناوله للعشاء يكون في قصر الحارثيه ليجلس في مكان اعد له بين اجهزه الرقابه والاستلام , وفي بعض الاحيان يكون في قصر الحارثيه بدون الذهاب الى قصر الزهور مقر سكناه .

وبالاضافه الى هذا الاهتمام فقد كان الملك غازي يتانع اعمال اذاعه بغداد ويكرم بعض العاملين فيها,فقد ارسل مباغا من المال لتوزيعه على افراد (المعهدالموسيقي) وفي مره اخرى ارسلت وبامر الملك مجموعه من اقلام الحبر لتوزيعها على التلاميذ المشاركين في البرامج الاذاعيه . وكانت الاذاعه تستخدم احد المترجمين للحصول على اخبار خاصه بها, وكان يعمل يوميا مده ثلاث ساعات .

لقداستخدم الملك غازي الاذاعه من اجل توعيه الراي العام وتعبئته ,وكان يوجه نداءاته داعيا الى تخليص العراق من معاهده 1930 وتحرير فلسطين وسوريا وشرقي الاردن ولبنان من براثن الانتداب والى استعاده الكويت , وقد اثارت احاديث الملك وتعليقاته اعجاب الجمهور وفي الوقت نفسه اثارت ضده السلطات البريطانيه واعوانها .

ويشير السفبر البريطاني موريس بيترسون والذي عاصر اذاعة قصر الزهور بان الاذاعة اصبحت مبعث لقلق البريطانيين من فترة طويلة وان لهجتها اصبحت ضارة بصورة متزايدة وخاصة تجاه شيخ الكويت والذي كان صلته وثيقة جدا بالحكومة البريطانية .

وكان راي الجهات البريطانية ان الاذاعة يجب ان تغلق لاانها ثير الرأي العام تجاه بريطانيا ولم تكن الوزارات المتعاقبة مستعدة للقيام بذلك مشيرة بان ذلك سيجعل من الملك ضحية مبدأ في اشارة مبطنة الى النية في التخلص منه لمعارضته السياسة البريطانية .

وقد قام نوري السعيد بفرض رقابة على المراسلات البريدية المعنونة الى القصر الملكي وكانت هذه المراسلات تتضمن رسائل من المعجبين بالملك وبالاذاعة وكان من شان ذلك تقوية اللهجة الاستفزازية للاذاعات التي كان يشرف عليها شخصيا .

مديات الاستماع للاذاعة :
ان اذاعة قصر الزهور كانت تسمع بوضوح داخل العراق وخارجه اكثر من اذاعة بغداد الرسمية .
واشار مهندس الاذاعة اسماعيل حسن في مقابلة نشرتها له نشرة راديو قصر الزهور ان رسائل عديدة كانت تصل الى ادارة المحطة تتحدث عن سماع الاذاعة في العراق وخارجه , وهنالك رسائل تستفسر عن سبب عدم سماع اذاعة بغداد في البصرة في حين تسمع اذاعة قصر الزهور الاولى والثالثة بوضوح , واشار اخر بانه يسمع الاغاني والاخبار من راديو قصر الزهور بصورة اوضح من ,وذكر المهندس بان محطة اجنبيه تذيع على موجه راديو بغداد وتتداخل معها ,وعندما تنتقل محطه اذاعه قصر الزهور بمستمعيها الى محطه راديو بغداد فانها تنقل كل ما تذيعه هذه المحطه فيكون ضمن ما ينقل هو ذلك الصفير الذي يشكو منه المستمعون .

ووردت الى محطه راديو قصر الزهور رسائل من الخارج تشير الى ان مرسليها يستمعون الى المحطه بوضوح , وذكرت نشره راديو قصر الزهور ان من بين الرسائل التي وردتها كانت من مستمعين في انكلترا , الولايات المتحده الامريكيه , فرنسا , الدانمارك, المانيا , جيكوسلوفاكيا , بلجيكا , هولندا.
كما ذكر ان اذاعه قصر الزهور , كانت تسمع بوضوح وعلى الموجه القصيره في الكويت وبقيه امارات الخليج (وان السكان هناك يتلهفون الى سماع ماتبثه محطه هذه الاذاعه العراقيه من المحاضرات والحفلات الغنائيه) . وكانت الاذاعه تسمع كذلك في الاقطار المجاوره والقريبه من العراق ومنها ايران وفلسطين .

وذكر شاهد عيان ,وهو المستر دي سي اي مالن مدير اللاسلكي لمطار البصره بعد ان قضى اجازته في انكلترا وعاد الى العراق بتاريخ 17\9\1938 انه تمكن من سماع محطه قصر الزهور بوضوح تام في لندن ,على الرغم من ان موجه الاذاعه تقع على موجات الهواة .

هنا تجدر الاشاره الى ان اذاعه قصر الزهور لم تكون اذاعه رسميه معترف بها دوليا , بل انها كانت مسجله في جمعيه هواه اللاسلكي بامريكا كاذاعه هواه , وكان اسمها (العراق الحديث 5 الملك غازي). ويشير مهندس الاذاعه ان الملك طلب تحويل هذه المحطه الى اذاعه خاصه , وهو الذي اعطاها اسم (راديو قصر الزهور) فذاعت شهرتها وسمعت في العديد من دول العالم .
ويذكر المهندس , ان هذا الاجراء الذي تحولت به الى محطه اذاعه , تكون اول اذاعه في العالم تخرق الالتزام المقرر لها كاذاعه هواة.

وجدير بالذكر ان اجراءات رسميه كانت قد اتخذت من قبل الجهات العراقيه للحصول على موجه محدده لمحطه الاذاعه في قصر الزهور,من الجهات الدوليه ذات العلاقه .




نشرة راديو قصر الزهور

مناهج الاذاعة:
لم تكن اذاعه قصر الزهور تنشر برامجها في الصحف المحليه بانتظام مثلما كانت تفعل اذاعه بغداد وبعض الاذاعات المسموعه انذاك كالقاهره والقدس .
وكانت الاذاعه في بدايتها تبث الموسيقى على موجتين مخصصتين لهواه اللاسلكي , وقد طلب الملك بعد حين تطويرالمناهج في الاذاعه . ولم يكن يوجد منهج ثابت لاذاعه قصر الزهور في بداياتها و تم حصر نشر المناهج فيما بعد بنشره راديو قصر الزهور التي كانت تصدر شهريا

مناهج اذاعه قصر الزهور طيله شهر رمضان على النحو الاتي:

القران الكريم..من الساعه الرابعه بعد الظهر حتى الافطار .
القران الكريم..بعد الافطار بنصف ساعه حتى صلاه العشاء .
اسطوانات مختارة ... بعد صلاة العشاء .
منقبة نبوية .. بعد صلاة العشاء من كل خميس .

وهذا المنهاج يشير الى عدم تقيد الاذاعة بزمن محدد لااذاعة البرنامج .
وعندما صدرت نشرة راديو قصر الزهور ذكرت ان المنهاج المنشور هو المنهاج الدائم الذي يطبق بين الرابعة والسادسة والنصف

الوقت المادة
4.00 القرأن الكريم
4.30 اسطوانات متنوعة
6.30 المنقبة النبوية

وتقوم المحطة باذاعة المنهاج الاتي في ليالي السبت والاثنين والاربعاء

الوقت المادة
7.00 اسطوانات متنوعة
8.00 احاديث ادبية واخلاقية ودينية
8.30 نشرات الاخبار
8.45 اسطوانات متنوعة
9.00 حفلات موسيقية ومنولوجات واغاني
11.00 ختام

اما ايام الاحد والثلاثاء والخميس والجمعة فان الاذاعة كانت ترتبط بمحطة راديو بغداد الرسمية . ويشير هذا الارتباط الى نوع من التنسيق كان يجري بين المحطتين والهدف هو دمج البثين لتقويتهما وايصال الصوت العراقي الى كل انحاء العالم .

وكانت البرامج المنشورة باللغة الانكليزية في نشرة راديو قصر الزهور تختلف الى حد ما عن المنشورة باللغة العربية وفيها تفصيرت فنية ادق فقد جاء في تفصيلات برنامج محطة البث الثالثة الاتي :

طول الموجة 12 متر
التردد 7.128 ميجا سايكل
القدرة 1000 واط

الوقت المادة
3.30 تسجيلات شرقية
5.00 القرأن الكريم
5.30 فترة
6.00 نشرة اخبار بالعربية
6.30 القرأن الكريم
6.45 برنامج غربي
9.00 أحاديث
10.00 تسجيلات شرقية

1- تنوع الاحاديث :
كانت الاذاعة تبث مجموعة من الاحاديث و كانت تسمى بالمحاضرات فمنها العلمية و الادبية و الاخلاقية و العسكرية و قد تخصص بعض المتحدثين (المحاضرين) في تناول موضيع محددة و منهم:

1- الحاج حمدي الاعظمي الاحاديث الدينية و الاخلاقية
2- رشيد سلبي الاحاديث التربوية و احاديث الاطفال
3- محمد الهاشمي بعض القصائد الشعرية
4- حسين احمد بعض القصائد الشعرية
5- محمود لطفي الاحاديث العسكرية و الادبية
6- يونس بحري الاحاديث الجغرافية
7- الحاج نجم الدين الواعظ الاحاديث الدينية
8- الدكتور فؤاد غصن مشاهدات في العراق

2- الاذاعة في شهر رمضان :
خصصت الاذاعة احاديث و برامج شهر رمضان لتكون ثقافية و ادبية و اناشيد و منولوجات فكاهية مسلية علاوة على الاحاديث الدينية و التهذيبية و الجغرافية .

3- برامج شهر ذي الحجة :
ارتأى الملك غازي بناسبة حلول فريضة الحج ضرورة اذاعة بعض الاحاديث عن الحج و اهميته من النواحي السياسية و التجارية و الدينية و عن اغراضه و سنته .

4- شهر محرم الحرام :
اقتصرت الاذاعة في هذا الشهر على اذاعة قراءة القران الكريم من الساعة الرابعة الى الخامسة و من الساعة السابعة الى الثامنة و النصف .

5- القران الكريم و المنقبة النبوية :
كانت اذاعة ايات من القران الكريم هي من جملة مواد البرنامج اليومي و كان يقوم بالتلاوة نخبة من القراء و كانت المنقبة النبوية تتلى في يومين من كل اسبوع اضافة الى الايام الدينية الخاصة .

6- الحفلات التمثيلية و الاناشيد الوطنية :
اهتمت اذاعة قصر الزهور بتقديم الحفلات التمثيلية فقد اعلنت عن تقديم ( جريمة المجتمع ) ووصفتها بانها الرواية الاجتماعية الكبرى من تاليف الملازم محمود لطفي و تمثلها جمعية انصار التمثيل في المحطة الكبرى .
و كانت جمعية انصار التمثيل برئاسة الفنان عبد الله العزاوي قد قدمت عدة اعمال عالمية و محلية و منها عطيل و وحيدة و الجندي الباسل . كما قامت فرقة تمثيلية خاصة برئاسة السيد اوكست والسيد فريد عزيز بتقديم رواية ( في سبيل التاج و الرواية العربية التاريخية شهامة عرب ) .
و قدمت اذاعة قصر الزهور اناشيد وطنية من قبل فرقة النشيد للمعهد الموسيقي و منولوجات و حفلات موسيقية من قبل خماسي الاذاعة الخاص و مقامات عراقية لبعض القراء المشهورين .

نهاية الاذاعة :
لم تستمر اذاعة قصر الزهور بالبث لفترة طويلة ففي ليلة 3/4 نيسان 1939 ذهب الملك غازي الى محطة الاذاعة بسيارته الجديدة ليشرف بنفسه على انهاء الارسال و قبل ان يصل اليها قضى نحبه في حادث اصطدام مريب لم يجر توضيحه بشكل قاطع حتى هذا اليوم . ويعتقد البعض ان بعض السياسين المعارضين له والسفارة البريطانية لها يد في موضوع اغتياله . و اثر وفاته صدر كتاب من رئاسة الديوان الملكي بتاريخ 9 نيسان 1939 جاء فيه (امرني صاحب السمو الملكي بأن تستلم الحكومة محطات الاذاعة في قصر الزهور).

و طلبت وزارة الداخلية في 11 نيسان 1939 اي بعد اسبوع واحد من مقتل الملك غازي تشكيل لجنة لاعادة النظر في شؤون الاذاعة اللاسلكية و تنظيمها على اسس جديدة مع اعداد ملاك جديد لهذا الغرض .

و تثير سرعة الاجراءات التي اتخذت بشأن محطات اذاعة قصر الزهور التساؤلات و تؤكد ما ذكر من ان المحطة كانت تسبب ازعاجا شديدا للبريطانيين و لاعوانهم في العراق .
و يبدو ان اجهزة اذاعة قصر الزهور قد بقيت في مكانها او احدى محطاتها فقد ذكر مهندس الاذاعة السابق الى انه بعد قيام ثورة مايس 1941 دعي الى اداء الواجب فقام باذاعة البرقيات الرسمية باللغة الانكليزية من محطات قصر الزهور التي عادت الى الحياة مرة اخرى و لفترة قصيرة . و يبدو انها استخدمت كاذاعة سرية احتياطية في الفترة التي عقبت ثورة 14 تموز 1958 و سبقت ثورة 8 شباط 1963 .

منقول للفائدة بتصرف

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 1.jpg‏ (29.3 كيلوبايت, المشاهدات 211)
نوع الملف: jpg 2.JPG‏ (36.5 كيلوبايت, المشاهدات 208)
نوع الملف: jpg 3.JPG‏ (48.7 كيلوبايت, المشاهدات 208)
رد مع اقتباس
  #132  
قديم 30/04/2010, 19h47
الصورة الرمزية نور عسكر
نور عسكر نور عسكر متصل الآن  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:348516
 
تاريخ التسجيل: décembre 2008
الجنسية: .
الإقامة: .
المشاركات: 14,700
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الأخ والأستاذ قصي الفرضي
السلام عليكم

هاأنت تأخذنا بالذاكرة بعيدا الى تلك الأيام والمؤسسات التي أنبثقت وبجهود فردية أولا وبجهد حكومي صغير وفي ظروف وأحداث في تلك المراحل , قرأت موضوع تأسيس تلفزيون بغداد وموضوع أذاعة قصر الزهور مرة ومرتين وثلاث وفي كل مرة كنت أجد متعة كبيرة في المرور من خلال السرد الشيق والزمني لكل المراحل ,بارك الله في جهودك وفي الوقت الذي ستمر فيه الذكرى
54 لتأسيس تلفزيون بغداد يوم 2 مايس 1956 ,ويوم 2مايس أرتبط بالذاكرة والتاريخ المعاصر للعراق من خلال حركة مايس 1941 ,ولي بعض الأسطر للملاحظة وعن أذنك طبعا لتلك المرحلة من التأسيس :
- المعرض التجاري البريطاني - العراقي والذي أفتتح سنة 1955 كان مكانه مقابل بناية الأذاعة والتلفزيون (الحالية) أي موقع فندق المنصور- ميليا (الآن).
- كنت صغيرا ورافقت المرحوم والدي بزيارة المعرض حيث كان يعمل مترجما هناك طيلة أيام المعرض .
- المرة الثانية التي رأيت ودخلت مبنى تلفزيون بغداد كان في كانون الأول/1971 من خلال المشاركة في برنامج شايف خير كان من أعداد وتقديم المرحوم فخري الزبيدي والفائز يربح أشياء غير متوقعة !! مثلا يقول له : أهنيك ..ربحت ليفّه !! وهكذا وكان البرنامج بث مباشر . ( في الدخول شاهدت المطرب المرحوم محمد كريم عندما جلسنا في الكافتيريا ) و( مدير الأذاعة والتلفزيون آنذاك
( محمد سعيد الصحاف) .

-من المسلسلات التي عرضت بعد أفتتاح تلفزيون بغداد , أقصد الأعوام اللآحقة مسلسل صديقتي فليكا ومسلسل الكلبة لاسي ومسلسل الرجل النحيف ومسلسل أولاد الشوارع كانت أجنبية طبعا ,وأعتقد أن أول مسلسل عربي كان (بنت الحتة ) من تمثيل محمود أسماعيل وزهرة العلا ,في 1964 أو بعد هذا التاريخ .
- هناك صورة مرفوعة من قبلك , يبدو لي بأنها تعود لفترة أواسط السبعينات - الممثل (مكي عواد ) الذي يرتدي ( السدارة ) وآخر أيضا نسيت أسمه (لابس نظارات ) وفي وسطهم في الخلف ممثل وعمل فترة في الفرقة القومية للفنون الشعبية .
- أحنا هم في بداية ظهور التلفزيون من فوق سطح بيتنا ,نتفرج على تلفزيون الجيران اللي بالحوش !!
وتقبل مني أخي كل التقدير والمحبة وآسف للأطالة والسلام عليكم

التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 30/04/2010 الساعة 21h15 السبب: أضافة
رد مع اقتباس
  #133  
قديم 30/04/2010, 20h05
د.نعمان د.نعمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380958
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: فرنسية
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 1,127
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الأخ نور عسكر المحترم

اعتقد أن الممثل المصري القدير توفيق الذقن كان له دور رئيسي في مسلسلة "بنت الحته" مع الشكر.
رد مع اقتباس
  #134  
قديم 30/04/2010, 23h47
الصورة الرمزية محمد العمر
محمد العمر محمد العمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:372343
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: كندا
المشاركات: 905
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي الفرضي مشاهدة المشاركة
الاخوه الاعزاء
السلام عليكم


أذاعة قصر الزهور


أذاعة الملك غازي
لقداستخدم الملك غازي الاذاعه من اجل توعيه الراي العام وتعبئته ,وكان يوجه نداءاته داعيا الى تخليص العراق من معاهده 1930 وتحرير فلسطين وسوريا وشرقي الاردن ولبنان من براثن الانتداب .
ويشير السفبر البريطاني موريس بيترسون والذي عاصر اذاعة قصر الزهور بان الاذاعة اصبحت مبعث لقلق البريطانيين من فترة طويلة وان لهجتها اصبحت ضارة بصورة متزايدة .



وكان راي الجهات البريطانية ان الاذاعة يجب ان تغلق لاانها ثير الرأي العام تجاه بريطانيا ولم تكن الوزارات المتعاقبة مستعدة للقيام بذلك مشيرة بان ذلك سيجعل من الملك ضحية مبدأ في اشارة مبطنة الى النية في التخلص منه لمعارضته السياسة البريطانية .
الأخ الفاضل قصي الفرضي ابو فيصل
تسلم ايدك الطيبة على هذه المواضيع الشيقة
أخي الفاضل هؤلاء رحمهم الله كانوا رجال دولة بحق
نعم الانكليز عاونوهم في بادئ الأمر لكنهم لن ولم يتنازلوا عن وطنيتهم وحبهم للبلد والشعب ومصالحه بالرغم انهم لم يكونوا عراقيي الأصل لكن عروبتهم وأصالتهم تفوق كل الاعتبارات.
أما الآن وللأسف وكل الأسف الشعب العراقي بالنسبة لهم ((كل عشرة بدرهم)مع احترامي وتقديري لكل فرد من الشعب العراقي المظلوم) وتجدهم ابطال في التملق والرياء في العلن والخفاء للأحتلال وكأنه الشعب العراقي هو الاجنبي وليس المحتل.
الله كريم
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
رد مع اقتباس
  #135  
قديم 01/05/2010, 00h25
د.نعمان د.نعمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380958
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: فرنسية
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 1,127
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الأخ العزيز قصي الفرضي (أبو فيصل)

الأخ العزيز محمد العمر (أبو فيصل)

تحية طيبة

ان موضوع الملك غازي و قصة إذاعة الزهور من المواضيع المهمة وقد قُدمت عنها بعض الدراسات القيمة منها كتاب " الملك غازي" بقلم الدكتور لطفي جعفر فرج وكذلك في مذكرات ناجي شوكت أحد رؤساء الوزارات السابقين في عهد الملكية .لا يختلف عراقيان على وطنية الملك الراحل الذي وُضعت امامه كل العراقيل من اجهل اجهاظ مهماته الوطنية. و وصل الاسفاف ببعضم الى محاولة تشويه سمعة الملك من اجل النيل من شعبيته (مذكرات ناجي شوكت). ولما عجزوا في ايقاف حماسة الملك و اندفاعه الوطني دبروا له تلك المكيدة التي أدت الى وفاته. وهكذا خسر العراق خسارة فادحة برحيل ذلك الملك المحبوب .
مع تقديري
نعمان
رد مع اقتباس
  #136  
قديم 01/05/2010, 16h09
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
Talking رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاحبه
نور عسكر
محمد العمر
د.نعمان
السلام عليكم

شكرا جزيلا لمروركم الكريم وتعليقاتكم وملاحظاتكم الحكيمة والتي تزيد الموضوع رونقا وجمالا وقيمة .

الاخ نور الذكريات التي رويتها تثير الشجن لزمن جميل وذكريات مضت وزمن لن يتكرر . ويصادف غدا الذكرى 54 لتأسيس تلفزيون بغداد اول تلفزيون عربي واول تلفزيون في الشرق الاوسط ويصادف ايضا ميلاد المغفور له الملك فيصل الثاني 2/5/1935 .

الاخ محمد ابا فيصل رجال دولة وقادة وطنيون لو وجدو اليوم لكان العراق بافضل حال ومن احسن الدول بدلا من الفوضى الشاملة التي يعيشها منذ الاحتلال وانا لست متفائلا بان الاوضاع في العراق ستتحسن طالما غيب القادة الوطنيون عن الساحة السياسية ووجود قوات الاحتلال على اراضيه .

الاخ د.نعمان الممثل توفيق الذقن كان له دور جميل في مسلسل بنت الحته وله عبارة مشهورة كان يرددها فيه وهي الووو يا اممم او الووو ياهمبكة على ما اذكر .

اما بخصوص الملك غازي واذاعة قصر الزهور فانا اتفق معك فيماذهبت اليه وان العراق قد خسر قائدا وطنيا محبا لشعبه وارضه . ان ناجي شوكت قد اعترف بانه ( لفلف قضية مقتل غازي ) حين كان وزيرا للداخلية حينها بضغوط من الوصي عبد الاله وبعض السياسين المعادين له . ويقول ناجي شوكت في مذكراته ( وهي موجودة لدي حاليا) في محاولة لتشويه صورة الملك غازي ,

يقول: ان الملك اصطدم بعمود الكهرباء نتيجة للسرعة الجنونية وحالة الاضطراب التي كان يعيشها عند قيادته للسيارة في تلك الليلة (يقصد انه كان سكرانا ) .

ولكن ناجي شوكت في مقابلة مع الدكتور لطفي جعفر فرج تمت في 12 مايس 1979 والذي استندنا على الاراء المدونة اعلاه من كتابة الموسوم بـ”الملك غازي” وهو من منشورات مكتبة اليقظة العربية/بغداد 1987” يتنكر ناجي شوكت لما جاء في مذكراته ويقول: “ان غازي مسكين. انا لم اذكر هذا في مذاكراتي انها عبارة مدسوسة ولا استطيع ان اقول لك اكثر من ان غازي مات مقتولا وان العبد قتله. وانا كوزير داخلية لفلفت القضية في حينها.

عبدالرزاق الحسني/باحث ومؤرخ يقول في الجزء الخامس من تاريخ الوزارات العراقية “كان السيد ناجي شوكت ــ ولا يزال ــ يعتقد ان للامير عبدالاله ونوري السعيد مساهمة فعلية في فاجعة الملك غازي”.

رحم الله الملك غازي وكل الوطنيين ....


تحياتي ...
قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس
  #137  
قديم 07/05/2010, 11h37
الصورة الرمزية محمد العمر
محمد العمر محمد العمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:372343
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: كندا
المشاركات: 905
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

خالد الذكر الفنان
ناظم الغزالي




النغم الذي كان رنينه يهز الاحاسيس والشمعة التي كان نورها يضيء الظلمات ..والقلب الذي يبكي للبؤساء ..وهنا بعض السطور عن حياة "ناظم الغزالي":
كاتبها "عبد المنعم الجادر"
كان ذلك قبل سنوات طويلة...يوم وقف شاب رقيق الحال في باب الدار التي اسكنها وسأل عن شقيقي الاكبر الذي كان له زميلاله في دراسته..وعرفت ان هذا الشاب كان اسمه "ناظم احمد"..وبعدها شاهدته كثيرا ..دمث الخلق..عف اللسان.. كبير القلب..و..فنان!!
وذات مرة اقيمت حفلة مولد في منطقة باب الشيخ شارك في احيائها ناظم ..في هذه الحفلة شاهدته لاول مرة كمطرب ناشئ مبتدئ ..وكنت اعمل محررا ناشئا في جريدة "اليقظة" وكتبت خبرا صغيرا عن المطربالناشئ...ويومئذ ازدادت معرفتنا ببعض بعد ان زالت معرفته بشقيقي الراحل!!..
...ومرت الايام!!
شفق يدحرج شفقا..وبدر يزيح بدرا..وشمس تركض خلف شمس.. ونهار يلد ليلا..وصفصافة تحنوعلى صفصافة..والايام تمر وناظم يتقدم في عالم الفن..ونجمه يرتفع وفنه يتعاظم ..وكلما انحنت امامه عوالم الفن ساجدة قلبه واتسع..وكلما ازداد تقبيل الاكف لبعضها وهي في رحلات تصفيقها له كلما كبر تواضعه واتسع!!.
لم ينس ايام بؤسه وشقائه ..بل كان يذكر ذلك كثيرا..وكان يسارع بتلك الذكريات ليكفكف عبرات الباكين..وينثرالابتسامات فوق شفاه البائسين..ويملأ فراغ المحتاجين.
حدث ذات يوم!!
خلال سنوات قصيرة عرف ناظم كمطرب مقامات ناشئ..ودعي بضع مرات لاحياء حفلات بعض الموالد.. واخذ التنافس على قيامه باحياء مثل تلك الحفلات كان ذلك قبل ان يرتقي سلالم مجده التي بوأته بنقل الاغنية العراقية من محيطها الضيق الى الصعيد العربي الفاره..
وانطلاقاً من تنافس الذين بدأوا يركضون خلف فن "ناظم" حدثت حادثة لمست من خلالها كبر قلب الفنان الانسان..كانت هناك امرأة طلقها زوجها في منطقة شعبية وتزوج غيرها.. للمرأة المطلقة ولد وحيد..
وللزوجة الجديدة اولاد..وللتنافس الحاصل بين المطلقة وضرتها فقد قررنا اقامة حفلة – ختان- اولادهما في ليلةواحدة..كان مع الزوجة زوجها بنقوده ونفوذه ..وكان مع المطلقة الفقر المدقع ..والقلب الموجع..وذهب الزوج على ناظم في داره بمنطقة "الكرنتينة" ليتفق معه على احياء حفلةالحنة- واتفق معه لقاء مبلغ جيد من المال. وبعده ذهبت المطلقة للمرحوم الغزالي وسألته والدموع تتأرجح في مآقيها احياء حفلة الحنة، لوحيدها..بكى ناظم..واعاد نقود الزوج اليه..وذهب الى صديق له..واستدان منه مبلغا من المال اشترى به كل ما تحتاجه ليلة الحنة..وتوسط لدى لفيف من المغنين والمغنيات مشاركته في احياء حفلة وحيد المطلقة مجاناً...وكانت ليلة تحدثت عنها كل الاحياء الشعبية!!.
ليس هناك من حدود
كان المطر يصقع كل شيء يصل اليه..زجاج النوافذ، والازاهير،والاراضي القاحلة، ووجوه "الجرخجية" واعمدة النور، وكانت الرياح القوية تساعد المطرعلى ان يقسو اكثر في صفعاته..وكنا نجلس خلف النوافذ السميكة تلفنا الوان منالضوء..وتحيطنا عوالم من انغام ..وتتكاثف حولنا طبقات من دخان السكاير بعيدا جدا عن مزعجات تلك الليلة!!
*كان ناظم تلك الليلة قد تلقى سيلا من تليفونات التهاني لنجاحه في تقديم حفلة تلفزيونية..ولم ينقطع رنين جرس التليفون حتى ساعة متأخرة من تلك الليلة ..وفجأة قال ناظم ضاحكا:
-الحمد لله...لقد هدأ التليفون هو الاخر بعيدا عن العاصفة المزمجرة في الخارج...و...
وفجأة قطع رنين جرس التليفون حديث ناظم وضحك وقال بدعابة:
-يظهر ان العاصفة استطاعت ان تهزم كل شيء الا جرس التليفون!!..
وقام يتحدث واصفر وجهه وارتعش وقال بألم كلمة واحدة...قال لمحدثه:
-حالاً!!
وبدأ يرتدي ملابسه بسرعة وبألم...وسألته جلية الخبر فعرفت ان احد الاصدقاء الفقراء جدا بحالة خطرة!!..
وبدأت سيارة ناظم تشق السيول المتراكمة..وجهه يرتعش على بريق الرعد وعيناه متعبتان..وجاء معنا طبيب ..ووصف الدواء للمريض..وعدنا لصيدلية الخافرة، وذهبنا لدار ذلك الصديق..ولم يهدأ ناظم لعدة ايام الى ان شفي ذلك الصديق..
*دموع في المحاجر...ودموع في المأق!!
كل اغاني ناظم سمعها الناس..وكل ذوق ناظم لمسه الناس..وكل فن ناظم تحسسه الناس ..لذلك كانواعلى تماس معه..ولذلك ليس هناك من مجال للكتابة عن ذلك..ولذلك هناك مجالات اخرى لرفع الشمس وتوجيه طاقاتها النورانية حول ما يجهله الناس عن ناظم!!
*قبل وفاته بحوالي الاشهر الاربعة سافر الى اوروبا وبعض البلدات العربية لزيارتها..وبعدها عاد الى داره ليموت فيه بعد وصوله بساعات..وقبل سفره بثلاثة ايام جاءني الى ادارة الجريدة التي كنت اعمل فيها وطلب مني مرافقته لبضع ساعات..الح علي بالخروج برغم تراكم اعمالي...ويومها قال لي شيئاً بعث برودة نصل الف خنجر في قلبي....يومها قاللي ضاحكا:
هسه افرض اخوك ناظم مات عله غفلة او عندك شغل..
يعني ما تمشي وراه اجنازته!!
*خرجنا نجتاز طائفة كبيرة من الازقة الشعبية وناظم يوزع مظاريف بيض اللون...داخلها نقود..يوزعها على لفيف من اصدقائه واقربائه الفقراء..كان يوزع نقوده عليهم ويعتذر..بل يبكي احيانا!!..
وعدنا للسيارة ووجهتنا دار الاذاعة حيث سجل اخر اغنية له...وفي الطريق قال معقبا على جملة قلتها له....قال رحمه الله:
-دارمنو باجر...كلنه راح انموت اومناخذ ويانه غير الجفن أرحم من في الارض يرحمك من في السماء!!
*اذرف دمعة واقرأ الفاتحة!!
شعرت انه يحاول اغاظتي بحديثه عنالموت..
واردت اغاظته من جانبي..وتحينت الفرصة...كنا قد خرجنا من دار الاذاعة ووجهتنا داره ...وفجأة قال ان بنفسه مشاهدة اشياء كثيرة من بغداد قبل سفره الذي سيدوم اكثر من اربعة اشهر.. وذهبنا من جديد نجوب مناطق عديدة...جلسنا في مقهى ارحيم الشعبية في منطقة الكرخ....ودخلنا كازينوا 14 تموز...وذهبنا الى مقهى الحاج خلف في منطقة التسابيل....ثم.... ثم جلسنا في مقهى صالح المقابلة لمقبرة الامام الشيخ عبدالقادر الكيلاني (قدس الله ضريحه) ...هنا انتهزت الفرصة لأغيضه –رحمه الله – هناطلبت اليه ان يشاهد قبور المقبرة..وشاهدناها....وسألته مغيظاً..
-انت اليوم اهوايه تكلمت عن الموت...شتريد اسوي بعد ان اموت؟؟!!
وكان جوابه شيئا عجبا.. قال وضحكته تحتل كل جانب من وجهه:
-يا صديقي اذرف دمعة بعد مماتي...وترحم علي بسورة الفاتحة...وقل ان صديقي ناظم لم يؤذ احداً في حياته...
*...وسافر.... وعاد ....فمات!!
وبدأت رسائله و"كارتاته" تصلني منه من الخارج...برقية من بيروت ...لقد وصلها...رسالة منها..لقد غادرها ..كارت من لندن.. انه فيها..من مدريد..منروما..من باريس..من تركيا..و.. وبيروت اخيرا...سيعود الى بغداد يوم غد!!..
*وجلسنا ليلة وصوله ننتظر...الاستاذ الكبير محمد القبانجي....والاستاذ حقي الشبلي والاستاذ فالح القصاب والسادة ابراهيم الحاج ارزوقي وناجي الساعاتي ....وانا!!
*وانصرفنا من حديقة المطار في ساعة متاخرة من تلك الليلة على امل ان ناظم سيصل بغداد بسيارته الخاصة صباح اليوم التالي!!
*وفي ذلك الصباح دلفت الىمكتبي في الصحيفة التي اعمل فيها انذاك...ووجدت اسمه قد كتب على ورقة فوق منضدتي...اخبرني من في المكتب ان ناظم الغزالي اتصل بي تلفونيا مرتين وانه سيتصل بيعما قريب...وجلست انتظر رنين الجرس...ورن الجرس بعد ساعة...وبدلا من سماع صوت ناظم جاءني صوت "ابراهيم" وهو يقول لي ببكاء:
- لك داد ناظم مات!!
لم اصدق طبعا ..لم اصدق
ان يدي ارتفعت الى عيوني بلطمة قوية..كان بجانبي الصديق انور الشيخلي ...قطعنا المسافة بين ادارة الجريدة وبين ناظم في العلوية بسيارة انور...كنت افكر ان الحادث ما هو الا نكتة منه... من ناظم..وصلنا الدار...كان العويل والبكاء يشقان عنان السماء..ولم اصدق...ولم اصدق ان ناظم "مات" ودخلت غرفته وشاهدت....مسجى على فراشه وقد غطى بملاءة بيضاء...ومددت يدي اروم سحب الملاءة عن وجهه....و.....
*وعدت بفكري القهقرى!!
*قبل ذلك اليوم "المشؤوم" بزهاء السنوات الاربعة كان ناظم قد سافر للجنوب لاحياء بعض حفلاته ..وعاد بعد اسبوعين
....كان برودا جزئيا قد طرأ على علاقتنا قبيل سفره...ورن يومها جرس التلفون...واخبرني المتكلم ان ناظم بحالة خطرة من المرض وانه يطلبني بالحاح...وسارعت للذهاب الى داره..ودخلت غرفته ووجدته مسجى تحت ملاءة بيضاء...تماما كما هو مسجى اليوم...مددت يدي وسحبت الملاءة وشاهدته...ضاحكا ..باسما...معاتبا!!
*واليوم..وناظم على فراش الموت تحت ملاءة بيضاء ناصعة...ويدي تمتد الى الملاءة لتزيحها...اليوم شعرت بأني سأشاهد ناظم كما شاهدته قبل اربع سنوات...سيضحك ...ويبتسم...ويعاتب!!
*ورفعت الملاءة وشاهدته...وخاب ظني...شاهدته وشحوب الموت يلثم كل قطعة من وجهه!!وطفرت الدموع من عيوني...ووقفت اقرأ سورة الفاتحة وقوله يرن في اذني:
- ياصديقي...اذرف دمعة بعد مماتي..وترحم علي بسورة الفاتحة ..وقل ان صديقي ناظم لم يؤذ احدا في حياته!!
*هكذا مات ناظم...وصل داره فرحا..دخل الحمام يحلق...خلال ذلك اتصل بثلاثة من اصدقائه: محمد القبانجي وابراهيم الحاج ارزوقي..وانا..لزمته نوبة قلبية خفيفة..جلس يلهث..طلب الاتصال باصدقائه الثلاثة ايضا....طلب الاتصال باحد الاطباء وهنت قواه...وصل الطبيب وصف له وصفة طبية.. انتابته نوبة اقوى ..عاد الطبيب يرش الماء فوق وجهه ..توقف القلب الكبير من الخفقان وانقطع النغم المرن..وانطفأت الشمعة الوهاجة ولهيبها ما زال ريان النور ..ومات ناظم الغزالي عليه الف رحمة ورحمة...مات فبكته الوف القلوب...واشرقت بالبكاء لموته الوف العيون..وترحمت عليه الوف الشفاه...رحمه الله...كان فنانا...كان انسانا...كان صديقا...وكان....كان ناظم!!
جريدة كل شيء الصادرة عام 1964
منقول بتصرف
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg nadhem.jpg‏ (22.6 كيلوبايت, المشاهدات 157)
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
رد مع اقتباس
  #138  
قديم 07/05/2010, 20h53
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخ العزيز محمد العمر
السلام عليكم

بوركت على هذا الموضوع عن سفير الاغنية العراقية بحق المرحوم ناظم الغزالي لقد كان انسانا متميزا قل نظيره وبارا باصدقائه ومعارفه رقيقا كالنسيم وفنانا موهوبا ومتفوقا رفع لواء الاغنية العراقية وانتشرت أعماله من المحيط الى الخليج وبالرغم من رحليه المبكر ومرور 47 عام على وفاته لايزال اسمه وحظوره رنانا في الاوساط العربية والعراقية وحتى الجيل الجديد اللذين لم يعاصروه تعلقو باغانيه لاانها اعمال فنية اصلية ورائعة وان صوته خالدا ولن يموت .

تحياتي وتقديري العميقين لك على هذا الموضوع الرائع .

قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس
  #139  
قديم 08/05/2010, 20h52
الصورة الرمزية محمد العمر
محمد العمر محمد العمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:372343
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: كندا
المشاركات: 905
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي


العثورعلى مذكرات الفنان ناظم الغزالي
التي لم تنشر
كتابة محمد داود

ما لم ينشر عن الفنان ناظم الغزالي يبدو غريبا جدا ان تسمع اراء غير منشورة لفنان مرت على وفاته سبعة عشر عاماً مثل الفنان الكبير ناظم الغزالي!
اين كانت الصحافة عن نشر تلك الاراء والانطباعات كل هذه السنوات الطويلة؟ ثم اين هومكان تلك المذكرات التي لم يصلها صحفي.
كيف اختفت عن العيون وتاهت عنها الاسماع؟!
ليس في الامر سر كبير
حين اسألكم هل تعرفون ان للمرحوم ناظم الغزالي مكتبة ؟ كلكم تقولون: نعم اقول لكم لو كلفتم انفسكم في جولة برحاب تلك المكتبة وبحثتم قليلا في محتوياتها فانها ستنفتح عليكم باكثر من من سر وباكبر من موضوع ارشيفي نشر عن ناظم الغزالي.
ولنعد الى موضوعنا ..(ما لم ينشر عن المرحوم ناظم الغزالي).
ناظم الغزالي يدون مذكرات محمد القبانجي
كان المرحوم الغزالي ينوي تدوين حياة العازفين والموسيقيين والمطربين العراقيين ممن عاشوا بين عام 1900 وعام 1962 وبالفعل عثرنا له في مكتبته على دفتر من الحجم الكبيركتب على الصفحة الاولى منه (طبقات العازفين والموسيقيين من عام 1900 الى 1962) وبدأ الحديث عن بعض العازفين منهم خضر الياس حيث قال عنه: ولد خضر الياس في صبابيغ الآل،وانخرط في الفن عام 1946/1947 الالة الموسيقية التي يجيد العزف عليها هي آلةالناي). وعن الفنان رضا علي قال: لقد لحن رضا علي لفلمين تركيين، وهو يجيد العزف على الة العود). اما عن الفنان ناظم نعيم فقد قال: (وضع ثلاثمئة لحن تقريبا، وهويجيد العزف على الة العود والة الكمان).. ويبدو لي ان هذه معلومات اكثر ما تكون رسمية اخذها ناظم عن الفنانين بحكم مهمة ادارية كان مكلفا بها داخل الاذاعة.
غير ان المرحوم ناظم الغزالي حين يصل في مذكراته المذكورة آنفا الى الفنان الكبير محمد القبانجي فانه يتوسع بالحديث وينقل لنا عن القبانجي ذكريات وانطباعات طريقة اضافة الى معلومات مهمة في حياة القبانجي الفنية.. كتب الفنان ناظم الغزالي يقول (لقد تسلم الاستاذ محمد القبانجي مئة دينار عن حفلة اقامتها امانة العاصمة عام 1939 ).
ان الاستاذ القبانجي سافر الى القدس عام 1932 وهناك اقام حفلتين ، بقي الاستاذ القبانجي ثلاثة اشهر في القاهرة اثناء انعقاد المؤتمر الموسيقي هناك وكانت مصاريف الاقامة والمأكل على حساب الحكومة المصرية سجل المؤتمر خمسا وثلاثين اسطوانة، لم يبق منها سوى خمس او عشر اسطوانات وقسم من هذه الاسطوانات محفوظة في (معهد فؤادالاول).
وحين ناْتي الى مكتبة المرحوم ناظم الغزالي عن عادات استاذه القبانجي فأننا نجده يتحدث بخصوصيات طريفة جدا نذكر منها على سبيل المثال قوله، ان الاستاذ محمد القبانجي لايشرب القهوة مطلقا ولايدخن مطلقا، ويأكل على طريقته الخاصة ، يكره ان يرى نفسه في المرآة لان المرآة في نظره تظهر عيوب البشر لذلك فهو لايحلق عند حلاق حتى لايرى نفسه في المرآة ، بل يرسل على الحلاق واذا سافر القبانجي خارج العراق يطلب من الحلاق ان يكون الكرسي معكوسا).
مراد ابو سليمة يعترف :
اخذت النهاوند من ريف العمارة
بين اوراق صفر تبدو غير مهمة، عثرت على وثيقة مدونة بخط يد مراد (ابو الفنانة سليمة مراد) زوجة المرحوم ناظم الغزالي، جاء في تلك الورقة (سافرت بمركب كلاص الى العمارة وكانت سليمة عمرها ست سنوات وكان احد الاعراب في المركب وهو يغني:
إعكاله فضة / سنونه ذهب تيزاب
ومنين اكضه......
جي مالي والي
وقد طلبت من الاعرابي ان يعيد هذه الابيات مرة اخرى حتى احفظها وعند رجوعي الى بغداد،اول من غنى الاغنية هو انا ولكون الاغنية ريفية فقد أبدلت كلمات الاغنية من قبل شعراء يترددون على بيت قرب جامع الشورجة والغريب ان هذه الاغنية هي من نغم النهاوند وهي اول اغنية عراقية من هذا النغم وجميع الانغام الريفية هي من( البيات والسيكاه والحجاز ولست اعرف اغنية بهذا النغم ريفية)، وفي الصفحة الثانية من الورقة وردت اسماء عدد من الاغاني التي ارادها المطرب لعدد من الحفلات كان ينوي اقامتها.
تاريخ الديالوج العراقي يدونه ناظم الغزالي
وفي سجل تجده بين رفوف مكتبة المرحوم ناظم الغزالي تجد صفحات مكتوبة بخط يد الغزالي يدون فيها تاريخ الديالوج في الغناء العراقي..ويبدأ اول ما يبدأ بكتابة معنى الديالوج فيقول: (الديالوج هو محاورة بين اثنين وميزاته الوحدة البسيطة فغالبا،ماتصحبه الالات عند إلقائه وهو اما ان يكون شعرا منظوماً او ان يكون زجلاً).
وعن تاريخ الديالوج في الغناء العراقي كتب المرحوم ناظم الغزالي يقول:
اول ديالوج غني في العراق هو بين المطربة منيزة الهوزوز وأحد العوادين. وعنوان الديالوج (خنتني)، وقد سجل على اسطوانة عام 1934، الا ان هناك ديالوج غني قبل هذا اشترك فيه المرحوم رشيد القندرجي وواحد من ضاربي الدف، ولا نستطيع ان نقول عن هذاانه (ديالوج) بالمعنى الصحيح إذ كانت الاغنية من طبقتين: عالية جدا وواطئة جدا.
بحيث كانت الاغنية من الطبقة الواطئة عند المرحوم رشيد القندرجي وكان يرد عليه في الجواب ضارب الدف، وثاني ديالوج بالمعنى الصحيح كان بين المطرب الكبير الاستاذ القبانجي وبين المطربة المرحومة زكية جورج وعنوانه (المغني والهوى) وسجل على الاسطوانات ، وقبل ربع قرن ايضا غنت المطربة سليمة مراد والمطربة منيرة الهوزوز بعض الاغاني على مسارح بغداد غناء مزدوجا.
ويستعرض الفنان ناظم الغزالي عددا اخر من الديالوجات ويشير الى فترة الاربعينيات وما حصل فيها من ركود في مجال غناء الديالوج الى ان يقول: اخيرا غنى الاستاذ جميل بشير مع فتاة دمشق ديالوجا غنائياً بتاريخ 17/9/1950.
أغنيات قديمة مدونة بالنوطة
السماع هو الوسيلة الوحيدة التي حفظت لنا جزءا من الموروث الغنائي في العراق والوطن العربي، ولم نجد اغنية قديمة كتبت الحانها بالنوطة..غير اننا في مكتبة المرحوم الغزالي نجد مجلدا ضخما سجل فيه ناظم الغزالي نوطات الحان قديمة.. نلتقط منها مثلا لحناً، وضعه المرحوم ملا عثمان الموصلي لأغنية (قوموا صلو الفجر بين) والسجل نفسه يحتوي على معلومات تشير الى طريقة تدوين الاغنيات القديمة بالنوطة.
لقد تهيأ لنا ان نستقصي عدد النوطات التي دونها المرحوم ناظم الغزالي في سجلات مكتبته فوجدناها خمسا وثلاثين وتسع مئة اغنية، اضافة الى سجلات اخرى تحتوي نصوصا لأربعين وثماني مئة والف اغنية.
ناظم الغزالي في التدريب
نجد في مكتبة المرحوم ناظم الغزالي عشرين شريطا سجل عليها اغنياته كافة مع اغنيات المرحومة زوجته سليمة مراد، اثناء التدريب على ادائها في بيته، وعند انصاتك الى الشريط تسمع من المفارقات الشيء الكثير.
ونرى من المناسب ان تستفيد الاذاعة من هذا الشريط وتقدم مقاطع منه للمستمعين.
يلفت نظرك في مكتبة المرحوم الغزالي معرض الصور الفوتوغرافية في (البوم) ..تشاهد بين تلك الصور صورة للمرحوم حسن خيوكه والمرحوم رشيد القندرجي والمرحوم احمد زيدانوالمرحوم عبد الامير الطويرجاوي وعدد من مطربي المقام الاوائل اضافة الى صورتين نادرتين الاولى للجالغي البغدادي والثانية للشاعر ملا عبود الكرخي، وفي الاماكن المفتوحة من رفوف المكتبة تتكئ صور مكبوسة على الخشب لسليمة مراد وزكية جورج وعفيفة اسكندر وحسن خيوكة والجالغي البغدادي.
اغلب الجالغي البغدادي من عام 1870 الى عام 1940
اذا كان المرحوم ناظم الغزالي مطربا ناجحا وهذا ما عرف به، فأنه ايضا مؤرخ ناجح للاغنية العراقية برغم انه لم يعرف بذلك.. ما قرأته عنه في هذا الموضوع يؤكد لك هذه الحقيقة وما تقرؤه في السطور الاتية يؤكد لك الحقيقة اكثر حقيقة ان المرحوم ناظم الغزالي كان مؤرخا ناجحا للاغنية والغناء العراقي.
ندعوك ان تستمر في البحث بين رفوف مكتبة الغزالي فأنك تجد كراساً كبيراً دون فيه الاغنيات التي ادتها المطربات العراقيات خلال اربعين عاماً. بين عام 1910 -1950وتجد ايضا فهرسا باغاني الاستاذ محمد القبانجي وفيه يذكر كلمات اربع وستين اغنية مع ذكر السنة التي سجلت فيها تلك الاغاني على الاسطوانات،وغالبا ما يذكر اسماء شعراءالاغاني وشعرا لبعض المفردات.
نجد الغزالي في دفتر اخر دون اسماء وعناوين اشهر المخطوطات العربية في علم الموسيقى والغناء من محتويات مكتبة المتحف العراقي مع ذكر ارقامها وبعض الملاحظات حول كل كتاب مخطوط، وفي 77 صفحة كتب المرحوم ناظم الغزالي الاغنيات التي اداها الجالغي البغدادي على مدى سبعين عاما، من عام 1870 ولغاية 1940 مع معلومات تشير الى عدد الذين ادوا كل اغنية وما كان منها مسجلا على الاسطوانات.
وفي سجل اخر كبير نجد المرحوم ناظم الغزالي قد كتب المقامات العراقية المؤداة والطبقة وطريقة الغناء كما دون المرحوم الغزالي كل اغاني زوجته سليمة مراد على دفترما تزال المكتبة تحتفظ به.
الغزالي ينتقد إخراج الاغنية في التلفزيون
بين اوراق المرحوم ناظم الغزالي ومذكراته وجدت ورقة رسم عليها مخططا لاستديو تلفزيون..وفيه حدد اماكن العازفين ومكان المطرب من الديكور، وكيف يخرج المطرب والمكان الذي ينتقل منه وحتى يعود اليه ثم الانارة ومساقطها وقطع الاكسسوار ما هي واين توضع؟ ..الخ.
وفي الصفحة الثانية من الورقة نجد اشارة الى ان المخرج كمال عاكف قام يوم11/12/1960 بتسجيل اربعة اعمال غنائية وموسيقية هي رقصة الشوملي مدتها ثلاث دقائق،مقام مدته اربع دقائق واخيرا اغنية (مروا علي الحلوين)، مدتها خمس دقائق وخمسوثلاثين ثانية.
وحول اخراج هذه الاعمال التلفزيونية الاربعة يثبت المرحوم ناظم الغزالي تسع ملاحظات منها: ان الصورة كانت غير جديدة بسبب عدم اجراء تمرينات قبل التصوير ، الوقت لاجراءالتمرينات 3.30 عصرا غير ملائم، الصوت لم يكن لسببين، الاول عدم اجراء تمرينات والثاني، عدم قياس الصوت، الموسيقى مع الاغنية كانت عالية لم يظهر قسم من الديكور،ولا حتى المزهريات بسبب عدم الدقة في وقوف الكورس ، ظهر فتور على المخرج الاستاذ كمال عاكف، بسبب مرضه وعدم اخذه الاستعدادات، الاغنية والشعر استلمهما المخرج في يوم التصوير نفسه.
وبعد!
هل يتسنى لكاتب بعد الان، ان ينشر اشياء لم تنشر عن المرحوم ناظم الغزالي؟
اقول لكم نعم، فما تزال في الجعبة سهام، ومن اراد ان يجرب فليدخل مكتبة المرحوم ناظم الغزالي.
مجلة فنون اذار 1981
منقول بتصرف
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
رد مع اقتباس
  #140  
قديم 09/05/2010, 20h38
الصورة الرمزية محمد العمر
محمد العمر محمد العمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:372343
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: كندا
المشاركات: 905
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الأستاذ محمد القبانجي
سيد المقام العراقي وشاعر يرتجل



هناك قول مأثورمفاده
الشاعر يشعر بما لايشعر به سواه
والشاعر عندما يمتلك موهبة الغناء، يكون دقيقاً في اختياراته ومتحفظاً الى ابعد الحدود بانتقاء القصائد الشعرية.
الاْستاذ القبانجي ، شاعر ومطرب يمتلك الموهبة الخصبة في الاختيار من مصدر القوافي التي يكتبها غيره من الشعراء وقد قالوا قديماً(يكاد المطرب ان يكون شاعراً) والقبانجي بحكم اصالته وحبه للغناء وهبه الله موهبة القوافي فكان لا يختار من الشعر إلا احلى الكلام.
ومن الذين غنى لهم الاستاذ القبانجي من الشعراء الخالدين شعراء العصر الجاهلي وعصرالاسلام والعباسي ومنهم جميل بثينة ..الذي قال في حبيبته بثينة.
لكل حديث بينهن بشاشة / وكل قتيل بينهن شهيد
كان القبانجي ذواقاً في اختياراته للقصائد التي يراها تصلح للغناء في دواوين الشعراء القدامى والمعاصرين له، وذكياً في تغيير الجمل التي يعتقد انها ناشزة اوجارحة للاذن ويضع مكانها جملة شعرية موسيقية تضفي شيئا من الجمالية على جو الاغنية وهو الشاعر المثقف الذي يجيد صياغة الكلمات الشعرية، وهو الذي يدرك جيداً، ان ليس من مهمة الشاعر ان يرصف الكلمات على الورق كما يرصف الحجر على الارض وانما مهمة الشاعر اشبه بمن يدخل الى خميلة وارفة الظلال ينتقي اشذى واجمل ما فيها من ازاهير نعم هذا هو الاستاذ محمد القبانجي وهذه هي اختياراته الواعية منذ وضع الخطوة الاولى في طريق الفن والغناء، فقد كان ينتقي اغانيه من عيون الشعر العربي ومن ارشق القصائد المهيأة للغناء من دواوين الشعراء امثال (ابن الفارض –وابن زريق البغدادي –وعبدالغفار الاخرس –ومحمد سعيد الحبوبي –والسيد حميد الحلي –وعبد الباقي العمري-ومعروف الرصافي ، وعبد الرحمن البنا – والشيخ علي الشرقي والشيخ محمد رضا الشبيبي وعباس العبدلي –وعبد السلام حلمي –ومحمود الملاح – وخضر الطائي)
اما بالنسبة لشعبياته الغنائية فقد استفاد من الحاج زاير الدويج واقتطف منه مجموعة من الزهيريات التي وجد فيها نفساً شعرياً ولمسة غنائية كما اختار من اشعار الملا عبود الكرخي وملا منفي العبد العباس الذي يعتبره القبانجي قمة في شعر الابوذية والموال.
اما شعره هو بالذات فقد غنى الكثير من (الزهيريات والابوذيات والدارميات وبعض المقامات التي تؤدى بالشعر الفصيح وكذلك البستات البغدادية) مضافاً لهذا الابداع حالات الارتجال السريع وامام الجمهور يعطيك شعراً موزوناً لاغبار عليه من حيث الفكرة والمضمون والصورة الشعرية الجميلة ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر ففي حفلة تتويج الملك فيصل الثاني قال:

واليوم انشد في المليك مدائحي
..............في فيصل الملك العظيم الثاني
يوم اغر فيه توج فيصل
..............تاجاً سما فخراً على التيجانِ
والمرتجى للنائبات ليعرب
.............ابن النبي المصطفى العدناني

كان هذا من مقام الجمال وخلال هذا الاحتفال بتتويج الملك فيصل بتاريخ 4 مايس عام 1953 نادى رئيس الوزراء انذاك نوري السعيد، على عريف الحفل المذيع الاستاذ محمد علي كريم وهمس بأذنه: ان الملك فيصل الثاني امر بتكريم الاستاذ محمد القبانجي وسام الرافدين من الدرجة الثانية وطلب منه الاعلان عن هذا التكريم. فأسرع الاستاذ محمدعلي كريم الى (الميكرفون) ليعلن للمدعوين تكريم القبانجي بالوسام المذكور، وفي هذه الاثناء كانت الفرقة الموسيقية ما زالت على المسرح فما كان من القبانجي إلا اْن يمسك ( الميكرفون) بعد الاعلان عن تكريمه مباشرة وأرتجل مغنياً من مقام الدشت ابياتا من الشعر مطلعها:

لأن حليت صدري في وسام
....................كان سنانه بدر تمام
فلي ياسيدي شرف عظيم
..................يحليه رضاؤك والوسام

وقد ادهش الحاضرين لسرعة البديهية الشعرية التي يمتلكها وبعد الانتهاء توجه نحوالشاعريين محمد رضا الشبيبي والشيخ علي الشرقي مستفسراً منهما عن الابيات التي ارتجلها بقوله انقذني يا شيخ. فقالا له حسناً فعلت ولم تخطئ ابداً فأبياتك كانت مقفاة وموزونة وهي من بحر الوافر ومن ارتجالاته في الشعر انه في عام 1948 حضرالاربعينية التي اقامها الشباب القومي على مسرح قاعة الملك فيصل (قاعةالشعب حاليا) على ارواح شهداء انتفاضة معاهدة (بورت سموث) وحينما كان القبانجي يؤدي وصلته التأبينية دخل عبد الاله الى القاعة وكان وقتها وصيا على العرش ارتجل القبانجي كعادته في الارتجال الآني ابياتا من الشعر بدأها قائلاً:
خذ من سير الامير...

وكانت هذه الابيات مفاجأة للحاضرين الذين ادهشتهم قدرة القبانجي وسرعة بديهيته حتى في اصعب الحالات التي يكون معها الارتجال ضرباً من المستحيل.
ففي المؤتمر الثاني للموسيقى الذي عقد في بغداد عام 1964 طلب من الاستاذ القبانجي ان يغني مقام اللامي وهو من ابتكاراته واحد ابداعاته الكثيرة وما ان انتهى القبانجي من اداء المقام الذي هز الحاضرين طرباً حتى قدمت باقة ورد اليه بأسم المؤتمرين سلمها له المرحوم حقي الشبلي نقيب الفنانين.
فأرتجل ابياتا من الشعر وغناها في آنٍ واحد شاكراً فيها المؤتمرين الذين عبروا عن اعجابهم بهذه الاضمامة من الورد وقد كان مطلع القصيدة:

ماذا اقول لصاحب الورد
...........ما في الوجود مثيلهُ
شكراً له ولحبهِ
..........يا حبـــــــذا تقبيلهُ

وكان من بين الحاضرين الشاعر الراحل احمد رامي الذي فقد السيطرة على اعصابه وراح يهتف ويصفق بشكل لفت اليه انظار الجميع ولدرجة انه راح يرمي بمعطفه فوق الرؤوس أعجاباً بصوت القبانجي وموهبته الشعرية وادائه العذب وأرتجل احمد رامي للقبانجي هذه الابيات حينها:

يابلبل الروض ياصداح طر بِنا
................وردد الشعر تقطيعاً وتلحينا
يا أبا الفنون جزالك الله رحمةً
................وصلت وادييهم بوادينـــــا

أما علاقته بالشاعر الشعبي الساخر الملا عبود الكرخي صاحب جريدة الكرخ حينذاك فقد كانت صداقته حميمية وعلاقته وطيدة وبحكم هذا التواصل في اللقاءات بينهما غنى له اغنية (المجرشة) والتي ينسبها البعض (للملا نور الحاج شبيب) – من المشخاب –والتي اخذ منها الاستاذ القبانجي بعض المقاطع وغناها ويقال ان سبب نظم الملا نور لهذه القصيدة يعود الى انه شاهد امرأة ريفية تجرش (الشلب) بواسطة المجرشة وهي تقاسي العناء والارهاق جراء هذا العمل الشاق فكتب على لسان حالها قائلاً:

ذبيت روحي اعلى الجرش
..............وادري الجرش ياذيها
ساعة واكسرالمجرشة
..............وانعل ابو راعيها

ونتيجة لتأثر الملا عبود الكرخي بهذين البيتين اضاف اليها بقية ابياتها وجعل منهاقصيدة كاملة كان لها صداها الواسع بين الناس واطلق عليها ملحمة المجرشة لتناولها من قبل شعراء كثيرين وقصيدة المجرشة هي من مجزوء بحر الميمر ويسمى، بالفصحى الرجزالعاشر بشطرها الاول ولو وضعنا اليه تفعيلة اخرى كالاتي:
(ساعة واكسر المجرشة....يا اسمر ) لأصبح من بحر الميمر الكامل.
عن كتاب محمد القبانجي للمؤلف ثامر عبد الحسن العامري
الصادر في بغداد عام 1987
منقول بتصرف
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg القبانجي.jpg‏ (79.4 كيلوبايت, المشاهدات 250)
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

التعديل الأخير تم بواسطة : محمد العمر بتاريخ 09/05/2010 الساعة 21h43
رد مع اقتباس
رد

Tags
الفني العراقي , حكايات قديمة عن التراث


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 18h35.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd