عودة إلى موضوع أصل التسجيلات المتوفرة حاليا لتسجيلات الثلاثينات والأربعينات غير المحتفظ بها في أرشيف الإذاعة ما مصدرها ؟
ذكر الدكتور صالح عبد الفتاح أن بعض الهواة، منهم السيدة عبدية عبد الله وصديقه المرحوم عبد القادر صبري، كانوا يسجلون مباشرة من الإذاعة على ريل. الدفعة الأولى من أجهزة التسجيل «ريل» (بكرات) تم تصنيعها للاستخدام المنزلي في اوربا وأمريكا حوالي 1951-1952، فنستطيع أن نتصور أن فئة من الهواة الميسورين، بدون أن يكونوا من فئة المليونيرات، اقتنوا أجهزة من هذه النوع في مصر في الفترة ما بين 1952-1953 ، سواء إذا اشتروها محليا أو في الخارج. لذلك، لا يمكن أن يكون عبد القادر صبري سجل حفلة لأم كلثوم سنة 1949 مباشرة، فإن الجهاز، بكل بساطة، لم يكن متوفرا للهواة. فيبقى السؤال حائرا : ما هو المصدر الأصلي ؟
أتى الدكتور صالح عبد الفتاح ضمنيا في رده الأخير بافتراض أراه الأرجح والأقرب إلى حقيقة ٍستظل مجهولة مع الأسف، : أن تكون الإذاعة المصرية احتفظت طوال الخمسينات بالتسجيلات السلكية والريلات المسجلة على أجهزة احترافية في الأربعينات وأنها كانت تُذيعها من حين لآخر، فيتصيد الهواة فرصة إذاعتها لتسجيلها على ريل في منازلهم. ثم عند نقل الإذاعة من شارع البورصة في وسط البلد إلى ماسبيرو، أو حتى قبل ذلك، فُقدت الأسلاك والريلات الأصلية أو ربما ألقي بها، لعدم وجود الأجهزة اللازمة أو لتقادُمها وعطلها، وبالتالي عدم فائدة نقلها إلى المقر الجديد، ولم يبق من هذه الحفلات إلا ما سجله الهواة واحتفظوا به...