* : محمد ثروت- 25 مارس 1954 (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h27 - التاريخ: 18/04/2024)           »          نوت الأستاذ الهائف (الكاتـب : الهائف - - الوقت: 09h17 - التاريخ: 18/04/2024)           »          تترات المسلسلات التلفزيونية (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 00h31 - التاريخ: 18/04/2024)           »          هاني شنودة - موسيقى الأفلام (الكاتـب : smsm78 - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h01 - التاريخ: 18/04/2024)           »          لبلبة- 14 نوفمبر 1945 (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h17 - التاريخ: 17/04/2024)           »          نوتات الأغاني المغربية (الكاتـب : عاشق موزار - آخر مشاركة : abdellahjaber - - الوقت: 20h12 - التاريخ: 17/04/2024)           »          مقهى جراموفون (الكاتـب : علي علوي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 18h17 - التاريخ: 17/04/2024)           »          كارم محمود- 16 مارس 1922 - 15 يناير 1995 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : محمد دياب - - الوقت: 17h48 - التاريخ: 17/04/2024)           »          الهادي القلال -7 فيفري 1927 - 15 مارس 2015 (الكاتـب : صالح الحرباوي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 15h28 - التاريخ: 17/04/2024)           »          شريفة فاضل- 15 سبتمبر 1938 - 5 مارس 2023 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 11h42 - التاريخ: 17/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > الدراسات و البحوث و المقالات

الدراسات و البحوث و المقالات المتعلقة بالغناء و الموسيقى العراقية و خصائصها

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #171  
قديم 25/08/2010, 17h10
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاحبة
الاستاذ نور عسكر
الاستاذ فاضل الخالد
السلام عليكم

شكرا لكم على هذه المداخلة الممتعة والتي اضافت الكثير للموضوع بقلمكم الرائع .
ان الحديث عن الاسر الفنية وماقدمت من اعمال وروائع عبر تاريخها الفني الطويل لهو حديث يستهوي القاريء ويشده ويستعرض حياة هذه الاسر وماقدمته للفن .
ولاننسى ان العطاء كان في الماضي كبيرا والمعاناة اكبر اذ لم تكن وسائل الاعلام والتلفزيونات والستالايت موجودة انذاك وكان الفنان يحتاج لسنوات طوال وجهد كبير واعمال فنية جبارة حتى يشتهر بعكس فنانين الوقت الحاضر اذ ان انتشارهم وشهرتهم اسهل بكثير من الفنانين الرواد الا ان نكهة الماضي تحمل الكثير من الجمال والرقة والعذوبه والرومانسية حتى للجيل الحالي الذي لم يعايشهم واصبحت بعض حواراتهم وتعليقاتهم التي اشتهرو بها امثال تستخدم لحد الان ويحضرني ماكانت تردده المرحومة ماري منيب (( كاتك نيلله )) وتوفيق الذقن (( استر يلي بتستر واحلى من الشرف مفيش )) وحجي راضي (( اتتي مشناف )) والى الكثير من هذه العبارات الفكهه التي اصبحت على كل لسان .

تحياتي لكم ولكم جزيل الشكر والامتنان .

قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس
  #172  
قديم 28/08/2010, 11h28
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم



صراع في بغداد بين موزعي الافلام








الملاك يتوسط انور وجدي وليلى مراد وعلى اليمين الممثل حسين صدقي اثناء حفلة عشاء الملاك في فندق مينا هاوس بالقاهرة عام 1952.




احتدم الصراع بين اقطاب من مجاميع موزعي الافلام المصرية اواخر عام 1951 واقول الافلام المصرية لان الافلام الغربية وخاصة الامريكية وماكانت تنتجه شركتا ( مترو كولدين ماير )و ( فوكس للقرن العشرين) منذ النصف الثاني من الاربعينيات من القرن الماضي كانت توزع من مكاتب خاصة بها .
حيث احتكر اصحاب سينما روكسي عرض وتوزيع افلام (مترو كولدين ماير) واصحاب سينما غازي عرض وتوزيع افلام (فوكس للقرن العشرين) اما بقية شركات هوليود للسينما مثل (برامونت) و(ر.ك راديو ) و (يونيفيرسال) و (كولومبيا) و (وارنر ) وغيرها من الشركات الامريكية فقد كانت توزع من بعض مكاتب الاستيراد والتوزيع في بغداد .

اما الافلام العربية واغلبها كانت مصرية فهي تشترى من المنتجين المصريين مباشرة من قبل اصحاب دور العرض في بغداد ويتم احتكار عرض الافلام المشتراة في دور السينما العائدة للمشتري .. وخاصة الافلام ذات الايراد العالي كافلام ام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش وليلى مراد , علما بان بعض اصحاب دور العرض في بغداد كان يمتلك دور للسينما في بقية الالوية ( المحافظات) .

وسبب الصراع الذي احتدم ذلك العام هو ان غرفة تجارة السينما المصرية عزمت على اعطاء حق توزيع الافلام المصرية في العراق الى التاجر العراقي (انطوان مسيح) بتشجيع من المنتج المصري (يحيى ابراهيم) فاعترض على ذلك عدد من المهتمين في هذا الموضوع لان كل منهم اراد ان يكون الموزع الوحيد ومن هؤلاء :

اسماعيل شريف العاني صاحب سينما الحمراء وحبيب الملاك صاحب سينما النجوم وسليم الاطرقجي صاحب سينما ميامي .

وراحت الاحتجاجات تبرق الى (غرفة تجارة السينما في القاهرة ) وتحمل البرقيات تفاصيل افضل نشاط لكل واحد منهم . ولكي يتقرب انطوان مسيح اكثر الى الوسط السينمائي المصري ابرق مهنئا مجلة (الفن) المصرية بمناسبة السنة الثانية لصدورها وهي المجلة الناشطة في الوسط الفني انذاك وحملت البرقية توقيع كل من الشركة العراقية المصرية للسينما (انطوان مسيح وشركاؤه) ونعيم الجواهري (صاحب ملهى الجواهري ) وسبتي طاهر ( شاعر شعبي ) وجميل قشطة (مطرب وموسيقي) وعبد الرزاق البنهاوي (موسيقي مصري) وزوجتة المطربة (راوية) واحمد حمدي (ممثل عراقي) وفؤاد يوسف مصطفى (محرر صحفي) وكل من الفنانات عفيفة اسكندر ونرجس شوقي وعزيمة توفيق .

اما السيد (اسماعيل شريف العاني ) فقد ابرق الى القاهرة داعيا المطرب محمد فوزي وزوجته انذاك الممثلة مديحة يسري الى زيارة بغداد لحضور العرض الاول لفيليمهما الملون (الحب في خطر ) .

وحين سمع (حبيب الملاك ) بذلك ابرق الى غرفة تجارة السينما المصرية في القاهرة عارضا شراء خمسة افلام دفعة واحدة ليبرهن على انه الافضل وكانت هذه الافلام (حبيب الروح) و (ياسمين) و (فيروز هانم ) و(ليلة الحنة) و ( والمليونير ) .

ولم يكتفي الملاك بذلك فقد سافر فورا الى القاهرة وفاجأ الوسط الفني بزيارته وبعرضه هذا وبادر فور وصوله الى دعوة السينمائيين المصريين منتجين وممثلين وممثلات ورجال صحافة لتناول طعام العشاء على مائدته في فندق (ميناهاوس ) وقد لبى الكثيرون دعوته وكان منهم فريد الاطرش وحسين صدقي وبهيجة حافظ ومحمود ذوالفقار وزوجته مريم فخرالدين والمخرج صلاح ابو سيف وعزيزعثمان وانور وجدي وزوجته ليلى مراد وعدد من المنتجين وزوجاتهم وكانت مناسبة لان يبرهن على اهميته وامكانيته المادية العالية في ساحة توزيع الافلام .

وحين تقدم انور وجدي مهنئا الملاك على شرائه خمسة افلام دفعة واحدة فال له الملاك مبتسما (خلي ايصيرون سته) حيث اضاف اليها فيلم (من القلب للقلب) وهذه الافلام جميعها من انتاج انور وجدي .

وهكذا كسب حبيب الملاك الجولة الاولى في هذه المنافسة وعاد الى بغداد محملا بستة افلام قبل ان تحسم غرفة السينما المصرية في القاهرة الامر بتحديد من سيكون الموزع في العراق .
منقول بتصرف

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 1.jpg‏ (30.6 كيلوبايت, المشاهدات 211)
رد مع اقتباس
  #173  
قديم 28/08/2010, 13h11
الصورة الرمزية عامر الدليمي
عامر الدليمي عامر الدليمي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:58917
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: اختر جنسيتك
الإقامة: العراق
المشاركات: 165
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي الفرضي مشاهدة المشاركة


الاخوة الاعزاء
السلام عليكم

الاسر الفنية وتأثيرها على الفن



منذ بداية ظهور السينما في مصر وهي البلد العربي الذي اعتبر هو السباق في الانتاج السينمائي او التلفزيوني او المسرحي او الموسيقي وبدون منازع وهذه مسألة لايختلف عليها اثنان ولنأخذ الظاهرة الاسرية الموجودة في هذا الميدان ,
فنجد عائلة ذو الفقار فهناك محمود ذو الفقار وصلاح ذو الفقار .

وكذا عائلة سرحان هناك محسن سرحان وشكري سرحان .

اما فزيد شوقي فزوجته المطربة الممثلة هدى سلطان وانجبا الفنانة الشابة رانيا شرقي .

كما ان المطرب عبد الحليم حافظ الذي بالاساس اسمه الحقيقي عبد الحليم شبانة له شقيق ومطرب ايضا واسماعيل شبانه .

وسعاد حسني ونجاة الصغيرة الشقيقتان أبنتي الخطاط السوري المشهور حسني البابا .

اما فؤاد المهندس فزوجته شويكار التي هي تركية الاصل أسمها الحقيقي( شويكار طوب صقال ) .

والقائمة تطول اما على الصعيد العالمي فلا اذكر سوى اسم واحد وهو ( مايكل دوكلاس ) وهو ابن ( كيرك دوكلاس ) .

قد تفوتني بعض الاسماء عربيا وعالميا الان الموضوع اصبح واضحا واذا ماتحدثنا عن الاسر الفنية في العراق فنجد ان هذه الظاهرة موجودة وبشكل مكثف فاول اسرة فنية ترتسم امامنا هي اسرة الفنان الرائد طه سالم فهو المؤلف والممثل وابنته الدكتورة شذى سالم وكذا الفنانة الابنة الثانية هي سهى سالم وابنه فائز طه سالم .

وعائلة اخرى وهي عائلة العقيدي فالاب هو شكري العقيدي ممثلا رائدا وشقيقه فخري العقيدي مخرجا وممثلا وابنته سوسن شكري والموسيقي ( فخري حكمت ) وابنه الفنان الشاب احمد شكري والفنان فخري العقيدي كان متزوجا من الفنانة غزوة الخالدي الذي انجبا الفنانة ومقدمة البرامج الرائعة داليا العقيدي .

اما فاطمة الربيعي هي شقيقة الفنانة زهرة الربيعي وفاطمة كانت زوجة المخرج محمد شكري جميل والفنانة زهرة كانت زوجة الكاتب عبد الجبار حسن وانجبا الفنانة الشابة دزدمونة وعطيل . وذا عدنا الى الوراء قليلا فان ناظم الغزالي هو زوج الفنانة الرائدةسليمة مراد .

وان الفنانة مائدة نزهت ( المعتزلة حاليا ) وهي الان ( الحاجة مائدة نزهت ) فهي زوجة الملحن سمير بغدادي ( وديع خونده ) .

والفنان عزيز خيون هو زوج الفنانة د. عواطف نعيم وشقيقتها اقبال نعيم وهي زوجة الدكتور هيثم عبد الرزاق .

ونتذكر في هذا المنوال فؤاد سالم فقد كانت زوجة الراحلة ( مي جمال ) وانجبا ابنتهم الفنانة ( نغم فؤاد ) .

اما الفنانة مي اكرم فهي زوجة وحيد سعد شقيق الفنانين ناظم سعد وعلاء سعد.

وهناك عائلة التميمي فالوالد هو الراحل طعمه التميمي وله اولاد ثلاثة لايزالون مستمرين بالعطاء فابنه الكبير محمد طعمه والمخرج فارس طعمه واصغرهم احمد طعمه.

وعائلة فنية اخرى فهي عائلة ( الشندي ) فالفنانة الام هي فوزية الشندي وبنتاها هديل كامل زوجة الدكتور رياض شهيد (انفصلا ) والكبيرة هند كامل وهي زوجة الفنان الكبير فيصل الياسري .

والفنان سامي عبد الحميد فهو زوج الفنانة فوزية عارف .

والفنان قاسم الملاك ادخل ابنه علي على الملاك فهو الشاب علي قاسم .

والمخرجة منتهى محمد رحيم هي زوجة الفنان المغترب حمودي الحارثي .

وبدري حسون فريد الفنان المغترب هو زوج المبدعة ابتسام فريد ( المغازجي ) .

والفنانة هناء محمد كانت زوجة المخرج الاذاعي صبري الرماحي ( في الامارات حاليا ) .

والمخرج الممثل وجدي العاني هو زوج الفنانة هناء عبد القادر ( مغتربان ) .

والراحل عزيز عبد الصاحب هو والد الفنان الشاب سعد عزيز .

والفنانة اميرة جواد كانت زوجة الفنان ( المقعد حاليا ) صبحي العزاوي .

وكريم عواد شقيق مكي عواد .

واما المخرج التلفزيوني والسينمائي نزار شهيد الفدعم فهو كان متزوجا من المذيعة ميسون البياتي .

ونعود ونقول القائمة تطول وهنالك سؤال يتبادر الى الاذهان هل ياترى كانت هذه الاسر لها تأثير ايجابي ام سلبي على مسيرة الفن في العراق .

و الجواب يتحمل الاحتمالين فان الجانب الايجابي هو مدى التفاهم الاسري الفني لغرض تقديم ما هو افضل اما الاحتمال الاخر في هذا الموضوع هو تاثير المحسوبية على نوعية العمل فلربما يكون صاحب الشأن مخرجا او مديرا فنيا ويقرب الاقربون من باب الاولى بالمعروف وبهذا يكون على حساب النوعية التي تقدم الى الجمهور … وهذا هو الرأي الذي يقبل الطعن والمناقشة .

منقول بتصرف

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الاستاذ قصي المحترم
زهرة الربيعي ارملة الفنان الراحل المبدع هاني هاني وانعام الربيعي ولاعلاقة لها بفاطمة وزهرة سوى تشابه الالقاب هي زوجة عبد الجبار حسن ووالدة دزدمونة وعطيل وتقبلوا تحياتي
رد مع اقتباس
  #174  
قديم 28/08/2010, 16h40
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخ العزيز عامر الدليمي
السلام عليكم

شكرا لهذه الملاحظات والتصحيحات حول الموضوع واعتقد ان اختلاطا بالاسماء قد حدث بالنسبة للفنانة انعام الربيعي من المصدر . اما الفنانة زهرة الربيعي وزوجها الراحل هاني هاني فقد ذكرها الاستاذ فاضل الخالد مشكورا في مشاركته تعقيبا على نفس الموضوع .
ولك خالص شكري وتقديري على اهتمامك ومتابعة ماينشر .

تحياتي ...
قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس
  #175  
قديم 01/09/2010, 17h36
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء


السلام عليكم



المذيعة الرائدة گلادس يوسف











لايمكن لأحد أن يذكر مؤسسة الإذاعة والتلفزيون العراقية دون ان يمرَّ على إسم المذيعة القديرة كَلادس يوسف التي حجزت لنفسها مقعداً في مقدم صفوف المذيعات والمذيعين العراقيين وتربعت على هذه القمة لنحو 40 عاما .


فكانت مذيعة الأخبار المحترفة، ومقدمة البرامج التلفزيونية، التي ما أن تطل من الشاشة الفضية حتى يهرع المشاهدون لمتابعة برامجها الناجحة. وكان العديد من المتابعين يراهنون على عدم وقوعها في أي خطأ لغوي، أو حتى غلطة لفظية ويكسب المتراهنون الرهان على تألقها.

وهي فوق كل ذلك كانت موظفة جادة وملتزمة في عملها. فنالت على هذا الإلتزام إحترام جميع مسؤوليها، سواء في مجال عملها الإعلامي، أو التعليمي، الذي برعت فيه أيضاً.


قبل اربعة وخمسين عاماً بالضبط،اي عام 1956 جاءت ( المُعلمَة ) گلادس يوسف مع صديقتها الى الإذاعة، ولم يكن في بالها قط أن زيارتها هذه ستجعلها واحدة من أهم المذيعات العراقيات.

لم يخطر ببالها إنها ستتخلى عن مهنة التعليم وتنتسب لااسرة الإذاعة والتلفزيون، إذ ما أن دخلت گلادس مع صديقتها دار الإذاعة حتى وجدت نفسها في إختبار المذيعات دون أن تدري، ومن أول جملة مكتوبة قرأتها بنجاح، وضعت توقيعها على ( عريضة ) العمل في الإذاعة، لتصبح بعد لحظات مذيعة (رسمياً)، وتأخذ راتباً إسبوعياً قدره خمسة دنانير(وهو راتب كبير آنذاك) .

هذه قصة دخول المذيعة القديرة، أو (الكروان) كما يسميها الجمهورالعراقي گلادس يوسف الى الإذاعة العراقية كما روتها حيث تحدثت عن سنين حياتها المليئة بالجد والعمل والمثابرة، ولم تبخل مذيعتنا الكبيرة، فقد حكت عن الإذاعة العراقية منذ أن دخلتها في أيلول عام 1956 وأبرزالمذيعين فيها آنذاك، وأهم الشخصيات التي أعجبتها، كما تحدثت عن برامج الأعياد، وكيف كانت تأتي الى الإذاعة منذ خيوط الفجر الأولى لصبيحة العيد، لكي تشارك - وهي المسيحية - أخوتها المسلمين العراقيين فرحة العيد، ولتعمل أيضاً بدلاً عن زملائها المذيعين المسلمين، فتستفتح البث بتغريد ( البلبل) الذي إعتاد على سماعه العراقيون من الإذاعة كل صباح، ثم الإنتقال الى المسجد لنقل صلاة العيد، بعد ذلك تواصل تقديم البرامج البهيجة الأخرى.


كما تحدثت السيدة گلادس عن قصة هذا (البلبل) وكيف أصبح ماركة عراقية مسجلة إذ أن الإذاعة العراقية هي الإذاعة الوحيدة التي تبدأ بثها بصوت البلبل .

تعيش السيدة گلادس يوسف في الولايات المتحدة الأمريكية منذ خمسة عشر عاماً . وتمتلك السيدة كلادس ذاكرة متقدة، فهي تتحدث عن تأريخ مرَّ عليه أكثرمن نصف قرن وكأنه حدث أمس بخاصة عندما تتحدث عن العلامة الخالد مصطفى جواد ( صاحب البرنامج الشهير قل ولاتقل) فتستذكر بعضاً من سيرته اللغوية الباهرة، أو عن الفنان الكبير ناظم الغزالي وأريحيته ولطفه وكيف كان يحمل الحلويات في العيد، ليقدمها بيده - وهو النجم الكبير- الى العاملين في الإذاعة .

أوعندما تتحدث عن الفنانة الجميلة والكريمة عفيفة إسكندر وكرمها الذي تضرب به الأمثال وكيف كانت تمرعلى غرف الإذاعة واحدة واحدة لتوزع العيديات على أفراد الشرطة والحراس والعمال والمذيعين وكذلك الموظفين والموسيقيين وأغلب العاملين في الإذاعة ، وقصة (الچلو) الذي إشترته الفنانة عفيفة الى الفنان الراحل خزعل مهدي ..

وتستذكر السيدة كَلادس لحظات الفرح والحزن التي واجهتها خلال هذه السنين الطويلة، وتتحدثت عن زملائها المذيعات والمذيعين، فتقول عن المذيعة أمل المدرس: بانها أفضل من عملت معها، ولم تنس السيدة كلادس في حديثها التطرق بحب وإحترام الى شخصيات فكرية وثقافية، وذكرت العديد منهم، لاسيما العلامة مصطفى جواد. أما عن الشخصيات السياسية والحكومية التي ألتقتهم، فتفرد للزعيم عبد الكريم قاسم موقعا خاصا في حديثها هذا، وتصفه بالإنسان البسيط، والمتواضع، والطيب .

كما روت السيدة كلادس عن إنقلاب 8شباط1963 ، وإقتحام الإنقلابيين لمبنى الإذاعة في صبيحة 14 رمضان، دون أن تنسى لحظات الخوف التي مرت بها، ما دفع بصالح مهدي عماش "أحد قادة الإنقلاب" الى أن يحاول تطييب خاطرها بسؤالها: خو مو خايفة !!


ثم أختتمت السيدة گلادس يوسف حديثها الممتع بمفارقة لطيفة عن ذلك المذيع الجديد، الذي أراد أن يقدَّم أغنية الفنان المصري محمد عبد المطلب - إسأل مرَّه عليَّه - فقدمها بإرتباك - إسأل مرَه عَليه - فأصبح نكتة المذيعين في حينها .

نتمنى للمذيعتنا العزيزة موفور الصحة والعافية والعمر المديد .

منقول بتصرف ...

تحياتي ...
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg كلادس يوسف.jpg‏ (12.0 كيلوبايت, المشاهدات 205)
رد مع اقتباس
  #176  
قديم 02/09/2010, 18h07
الصورة الرمزية فاضل الخالد
فاضل الخالد فاضل الخالد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:457466
 
تاريخ التسجيل: août 2009
الجنسية: عراقية-سويدية
الإقامة: السويد
المشاركات: 592
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

خزعل مهدي ........ خزعل فاضل
___________________
في الموضوع التراثي الفني الذي دبجه قلم الاستاذ قصي الفرضي عن المذيعة المتالقة السيدة( گلاديس يوسف)
وهي تروي ذكرياتها عن عملها في اذاعة وتلفزيون بغداد لاكثر من عقدين من السنين ذكرت فيما ذكرته من حكايات فنية ممتعة عن ذلك الزمن الجميل من ان الفنانةالكبيرة( عفيفة اسكندر) قد اهدت (آلة چلو) الى العازف على تلك الآلة الفنان( خزعل مهدي)
وفي مثبت شعراء وكتاب الاغنية العراقية ذكر الاستاذ الفاضل( نور عسكر) في اغناءه لموضوع الفنان خزعل مهدي ككاتب اغانٍ متميز والذي كتبته الاستاذة (علياء ) عنه في المثبت المذكو حيث ذكر الاستاذ نور( من ان الفنان خزعل مهدي كان عازف لآلة الچلو فی الفرقة الموسيقية لا ذاعة بغداد ) ويبدو انه قد حصل خلط والتباس بين اسم( خزعل مهدي) الذي هو ملحن وكاتب لاغان جاء ذكرها في حينه وبين اسم الفنان (خزعل فاضل )عازف آلة الچلو المعروف
ومن اشهرما كتب الفنان خزعل مهدي لاخته الفنانة( هناء ) الاغنية الصباحية التي طالما استمعنا لها في صباحات بغداد الجميلة الماضية مطلعها :
خير بشرة سعادة وخير
گلي حبيبي صباح الخير
عطف عليً ومال
وجدد الآمال
من فرحتي راح اطير
ويه الهوا والطير
وقد بدأ حياته في القاء المنلوجات في اوآخر الاربعينات ومن ثم اتجه الى التأليف والتلحين واعتقد لم يكن عازفا متخصصا لآلة موسيقية معينة
اما الاسم المنسي حقاً هو الفنان الذي يشترك بالاسم الاول مع الفنان خزعل مهدي واعني به عازف آلة الچلو الفنان( خزعل فاضل) عضو فرقة الاذاعة الموسيقية بالاضافة الى قيامه بتلحين بعض الاغاني منها الاغنية المشهورة في الخمسينات( لفرقة الانشاد) ومن كلمات الشاعر الغنائي الكبير( سيف الدين ولائي) والتي كنا نرددها في سفراتنا الجامعية في تلك الايام
وهي اغنية
حنة حنة بايدها حنة بايديها
كل الحبايب هلهلت فرحانه بيها
تاج الحسن فوگ الشعر لايگ عليها
حنة حنة بايدها حنة بايديها
كما ذكر الاستاذ الفنان (حسين الاعظمي) في كتابه عن الغناء العراقي وفي موضوع الفنانة الكبيرة( مائدة نزهت ) من ان الفنان( خزعل فاضل) قد لحن لها اغنية
تجونه لو نجيكم لو احنة نجيكم
تعالوا ياحبايب هله بيكم
ومن المعلومات الطريفة التي ذكرها الفنان وعازف القانون المشهور الاستاذ( سالم حسين) في مقابلة منشورة على احد المواقع وذلك حينما شكل اول فرقة موسيقية عام 1945فأن الفرقة قد استأجرت محل الحلاقة الذي يمتلكه (خزعل فاضل) في محلة الفضل ببغداد ليكون محلا لتدريبها وتشغله عصرا ومنها ارتبط خزعل فاضل بالفن والعزف على الآلات الموسيقية حيث انه كان هاوٍ للعزف الموسيقي
رد مع اقتباس
  #177  
قديم 05/09/2010, 04h17
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاستاذ الفاضل فاضل الخالد
السلام عليكم

شكرا جزيلا لهذه الايضاحات والمداخلات الجميلة بقلمك الرائع الاصيل والتي تزيد المواضيع رونقا وبهاءا وتحلق بنا عاليا في اجواء الماضي الجميل والذي ذهب بحسرة تلك الايام الذهبية من تاريخ العراق الفني والثقافي .

موضوع الراحلان خزعل مهدي وخزعل فاضل قد التبس بتشابه الاسماء والمهنة كما ذكرت الا ان موضوع اهداء الفنانة عفيفة اسكندر الة الجلو للملحن خزعل مهدي قد ذكر في اكثر من قصة ومن ذكريات . ومع الاسف اننا لم نعايش تلك الفترة الجميلة من الزمن الاصيل لنطلع على تفاصيل الاحداث ويبقى الامر مجرد كتابات قد يكون بعضها غير دقيق .

تحياتي لك وللاخ العزيز نور عسكر على متابعة ماينشر من مواضيع التراث العراقي الاصيل وابداء الملاحظات والتعليقات القيمة بخصوصه .

قصي الفرضي / العراق
بغداد
رد مع اقتباس
  #178  
قديم 10/09/2010, 21h29
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عيكم



كسلات بغدادية








لقد اعتاد البغداديون الاحتفال بعد عيدي الفطر والاضحى مباشرة في يوم الجمعة التي تأتي بعدالعيد مباشرة حيث تنطلق الكسلات في عدة اماكن فهنالك كسلة (مريم بنت عمران) في كرادة مريم وكسلة (سيد ادريس) في الكرادة الشرقية وكسلة (باب الشيخ) قرب مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني وكسلة (حبيب العجمي ) قرب ثانويةالكرخ وكسلة (الشيخ جنيد) وكسلة (محمد السكران) في الصليخ وكسلة (الكاظمية) وكسلة (ابي رابعة) في الاعظمية .

وهذه الكسلات كان يقودها اهل بغداد من صوبي الرصافة والكرخ وبخاصة محلات الرصافة من بغداد والمشهورة كبني سعيد والفضل وقنبر علي وباب الشيخ .

وهنالك كانت تقام الحفلات التي يقيمها قراء المربعات والمقام العراقي كما تقام حفلات رقص الجوبي والساس .

والكسلات الكبيرة كان يطلق عليها اسم (الهلاي) في لغة اهل بغداد وهي طقوس دينية قديمة ترتبط باحياء معركة (القادسية الاولى) التي انتصر فيها العرب على الفرس .




ففي موسم الربيع تستعد محلات بغداد لجمع المؤنة والخيام والاعلام كما تحمل البنادق ويسبق المواكب حاملي الدمامات حيث يمر الجميع من امام قبر الصحابي الجليل حذيفة اليماني وعبد الله الانصاري ويستقر الجميع تحت طاق كسرى في منطقة المدائن (سلمان باك) فتتقدم الهوسات العكيلية اولا مثل (عز وزود وناموس النه ) وفي الهلاي تتقدم المربعات الشعبية التي يتصدرها عباس الاعرج الذي اشتهر بهذا المربع :

خوش جمعية اوخوش احباب *** جرح البكلبي ماطاب

كما كان محمد الحداد يقدم مربعاته ايضا مثل

ابشر يزاير سلمان
ابشر يزاير بالهنه *** زوار او تتونس كل سنه
احلف وحك مكه ومنه *** ليزورة يرجع فرحان

كما كان يقدم المربعات ايضا المرحوم محمد العاشق ومحمد ابن المحمجية وفاضل رشيد ويذكر ايضا ان المرحومة زهور حسين كانت تحي الحفلات هناك وهذه المهرجانات كانت تستمر لاايام عديدة وخصوصا اذا كان الجو صحوا او ربيعيا .

واشهر مربع كان يقرأ انذاك هو المايزورة السلمان عمرة خسارة وقد غنت المطربة عفيفة اسكندر هذا المربع في اغنية حملت اسمه .






هذه كانت اجدى الطقوس الفنية البغدادية الاصيلة للترويح عن النفس والاحتفال والتجمع وكان البغداديون يتوافدون الى سلمان باك حيث ضريح الصحابي الجليل سلمان الفارسي ويقومون باداء الزيارة للضريح ومن ثم الاحتفال تحت طاق كسرى .

لقد انقرضت هذه الطقوس الجميلة ولم تعد تستهوي الناس لتغير نمط الحياة ومشاغل الدنيا على الرغم من توفر وسائل النقل السريعة والمريحة في الانتقال وكان الناس قديما يعانون الامرين في الذهاب والاياب الى الكسلات لصعوبة التنقل وعدم توفر الوسائل السريعة والمريحة لها ومع هذا كانو يذهبون وباعداد كبيرة ويبيتون لاأيام وليالي ويتسامرون ويقضون اوقاتا جميلة وممتعة .

رحم الله ذلك الزمان فقد كان جميلا ورائعا واصيلا رغم بساطته .

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg Picture4.jpg‏ (15.8 كيلوبايت, المشاهدات 181)
نوع الملف: jpg كسلة 1.JPG‏ (92.5 كيلوبايت, المشاهدات 182)
نوع الملف: jpg كسلة 2.JPG‏ (68.2 كيلوبايت, المشاهدات 183)

التعديل الأخير تم بواسطة : قصي الفرضي بتاريخ 10/09/2010 الساعة 23h04
رد مع اقتباس
  #179  
قديم 26/09/2010, 22h30
الصورة الرمزية نور عسكر
نور عسكر نور عسكر غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:348516
 
تاريخ التسجيل: décembre 2008
الجنسية: .
الإقامة: .
المشاركات: 14,772
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الشاعر والكاتب والباحث العراقي الاستاذ( خالص عزمي)
---------------------------------------
الأخ والأستاذ فاضل الخالد المحترم
الأخوان الأعزاء

أطل عليك من جديد اخي الفاضل وأحييك على موضوع "قد حلا نظمي ورق الغزلُ ,ولأهميته من ناحية لغوية وكيف كان تعامل المثقفين والشعراء والأدباء والفنانين مع كلمات الأغاني باللغة العربية الفصحى وكيفية نطقها ومناسبتها مع المعنى العام للأغنية.
قبل بضعة أشهر كانت مطربة عراقية تؤدي أغنية ناظم الغزالي ( أي شيءِ في العيد أهدي اليك) ولفظتها (أي شيءٌ !!) ويمكن عبرت على الجمهور في الأستوديو,وغيرها من الجهل التام تقريباً في هذه الأمور الفنية والتمكن من اللفظ الصحيح , ورحم الله العلامة الدكتور مصطفى جواد ,وبرنامجه الأذاعي الشهير (قل ولاتقل) ,قل ( مُتحِف ) ولاتقل (مّتحف) وهكذا .في أذاعة بغداد سابقاً كانت هناك تعليمات تنص ,اذا أخطأ المذيع أو المذيعة في لفظ كلمة ما ,من ناحية القواعد فأنه يغرم أو تغرم ب(ربع دينار) عن كلمة لفظت خطأ , وينقص من الراتب الشهري!! وهكذا ,لذا كان المذيعين والمذيعات يحرصون جداً في هذا الجانب والذي كنا نتلمس حرصهم من خلال أذعتهم لنشرات الأخبار والبرامج المتنوعة , علاوة لأصواتهم الرخيمة الجميلة والتي كانت تدخل مسامعنا بكل رقة وأرتياح.
وأعود الى مقالتك القيمة عن الأستاذ الباحث والكاتب خالص عزمي , وله مساهمات أيضاً في الأذاعة برنامج (نوابغ الفكر) ,وكذلك ألف ( كاد المعلم ) وغيرها.
والأستاذ خالص عزمي من المؤسسين لجريدة بغداد أوبزرفر ( Baghdad Observer ) في العام 1964 الى 1967 والتي صدرت عن المؤسسة العامة للصحافة والطباعة ,وقبلها كانت جريدة بغداد نيوز , وأخي الأكبر مني قد عمل محرراً في جريدة بغداد أوبزرفر منذ آواخر الستينات وحتى منتصف السبعينات , تحياتي وتقديري ولما تنشره من مواضيع ذات قيمة فنية وثقافية لزيادة معرفتنا وتحفيز ذاكرتنا هنا وهناك وشكراً .
رد مع اقتباس
  #180  
قديم 03/10/2010, 19h47
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم


الفنان عباس جميل


عميد الاغنية البغدادية





الفنان عباس جميل وولده فيصل الذي سار على نهجه



عرف عن الفنان عباس جميل، اضافة الى حلاوة الصوت، وموهبة الابداع في مجال الموسيقى والتلحين ،بحلاوة المجلس، وطلاوة الحديث وسرعة البديهة ولطافة النكتة، وحفظ الشعر، فذاكرة ابي طارق شريط حافل يحفظ لمسيرته الفنية المعطاء كل دقائقها، حلوها ومرها ، سعيدها ومؤلمها.


البداية والمدرسة الاولى
يروي الفنان عباس جميل:
قبلت في السادسة عشرة من عمري طالبا في مدرسة ضباط الصف المهذبين بعد النجاح من المرحلة الابتدائية في الكلية العسكرية حيث تخصصت مدربا على الاسلحة والرياضة العنيفة..وكان الفن وقتها يسري في دمي..
وقد قضيت في الكلية العسكرية اجمل سني عمري من عامي 1941-1956 وأني لاعتز كل الاعتزاز بتلك الفترة من حياتي وافخر بها كل الفخر..لانني دربت العديد من الدورات التي خرجت ضباطا ممتازين..
وقد كان الجيش مدرسة ضخمة بالنسبة لي وبالنسبة للكثير ممن عرفتهم، لانها تخلق رجال اشداء، لايهابون الموت، يحملون نفوس ابية شامخة، وقلوبا رحيمة رؤوفا، وثقافة اجتماعية وعلمية، سواء من خلال الدروس او الالتقاء بالتلاميذ الذين قد تختلف ميلوهم وهواياتهم بالنسبة للعلم والثقافة والادب والشعر، ولكنهم يلتقون في نقطة اساسية مهمة هي "حب الوطن" ومن طريف ما اذكره في هذه العجالة، انني عوقبت بخمسة ايام قطع راتب..لانني كنت اعزف ذات مرة،وفي وقت الاستراحة على الة العود فسمع امر الكلية صوت العود.. وعاقبني وكانت رتبتي في ذلك الوقت رئيس عرفاء سرية!


روح الشهيد
ويسترسل الفنان عباس جميل في حديثه عن بداياته الفنية قائلا:
في عام 1948 كانت بداياتي مع الفن حيث توجه الجيش العراقي الى فلسطين للقتال ، وقد شكلت وقتها فرقة للترفيه عن الجيش وباشراف ضباط كان من بينهم الضابط المتقاعد "منير الذويب" الذي عمل محاميا فيما بعد، حيث كتب لي اول اغنية وطنية تذاع عن الجندي، وبعنوان "روح الشهيد" والتي مطلعها:

"انا لم ازل حيا اشارككم فما هذي الدموع
وعلام هذا الحزن قد ضمت سادرة الضلوع
لم السواد؟! لم البخور، لم الدموع لم الشموع
انا مثلكم لاينثني عزمي فيطويني الخنوع".

ولقد تعاطفت الجماهير المتأججة المشاعر وقتها مع الاغنية، وكانت تغني في سوح المعارك في فلسطين.
ومن هنا وجدت اشياء كثيرة يجب علي تحقيقها وكان في مقدمة هذه الاشياء واقربها الى روحي "الفن الموسيقي" والذي هو برأيي يلعب دورا كبيرا في تأجيج الروح الوطنية لابناء الشعب وتأجيج حماسة الجندي في ساحات القتال.
فبدأت ادرس الموسيقى دراسة علمية على يد الاستاذ "روحي الخماش" وعلى مدى سنتين ، تعلمت فيها اصول كتابة النوتة الموسيقية واصول العزف على الة العود.
ثم تتلمذت بعد ذلك على ابرز مدرسي المقامات العراقية في بغداد هما الاستاذان حسن خيوكة وعبد الهادي البياتي.


مرحلة التلحين
اتجهت بعد ذلك الى مرحلة التلحين للاغنية العراقية التي كانت "تلوب" وقتها تحت الردح الموسيقي القديم، "اي الايقاع الثقيل" فلحنت اول اغنية "كتجربة" للفنانة الراحلة زهور حسين وكان مطلعها:
"اخاف احجي وعلي الناس يكلون شيكولون".
فانتشرت هذه الاغنية انتشارا واسعا، وحققت نجاحا شعبيا، وذلك لخفة ايقاعها ، وسرعة فهم الكلام المصحوب مع الموسيقى العراقية الاصيلة.
ومع ذلك، فقد وجدت في نفسي حاجة الى نهل الكثير من مناهل الفن في مجال الموسيقى وان اكون ملما بشؤون الموسيقى على وجه العموم.
فدخلت معهد الفنون الجميلة للسنة الدراسية "1950- 1951" فدرست على يد الاستاذ سلمان شكر سنة واحدة، وعلى يد الاستاذ منير بشير، لان الدراسة كانت وقتها في المعهد سبع سنوات..فتخرجت بدرجة شرف..وعينت معلما للنشيد في احدى المدارس الابتدائية.
في هذه المرحلة بدأت التلحين، بعد نجاح التجربة الاولى وكنت الحن اغنية التي تتوفر فيها شروط النغمة العراقية الاصيلة....
فلحنت لزهور حسين اغاني كثيرة هي:
غريبة من بعد عينج يايمه
جيت يا اهل الهوى
يم عيون حراكة
اني اللي اريد احجي
كما ولحنت اغنية "جاوين اهلنه" للفنانة وحيدة خليل وكذلك اغنية "على بالي ابد ما جان فركاك".
و"عين بعين على الشاطئ تلاكينه".
ولحنت لسليمة مراد اغنية ، "يايمه ثاري هواي" اما عفيفة اسكندر ، فقد لحنت لها:
"على عنادك"
لا تمشي ورى اللي يضحكك".
وكانت اول تجربة لي في مجال تلحين الاغنية الريفية، هي اغنية لداخل حسن عنوانها:
"يا طبيب صواب دلالي كلف لا تلجمه بحطة السماعة".
لقد اهتتمت وانا الحن هذه الاغاني الخروج بالاغنية العراقية بالصيغة الفنية الصحيحة لها، واول صوت اعتمدت عليه في ذلك هو صوت المطربة الراحلة "زهور حسين".

اما وحيدة خليل فان صوتها يمثل الاغنية الريفية الصحيحة، فيما يمثل صوت سليمة مراد اللهجة البغدادية الاصيلة..

و تمثلت اغاني "عفيفة" بالظل الغنائي الخفيف، وكان له وقع في قلوب الناس.

ثم يعرج الفنان عباس جميل في حديثه عن المطربة مائدة نزهت فيقول: في بداية عام 1954 شدني صوت المطربة مائدة فلحنت لها اول اغانيها للسينما في فلم "الدكتور حسن" حيث حققت نجاحا كبيرا وبشكل سريع للغاية، وكانت الاغنية:
"جاني من حسن مكتوب وياها الفرح مصحوب".
وقتها لم تكن مائدة قد قدمت اغاني من الاذاعة فسبقني في استخدام صوتها للاذاعة احمد الخليل، حيث لحن لها اغنية "اصيحن اه والتوبة" لكنني سرعان ما لحنت لها اغنية تختلف في طريقتها عن الطريقة التي لحن فيها "احمد الخليل" فكانت اغنية "ياكاتم الاسرار" وقد وضع كلماتها علي جلال وقد لحنت الاغنية من مقام مشتق من مقام السيكاه وكان جديدا على صوتها ، فأدته بشكل رائع ، ثم لحنت لها فيما بعد
العيون
وحلم اخضر..
واغنية وطنية عن الحرب العراقية الايرانية..
وكذلك اغنية يا عراقي..

الفنان يحترم نفسه
يحدثنا الفنان عباس جميل عن ايامه الاولى عن فترة الخمسينيات وكيف كان الناس ينظرون للفنان , كان الفن يحترمه الفنانون فقط،
فكنا لانجد من يقول هذا الفنان "فلان" او المطرب "فلان" او الملحن" فلان" حتى كلمة "التلحين" لم تكن كلمة يتعارف عليها احد.
فعندما كانت الاغنية تذاع حية لايذكر المذيع اسم الملحن "اللهم" الا اذا كان صاحبه أو....ان يضغط عليه الملحن "بالقوة".

ليس هذا فقط ... عندما كان الملحن يقدم لحنه للاذاعة ، يسأل عن اسم المطربة التي ستغني اللحن تاركين كل الامور الاخرى التي تضمن نجاح الاغنية للمكانة التي تتمتع بها المطربة، حينهاكانت المطربة كل شيء في المسألة اما الملحن فلم يكن يتمكن حتى من اخذ الجزء القليل من حقه كحق ادبي على الاقل .

التحول
وبعد عام 1958 والحديث للفنان عباس جميل، بدأ التحول الغنائي والموسيقي من الاغنية العاطفية الى الاغنية الوطنية التي كان الملحن العراقي لايمتلك تجربة فيها..
لقد قلت لشاعر غنائي: ماذا تقول ونحن في صبيحة الثورة .
قال: ماذا اقول!!
قلت وبعد ان اذهلني جوابه:
"صوت الشعب يا جيشنا يناديك ذخر للعرب الله يخليك".
فقدمت الاغنية ، ثم كتب لي الشاعر علي جلال اغنية "فتحنا باب الحرية"واستمررت في تلحين الاغاني الوطنية الا انني فوجئت في 6 كانون الاول عام 1958 برفض اغنية "صوت الشعب" وحوسبت عليها ، فتوقفت عن تلحين مثل تلك الاغاني في ظرف كان يستحق ان اتوقف فيه .
فاخذت افكر في عطاء جديد تتحكم فيه الانغام المتعددة والتوزيع الهارموني، فتطرقت الى الاغنية الموزعة وكانت في مقدمة هذه الاغاني اغنية "جا وين اهلنه" التي وزعها الدكتور الجيكي "كوبتسا" ووجدت في هذا التوزيع الجديد، وهذا الخط الجديد، انه ذو تأثير لدى جمهور المستمعين..فسرت على هذا الاتجاه وكنت احث اخواني الملحنين للسير في هذا الخط الموسيقي الذي يرفع من مستوى التذوق الى درجة احسن ..ومن بعدها قمت بسفرات الى كل من مصر والجزائر وتونس والبحرين والكويت وشمال افريقيا وكذلك جيكوسلوفاكيا والمانيا ولندن وقدمت العشرات من الاعمال لاذاعتها..
كما زرت بلدان الخليج العربي ووضعت اكثر من 80 اغنية باصوات المطربات العراقيات وكانت في مقدمتهن لميعة توفيق..وغادة سالم، هناء، انوار عبد الوهاب، مائدة نزهت، وعفيفة اسكندر.

اما بالنسبة للاعمال التي قمت بها فنيا فقد كلفني الاستاذ منير بشير بتقديم محاضرات عن خصائص الموسيقى العراقية والحفاظ على التراث العراقي وقد القيت هذه المحاضرات في نادي جمعية الموسيقيين العراقيين وتوصلنا الى نتائج جيدة منها ضبط الاسماء العراقية في الموسيقى، وتقريب المصطلحات الى المستمع العراقي والعربي.
وفي اذاعة بغداد قمت بتقديم ثلاثين حلقة بعنوان "حياة فنان" وهي عبارة عن دراسة لاشهر المغنين والموسيقيين العراقيين امثال الاستاذ محمد القبانجي وعبد الامير الطويرجاوي، وحسن داود، وحسن خيوكة..وهناك اعمال كثيرة اخرى لايسع المجال لذكرها الان..

مفارقات:
في حياة كل انسان مفارقات لاتعد ولاتحصى، فعسى ان يكون لنا في هذا اللقاء حصة منها، وقبل ان تحدثنا عن بعضها، هل تحدثنا عن سر تلحينك "للمطربات" دون المطربين؟!
فيضحك ابو طارق ويقول: بصراحة كان اغلب المطربين يلحنون لانفسهم...احمد الخليل يلحن لنفسه..ويحيى حمدي ومحمد عبد المحسن ومحمد كريم يلحنون لانفسهم ايضا...وهذا ما جعلني الحن للمطربات ، وقد عانى الجميع بعد افتتاح محطة التلفزيون فان ادارة المحطة كانت تفضل الجنس الناعم على الجنس الخشن، وهكذا كانت الحاني تذاع من التلفزيون عدة مرات كل يوم من خلال اغاني بعض المطربات بينما "الجماعة" تذاع اغانيهم من الاذاعة!

واذا كنت تريد بعض المفارقات فأقول:
ذات مرة كنت في احد البلدان العربيةوقد طلب مني ان اسجل اغنية في صباح اليوم التالي فوافقت وفي الليلة نفسها عثرت ووقعت فانكسر السن الامامي في فكي، فراجعت طبيبا لكي يضع سنا اصطناعيا لي، لانه لايجوز ان اظهر على شاشة التلفزيون وسني مكسور..وبعد ان ركب الطبيب السن الاصطناعي ، اخذ اجرا قدره خمسون دينارا عراقيا وذهبت الى استوديو التلفزيون وسجلت الاغنية في الموعد المحدد...
وبعد ان خرجت سلموني اجور تسجيل الاغنية وكان قدره خمسون ديناراعراقيا!!

وذات مرة دعيت لاحياء حفلة عيد ميلاد..وعندما حضرت الحفل..كان المكان يغط بجمهور غفير، والبذخ على اوجه..قدمنا بعض الاغاني وخلال فترة الاستراحة..سألت عيد ميلاد من هذا العيد الذي ازدحمت العوائل فيه هذا الازدحام وبلغ البذخ فيه ما لم اره من قبل في اعياد مماثلة..فسألت احدهم: اين المحروس الذي تحتفلون بعيد ميلاده؟!
وهنا رمقني الرجل بنظرة غريبة وقال:الم تر صورته على علب واغلفة الجكليت؟! قلت: لا والله لم انتبه..
فذهب الرجل وجاءني بجكليته فرأ يت على الغلاف "صورة كلب"..
فدهشت وقلت له: هذه صورة كلب؟! قال: نعم فاليوم هي ذكرى عيد ميلاده الثالث ولقد احتفلت به السيدة صاحبته لانها تحبه كثيراً! ومن يومها لم احضر حفل عيد ميلاد احد، من الذين لا اعرفهم خوفا ان يطلع مثل ما طلع!!


واذكر ايضا انني بعد ان لحنت اغنية "غريبة من بعد عينج يايمه عام 1956" لزهور حسين ، تقرر تقديمها من الاذاعة وعلى الهواء وكنت اقود الفرقة الموسيقية، لم تكن زهور قد حفظت الاغنية جيدا..فسجلتها على الورقة وامسكت الورقة بيدها ،وعندما بدأت الغناء كانت تبكي لكلمات الاغنية المؤثرة، حتى وصلت الى المقطع الثاني، فارادت ان تجفف دموعها فطارت الورقة الى تحت الكرسي الذي يجلس عليه عازف القانون...
فذهبت بسرعة وسحبت الكرسي بعد ان نهض عازف القانون من عليه..واخذت الورقة واعطيتها لزهور..بكل هدوء.
وتصور عازف القانون انني اعدت الكرسي الى مكانه فعندما اراد الجلوس هوى على الارض وصرخ: "اويلي انكسر ظهري"..وانكسر القانون ، فسمع الناس صوته من الراديو مباشرة حتى ان بعضهم اتصل هاتفيا وهو يقول: "هاي شنو حفلة غنائية لو عركة" .

رحل الفنان عباس جميل في 1/4/2006 ودعت بغداد عميد الأغنية البغدادية الفنان الكبير عباس جميل في موكب شارك فيه عدد كبير من الفنانين العراقين . رحم الله الفنان الكبير عباس جميل .

من ارشيف مجلة الاذاعة والتلفزيون 1977 بتصرف ...

تحياتي ....
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg عباس جميل وولده فيصل.jpg‏ (9.9 كيلوبايت, المشاهدات 193)
رد مع اقتباس
رد

Tags
الفني العراقي , حكايات قديمة عن التراث


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 11h56.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd