* : تترات المسلسلات التلفزيونية (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 13h37 - التاريخ: 28/03/2024)           »          محمد شريف (الكاتـب : loaie al-sayem - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 23h50 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد محاسن (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h25 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الشيخ محمد صلاح الدين كباره (الكاتـب : احمد البنهاوي - آخر مشاركة : kabh01 - - الوقت: 09h52 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلمى (الكاتـب : حماد مزيد - آخر مشاركة : عطية لزهر - - الوقت: 09h18 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سمير غانم- 15 يناير 1937 - 20 مايو 2021 (الكاتـب : محمد البتيتى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 01h14 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلوى رشدي - مونولجست (الكاتـب : حازم فودة - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h43 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الثنائي سعد و اكرام (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h09 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد وجدي (الكاتـب : نور عسكر - - الوقت: 23h25 - التاريخ: 26/03/2024)           »          خالد عبدالله (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 23h11 - التاريخ: 26/03/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > الدراسات و البحوث و المقالات

الدراسات و البحوث و المقالات المتعلقة بالغناء و الموسيقى العراقية و خصائصها

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 09/05/2009, 21h32
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم
الفنانة العراقية استاذة ومدرسة وعازفة البيانو بياتريس اوهانسيان من الفنانات العالميات في هذا المجال رحلت مغتربة بهدوء وصمت غريب من الاعلام العراقي . احيت مئات الحفلات الموسيقية داخل وخارج العراق ورفعت اسم العراق عاليا على مدى عمرها الذي شارف 80 عام .توفيت في 20 تموز 2008 في مدينة هاليفاكس بولاية مينسوتا الامريكية حيث انتقلت اليها هي وشقيقتها سيتا 1996 لحاقا باخيها الوحيد ارشان عازف الكمان العراقي السابق.

نبذة عن بياتريس أوهانيسيان

أبدأ توثيق مسيرة هذه الفنانة الرائدة، بالسؤال:
هل نتذكر عازفة البيانو العراقية الأولى والشهيرة: بياتريس أوهانيسيان؟ وأعقبه بتساؤل أليم: أين هي وسائل الإعلام والفضائيات ومواقع الإنترنيت العراقية والعربية من نبأ رحيل هذه الفنانة التي كانت دوماً تفاخر بعراقيَّتها؟ وهكذا عاشت طيلة حياتها أمينة لإنتمائها العراقي. إنها الإنسانة الرقيقة، الشفافة، المولودة في بغداد ضمن عائلة أرمنية سكَنت منطقة { المْرَبْعَة} التي كانت من محلاّت بغداد الشهيرة؛ إنها المحلَّة الكائنة خلف سينما الزوراء، التي تربط بين شارع {باب الشيخ - السنك} وشارع { سيد سلطان علي}.
عائلتها، كما أسلفتُ، مكوَّنة من الوالدَين، وإضافة إلى بياتريس، وهي بكر العائلة، يأتي شقيقها {آرشان} وشقيقتها الصغرى {سَيْتا}. والثلاثة يمارسون الموسيقى عزفاً: حيث كان البيانو بتصدَّر صالة الجلوس، وكان الشقيق يعزف على آلة الكمان. كانت مدارس راهبات التقدمة في بغداد في المصاف الأول بين مدارس البنات الأهلية، من حيث المستوى التربوي والعلمي والفني. هكذا وجدنا بياتريس منذ طفولتها بين تلميذات مدرسة الراهبات في محلة { رأس القرية} القريبة من {عقد النصارى، عقد الكنائس}. حيث وجدت ضالَّتَها لتعلُّم الموسيقى بدراسة العزف على البيانو، وترتل وتنشد ضمن جوقة الإنشاد للمدرسة.

وكان ثمة (صوت) يدندن في دواخلها أنَّها لن تكون غير موسيقية محترفة. وإزدادت دندنات هذا الصوت كل لحظة تعيشها ليصل الأمر بها، ومنذ صغرها، إلى نوعٍ من الهوَس والعشق. هكذا كانت بداياتها في تعلُّم الموسيقى. فهي تذهب كل يوم أحد إلى كنيستها الأرمنية ببغداد (التي كانت قرب كنيسة أم الأحزان الكلدانية – حالياً في مكان السوق العربي) لتنعِش نفسَها بالألحان الكنسية التي كانت تؤديها مجموعة إنشاد (كورال – متعدد الأصوات). أخذت مُذ ذاك تتململ في مجلسها داخل الكنيسة وبالقرب من جماعة الإنشاد، وتردد بصوتها الرقيق كل ما كان يرتَل أثناء القداس. ليتطوَّر الأمر لديها، فأخذت تعزف في الكنيسة على آلة الأرغن الهوائي قطعاً موسيقية وتراتيل.
في بيتها، حيث كانت تستمع إلى جهاز (الحاكي – الفونوغراف اليدوي) وهو يدور ليحيل صمت الأسطوانة القرصية الموضوعة فيه إلى عزفٍ لما هو مسجَّل على وجهيها من الموسيقى الكلاسيكية من أعمال كبار المؤلفين الموسيقيين الأوربيين أمثال: شوبان، باخ، موزارت، بتهوفن؛ لكن أعمال البيانو (من السوناتا والكونشيرتو) أخذت تجذبها وتشد إنتباهها بشكل متميز.


دخولها معهد الفنون الجميلة:
ذكرت بياتريس في مقابلة لها مع تلفزيون بغداد في السبعينات، وكذلك مجلة {القيثارة – الصادرة عن دائرة الفنون الموسيقية فترة السبعينات} كيفية دخولها معترك دراسة الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد،عندما قدَّم والدَها في العام 1937 طلب إنتساب إبنته بياتريس للتسجيل في {المعهد الموسيقي العراقي} التابع إلى وزارة المعارف، تلميذةً في فرع البيانو، أيام كان المعهد في بداياته في منطقة المربعة. كانت شروط القبول في المعهد تقضي بأن يكون الطالب حائزاً على شهادة الدراسة الإبتدائية، وأن يقل عمره عن 13 سنة.
هنا تقول بياتريس:
دخلتُ إلى المقابلة أمام لجنة المعهد المكوَّنة من الأساتذة الشريف محي الدين حيدر، مدير المعهد،وحنا بطرس، معاون المدير، وأستاذ البيانو جوليان هرتز (روماني). قدّمني الأستاذ حنا واصفاً إياي بـ {شوبان الموهبة المبكرة} معزِّزاً طلب إنتمائي للمعهد، كوني موهوبة في العزف. قدمتُ عدداً من القطع والتمارين أمام اللجنة بشكل جيد، فنالت إستحسانها. لكن اللجنة وجدت عائقاً أمامي لقبولي في المعهد بسبب صغر السن، وكوني ما أزال تلميذة إبتدائية.
وبتدخُّل تشجيعي من الأستاذ حنا بطرس، تم قبولي إستثناءً من شرط العمر. وهكذا بدأت الدراسة الفنية بالشكل العلمي الجيد على يد الأستاذ الروماني جوليان هرتز، وتخرجتُ في العام 1944، بدبلوم فن عالٍ بدرحة إمتياز.
إستخدمها المعهد للتدريس فترة قصيرة لحين حصولها على بعثة دراسية في الأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى في لندن. فنالت شهادة التخرج وجائزة فردريك وسترليك. وعادت للعراق لتواصل التدريس والعزف مع مختلف المجموعات الفنية في المعهد، حتى حصلت على بعثة من مؤسسة فولبرايت للدراسة في مدرسة جوليارد في نيويورك، لتتطور وتبرز موهبتها المتميزة كعازفة بيانو منفرد (صولو) في الحفلات التي كانت تقدمها عبر إذاعة بغداد، وعلى المسارح سواء كانت بصحبة الفرقة السمفونية العراقية أو بمفردها. وإنطلقت في سياحة موسيقية مستمرة ومتواصلة داخل العراق وخارجه في لبنان وتركيا وأوربا وأميركا.
وشاركت الفرقة السمفونية الوطنية العراقية كعازفة منفردة، في حفلاتها على صالات بغداد وعدد من محافظات العراق الأخرى، وكذلك في جولات الفرقة للخارج. كما قدمت لها الفرقة عدداً من مؤلفاتها الموسيقية فترة التسعينات.
جرى تكريمها في مناسبات عديدة، بجوائز تقديرية متميزة من أهمِّها آلة بيانو عند
تكريم الفنانين العراقيين في الثمانينات
Concert Grand Piano - Steinway








تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg بياتريس 1.jpg‏ (16.8 كيلوبايت, المشاهدات 859)
نوع الملف: jpg بياتريس 2.jpg‏ (15.9 كيلوبايت, المشاهدات 855)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30/08/2009, 11h23
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي


فهرس مثبت حكايات قديمة من التراث الفني العراقي

http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=72221

الموضوع / رقم المشاركة

1- عبد الحميد الدروبي 1
2- النشيد الوطني في الثلاثينيات 2
3- هنا اذاعة بغداد.. حكاية دخول اول مذياع للعراق 3
4- الاسطورة الموصلية المعلق والفنان والاديب يونس بحري 5
5- محمد القبانجي 7
6- من ذكريات سليمة مراد مع ام كلثوم 8


http://www.sama3y.net/forum/showthre...t=72221&page=2

الموضوع / رقم المشاركة

7- برنامج من الذاكرة سعاد الهرمزي 12
8- الفنان فخري الزبيدي 13
9- ذكريات فنية من الزمن الماضي الجميل 14
10- ذكريات عن الموسيقار العراقي المايسترو آلبير شفو 15

11- الفنانه نزيهه سليم 16
12- قصة تآسيس الاذاعة العراقية 19
13- الآنسة ام كلثوم في ليلتين من ليالي الرشيد 1946 20


http://www.sama3y.net/forum/showthre...t=72221&page=3

الموضوع / رقم المشاركة

14- سليم البصري وبرنامج تحت موس الحلاق 21
15- ذكريات جميلة عن زيارة المطرب عبد الوهاب الى العراق 1932 22
16- البرنامج التلفزيوني المتميز عدسة الفن 23
17- رائدة المسرح العراقي الفنانة الكبيرة ناهدة الرماح 29
18- الممثلة السينمائية والمسرحية والكاتبة الفنانة المرحومة زينب 30






الموضوع / رقم المشاركة


19- الفنان المرحوم حسين قدوري رائد الموسيقى واغان الاطفال 33
20- الاستاذكامل الدباغ وبرنامج العلم للجميع 38



http://www.sama3y.net/forum/showthre...t=72221&page=5

الموضوع / رقم المشاركة

21- محمد علي كريم المذيع والاعلامي العراقي 45
22- الخطاط العراقي هاشم محمد البغدادي 47


http://www.sama3y.net/forum/showthre...t=72221&page=6

الموضوع / رقم المشاركة

23- مطربة العراق الاولى الفنانة عفيفة اسكندر 51
24- أسعد عبد الرزاق ...عراب المسرح العراقي 54
25- عمو زكي وبرنامجه المتميز جنة الاطفال 57
26- الاستاذ مؤيد البدري 60





الموضوع / رقم المشاركة

27- طرائف وحكايات مجهولة عن الشاعر الزهاوي 64
28- الأنسة قواعد الفنانة القديرة فوزية الشندي 67
29- العلامة د. مصطفى جواد 68





الموضوع / رقم المشاركة

30- الفنانة مائدة نزهت 73

31- المطرب ستار جبار 78





الموضوع / رقم المشاركة


32- الشاعرمعروف عبد الغني الرصافي 84
33- عراقيات سيذكرهّن التاريخ 88
34- مجلة ليلى لبولينا حسون 1923 89





الموضوع / رقم المشاركة

35- الفنان المرحوم قائد النعماني 95



http://www.sama3y.net/forum/showthre...=72221&page=11

الموضوع / رقم المشاركة

36- المطرب حضيري ابو عزيز 105



http://www.sama3y.net/forum/showthre...=72221&page=12

الموضوع / رقم المشاركة

37- الشاعرة لميعة عباس عمارة 112
38- مدرسة مدام عادل الاهلية 115




محدث لغاية 26-3-2010
مع تحياتي ......
قصي الفرضي / العراق بغداد

التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 27/03/2010 الساعة 16h52
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30/08/2009, 11h23
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي فهرست

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم
بالاذن منكم جميعا ومن الاخ العزيز وسام الشالجي بفتح موضوعا جديدا بعنوان حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي وابدؤها بالبرنامج الاذاعي الشهير في الستينيات والسبعينيات الرفوف العالية للاذاعي المرحوم عبد الحميد الدروبي . كتبه غازي فيصل في مجلة الاذاعة والتلفزيون في اوائل الثمانينات .

عُرف عبد الحميد الدروبي بأنه صاحب الرفوف العالية , البرنامج الإذاعي المتميز الذي عمّر طويلاً في إذاعة بغداد , لكنه لم يُعرف كونه مذيعا في مرحلة عمله الاولى وإذاعيا شغل مسؤولية أقسام برامجية عدة كان من أهمها قسما التنسيق والمكتبة الصوتية - مجتمعين ومنفردين- و في هذين القسمين الحيويين اللذين يشكلان العمود الفقري لكل إذاعة ولد برنامجه الذي أخذ بالأسماع ومجامع قلوب محبيه حيث جعله الدروبي رحمه الله واحةً نديةً جمع فيها أزاهير الألحان التراثية العراقية والعربية وقدمها بإضمامة فواحة الأريج للسامعين والمتذوقين بشكل خاص مقرونةً بحسن الأداء ونكهة الإلقاء والمعلومة الفنية الغنية.
سألته في أول عهدي بالإذاعة عن أصل فكرة - الرفوف العالية- فقادني الى المكتبة الإذاعية القديمة وأراني رفوفها العالية فعلاً التي ماكانت لِتُطالَ إلاّ بسلّم عالٍ أيضاً وقال إنه لما وَجد فوق تلك الرفوف كّماً كبيرا من (الإسطوانات) المركونةِ والمتروكة التي كانت تُبث قبل تصنيع الشّريط الصوتي المعروف بـ(البكرة) فقد تولّدت لديه فكرة آستثمارها في برنامج يحمل الآسم نفسه ويُعرّف بها وبأصحابها من المطربين والمطربات مثلما يعرّف بجوّها وبيئتها وألوانها الغنائية.
ومن المفارقات التي حصلت معه أن صديقاً نعى إليه المطربة البغدادية - صديقة الملاّية- وكانت تعاني من المرض والفاقة في سنيّها الأخيرة , فما كان من الدروبي إلاّ أن يأسى لهذا الخبر ويسارع الى تقديم حلقة خاصة عنها, وما إن بٌثتّ حتى هاتفته – صديقة – نفسها قائلة له بصوت متعب خفيض وبلهجتها البغدادية : (عيني أبو ماجد آني صديقة ... صدقه لعينك آني بعدني طيبه ما متت).
وعلى ذكر الموت و- الموت حق – كان الدروبي يتطيرّ من ذكره , ولهذا فإن الفنان الاذاعي الكبير المرحوم عبد الله العزاوي غالباً ما كان يتعّمدُ ذكر أخبار (وفيات وهمية) أمامه , فينهض الدروبي ويغادر مجلسه فوراً !
والحديث عن الاذاعي الدروبي يعني الحديث عن إذاعة متنقلة , بتاريخها وإذاعيّيها والآلاف المؤلفة من صوتياتها البرامجية والموسيقية والغنائية.
ومما أستذكره عن - أبي ماجد - أيضاً في هذه الأسطر أنه في بواكير السبعينات ولدى التهيئة لاحياء ذكرى تأسيس إذاعة بغداد عُهد الينا مع بعض الزملاء وضع مفرداته ,
ومما آقترحناه دعوة الفنان الكبير محمد القبانجي لحضور الحفل الساهر , ولكن كيف السبيل الى ذلك والقبانجي كان حينذاك قد أعرض عن الاذاعة ومسؤوليها وجفاهم زعلاً لأمر في حينه .. فعنّ للدروبي ان يسعى في ذلك ونذهبَ الى مكتبه في الشارع التجاري المتفرع من شارع الرشيد بمنطقة مجمّع المصارف فنحاول إقناعه ما آستطعنا الى ذلك , وننقل اليه رسالة وّد وتحية , ودعوة بآسم المدير العام للإذاعة والتلفزيون . وفعلا ذهبنا اليه , وتحدث الدروبي معه حديث القلب للقلب , مذكراً اياه بأن الاذاعة إذاعته , والمناسبة مناسبته ولا آحتفال بدون حضوره ...
فتململ القبانجي وآنفرجت أساريره قليلاً , ولكنه لم يتنازل عن عدم الحضور , وأكتفى بطلبه منا نقل شكره للمدير العام وتهانيه لأسرة الاذاعة , وتعلل بأنه مريض وأن طبيبه الشخصي لاينفك عن مصاحبته...
فما كان من الدروبي الا أن قال له : يا أبا قاسم .. امامنا أسبوع على موعد الحفل , وإن شاء الله ستكون في أتم الصحة والعافية , ثم اننا لن نجبرك على المكوث طويلاً وآلتفت إلى طبيبه الذي كان حاضراً وطلب منه العون في ذلك!
وبعد تردد أعطى القبانجي أملاً بالحضور ولكنْ علينا أن نتواصل معه هاتفياً.. وبعد يومين من المتابعة أعلن موافقته وحضر حفل الاذاعة في موعده ومكانه المقرر في - نادي الصيد- وسط آحتفاء الجميع يتقدمهم السيدان وزير الاعلام والمدير العام للإذاعة والتلفزيون , طارق عزيز ومحمد سعيد الصحاف.
وبعد حوالي الساعة من بدء سهرة تلك السهرة , همس الدروبي في أذني قائلاً إن القبانجي قد أخذه الآستمتاع والآنتشاء فلنستثمر آرتياحه ... وأرجو أنْ تدعوه للمشاركه غناءاً.
وفوراً أعلنتُ للمحتفلين أن آبن بغداد وبلبلها الغرّيد , فنان العراق الأول المتوّج في مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة , يشارككم الفرحة ويهدي الإذاعيين بعضاً من شذاه الفواح , ونظمه العذب , ولحنه الشجي...
وكان ذلك ... فصدح وأطرب وغنى ساعة من الزمن كانت بطعم بغداد وليلها ومباهج عشاقها , مثلما كانت ليلةً من أجمل ليالي الإذاعة وأهل الفن ظل القبانجي طوالها نشوان طرباً يحفّ به المحتفلون .
أما أبو ماجد , فما كانت هذه الأجواء الساحرة لتسعَ فرحته , فقد أنجـز نجـاحين في آن واحد ,
نجاح حفل ميلاد الإذاعة .. ونجاح تألق الحفل بالقبانجي الكبير .
تحياتي ......
قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30/08/2009, 11h36
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاعزاء
السلام عليكم

النشيد الوطني العراقي في الثلاثينات

خلال فترة حكم الملك غازي للعراق, كان الفنان التشكيلي حافظ الدروبي على رأس الوفد العراقي المشارك في مهرجان الكشافة العالمي الذي أقيم في ألمانيا في الثلاثينات قبل الحرب العالمية الثانية, وكان يرعى المهرجان آنذاك الزعيم النازي هتلر, وضمن التقليد المعمول به في هذا المهرجان إن الوفد المشارك عندما يقترب من المنصة التي يقف عليها هتلر يردد النشيد الوطني لدولته وهو يقابلهم بتحية مرحبا بهم. لكن الوفد العراقي وقع في حيرة من أمره فلم يكن لنا نشيد وطني متفق عليه آنذاك , مثلما هو الحال الذي نحن عليه ألان, لكن الفنان حافظ الدروبي رحمه الله طمأن الوفد بأنه سيتدبر حلا لهذه المشكلة, وعندما اقترب الوفد العراقي من منصة هتلر ارتفع صوت حافظ الدروبي "بلي ... يبلبول" والأولاد يرددون معه بحماسة "بلي" "ما شفت عصفور" "بلي" "ينكر بالطاسة" "بلي" ... والمفاجئة الأكبر إن الجمهور الذي امتلأت به مدرجات الملعب تفاعل مع النشيد الوطني العراقي وتمايل طربا دون سائر الأناشيد الأخرى وهو يردد "بلي" ....................
تحياتي
قصي الفرضي / العراق يغداد

النشيد موجود في قسم الانماط الغنائية المختلفة / اغاني الاطفال وقد رفعه مشكورا الاخ العزيز محمد العمر
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30/08/2009, 17h46
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاعزاء
السلام عليكم


هنا اذاعة بغداد.. حكاية دخول اول مذياع للعراق


في مساء يوم الاربعاء الاول من تموز عام 1936 ترك الكثير من سكان بغداد بيوتهم وتجمهروا في الساحات التي نصبت فيها اجهزة الراديو للاستماع والاطلاع على هذا الجهاز العجيب وهو يتحدث اول مرة بصوت عراقي . بعضهم لم يكن مصدقا ان هذا الصندوق الخشبي الانيق الذي يحتوي على بضعة ازرار عاجية ولوحة زجاجية مستطيلة تشع بلون اخضر باهت يتحرك فيها مؤشر احمر نحيف يمكن ان ينطق ويغني بمجرد تحريك هذا المؤشر فيأتيك باخبار الدنيا .. فكيف دخل هذا الجهاز العجيب الى بغداد .. في عام 1928 السيد عبد العزيز البغدادي صاحب شركة الدخان العراقي اراد ترويج بضاعته فاجرى مسابقة لنشرها في الصحف بقصد الدعاية لمنتجات شركته وجعل الجائزة الاولى جهاز مذياع ..

وكان المذياع يعد سلعة ثمينة وفريدة بمقياس ذلك الزمان وعلى الرغم من اننا لانعرف من صاحب الحظ السعيد الفائز بتلك الجائزة غير ان تلك الواقعة سجلت رسميا وشعبيا دخول المذياع أول مرة الى الشارع العراقي .
وفي عقد الثلاثينيات حيث بدأت بوادر الحداثة تاخذ طريقها الى الحياة العراقية المدنية انتشرت المقاهي بطريقة لافتة في مدن العراق الكبرى . وبدأت تلعب دورا ثقافيا تنويريا رائدا خاصة في بعض المقاهي الكبيرة في بغداد التي قامت بنصب محطات اذاعية (سلكية) لتبث الى روادها الاغاني والمقامات العراقية .. وكان صاحب المقهى ينصب جهاز راديو كبيراً في ركن المقهى ويوصله باسلاك الى الحاكي (المغرافون) الذي تذاع منه الاغاني وتراتيل القران الكريم المسجلة في اسطوانات كبيرة .. كان اول مقهى انشأ هذا الاذاعة البسيطة يعود الى الحاج عبد العزيز الكائن في محلة الفضل الشهيرة الواقعة في جانب الرصافة ببغداد حدث ذلك عام 1932 تبعه بعد قليل من ذلك الحاج عبيد الذي انشا استوديو صوتيا في بيته الذي يجاور المقهى ثم اوصله بسلك الى الراديو الموجود في مقهاه الكائن على نهر دجلة .. وما تميز به الحاج عبيد على منافسه الحاج عبد العزيز انه كان يبث موسقى حية الى رواد مقهاه بعد ان استاجر فرقة موسيقية لهذا الغرض .
مقاه اخرى طورت الفكرة وخاصة تلك الموجودة بالقرب من جامع الفضل بعد ان استأجر اصحابها تختا موسيقيا متكاملا متكاملا مؤلفة من فرقة وعازفين مع مطرب مقام . اضافة الى منشد مدائح نبوية وقاموا بتوسيع البث السلكي ليغطي عددا من المقاهي في وقت واحد بينما كان عبد السلام العزاوي وزكي خطاب المحامي يتلوان ايات القران الكريم من هذه الاذاعة السلكية التي انشئت في عام 1933 وهكذا تطورت المحاولات وشملت اغلب المقاهي في بغداد وتعدت الظاهرة الى المدن الاخرى مثل البصرة والموصل .
اذاعة الزهور
في عام 1933 توفى اول ملوك العراق فيصل الاول وتوج ابنه الشاب غازي على العرش وكان عمر الملك الجديد 21 سنة فقط وكان عائدا للتو من لندن بعد ان تخرج في كلية (هارو) الانجليزية وكانت تستهوي غازي بعض الملامح الحضارة الغربية فقد كان يحب قيادة السيارات السريعة نوع (كوبيه) ولديه الاهتمام بالمخترعات الحديثة وخاصة بالراديو لذا جاء في مقدمة اولوياته انشاء اذاعة خاصة به وكان له ما اراد عندما انشأ في مطلع عام 1936 اول اذاعة لاسلكية وقد كلف احد المهندسين الاجانب بنصب جهاز ارسال بقدرة كيلوا واط واحد في القصر الملكي الذي يطلق عليه قصر الزهور . وقد اخذت الاذاعة اسم القصر وسميت اذاعة الزهور .
الطريف في الامر ان الملك الشاب كان يعمل في اذاعته لوحده فهو يعد ويقدم البرامج والاغاني التي كان يؤديها المطربون في بث حي ومباشر وعلى الهواء لعدم وجود اجهزة التسجيل الصوتية ( الشريط ) حينها ومن الذين ضيفهم في اذاعته المطرب المقامي الاول محمد القبانجي والمطرب الريفي اللامع حضيري ابو عزيز اضافة الى الاغاني استثمر الملك الاذاعة في القاء الخطب السياسية التي كان الملك من خلالها ايصال افكاره المعادية للانكليز الى الناس . وبالفعل بدا يشن من اذاعته حملة شرسة ضدهم . ولم يكن الملك الشاب مدركا خطورة تصرفاته تلك بسبب قلة خبراته في السياسة والحياة . وكانت اذاعة الزهور تبث على الموجة المتوسطة ولاتسمع الا في مدينة بغداد وضواحيها ومن خلال عدد محدود من اجهزة الاستقبال وزعها على بعض الاماكن العامة في بغداد وعندما توفي الملك غازي في حادث السيارة ليلة 3 نيسان عام 1939 بظروف غامضة وتوقفت هذه الاذاعة عن العمل الى الابد.
هنا بغداد .
وبسبب انطلاق اذاعة الزهور المعادية للانكليز بدأت الحكومة العراقية بعد شهور بالتفكير جديا في انشاء اذاعة عراقية وتم لها ما ارادت في يوم الاربعاء الاول من تموز 1936 . وكان اول صوت انطلق من اذاعة بغداد ليقول (هنا بغداد) هو صوت المذيع عبد الستار فوزي بعد ان افتتح وزير المعارف المحطة وكان اسمها الاذاعة اللاسلكية للحكومة العراقية . 1936 .
واعدت الاذاعة لذلك اليوم برنامجا حافلا جاء فيه .
• في الساعة 6،30 مساء الافتتاح الرسمي للاذاعة من قبل وزير المعارف
• في الساعة السابعة تلاوة من القران الكريم للمقرىء عبد العزيز الحكيم
• نشرة الاخبار يقرأها ابراهيم حلمي العمر وكيل مدير الدعاية والنشر
• عزف على الكمان
• محاضرة عن مكافحة الامراض الشائعة للطبيب خليل افندي
• في الساعة 8،45 اسطوانتان شرقيتان واحدة لام كلثوم والثانية لمغنية تركية .
• في الساعة التاسعة امسية غنائية للمطربة سليمة مراد بمصاحبة فرقتها .
وكان للمطربة سليمة مراد الشرف في ان تكون اول مطربة تغني يوم الافتتاح وكان البث مباشراً ولمدة ثلاث ساعات ولثلاثة ايام في الاسبوع (السبت والاثنين والخميس)
بلبل الاذاعة الميكانيكي
معظم العراقيين يعرفون بلبل الاذاعة ولصوته على سامعهم وقع خاص . اذ كانت الاذاعة العراقية تبدأ بثها التجريبي صباح كل يوم بصوت هذا البلبل الشهير الذي كان يغرد لمدة خمس دقائق يوميا قبل الافتتاح وقد تم استحداثه لضرورات ضبط مستوى الموجات الصوتية ولقياس اعلى وادنى ذبذبة صوتية ومازال حتى اليوم عندما تبدأ الإذاعة العراقية بثها نسمع صوت البلبل وكانه اصبح شاعرا او بصمة تميز الإذاعة الرسمية العراقية عن سواها . لم يحصل أي تغيير في فترة الثلاثينيات في برامج الإذاعة التي كانت تتضمن تلاوة من القران الكريم ونشرة الاخبار ثم اغانٍ وبعض التمثيليات والمنولوجات والحفلات الموسيقية لفريق الاذاعة الذي يتكون من صالح الكويتي (كمان) وابراهيم طفو (جلو ) وداود الكويتي (عود ) ويوسف زعرور (قانون) وحسين عبد الله ( ايقاع ) ويعقوب مراد (الناي) .
برامج الاطفال كان لها حصة ايضا في برامج الاذاعة من تاسيسها وكان اول مقدم برامج اطفال الفنان كريم مجيد وكان نجما لامعا يعرفه كل الاطفال خاصة الذين كانوا يملكون في بيوتهم راديو وكانت قصة عمو كريم وحكايته بهجة وسعادة للاطفال وللكبار ولكنه لم يستمر طويلا فحل مكانه عمو محجوب ثم تلاه الفنان المشهور عمو زكي عام 1938 ولايمكن ان ننسى صوت رائد المونولوجات عزيز علي منذ افتتاح الاذاعة حيث كانت تتجمع النسوة والصغار في البيوت . اما في المقاهي فكان يتجمع الرجال والاولاد وكلهم ينصتون لعزيز علي وصوته العذب وهو يقدم مونولوجاته الساخرة من الحكومة والانكليز والظواهر الاجتماعية التي كانت سائدة في المجتمع فتتعالى الضحكات وتتردد الاحاديث والضحكات . اما اول صوت نسائي يقول هنا بغداد فكان صوت المذيعة فكتوريا نعمان ثم تسابق اصوات المذيعين والمذيعات للفوز بمكريفون الاذاعة فبرز صوت الاذاعي الشهير يونس بحري وسلمان الصفواني وحسين الكيلاني وكاظم الحيدري . ومحمد عبد اللطيف وهؤلاء الجيل الاول من المذيعين الذين عملوا مقدمي فقرات البرامج اليومية وكان المذيع في العادة يعلن اسم المغني وكاتب الكلمات والملحن واسماء الموسيقيين جميعا ثم ينتظر صامتا حتى انتهاء الاغنية او الوصلة التي كانت تقدم على الهواء مباشرة لمدة لاتقل عن نصف ساعة ليعلن المذيع بعدها اسم مغنٍ اخر واسماء جوقته . ومع بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939 تحولت الى شعبة تابعة الى مديرية الدعاية والنشر التابعة لوزارة الداخلية وتغير اسمها الى الاذاعة اللاسلكية للحكومة العراقية وزيدت ساعات البث الى خمس ساعات وبدأت تعمل على مدار الاسبوع ولمدة ثلاثة ايام فقط . وكان يعمل فيها يوميا خمسة مذيعين ونحو سبعة موسيقيين وفي عام 1943 اقترح حسين الرحال الذي كان يشغل منصب ملاحظ الاذاعة تشكيل فرقة مستقلة تختص باقامة حفلات موسيقية للإذاعة وتالفت فرقة اخوان الفن لهذا الغرض من سبعة فنانين برئاسة داود اكرم (الكمان )الياهو جوري (الكمان ) وسليم صيون كراكلي (الكمان) ومؤيد نقار عود ويوسف ربيع (جلو ) وموشي شماس (دف) .. ونذكر ان الاجور التي كانت تدفع للمطربين عن الحفلة الغنائية والواحدة تتراوح بين دينار ودينارين كما ان اول فرقة دخلت الى الاذاعة هي فرقة الفنان الرائد حقي الشبلي في منتصف الاربعينيات .. ثم اسس عبد الله العزاوي قسم التمثيليات واول فرقة للتمثيل عام 1948 ثم تلتها فرقة انوار الفن لتوماس حبيب وفي عام 1949 قدمت اول تمثيلية اذاعية باسم مجنون ليلى باللغة العربية الفصحى باشراف الفنان عبد الله العزاوي ويوصف بانه اول من ابتدع هذا الفن من دون دراسة واطلاع على تجارب الاذاعات الاجنبية التي سبقتنا وبرز في تلك الايام الجيل الثاني من المذيعيين الذين عملوا في فترة الاربعينيات امثال ( وديع خوندة . نايف الشبلي وهو ابن الفنان حقي الشبلي .رؤوف توفيق وسعاد الهرمزي . ومشتاق طالب . والمذيعة فكتوريا نعمان . وعبد الحميد الدروبي . ومحمد علي كريم وناظم بطرس وصبيحة المدرس ) اما المذيعان يونس بحري وعبد اللطيف الكمالي فكانا من اوائل الاذاعيين العراقيين الذين سمعناهم يذيعون من محطات الاذاعات الاوروبية وباللغة العربية وذلك في اثناء سنوات الحرب العالمية الثانية .. وقد اشتهر صوت يونس بحري من اذاعة برلين الالمانية في ايام هتلر .
منقول للفائدة .

تحياتي ........
قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30/08/2009, 18h03
mammed mammed غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:322902
 
تاريخ التسجيل: octobre 2008
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 88
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخ قصي المحترم
تحياتي لك ولجهودك الجباره في اغناء التراث العراقي بهذه المساهمات الغنيه واللطيفه في ان واحد , ولكن لي ملاحظه بسيطه عن اذنك طبعا لانك تعرف اكثر مننا بهذا الخصوص ان المخرج الاذاعي المرحوم عبد الله العزاوي كان يتطير من موضوع الوفاة وسيرة الموت واذكر في احدى المرات واثناء مقابله تلفزيونيه معه وضعوا هيكل لقبر وطلبو منه مقطع تمثيلي ففزع ورفض القيام بذلك بل وحتى النظر اليه وزعل كثيرا وكان الجميع غارقين بالضحك فرحم الله المخرج عبد الله العزاوي وكان شخصيه محبوبه جدا ومنفاني في عمله ومخلص لفنه ونقلت لك ما شاهدته في حينه وكان المرحوم بدين وصاحب معشر والف شكر لك على تذكر هولاء العظام من رواد الفن العراق ووفائك لهم ودمت لنا يا اخ قصي
محمد احمد mammed
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30/08/2009, 20h52
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاعزاء
السلام عليكم
شكرا يااخ محمد على هذه المداخلة اللطيفة لقد كانو حقا عمالقة وفنانين اصلاء بفنهم واخلاقهم رحم الله الجميع ..


الاسطورة الموصلية المعلق والفنان والاديب يونس بحري

يونس بحري شخصية مؤثرة في تاريخ الفن العراقي... ولكن ما يلفت النظر اليه هو شخصه وقصصه ومغامراته التي لا تصلح الا ان تكون فيلما سينمائيا لما لسيرته من المواقف والرحلات ((السندبادية)) التي قام بها هاربا او عاملا وتكلمه 16 لغة عدا صداقاته العديدة مع السياسيين والرؤساء أمثال الملك غازي والملك عبد العزيز آل سعود وأدولف هتلر وجوبلز وزير الدعايه النازي... فمن هو يونس بحري؟

ولد يونس صالح بحري الجبوري في الموصل في العراق في عام 1903 وكان والده صالح آغا الجبوري عاملا للبريد في الجيش العثماني حيث يؤمن وصول البريد بين الموصل ومركز الدولة العثمانية اسطنبول ـ تدرج يونس بحري في دراسته حتى دخل دار المعلمين العالية سنة 1921 ولكنه لم يكمل تعليمه بها فعمل في وزارة المالية بوظيفة كاتب حتى عام 1923.
وفي السنة ذاتها (1923) خرج يونس بحري من العراق فعاش في العديد من الدول الآسيوية والاوربية وعمل في مختلف الوظائف وبعدها بسنتين عاد مجددا الى العراق حيث أصدر أول كتبه (العراق اليوم) وما لبث ان عاد لهواية التنقل والسفر حتى اشتهر باسم (السائح العراقي) في كل مكان حل فيه.

شهد عام 1925 بداية بزوغ نجم يونس بحري كمعلق صحفي ومذيع في اوساط السياسيين في الدول التي ارتحل اليها ومن أشهرهم الملك عبد العزيز آل سعود الذي قابله في الرياض عام 1925 ومن أشهر ما يحكى حكايته في جامع باريس الذي بني في العشرينات من القرن الماضي وكان يحوي إلى جانب الجامع والسوق والحمامات العربية، مطعما مغربيا، وملهى ليليا، كان يونس بحري يؤذن للصلوات الخمس في مئذنته بصوته العريض، ويتولى الإمامة بالمصلين عند الحاجة، وفي الليل كان يرأس تخت الموسيقى في الملهى، فيعزف على العود ويغني الأدوار التي يجيدها ولا يتأخر عن المشاركة بالرقص الشرقي مقلدا أشهر العوالم في القاهرة.
ومن الاعمال الاخرى التي عمل بها يونس بحري في حياته بجانب عمله كمذيع وصحفي:
- في الهند حيث عمل مراسلا لأحد الصحف الهندية عمل راهبا في النهار وراقصا في ملهى ليلي.
- في اندونسيا حيث اصدر مجلة الحق والاسلام ومجلة الكويت والعراق التي اصدرها مع الراحل عبدالعزيز الرشيد عام 1931 وتوقفت عن الاصدار عام 1937 عمل مفتيا في احدى جزر اندونيسيا ومن أطرف ما فعله عندما جاءه أحد السكان المسنين وبصحبته فتاة في منتهى الجمال طالبا منه عقد قرانه عليها حيث اعجب بها يونس بحري وقال للرجل المسن انه لا يجوز شرعا للرجل الطاعن في السن الاقتران بفتاة اصغر منه فصدقه الرجل لكونه مفتيا فترك الفتاة وتزوجها يونس بحري.
- في ليبيا عمل مستشارا لملك ليبيا السنوسي
وفي الثلاثينات عاد يونس بحري الى العراق مرة اخرى وأصدر عدة مطبوعات كجريدة العقاب السياسية الادبية ومن أهم ما عمله في تلك الفترة عندما كان اول من قدم الملك غازي من اذاعة قصر الزهور حيث كان يونس بحري هو الصوت الذي يعبر عن آراء وافكار الملك غازي وما بين عامي 1935 و1939 لم يخرج يونس بحري كثيرا خارج العراق عدا زيارته لمنطقة عسير جنوب السعودية ومشاركته باسم العراق في سباق لعبور القنال الانجليزي (المانش) سباحة ومن الطريف ان يونس قد شارك في السباق من دون اعداد مسبق
اوتدريب فكانت المفاجأة فوزه بالمركز الاول والميدالية الذهبية!!

جاء خروج يونس بحري من العراق عام 1939 هاربا من الشرطة العراقية حيث صدر امرا بالقبض عليه في ابريل 1939 ذلك بعد يوم من وفاة الملك غازي جراء حادث سيارة حيث اصدر باليوم التالي صحيفه العقاب متشحه بالسواد والعنوان الرئيسي كان (مقتل الملك غازي) حيث اتهم في مقاله الانجليز ونوري السعيد والامير عبد الاله بافتعال حادث السياره للملك الذي كان يدعو للتخلص من الاستعمار وكان يونس بحري نفسه الذي كان يوزع هذه النسخة من الصحيفة وهو على ظهر دراجته النارية فكانت نتيجة مقالته تلك التظاهرة الكبيرة في الموصل التي ادت الى مقتل القنصل البريطاني العام.
بعد اغتيال القنصل البريطاني ادرك يونس بحري خطورة بقاءه في اعراق فقابل القنصل الالماني في بغداد طالبا منه الهرب الى المانيا فكان من حسن حظه انه كان هناك وفدا صحافيا المانيا قد جاء على متن طائرة حيث استقلها في عودتها الى برلين في الوقت الذي كان رجال الشرطة قد دخلوا منزله للقبض عليه !

برلين.. المحطة الاهم
جاءت الشهرة الحقيقية ليونس بحري حينما اصبح مديرا ومذيعا لاذاعة برلين العربيه التي كان يروج من خلالها الدعاية النازية والخطاب العدائي لبريطانيا وحلفائها.
وبداية القصة عندما وصل يونس بحري الى برلين هربا من العراق حيث التقى وزير الدعاية النازي جوزف غوبلز والدكتور الفريد روزنبرج منظر الحزب النازي وشارح قوانينه حيث اصبح خلال فترة قصيرة أحد المقربين للقيادة الالمانية واصبح يحضر الاحتفالات الرسمية مرتديا البدلة العسكرية الالمانية برتبة مارشال ومرتديا الصليب المعقوف على ساعده وقابل العديد من رموز النازية بما فيهم ادولف هتلر ومن الاوروبيين الفاشي الايطالي بينيتو موسوليني..
جاءت بداية تأسيس اذاعة برلين العربية عندما شرح الفكرة لوزير الدعاية جوبلز التي رحب بها لتكون المحطة المواجهة لبي بي سي العربية خصوصا بعد ان اقنعه يونس بحري بجدوى الاذاعة التي ستقاسم العرب كرههم لبريطانيا.
من الطريف ما عمله يونس بحري من اجل جذب المستمعين العرب لاذاعة برلين حيث طلب من جوبلز ان يوافق على بث القرآن الكريم فيبدأ به ارسال الاذاعة حيث تردد جوبلز وأوصل المقترح الى هتلر الذي وافق عليه بعد ان شرح له يونس بحري ان بث القرآن الكريم سيجذب انتباه المستمعين العرب الى اذاعة برلين والعزوف عن استماع للبي بي سي التي كانت لا تذيع القرآن فكانت النتيجة ان كانت اذاعة برلين هي المفضلة عند العرب وماهي الا اشهر قليلة وبدأت البي بي سي ببث آيات القران بالمثل !.
اشتهر يونس بحري بعبارته الافتتاحية الشهيرة (هنا برلين حي العرب) حيث كانت بمثابة شارة افتتاح برامج الاذاعة التي كانت تهدف الى مهاجمة قوات التحالف وتوعية الجماهير العربية بخطر الاستعمار ويبشرها بالحرية على يد قوات هتلر النازية وكان كثيرا ما يخرج عن نهج المحطة بشتمه لملوك مصر والعراق واتهامهم بالعمالة والعبودية.
بعد سقوط برلين على يد الحلفاء، كان يونس بحري من الاسماء المطلوب القبض عليها وجاءت قصة هروبه من قبضة الحلفاء مثيره،
وذكرإنه خرج من برلين مع عدد من الأجانب قبل أن يحاصرها الروس، وحرَّف اسمه المسجل في جواز السفر بالأحرف اللاتينية، يوني باري جبوري، محرفا من يونس بحري الجبوري، وزعم للمحققين أنه كان معتقلا في ألمانيا وأطلعهم على أثر جرح قديم في جسمه من أثر شجار قديم، كأنه من آثار التعذيب، فسمحوا له بالسفر إلى باريس·


ثورة تموز 1958
في 14 يونيو 1958 اعلن عن تأسيس الجمهورية العراقية وصاحب ذلك الانقلاب اعتقال العديد من رموز النظام الملكي وعداهم الكثير منهم يونس بحري الذي شاء حظه العاثر ان يصل العراق قبل يوم واحد من الانقلاب هاربا من بيروت ومن المواجهات التي حدثت بين الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون ومعارضيه من القوميين حيث اعتقل يونس بحري في سجن ابوغريب بحانب كبار ضباط العهد الملكي ومن الطريف ان اعتقاله جاء صدفة حيث وجد يونس بحري في منزل ابن اخيه العقيد ركن وحيد صادق الجبوري الذي كان من بين المطلوب اعتقالهم.
بعد اطلاق سراحه افتتح يونس بحري مطعما في بغداد في الكرادة قرب الجسر المعلق وكان اشبه بالمنتدى حيث كان زبائنه من السفراء والوزراء والكتاب وكان يونس يقوم بطبخ الاطباق العديدة التي تعلمها من رحلاته العديدة ولم يستمر المطعم طويلا حيث غادر الى بيروت بعد ان وعد عبدالكريم قاسم بعدم مهاجمته اعلاميا في الخارج وتم تخصيص راتبا له وقدره مائة دينار يستلمها شهريا من السفارة العراقية في بيروت حيث اصدر منها عدة كتب ومجلات منها مذكراته في سجن ابوغريب .
بعد بيروت ، تنقل يونس بحري بين باريس التي اصدر فيها مجلة العرب وعاش لفترة بسيطة في الكويت حيث اصبح مديرا لمطعم اسمه مطعم المدينه الذي كان يملكه احد اصدقائه وعمل كذلك في ابوظبي عام 1971 حيث اصدر صحيفة ابو ظبي نيوز الناطقة بالانجليزية وعمل مسئولا عن قطاع الشؤون الصحفيه في وزارة الاعلام.
تنقل يونس بحري كثيرا في ارجاء العالم وما كان يحمل معه غير جواز سفره وقنينة العرق وفرشاة اسنانه وادوات الحلاقة واللغات العالمية الستة عشر التي يتقنها ومات وحيدا ومفلسا في دار احد معارفه في البتاويين ببغداد عام 1979.

يونس بحري ، الزوج والاب
يونس بحري ليس له أعداء سوى النساء اللاتي يقعن في شباكه، فهن حينما يفقن من سحره وعذب حديثه لا يجدن في اليوم الثاني سوى رسالة صغيرة كتبها بخط يده ولصقها على مرآة زوجته·· كتب فيها: باي·· باي·· قد نلتقي ثانية وقد لا نلتقي فأنا مسافر في أرض الله الواسعة!!·· بهذه الكلمات كان ينهي حياته الزوجية!!
بلغت عدد زيجات يونس بحري الـ80 زيجه وكانت زوجاته من جميع الدول التي ارتحل اليها وله منهم ما يقارب الـ100 ابنا وابنه ومن احدى المواقف الحوار الذي تم بينه وبين الملك عبد العزيز آل سعود الذي جاء من يبشره بمولوده الثالث والستين ونظر فيصل بن عبدالعزيز - الملك لاحقا- الى يونس بحري وابتسم - فلاحظ الملك عبدالعزيز ابتسامة ولده فسأل ابنه عن سبب الابتسامه فقال الامير فيصل :
يبلغ عدد اولاد يونس بحري اربعة وستين
فسأله الملك عبد العزيز :
هل صحيح هذا يا يونس ؟ فرد عليه يونس بحري قائلا
الذكور منهم فقط يا طويل العمر!!
إن يونس بحري تزوج ثمانين مرة، وأبناؤه وبناته منتشرون في مشارق الأرض ومغاربها ولا سبيل لاحصائهم، لكن عددهم يتجاوز المئة قطعا، لقد أمضى هذا الرجل حياة مثيرة وحافلة تشبه الأسطورة حتى إنه تفوق فيها زواجا وتجوالا على الرحالة العربي ابن بطوطة، ففي كل بلد زاره له فيه زوجة ورهط من البنين والبنات، وأول زوجاته 'شيرين' وهي عراقية تركية الأصل، وآخرهن 'شهرزاد السورية الاصل' ·

من أشهر أولاد يونس بحري انتشروا في ارجاء الارض ونذكر منهم :

- الادميرال رعد يونس بحري قائد الاسطول الفلبيني
- الدكتور سعدي يونس بحري -( المحامي والفنان والسينمائي المعروف) ويقطن في باريس .
- لؤي يونس بحري ـ استاذ الحقوق الدوليه في جامعة بغداد
- د. منى يونس بحري استاذة علم النفس في جامعة بغداد

تلك كانت سيرة لأحد رموز الاعلام والفن في التاريخ العراقي لكن ما يمنع اني اقول انه الرجل الذي عاش حياته (طول بعرض) وقصته تصلح لفيلم سينمائي لذا حبيت اكتبها لكم لأعجابي برحلة حياته (السندبادية). منقولة بتصرف .
تحياتي .........
قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30/08/2009, 21h18
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 771
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

جميل وجميل ورائع يا اخي العزيز قصي . اشكرك من اعماقي على هذه المبادرة الرائعة بفتح هذا الموضوع التاريخي الجميل والبديع , وهذا ليس غريبا عنك فانت من المبدعين الخلاقين الذين اغنوا هذا القسم واثروه بكل ما هو فاخر ونادر .
ادعوا اخوتي الى ان يرفدوا هذا المثبت بمساهماتهم لاغنائه وجعله احد المثبتات في القسم .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 31/08/2009, 20h38
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاعزاء
السلام عليكم
محمد القبانجي ... ترك المدرسة العسكريه واختار الغناء

في عام 1929 طلبت شركة بيضافون الالمانية من شاب عراقي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره ان يسافر الى ألمانيا لتسجيل سبعين اسطوانه لحسابها تحوي جميع المقامات العراقية والاغنيات (البستات) واختيار شركة بيضافون للشاب محمد القبانجي لم يكن ارتجالاً اوعفوياً. فالالمان اذكياء وعمليون في معظم الاحوال ولهذا كان هذا الطلب وقتئذ من شركة بيضافون حدثا مهماً لا في تاريخ محمد القبانجي فقط. بل في تاريخ الموسيقى العربية والعراقية.
وفعلا نفدت هذه الاسطوانات من السوق وانتشرت بسرعة في المنطقة العربية..
و نجح هذا النجاح الكبير برغم انه لم يكن قد درس الموسيقى والغناء في معهد متخصص او في اي مدرسة اكاديمية .

وكلمة (قبانجي) نسبة الى )القبان) وهو الميزان الكبير للسلع. اما (جي) فهي اضافة باللغة التركية العثمانية تستعمل عند النسبة لشيء. والده عبد الرزاق القبانجي كانت له شهرة مزدوجة. فهو في النهار يعمل في التجارة والقبانة...اي الكيل والميزان...وكان يتمتع بسمعة طيبة بين التجار نظراً لأمانته ووقفته على الميزان..وهو في الليل من عشاق الفن والفنانين وقد ساعد صوته الجميل على ان يحتل مكانه لا بأس بها بين منشدي المواليد والحفلات الدينية.
في هذا الجو المختلط بين الفن والتجارة ولد محمد القبانجي عام 1904. كان منذ طفولته يستمع الى الارقام والاسعار في التجارة والقبانة. وفي نفس الوقت يستمع الى الالحان والاغاني في عالم الفن والطرب. تناقض غريب ولكنه وجد فيه لذة وسعادة .
وحرص الصبي محمد القبانجي في سنوات طفولته ثم صباه على ان يرافق والده في الموالد. وتطورت هوايته فبدأ يحفظ الاغاني والاناشيد ويرددها. ثم عشق الشعر فحفظ منه الكثير برغم صغر سنة. وبعد فترة قادته هوايته الى الاماكن الشعبية والمقاهي الكبيرة التي كان يغني فيها كبار الفنانين وفي هذه الاماكن استمع الى كل ألوان الغناء السائد وقتئذ في بغداد، وبدأ يتابع الفرق بين المطربين في الاداء محاولاً صقل موهبته الفنية.
وحدثت في حياته قصة غريبة هزت كيانه بعنف. فقد كان والده يدفعه الى مواصلة التعليم حتى وصل الى مدرسة كانت معدة لتخرج الضباط والعسكريين وفجأة اخرجه والده من المدرسة قبل ان يكمل دراسته. وظن ان الاسرة قد لحقت بها خسارة فادحة في التجارة. ولكنه وجد الاسرة تعيش في نفس المستوى المادي المعقول كما كانت تعيش من قبل. ولم يلاحظ تغييراً في حالة التجارة والقبانة التي يمارسها والده.
ان الجيش العثماني اخذوا اثنين من اخوته للخدمة العسكرية في الحرب العالمية الاولي ( السفر بر ) ولم يعودا. وافاق الشاب محمد القبانجي من الصدمة المزدوجة صدمة فقده اثنين من اخوته. وصدمة اخراجه من المدرسة العسكرية التي كانت ستجعل منه ضابطاً ورويداً رويداً احس بالهدوء وبالسرور المدرسة والخدمة العسكرية كانت ستحول بينه وبين ممارسة هوايته للغناء والموسيقى وبدأ يعمل مع عمه في مهنة القبانة بسوق الجملة للفواكه والى جانب مقر عمله كان يوجد مقهى شعبي يرتاده اهل الفن من مغنين وموسيقيين صاحب هذا المقهى كان اسمه قدوري العيشة. وهو من مشاهيرالمغنين الهواة. وكان يتميز باتقانه غناء المقام العراقي. واعجب قدوري العيشة بالشاب محمد القبانجي لسببين:
الاول: جمال صوته
والثاني: حفظه مئات الابيات من قصائد الشعر النفيس.
وقدمه قدوري العيشة لمشاهير المطربين والمغنين الذين لم يبخلوا عليه بالتدريب وشرح اصول الغناء والموسيقى في مقابل ان يقرأ عليهم القصائد التي يحفظها لكبار الشعراء .
وفي ميدان الموسيقى العراقية. بدأ يدرس الفن الشعبي العراقي. عرف البستة ودرس القصائد واجاد المواويل. ولم يكتف بالدراسة في بغداد والتتلمذ على ايدي كبار مطربيها بل قام بمغامرات اشبه بمغامرات الرواد والمكتشفين مخترقاً جبال الشمال و المناطق الشمالية ليستمع الى مطربيهم وباحثاً عن اصل كل اغنية شعبية مفتشاً عن كنوز الموسيقى العربية والعراقية. ومع الدرس والتنقيب كان يغني. وازدادت حلاوة صوته.
ثم عادت ضغوط الاسرة تلعب دورها في حياته:
فقد تقدمت السن بوالده واعتزل العمل.
ثم لحق به عمه ايضا.
وكان والده قد ضغط عليه واجبره على الزواج من ابنة عمه قبل ان يتجاوز السابعة عشرة من عمره.
وهكذا فجاة وهو الفنان الرقيق ملزم ومسؤول عن معيشة ضخمة العدد: والده ووالدته وزوجته واربعة من الاخوة والصبيان والبنات ثم عمه واسرته.. وصلت الى بغداد بعثة من شركة بيضانون الالمانية في عام 1926 . وكان هدفها تسجيل بعض اغاني مشاهير الفنانين في العراق. واستمع خبراء بيضافون الى الكثيرين الذين كانوا يكبرون محمد القبانجي سناً ومقاماً وشهرة. ولكن خبراء بيضافون توقفوا مبهورين وهم يسمعون صوت الشاب محمد القبانجي.. وكان في نهاية العشرينات من عمره. وسجلت له الشركة مجموعة من الاسطوانات تفوق عدد ما سجله للمطربين الآخرين ويبدو ان هذه الاسطوانات لاقت رواجاً كثيراً خلال السنوات الثلاث التالية فقد فوجئ محمد القبانجي بدعوة من شركة بيضافون في عام 1929 لتسجيل جميع المقامات العراقية والاغاني التي تسمى بستات في سبعين اسطوانة بصوته فقط دون غيره من المطربين . وبرغم انه كان في الخامسة والعشرين من عمره فقط وكانت هذه الفرصة التي اعدها له القدر مكافأة له على اخلاصه لاسرته ووفائه لاهله فقد انتهت مشاكله المالية وعادت الاسرة لتعيش في مستوى كريم. رفع القبانجي اجور حفلاته، لكنه ظل متمسكا بعدة امور: لم يتخل عن القبانة فقد وجد ان نظرية والده صحيحة فالفن لايتعارض مع اي عمل شريف آخر بل العمل التجاري يجعله يصون نفسه وفنه من الانزلاق والاضطرار الى قبول ما لايرضيه، لم يسمح لنفسه بالغناء الا في اماكن محترمة بشرط ان يكون راغبا في الغناء ويغني للفن قبل ان يغني للمادة وقد افلس قي تجارته اكثر من مرة بسبب هبوط الاسعار خلال الازمة المالية التي سادت العالم كله بين عامي 1930 و1935 وتكفلت اسطوانته بسد احتياجات اسرته واذا زادت ارباحه من التجارة كان هذا خيرا وبركة لا أكثر ولا أقل لاغرور ولا تعالياً ولا اعتزالاً لمهنة الغناء او التجارة وان كان دائما يثير احزانه وآلامه فهو كما يقول لم يكن موفقا في زواجه الذي فرض عليه وهو في السابعة عشرة من عمره والزاوية التي تثير اشجانه دائما ان الزواج وخاصة للفنان ينبغي ان يتم بتفاهم تام وانسجام كامل. فالزوجة الحكيمة كما يقول تجعل من الرجل الجاهل حكيماً. وهي التي تعرف متى تقترب من زوجها الفنان وهي التي تعلم متى تبتعد عنه وتدعه غارقا ً في تأملاته وافكاره واحلامه. وترمقه بنظرات منها تبعث الحب والحنان والرضى والتشجيع في نفسه المرهفة الحس. وقد واصل محمد القبانجي رسالته في ميدان الموسيقى والغناء في العراق فأثر فيها على النحو الآتي .

فطن الى عدد من الانغام المتداولة في البلدان العربية وصاغ منها باقة من الالحان والمقامات والاغنيات اضافها الى الغناء العراقي وموسيقاه كمقام النهاوند والحجاز كار والحجاز كاركرد.
وضع مقامات جديدة استخلصها من بعض القطع الغنائية القديمة وطورها الى مقامات بديعة كمقام القطر وغيره.
اشتهر له في البلدان العربية مقامان هما: مقام اللامي الذي تاثر به الموسيقار محمد عبد الوهاب في تلحين اغنيته المعروفة )ياللي زرعتو البرتقال) ومقام الحجاز غريب الذي تأثر به ايضا عبد الوهاب في تلحين اغنيته الرائعة (جبل التوباد) .
سجل بصوته عدداً كبيراً يصعب حصره من المقامات والاغنيات. وهكذا لم يعد مستغربا ان يستقبل القبانجي بكل مكان بالتقدير والاعجاب بشخصه ولم يكن الالمان فقط هم الذين اعجبوا بالقبانجي في اوروبا فقد منحته الحكومة الفرنسية وسام الكومندور تقديرا لفنه.
وتوفي هذا الفنان الكبير في عام 1989 بعد ان خلف لنا تراثاً فنياً زاخراً .
منقول بتصرف .

تحياتي ......
قصي الفرضي
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 31/08/2009, 22h26
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاعزاء
السلام عليكم

من ذكريات سليمة مراد مع ام كلثوم


في منتصف السبعينات رحلت الفنانة الرائدة سليمة مراد بعد ان عاشت حياة عريضة من الشهرة والمال والعطاء حتى انها حصلت على لقب (سليمة مراد باشا) وهذا لقب لا يحصل عليه الا نخبة من الناس. والمصادر توكد انها ولدت في بغداد محلة الطاطران سنة 1905 وفي هذه المحلة كان يسكن كبار العازفين من اليهود في الجالغي البغدادي ووسط هذه الاجواء المفعمة بالطرب نما عندها حب الطرب والغناء فاخذت تستمع الى المقام العراقي والبستات القديمة حتى صار عندها رصيد من الارث الغنائي الموسيقي فصارت تقدم الحفلات في البيوت حتى اخذت شهرتها في الانتشار فغنت في الثلاثينات في ملهى الشورجة ثم غنت في ملهى الهلال ثم انتقلت في عدد من الملاهي المشهورة انذاك .
وقد تعرفت بالشاعر عبد الكريم العلاف الذي كتب لها اجمل الاغاني منها (خدري الجاي خدري وكلبك صخر جلمود وعلى شواطىء دجلة مر) وغيرها كما كان يلحن لها صالح الكويتي وفي عام 1932 التقت بالفنانة ام كلثوم في مسرح الهلال عندما قدمت الى بغداد اول مرة وتاثرت باغنية (كلبك صخر جلمود) وحفظتها عن طريق الفنانة سليمة مراد وسجلتها على اسطوانة نادرة وقد استمع لها الاديب زكي مبارك في احدى الحفلات واطلق عليها لقب (ورقاء العراق) وكانت اول فنانة عراقية تحلق بالطائرة ميمنة شطر باريس بلد الفن والجمال.وفي سنة 1936 كانت من اوائل المطربات اللواتي دخلن الاذاعة فقدمت العديد من الحفلات الغنائية وكان لها منتدى ادبي في بيتها فيه كبار الشخصيات من الادباء والشعراء ورجال السياسة.
تروي سليمة مراد ....
لنرجع الى الماضي ايام المجد ومن ثم اعود الى الحاضر لأروي شقائي مع الناس كان عام 1932 يوم جاءت ام كلثوم الى بغداد لتغني في ملهى الهلال في منطقة الميدان وهي مطربة مبتدئة انذاك بالنسبة لي.
وفي حفلة خاصة احتضنت ام كلثوم العود واخذت تعزف واحدة من اغنياتي (قلبك صخر جلمود) وبدأت تغنيها وبعد اول مقطع توقفت عن العزف والغناء والتفتت نحوي وابتسامة خجل ترتسم على وجهها وهي تقول: (ياريت كنت اقدر اغنيها زيك) واخذ الحاضرون يصفقون لها وطلبوا منها في الحاح اكمال الاغنية ولكنها توجته بكلامها لي (ان شاء الله بعد عشر سنوات يكون لي قوة حنجرتك واوتارها الصافية، بعدها اغني الاغنية بتاعتك كويس ماتكونيش زعلانة مني). وبعد خمس سنوات سجلت ام كلثون الاغنية على اسطوانة تجارية دون ان تاتي على ذكري او صلتي بالاغنية برغم اني بذلت جهوداً كبيرة من اجل ان تتقن ام كلثوم لحن الاغنية.
وعن الرسالة التي وصلتها من ام كلثوم تقول:
ستي سليمة باشا وهنا لم تكشف اللثام عن مضمون الرسالة ولكنها تقول: لم اكن يوما بحاجة الى ام كلثوم لابني مجدي الفني فيكفي اني شغلت مئات العقول لسياسيين كبار وافرغت الكثير من الجيوب العامرة بسببي حتى ان بعضهم كان بسندات ملكية عقاراته متوسلاً بها ان يكون واحداً من عشاقي ومازلت اذكر التاجر الحلبي الذي ارسل لي من حلب اوراق تملك احد بيوته في الشام وعندما اعدت له الاوراق شاكرة باع البيت وارسل لي ثمنه ولم اطلب الحب من احد بل كان المئات يسعون الي ويزحفون على ركبهم من اجل كلمة كاذبة يقولها لساني دون احساس وشعور بل من اجل التسلية وهي (احبك) والتي قلتها مرات بلا احساس وجبر خواطر مئات العشاق المتيمين بحبي، ولا ادري كيف حالفني الحظ والنجاح وحالف الفشل شقيقتي (مسعودة) التي شاركتني الغناء في البداية برغم انها اكثر مني جمالاً وصوتها اكثر حلاوة كانت مرحة لاتعرف الهموم ولا تعبر بالا بالالام تضحك وتمرح ليومها وانا ابكي واتالم ليومي وللايام القادمة لاني لم اجد من يسعد قلبي برغم استعداد الالاف ليكونوا عبيداً لي.
وفي الوقت الذي كانت تسير به مسعودة نحو الفشل والنسيان كنت اصعد انا سلم المجد والجاه واحترقت هي في اضواء الشهرة التي احاطتني وانزوت في البيت منسية وجلست انا على قمة المجد دون مزاحم. وعن جمهور ايام زمان تقول:
الجمهور هو الذي منحني لقب (باشا) فذات يوم اخذ الطرب بمشاعر احد الحاضرين في المكان الذي كنت اغني فيه فوقف صارخاً (انت الباشا واحسن من الباشا) ومن يومها ينهي الجمهور اهاته وطربه بجمله (يا سليمة يا باشا) ومن يومها اقترن اللقب بأسمي.
وانا اذكر ذلك جيدا في مقابلة تلفزيونية لها في بداية السبعينات عندما سألها مقدم البرنامج عن منحها رتبة الباشوية من قبل نوري السعيد فاجابت بالحرف الواحد وباللهجة العراقية ( محد جان خوارده وانطاني اللقب الناس همه سموني سليمة باشا ) .
توفيت سليمة مراد في ليلة رأس السنة 1 /1/ 1974 احد المستشفيات في بغداد ودفنت الى جوار الراحل ناظم العزالي في مقبرة الشيخ معروف الكرخ .
منقول بتصرف .
تحياتي ......
قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس
رد

Tags
الفني العراقي , حكايات قديمة عن التراث


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 13h52.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd