استمع إلى هذا الابتهال الرائع
والنادر للشيخ سيد النقشبندى
مدته 26 دقيقه و5 ثوانى
ثم تعالى معى نتعرف
على آخر يومين من حياة الشيخ
كما رواها نجله أحمد النقشبندي
*****************
في هذا اليوم (الخميس) توجه الشيخ سيد من طنطا إلى القاهرة - و رفيقه في تلك الرحلة المرحوم الشيخ حامد الزفتاوي ( قائد بطانته التي
تؤدي معه التواشيح الدينية ) - وكان ذلك لتلبية دعوة التلفزيون المصري له للقراءة والأذان لصلاة الجمعة في اليوم التالي , وكان ذلك على الهواء مباشرةً من مسجد التليفزيون , فضّل الشيخ سيد المبيت بالقاهرة بالعباسية عند أخيه من أمه ( سعد حسين شرف ) ليلبي الدعوة صباح الجمعة 13/2/1976 م , وكان قد أمضى يوم الخميس في بيت أخيه سعد , وفجأة طلب من أخيه سعد ورقة وقلم و قبل أن ينام شرع في كتابة وصيته وأعطاها لأخيه و أوصاه ألا يفتحها إلا بعد الوفاة !!
شعر الشيخ سيد بألم بسيط في صدره لكنه لم يبالي وحاول النوم دون جدوى , وفي صباح اليوم التالي ( الجمعة 13/2/1976 م ) حاول الاتصال بالتلفزيون للاعتذار لكنه لم يتمكن , فتوكلا على الله هو ورفيقه الشيخ حامد وتوجها إلى المسجد و أدى القراءة مرهقاً على غير طبيعته و سجل الأذان الذي نسمعه يتهادى إلى آذاننا وتردده القنوات الفضائية والإذاعات العربية حتى يومنا هذا !!
قبل عودته إلى طنطا زار الشيخ سيد النقشبندي معظم أهله بالقاهرة وكأنه يودعهم !! وصل طنطا عند المغرب وصادف أثناء سيره ومعه رفيقه الشيخ حامد أن شاهدا سرادقاً فخماً كان معداً مأتماً لصاحب محلات فراشة كبير ( المرحوم الحاج عبد السلام بر ) الذي توفي وأقام له أهله هذا السرادق بمقدرة فائقة لأنهم أصحاب محلات فراشة , شاهد الشيخ سيد السرادق وأعجب به كثيراً , و يشاء السميع العليم أن يبقي أصحاب السرادق عليه ليقام به عزاء الشيخ سيد النقسبندي لاحقاً حباً وعشقاً و وفاء للشيخ رحمه الله , وفي الحقيقة كل بنود الوصية نفذت إلا هذا البند الذي لم ينفذ , وجاء ذلك قدراً مقدوراً !!! , ثم قبل أن يذهب الشيخ سيد إلى بيته ودّع الشيخ حامد الزفتاوي ومرّ على معظم أهله وأصدقائه و ودعهم ثم وصل بيته مجهداً لكنه لم يعتاد النوم مبكراً فاتصل هاتفياً بصديقه المقرب إليه ( الشيخ عبد الرحيم محمد دويدار ) أمد الله في عمره - وطلب منه الحضور إليه بإلحاح !! فسأله الشيخ عبد الرحيم : مالك يا حاج سيد ؟ قال له : بموت !! , حاول الشيخ عبد الرحيم دويدار إخراج الشيخ سيد من هواجسه وتهدئته أثناء المحادثة ثم مالبث أن ذهب إلى بيت الشيخ والتقى به على الفور , ويحكي الشيخ عبد الرحيم أن فكرة الموت كانت مسيطرة تماماً على وجدان الشيخ سيد طول فترة لقائهما ( من حولي الساعة 11 مساءً إلى حوالي الواحدة من صباح يوم السبت) ثم انصرف بعدها الشيخ عبد الرحيم إلى بيته .
في الساعة الحادية عشر صباح السبت إستيقظ الوالد الشيخ سيد من نومه وطلب من إبنته الاتصال بصديقه المقرب الدكتور إبراهيم عوارة - أطال الله عمره - وطلب منها إعداد كوب من مشروب الحلبة لألم عاوده في صدره , وطلب من الدكتور ابراهيم الحضور و الذي أجرى الكشف على الشيخ وقال له دعنا نذهب إلى مستشفى المبرة لإجراء بعض الفحوصات وهناك التقى الدكتور محمود جامع الطبيب الخاص للرئيس الراحل أنور السادات ومدير المستشفى - أطال الله بقاءه - وأدخلاه غرفة العناية المركزة وقبل أن يبدآ بالفحص وهو جالس نطق الشهادة وأسلم الروح إلى بارئها , كان ذلك بعد ظهر السبت الرابع عشر من فبراير 1976 ميلادية عن عمر يناهز الخامسة والخمسين إلا شهراً ........... سبحان الله شفافية الصالحين !!!
صليّ عليه رحمه الله في مسجد الإمام أحمد البدوي (المسجد الأحمدي) في طنطا والذي كان يسكن الشيخ بجواره , ثم تم تشييعه من قبل الآلاف من المحبين والعاشقين إلى أن وصل القاهرة ثم ووري مثواه الأخير في مقبرة السادة الخلوتية في حي البساتين بجانب مسجد محمد سليمان (مسجد السادة الخلوتية) بجوار قبر والدته حسب وصية الشيخ قبل ليلة من وفاته رحمهم الله جميعاً ..