من مقالة للراحل الناقد الموسيقي والإذاعي سعاد الهرمزي
خواطر الأيام في 8-4-1989
تحدث فيه عن الأصالة والأصوات القديمة خلاف الأصوات الجديدة التي اختارت ان تتخلى عن الأصالة.
كتب عن " أغنية أو أنشودة – أم الثائرين" التي تغنيها وردة الجزائرية ، يصل الفنان طالب القره غولي الى ذروة ما قدم من ألحان حتى اليوم ...أن أغنية " أم الثائرين" نقلة متطورة في فن القره غولي حاول بها ان يثبت جدارة الملحن العراقي وأهليته لتبوأ المركز الذي يليق به بين اقرانه فناني مصر الذين اشتهروا على مدار الزمن وأثروا في السمع العربي تأثيراً في غاية العمق .
لقد بنى طالب القره غولي لحنه هذا بناءً محكماً فيه اصالة الصانع الماهر والقدرة على زخرفة هذا البناء زخرفة جميلة بحيث تستقطب الأسماع أول وهلة ، ومع ان طالب القره غولي يقر بتأثره بالموسيقى المصرية إلا انه في هذا اللحن يضع هالة من الأشراقات اللحنية العراقية الصرفة في مقدمة الأغنية ووسطها مضيفاً عليها طابعاً هو مزيج من الفن العراقي والفن المصري ...انه في هذا اللحن يحاكي بمهارة فن بناء القصيدة في أعمال الموسيقار الراحل رياض السنباطي ، ولكن ليس لهذه المحاكاة نريد ان نكرم القره غولي في هذا المقال ، ولكننا نريد ان نثبت هنا القدرة اللامحدودة للأستيعاب عند الفنان العراقي وعند طالب القره غولي بشكل خاص ..الأستيعاب عندما يؤدي الى الخلق والأبداع والتطوير.
أن نغمة اللاميالتي أختارها القره غولي لمقدمة الأغنية ..والإيماءات المستقاة من المقام العراقي هي المدار الجميل الذي ظهرت به الأغنية ولفتت اليها الأسماع، ولقد اكتملت صورة الأغنية الزاهية بإداء وردة الجزائرية المتمكن المنسجم وقدرتها على التحكم في مسارات صوتها الآخاذ ، ومرحى للفنان العراقي عندما يتبوأ مكان الصدارة في ساحة الموسيقى والغناء .
من أرشيفي
مع التحيات