الشيخ محمد علي الدباشي
-------------
الفنان محمد علي الدباشي من كبار فنانينا الشعبيين قدم اغنيات تراثية وشعبية مشهورة يتابعها الجمهور بشغف كبير الى اليوم عند بثها من اذاعة عدن ورغم رحيله في 18/فبراير/1982م الا انه ما زال يشغل الذاكرة بفنه الاصيل .
الفنان الشعبي محمدعلي الدباشي من مواليد قرية بيت عياض عام 1922م من اسرة فقيرة لم يتمكن من مواصلة تحصيله الدراسي فانقطع بعد المرحلة الابتدائية والتحق بسلك الشرطة الأمن العام ثم عمل كاتبا بديوان وزارة الاسكان في عدن حتى وفاته عاصر الفنانين : جيل مسعد بن احمد حسين وهادي النوبي وصالح عيسى والطميري وجيل احمد يوسف الزبيدي وصالح الزبيدي وعبدالله محمد حنش وسالم عبدالله وفيما بعد محمد صالح حمدون وفيصل علوي وعبدالكريم توفيق واحتفظ بشخصيته الفنية المستقلة ولم يظهر عليه التأثر بهذا الجيل أو ذاك وانما كما اطلق عليه الأستاذ خالد الصوري شكل همزة وصل بين هذه الاجيال الفنية .
امتاز الفنان محمد علي الدباشي بألحانه الشجية وصوته العذب وطبيعته الهادئة أنصح ذلك القول وبساطة تعامله مع المبدعين ويؤكد ذلك الشاعر علي عوض المغلس بقوله ( كان الفنان الدباشي يزورني في دكاني الواقع وسط الشارع الرئيسي بالحوطة للمسامرة وكنت اعطيه قصائدي طالبا منه ان يضع لها لحنا جديدا او حتى تركيبها على لحن قديم ).
وكانت هذه المسألة عادية في تلك الفترة واذكر انه كان نجم المخادر في الخمسينات ومن طابع المخادر في ذلك الزمان ان يجتمع اكثر من فنان وهذا ماحصل في مخدرة عمر حسين عنبول حيث تقابل الدباشي والفنان محمد سعد الصنعاني وبجانبهم الموهبة حينها احمد صالح عيسى والفنان عمر محفوظ غابة صهر العروس .
اما الشاعرالغنائي محمود علي السلامي فقال في حوار مع الصفحة الثقافية اجرته نهلة عبدالله في صحيفة 14 اكتوبر بتاريخ 15/7/96م :ان الفنان الكبير محمد علي الدباشي غني من كلماتي والحانه ( في الكمسري ليتني باموت ) وللفنان الدباشي شهرة واسعة وكانت اغانيه تذاع باستمرار من القسم العربي اذاعة بريطانيا ( هنا لندن)
وهناك واقعة تاريخية يذكرها الشاعر الشعبي فضل شوكرة مفادها انه عند خروج السلطان فضل عبدالكريم من لحج الى تعز صاحبه الى المسيمير الشاعر مسرور مبروك والفنان محمد علي الدباشي وامضواهناك ثلاث سنوات تقريبا خوفا من التحقيق معهم عند العودة الى الحوطة وفي هذه المناسبة هناك قصيدة للشاعر مسرور مبروك لحنها وغناها الفنان محمد علي الدباشي مطلعها يقول :-
مسيمير الوطن بعد حوطتنا
تركنا لحج فيها يلعبواالصبيان
وبعد الفضل ماتحلى لنا لحج
ولا تحلى لنا الحوطه أو سفيان
واذاالانس قد راح جددنا
واحيينا الانس الذي قد كان
أما الاستاذ خالد الصوري فيذكرفي برنامجه الاذاعي ( من تراثنا الغنائي ) اتيحت الفرصة للجلوس مع المطرب الدباشي جلسات عادية وبسيطة كان فيها المرض ينهش في جسمه لما عاناه من ضغط الدم وامراض القلب ونتيجة لضغط الحياة والمرض لم يستطع التحمل فوق طاقته فلفظ انفاسه الأخيرة مساء الجمعة 18/فبراير/1982م وبموته انقظت صفحة من صفحات الفن ليس في لحج بل في اليمن عامة .
اشهر اغاني الفنان محمد علي الدباشي :-
شراح،عاشق،يازمن النور،هاجري احبه وباحبه جنان،شل الشلن واصرفه سنتات،كان محبة لي ومجلس داخلي،في المولعة هب الضمار،ضاع من ضيع بلاده،منين لي قلب صابر،يازينة السهرة.
لقد اثمرت المدرسة الفنية للفنان الشعبي محمد علي الدباشي أولاده :-
مهمي الملحن وعبدالحكيم الفنان و فهد عازف الايقاع وحفيده الموهبة الصغير عبد الرحيم الجاوي الذي قال عنه الفنان محمد صالح حمدون أن له مستقبلا يبشر بالخير .
المصادر: الغناء اللحجي ـ أحداث وأعلام ـ لمؤلفه الأستاذ لطفي حسين منيعم
بقلم: نجد الحُسيني