* : أحسن القصص (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 00h09 - التاريخ: 29/04/2024)           »          عبــد محمد (الكاتـب : قصي الفرضي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h46 - التاريخ: 28/04/2024)           »          اغانى وطنيه لتونس الخضراء (الكاتـب : كويتى - - الوقت: 23h42 - التاريخ: 28/04/2024)           »          المطربة الهام (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 19h13 - التاريخ: 28/04/2024)           »          انطوانيت اسكندر (الكاتـب : كوكب الطرب - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h46 - التاريخ: 28/04/2024)           »          محمد قنديل- 11 مارس 1929 - 9 يونيو 2004 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h38 - التاريخ: 28/04/2024)           »          حلقات إذاعية نادرة (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 16h30 - التاريخ: 28/04/2024)           »          الثلاثى المرح - ثلاثى النغم (الكاتـب : MOHAMED ALY - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h26 - التاريخ: 28/04/2024)           »          هــاني الشمــوسـي (الكاتـب : نجم العيداني - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 16h17 - التاريخ: 28/04/2024)           »          ياسمين الخيام- 18 أغسطس 1946 (الكاتـب : امحمد شعبان - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h04 - التاريخ: 28/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #361  
قديم 26/03/2013, 18h53
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري / عروبي حتي النخاع


(( اعتــــذار للحبيـــب )) ( صلـّى اللـهُ عليــهِ وســـلـّم )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألبوم ديني ، صدرَ اليوم ـ الثلاثاء ، 26 مارس 2013م ـ عن شركة " صوت القاهرة للصوتيّات والمرئيات " في ثماني قصائد وأغنيات كلّها من أشعار وكلمات : بشير عيّاد ، ومن ألحان الموسيقار الكبير : سامي الحفنـــــاوي ، وغناء المطرب الكبير : محمـــــّــد ثروت ، وبعد يومين يصدر في شريط كاسيت ، وهو الجزء الأوّل من سلسلة " نورانيّات " التي تعاقدت معنا " صوت القاهرة " على إصدارها ( في خمسة أجزاء بمشيئة الله ، شاملة أعمالنا الدينيّة " سامي الحفناوي وأنا " مع هاني شاكر ومحمد الحلو أيضًا )

كانت مفاجأةً سارةً عندما مررتُ بالصدفة من أمام أحد فروع الشركة بوسط القاهرة ، فوجدته قد وصلَ منذ دقائق ، وكان من المفروض أن يصدر قبل شهر من الآن .
ــــــــــــــــ
( نعتذر لعدم الدقة في صورة الغلاف ، فهي بالموبايل وليس الاسكانر )
ــــــــ
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg n1.jpg‏ (30.4 كيلوبايت, المشاهدات 159)
نوع الملف: jpg n2.jpg‏ (29.3 كيلوبايت, المشاهدات 158)
نوع الملف: jpg محمد ثروت وبشير عيَّـاد 1.JPG‏ (199.3 كيلوبايت, المشاهدات 162)
رد مع اقتباس
  #362  
قديم 27/03/2013, 00h08
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري / عروبي حتي النخاع

http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=992220&SecID=94
كتب بلال رمضان

يقيم إقليم شرق الدلتا الثقافى برئاسة الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف مهرجان عبد الحليم حافظ الأول للموسيقى والغناء بفرع ثقافة الشرقية، وذلك بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة محمود رفعت، وذلك بداية من يوم 31 مارس وحتى 2 إبريل بقصر ثقافة الزقازيق وقصر ثقافة فاقوس وقصر ثقافة منيا القمح، ويبدأ الافتتاح فى السادسة مساء يوم الأحد 31 مارس بافتتاح معرض لوحات للفنان عبد الحليم حافظ ويليه ندوة حول أشعار وموسيقى أغانى وأفلام عبد الحليم، ويشارك فيها الناقد السينمائى محمود قاسم والشاعران أحمد عنتر مصطفى وبشير عياد ويديرها محمد مرعى مدير عام فرع ثقافة الشرقية ويلى ذلك حفل موسيقى عربية لفرقة محمد عبد الوهاب بقيادة المايسترو قطب السيد وتقدم فرقة فاقوس للموسيقى العربية برنامجا فنيا يوم 1 إبريل على قصر ثقافة فاقوس وتقدم فرقة منيا القمح حفلا موسيقيا يوم 2 إبريل بقصر ثقافة منيا القمح ويؤكد ناصف أن المهرجان سوف يقام سنويا فى نفس الموعد.
رد مع اقتباس
  #363  
قديم 03/04/2013, 13h31
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري / عروبي حتي النخاع

فيما يشبه مقالا عن عبد الحليم أيضًا :
******************
http://www.sama3y.net/forum/showthre...149#post627149
رد مع اقتباس
  #364  
قديم 03/04/2013, 13h32
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري / عروبي حتي النخاع

عبد الحليم حافظ

لن نكونَ مُبالغينَ إذا قلنا إنَّ من أبدعِ الأغنياتِ وأصدقِها ما قدّمهُ عبد الحليم حافظ لأعيادِ الكويت ، كانَ عبد الحليم مُحِبّا وصديقًا للشعبِ الكويتي ، وكانَ عندما يغنّي ، ينصهرُ صدقُهُ في أدائِهِ ، وقد طيّرتني ثلاثيتُهُ الخاصةُ بالمناسبةِ الكبرى في بلدِهِ العربي ، الكويت ، ولن نتعرّضَ ـ بالطبعِ ـ للأغنياتِ الأخرى التي غنّاها في الكويتِ ، فنحنُ معنيّونَ هنا بالأعمال الوطنيّة .

غنّى عبد الحليم للكويتِ ثلاثَ أغنياتٍ ، كلّها بالزّجلِ ، أو بالمصريّةِ القاهريّةِ الدارجة ، وجاءت كلُّها بألحانِ الموسيقار المبدع كمال الطويل ، بينما جاءت الكلماتُ لاثنينِ من أعمدةِ الأغنيةِ العربيةِ في النصف الثاني من القرن العشرين وهما محسن الخيّاط بأغنية " ليالي العيد " المدهشة ، ومحمد حمزة بأغنيتين هما " م الجهرا للسالميّة " ، " خدني معاك يا هوا " .
أقول " ليالي العيد " المدهشة ، إذ وجدتني في حفلِ زفافٍ أسطوري ، يجتمعُ فيهِ العاطفي بالشعبي بالقومي الذي يعي خطورةَ رسالةِ الأغنية ، وكانَ الشاعرُ محسن الخياط شامخًا ـ كعادتِه ـ كأحدِ العروبيّينَ المؤمنينَ بقوميّتِنا ، المدافعينَ عنها ، فجاءتْ كلماتُهُ من صميمِ إحساسِهِ بلا اصْطناعٍ أو افتعال ، أمّا كمال الطويل فقد أخذَ الكلماتِ وصنعَ منها ليلةَ عيدٍ بالفعل ، ولم يكن عبد الحليمِ بأقلَّ من الشاعرِ أو الملحّن أو المناسبة . وحتى لا يحدثَ نوعٌ من اللبسِ لا يفوتنا أن نشيرَ إلى أنّ عبد الحليم قد غنّى " ليالي العيد " ( أخرى ) للمغربِ الشقيق ، بكلماتٍ لمحمّد حمزة ، وألحان بليغ حمدي .
في " ليالي العيد " ( الكويت ) ، جاءَ سيناريو الأغنية فيما يُشبِهُ حفلَ زفافٍ في موكبٍ مهيبٍ ، سيرًا على الأقدام ، أحسنَ فيهِ كمال الطويل بالبدء بكورالِ الأطفال ، ناثرًا مسحةً من البياضِ والنقاءِ والبهجةِ البريئة ، مستخدمًا مفرداتِ موسيقى الأفراحِ الشعبيّةِ ، عاونهُ في ذلكَ التقطيعُ العروضي الذي يدورُ حولَ حرفِ الدّال كحلقاتٍ تتلامسُ وتدورُ حولَ نفسِها :
العيدِ العيدْ /الله ع العيدْ / وليالي العيدْ
لياليهْ زغاريدْ / وشموعْ بتقيدْ / لقريبْ وِبْعيدْ
ثمّ يأتي عبد الحليم هادئًا مُبتهجا :
وكلّ عامْ ورا عامْ / تتحقَّقِ الأحلامْ / لأمّةِ الإسلامْ
وف أسعدِ الأوقاتْ / بنشربِ الشرباتْ / ف محبّةِ الإخوانْ
ويلعبها كمال الطويل كما ينبغي أن يكون ، فمعَ انتهاءِ عبد الحليم من " ميم " الإسلامْ في البيتِ الأوّل ، تجيءُ سلطنةٌ جماعيّةٌ من كورالِ الرجال : آآآآآآآآآآآآآه ، ومع نهايةِ " نون " الإخوانْ في البيتِ الثاني ، تجيءُ زغرودةٌ " صولو " يعودُ عبد الحليم بعدَها للتسليمِ لكورالِ الأطفالِ الذي يحدثُ تغييرًا في البيتِ الثاني من المذهبِ فيصبح :
العيدِ العيدْ /الله ع العيدْ / وليالي العيدْ
في ليالي العيدْ / الإيدْ في الإيدْ / تقطفْ عناقيدْ
ويعودُ عبد الحليم لترديدِ البيتينِ ، ولكنْ بطعمٍ آخرَ ، ليتمَّ المزجُ في نهايةِ البيتِ الثاني بين كورالِ الرجالِ والزغرودةِ الرائعةِ ليخرجَ من تحتِها صوتُ رَجُلٍ مُتحَمّسٍ ( على هيئةِ أولادِ البلدِ في أفراحِنا الشعبيّة ) وعلى طريقةِ دَفْعِ " النقوط " وإعلانِ التحيّةِ والتهاني ، فيردِّدُ ـ بحماسٍ شديدٍ ـ وخلفَهُ الكورال ( رجال ونساء وأطفال ) بدون موسيقى :
العرب ......
كلّ العرب .......
بيهنّوا الكويت ......
وشعب الكويت ......
بعيدِ الكويت .......
ثمّ ..... زغرودةٌ طويلةٌ تعيدُ إشعالَ الموسيقى المصحوبةِ بتصفيقٍ إيقاعيٍّ ، يسلّمُ لعبد الحليم الممتلئِ بهجةً وفرحًا فيغنّي ويعيدُ ويردِّدُ الكورالُ بحماسٍ مُطَعَّمٍ بالزغاريد :
واخدانا فين يا فرحة فين واخدانا ؟؟
قالت تعالوا على الكويت ويّانا
ثمّ يطرحُ حليم السؤالَ ليؤكّدَ المعني ويعيدَ ترسيخَهُ :
واخدانا فين يا فرحة ومعدِّيَّة ؟؟
قالت لي على الأحبابْ يا صُحْبَة هنيّة
وان كان على السِّكّة قريبة عليّا
والموجْ صاحبنا والنجومْ عارفانا
ومن عُمقِ الزّغرودةِ تَشْتَعِلُ الموسيقى لنرتفعَ إلى ذروةٍ أخرى في دوّامةِ الأسئلةِ التي هي إجاباتٌ وحقائق :
واخدانا فين قالت تعالوا .. عزّ الهَنا ،،
والعيد في عزّ جمالُه
عيد الكويت كلّ العرب جايّه له ،،
واللي ما جاش باعت سلامُه أمانة
فـ ... ترديد جماعي ، يهيّئُ المشهدَ لعبد الحليم ليرسمَ لوحةً بالغةِ الروعةِ ، يظلّ الترديدُ الجماعيُّ إطارًا لها :
اللمّة حِلوة ياللا يا حبايبنا
ياللا نزوّق في الفرحْ بقلوبنا
أهل الكويت مِش غُرْبْ دولْ قرايبنا
ويومْ هناهم يبقى كُلّ مُنانا
وهنا يكمُنُ بيتُ القصيدِ ، فقد أصابَ الشاعرُ في رسمِ هذهِ الصورةِ المُثلى ، إذ تأتي " اللمّة " بمعنى " الوحدة " والاجتماعِ على هدفٍ واحدٍ أو فرحةٍ واحدة ، ويصلُ التوفيقُ إلى ذروتِهِ في استخدامِ كلمة " قرايب " التي تؤكّدُ صلةَ الدّمِ أو الرّحم أو القُربَى ، وكانَ من المُمكِنِ أنَ يقولَ " حبايب " ، ويمرّ الأمرُ بسلامٍ ، كتابةً ولحنًا وغناء ، لكنَّ الوعيَ بما يجبُ أنْ يكونَ ، وضعَ الكلمةَ الأصدقَ في لسانِ الشاعرِ ، ومن ثَمّ في الأغنية ، ولم يترِكْ محسن الخيّاط لوحتَهُ البديعةَ بدون تثبيتِ هذا المعنى ، بل يواصلُ " تحبيرَهُ " وتعميقَهُ ، ما دفعَ كمال الطويل إلى المرورِ إلى المشهدِ التالي من خلالِ سحبةِ كمنجة وتنهيدةِ ناي طولهما عشرُ ثوانٍ ، ويغنّي حليم فيما يُشبِهُ الموّالَ على خلفيّةٍ موسيقيّةٍ لا نكادُ نشعرُ بها ، كأنّهُ يُلقي البيانَ أو الخلاصةَ التي تحملُ الرسالةَ العظمى التي تركها الأجدادُ دستورًا لنا ، وبعدَ أنْ يدرِكَ أنّهُ أوصلَها كاملةً ، يعودُ لغناءِ المذهبِ ، ويسلّمُ مرّةً أخرى لكورالِ الأطفالِ الذي يواصلُ الترديدَ في شكلٍ دائريٍّ مُطعَّمٍ بالزغاريدِ والتصفيقِ الإيقاعي ، وكأنَّ كمال الطويل أرادَ أنْ يجعلَ البراءةَ إطارًا دائريًّا لهذهِ التحفةِ التي قالت كلّ شيءٍ ، وكانت بحقٍّ أغنيةَ العيدِ التي حملتْ في طيّاتِها كلّ ألوانِ الفرحةِ ، وكلّ معاني الإخوّةِ ، وكلّ ما يجبُ أنْ نكونَه :
إحنا قرايب والنبي وأهليّة
وأبونا عربي وأمنّا عربيّة
وجدودْنا ـ أهل المجد ـ فاتوا وْصيّة
قالوا لنا إيدْ على إيدْ ح نِعلا مكانة
و ..........
العيد العيد / ألله ع العيد
وليالي العيد / لياليه زغاريد
وشموع بتقيد / لقريب وبعيد
ولا أملِكُ ، كالعادة ، إلا الاندهاشَ والتصفيقَ الحاد .

خُدْني معاك

وهيَ إحدى أغنيتينِ كتبهما محمد حمزة ، ولحّنهما كمال الطويل ، وهيَ أيضًا من روائع كمال الطويل وحليم ، وفي يقيني أن الطويل في هذه الألحان الثلاثةِ قد أوتيَ مقدرةً فائقةً على بثِّ الفرحةِ في عظامِ الآلاتِ الموسيقيّةِ وليس في صوت العندليب فقط .. الطويل يوصِلُ نهرًا من البهجةِ من أعماقِ الريفِ المصريِّ إلى قلب الكويت :
خُدني معاك يا هوا يابو الجناحات
خلّيني أروح لأحبابي واقول سلامات
يا سلام يا سلام يا هوا .. عادت الأيام
وح نسهر تاني مع القمر ,, وح نحكي كلام
واقيد النور عناقيد .. لأحبابي في يوم العيد
يا عُمري .. يا بَعْد عمري
يا قلبي يا بَعد قلبي
يا اهل الكويت
دا عيدكو عيدنا كلّنا
مظاهرة حبّ في موجاتٍ متتاليةٍ تملأُ الأرضَ والفضاءَ معًا :
مُشتاق .. والشوق دوّاب
والصبر عملته حجابْ
وبدرت السكة آمال
في طريق أغلى الأحباب
يا ريت يا نسايم تاخديني
على بلد الحب ترسّيني
واقيد النور عناقيد
لأحبابي في يوم العيد
......
ويأتي مقطعُ الختامِ نابضًا عذبًا ، يلعبُ فيهِ الشاعرُ ألعابًا لغويّةً بديعة ، فيأتي بكلمةِ " الصباح " لتعطي معنىً مُباشرًا وآخرَ عميقًا ، ثمّ يرشقُ في النهايةِ الرسالةَ العظمى التي رسمها محسن الخياط في " ليالي العيد " ، لكأنَّ القلوبَ كلّها تنبضُ نبضًا واحدًا وإنْ تباعدت المسافاتُ :
يا قلوب تحبّ الصباح
وقلوب ماليها السماح
وعيون بتنظر بعيد
تحيي أملها الجديد
واحنا عرب كلّنا
الفرح بيلِمّنا
والجرح بيضمّنا
تعيشي ع الدوام
يا غنوة للسلام
واقيد النور عناقيد عناقيد
لأحبابي في يوم العيد
....... إلخ
وقد أصاب الطويل كثيرًا عندما نثرَ أصوات الكورال في مواضعَ كثيرةٍ بالأغنيةِ ، وفي ترديدِ أبياتٍ بعينها ، وكأنها ـ بلغةِ اليوم ـ رسائلُ قصيرة (( sms))تمهِّدُ لبيتِ القصيدِ الذي هو المقطعُ / الكوبليه الأخير في هذهِ الأغرودةِ الجميلة .

م الجهرا للسالميّة

أما المظاهرةُ الثانية لثلاثي حمزة ـ الطويل ـ حليم ، فهي " م الجهرا للسالميّة " ، وللوهلةِ الأولى يظنّ المستمعُ / القارئُ / المتلقّي أنّ النصَّ مُغْلَقٌ على " الجغرافيا الكويتية " ، ولكن بمجرّدِ الدخولِ إلى أعتابِ الكوبليهِ الأوّلِ نجدُ أنفسنا أمام " فرحة عربيّة " ، ترتدي فيها العروبةُ ثوبَ الزفافِ وتمضي محمولةً في القلوبِ والعيونِ وفوق الرؤوس :
م الجهرا للسالميّة .. رافعين علم الحريّة
رايحة قلوب وجايّه قلوب .. تهنّي بعيدِ الحريّة
كِويتيّة ... كويتيّة
عبد الحليم يقودُ المظاهرةَ ويميلُ بالأداءِ إلى اللهجةِ الكويتيّةِ ، فينطقُ الجيمَ الخليجيةَ لا القاهريّةَ ، ولكن القافَ تفلتُ منهُ وتظلُّ على شكلها القاهريّ ، غيرَ أنّ هذا التطعيمَ يخرجُ منهُ لافتًا للانتباهِ ومثيرًا للإحساسِ بطرافةِ المحاولة .
يجيءُ الكوبليه الأوّلُ مواصلا تمجيدَ القوميّةِ العربيّةِ متغنيًا بالعروبةِ ، فيثيرُ فينا الشجنَ الممزوجَ بالحسرةِ على حال " العروبة " وما آلَ إليهِ الإحساسُ بها اليوم :
وحياة الفرح اللي جمعنا .. وحياة العيد
وحياة عروبتنا اللي ح تكبر على طول وتزيد
أنا عربي باغنّي لأفراحك وباقول وباعيد
طول ما احنا حوالين بعضينا والإيد في الإيد
ح تبان همّتنا وقوّتنا .. والدنيا ح تسمع كلمتنا
وتقول ويّانا ف فرحتنا .. يا فرحتنا
م الجهرا للسالميّة ......
وينقُلنا الطويلُ إلى زفّة للعروسة على الإيقاعِ التقليدي الشهير :
اللهُ أكبر يا كويت يا عروسة
الله الله
اللهُ أكبر م العيون محروسة
الله الله
الله يزيدك مجد فوق أمجادك
الله يكتّر يا كويت أعيادك
الله يصونك من عيون حُسّادك
وبإيد شبابك تبني مجد بلادك
وتبان همّتنا وقوّتنا
والدنيا تسمع كلمتنا
وتقول ويّانا ف فرحتنا يا فرحتنا
م الجهرا للسالميّة .....
ولا أراني مُغاليًا إذا قلتُ إنَّ ثلاثيّةَ حليم تقفُ جنبًا إلى جنبٍ مع قصيدتي أمّ كُلثوم ، ففي هذه الخماسيّةِ تألّقَ الصدقُ في شرايينِ الكلماتِ والألحانِ والأداءِ ، وإنْ تفوّقت أمّ كلثوم بكونها صوتًا إعجازيًّا يجاوزُ الآفاقَ ولا يصمدُ أمامه صوتٌ آخر ، لا عبد الحليم ولا سواه ، فإنّ ما يشفعُ لعبد الحليم ـ هنا ـ هو الأفكارُ التي يغنّيها ، ليس مجرّد المشاركة وإثبات الحضور ، ولكن الرسائل والقيم التي تشبه الخيول في مضمار العروبة ، وفوق ذلك صدق الأداء الذي جعلنا نرى روح عبد الحليم تنصهرُ في المعاني التي يؤديها ، بل أوشكتُ أنْ أرى ضحكة روحه وهو يحاولُ أن يتقمّصَ اللهجةَ الكويتيّةَ بنوعٍ من الحبّ الطفوليِّ البريء .
ما أعظمهم ، وما أعظم عروبتنا .
******************
عن مجلة "العربي " الكويتية ، فبراير 2011م ، جزء من دراسة طويلة لــ: بشير عيّاد
رد مع اقتباس
  #365  
قديم 06/04/2013, 12h34
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري / عروبي حتي النخاع


الدراسة كاملة
عن عبد الحليم وسواه
*************
http://3arabimag.com/SubjectArticle.asp?ID=2632
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg مجلة العربي.jpg‏ (46.1 كيلوبايت, المشاهدات 150)
رد مع اقتباس
  #366  
قديم 28/04/2013, 13h46
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري / عروبي حتي النخاع

أرهقتني بعضُ التعديلاتِ في الصفحةِ الأولى
أدعوكم لمشاهدتها ( مَن يودّ )
وهناك
أضفت عدّة صور
وهنا مجموعة أخرى :
************

1975
****

1978
****

1979
****

1980
****
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg بشير عيّاد 1975.JPG‏ (270.0 كيلوبايت, المشاهدات 101)
نوع الملف: jpg بشير عيّاد 1978.JPG‏ (226.0 كيلوبايت, المشاهدات 103)
نوع الملف: jpg 1979.JPG‏ (277.9 كيلوبايت, المشاهدات 104)
نوع الملف: jpg 1980.JPG‏ (317.7 كيلوبايت, المشاهدات 101)
رد مع اقتباس
  #367  
قديم 28/04/2013, 18h02
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري / عروبي حتي النخاع

أغلفة كتـــب
*******

15 يناير / كانون الثاني 1998م
*****************

أول أغسطس / آب 1998م
**************

آخر ديسمبر 1999م
**************

مارس 2003م
***********
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg رباعيـّـات بشير عيـّاد.jpg‏ (73.2 كيلوبايت, المشاهدات 94)
نوع الملف: jpg جميل بثينة.JPG‏ (135.0 كيلوبايت, المشاهدات 92)
نوع الملف: jpg كتاب ناطحاتٌ شعريّة ، في طبعته الأولى.JPG‏ (140.8 كيلوبايت, المشاهدات 90)
نوع الملف: jpg عبد الوهاب محمد .. أغنية خالدة.JPG‏ (219.8 كيلوبايت, المشاهدات 94)
رد مع اقتباس
  #368  
قديم 13/05/2013, 21h49
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري / عروبي حتي النخاع

من رُباعـِيـــَّـــاتي :
***********


عنفوانُ السّحرِ من عينَيْكِ فاحْ
فامنحينا من رحيقِ الحُبِّ قطرةْ
يا ملاكًـا ، والمسافاتُ جراحْ
والمدى دمعٌ فكوني فيهِ زهرةْ
( بشير عيّاد )
***********

تمّ استئذان صاحبة الصورة في نشرها .
الصور المرفقة
نوع الملف: png عيناها سبحان المعبود.png‏ (232.1 كيلوبايت, المشاهدات 86)
رد مع اقتباس
  #369  
قديم 10/06/2013, 00h30
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري / عروبي حتي النخاع

عن : جريدة فيتو ، العدد 71 ، الثلاثاء 4 يونيو 2013م
*************************************
بشير عيـَّاد لايسخرُ منها ولكـــــــن هذا بختها
********************

زمــــــــــن نانســــــــــــــــــــــي عجـــــــرم
**********************

تكاد الأغنية تكون صورة بالأشعة الدقيقة لواقع المجتمع، وكان السابقون من الراسخين في العلوم الاجتماعية بكل أركان الدنيا وفي كل الأزمان يؤكدون هذه الحقيقة ويؤكدون عليها، ومن ينظر أو يستمع إلى تاريخنا الغنائي المسجل ( كمقياسٍ لصدقِ هذه المقولة ) يجده يواصل تأكيد الحقيقة والتأكيد عليها ، ولو أخذنا العقود الثمانية الأولى من القرن العشرين وواجهناها بثلث القرن الأخير، أي الذى يبدأ من العام 1980 إلى اليوم ، لصفقنا لواضعي هذه النظرية، الحقيقة ، ولو أخذنا من هذه العقود - تحديداً - الفترة من نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى ذهاب الرئيس أنور السادات إلى القدس بمبادرة السلام ، لوجدنا الأغنية مرآة صادقة للحراك الوطني والكرامة الوطنية، ولوجدناها مؤشراً دقيقاً لقياس حركة المجتمع كله صعوداً وهبوطاً، وقوة وضعفاً، فمن رحم ثورة 1919 ولدت أسطورة سيد درويش قائد أعظم ثورة موسيقية في القرن العشرين، وعند رحيله في العام 1923 كان تحت يده الشاب الموهوب محمد عبدالوهاب الذي يتعلم منه من خلال عملهما معاً في فرقة منيرة المهدية، ومع رحيل سيد درويش تسلم عبدالوهاب راية التجديد والتحديث وإكمال ما بدأه درويش العظيم ، في الوقت نفسه لم يكن عبدالوهاب قادماً من فراغ، بل كامتداد لعبده الحامولى وسلامة حجازي وأبو العلا محمد، وكان تلميذاً نجيباً لمحمد القصبجي ، وبمحاذاة عبدالوهاب وموازاته، كانت الأسطورة الكلثومية ترتقي السلمة الأولى في صعودها نحو القمة، ويشاء القدر ، وقدر هذه الأرض المعطاءة ، أن تلتقي أم كلثوم بأحمد رامي في 24 يوليو 1924 بالقاهرة، ويلتقي محمد عبدالوهاب بأحمد شوقي في 26 يوليو 1924 بالإسكندرية!!، شاعران عظيمان يضع كل منهما يده وعلمه وثقافته في يد صوت ناشئ ما يزال في طور التكوين، وليواصلا معاً - رامي وشوقي - ما بدأه أستاذهما إسماعيل باشا صبري في انتزاع الأغنية المصرية من مستنقعات الانحطاط والانحلال، تنفيذاً لأمر الزعيم الأكبر محمود سامي البارودي الذي كان يأنف من أن تُغنـَّى أشعاره، أو أن يجالس المطربين والموسيقيين ـ لسوء ما كانوا يقدمون - ولكن بعد عودته من المنفى وجد أشعاراً لرفيق دربه إسماعيل باشا صبري على ألسنة المطربين، فطلب منه أن يستمر، وأن يكتب باللهجة العامية ليحرض المواطنين على الثورة ضد الاحتلال وضد الخونة سكّانِ القصر ، بدلاً من أن تظل الأغنيات رهينة علب الليل القذرة التي تدفن النخوة والرجولة والروح الوطنية في وحل الابتذال والخلاعة.
مع ارتقاء المجتمع في وطنيته وكرامته وثقافته واقتصاده ووقوف زعاماته الكبرى موقف الند للند سواء كان ذلك في مواجهة القصر، أو في مواجهة سلطة الاحتلال ومن يسير في ركابها بالخارج، كانت الأغنية جنباً إلى جنب أو رأساً برأس، كالأواني المُستطرَقة، وبرغم كل الهزات والتراجعات والخيانات العنيفة، لم يتقهقر الشعب إلى الوراء، ولم تتدحرج هيبة الدولة « كجلمودِ صخرٍ حطـَّهُ السيلُ من عَلِ » كما قال زميلنا العزيز امرؤ القيس، وسوف نخطئ كثيراً في العد لو جلسنا نحصي الأسماء والقامات التى طرزت تاريخ المصريين فى سنوات الصعود، وفى كل المجالات وبلا استثناء، فإذا ما جاءت ثورة يوليو في العام 1952 كان الأدباء المصريون، ورجال الاقتصاد والفنون والعلوم كالمانشيتات الرئيسية فوق جبين العالم، ومع المد القومي باتجاه العروبة، والمد الجغرافي باتجاه عمقنا الإفريقي ، أصبحت مصر محوراً لارتكاز الكرة الأرضية، وبدأت تستعيد وهجها القديم الذي يشع في الكون كله باتساع سبعة آلاف سنة، كان عبدالناصر يتحرك كوريث شرعي لكل هذه الحضارة، وكأنه عصارة هذا الشعب بامتداد كل هذه السنين، كان «واثق الخطوة يمشي» مطمئناً بأن وراءه شعباً يحبه ويرى فيه الترجمة الفورية لكل الأحلام والطموحات الموءودة أو المؤجلة أو التي لم نحلمها بعد.. طار إلى الشرق وإلى الغرب، إلى الشمال وإلى الجنوب، وزرع اسم مصر في أركان الدنيا مرة أخرى، وكانت إطلالته كافية لإذابة الحديد وزلزلة الأرض تحت أقدام أعدائنا وحاسدينا وشانئينا، بما كان يملك من هيبة وقوة ومن ثقة بالله وبالنفس وبالشعب.
وبرغم كل الثقوب التي اخترقت التجربة الناصرية، وبرغم الاستبداد والسجون والمعتقلات وكل المساوئ التي ارتكبتها حكوماته تحت قيادته وعلى مسؤوليته، فإن إنجازاته ستظل شاهدة له، وأن عصره كان عصراً من النخيل في كلّ مناحي الحياة المصرية، وأن ما أنتجه المصريون من فنون وآداب، وما بنوه من مصانع ومشروعات عملاقة، وما أحرزوه في الاقتصاد والطب والهندسة والعلوم كلها يفوق أمما تكثرنا عدداً ومساحة وقدرات مالية عشرات المرات حتى عندما غامر بالحرب ضد إسرائيل وشركائها وأورثنا الهزيمة الثقيلة التي تتمدد آثارها في الزمن، فسوف يظل عظيماً وكبيراً، في إنجازاته وفي أخطائه كما قلناها من قبل.
في عصر عبدالناصر كانت الأغنية سلاحاً فعالاً على كل الجبهات، كانت أمّ كُلثوم تطل كمسلة فرعونية شامخة تستند إلى الهرم الأكبر لكنها لم تستطع إلغاء الآخرين، بل تحولت إلى قدوة عظيمة احتضنت كل القادمين والقادمات من الخلف، فازدحمت الأيام بعشرات الأصوات الكبرى، ومئات الشعراء والملحنين الكبار، فأنتجوا في عقدين فقط ما يكفى لمئات السنوات المقبلة ( بالرغم من سرقة ما يفوق ثلث التراث الغنائي والفني من مكتبتي الإذاعة والتليفزيون )، كان الكبار كباراً في كل شيء، لم تنس أمّ كُلثوم دورها كزعيمة للغناء حتى بعد أيلولة رئاسة نقابة الموسيقيين إلى غيرها، وسيبقى دورها الوطني هو الأكبر على الإطلاق في سجل الفن المعاصر، بقيادتها مبادرة تسخير الفن لدعم المجهود الحربي في أعقاب هزيمة يونيو المنكرة، وبدلاً من أن تفتعل الاكتئاب وتمثل الحزن مثلما فعل كثيرون، أعلنت على الملأ ـ بكل قوة وشجاعة وعقل - أن صوتها هو سلاحها، وسوف تقاتل به من أجل الثأر واسترداد الأرض والكرامة، وبدأت دورتها الطويلة بهذا السلاح قبل أن يمر شهران على النكسة، وفي الثالث والعشرين من يوليو انطلقت لتجمع المال وتوقظ الروح المصرية وتنقذها من أنياب اليأس والإحباط والإحساس بالعار والمهانة، ومن محافظات مصر إلى باريس إلى معظم العواصم العربية الشقيقة.. تغني ، وتعيد الدماء الساخنة إلى الشرايين المتيبسة، فجمعت ما جمعت، ولكن بقيَ الرمز والمعنى أكبر من كل أموال الدنيا وكنوزها.
بعد رحيل عبدالناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر 1970م لم تنطفئ جذوة الروح المصرية ولا وهج وطنيتها، استمرت النهضة «الحقيقية» على أشدها، وكل تروس المجتمع تدور بقوة وبإتقان من أجل الوصول إلى اليوم الموعود، يوم تأديب إسرائيل ومَنْ وراءها، وإثبات أن ما حدث فى الخامس من يونيو كان مجرد غفوة طارئة لن تتكرر، وعندما ملأت شمس العاشر من رمضان سماء مصر العظيمة وأضاءات تاريخها المجيد مرة أخرى، تحول الشعب كله إلى أسلحة، وكما كان أهل الأغنية يرابطون في استديوهات ماسبيرو أثناء حرب 1967 وينامون في الطرقات وعلى السلالم ولا يسألون عن أجر « عدا عبد الرحمن الأبنودي »، انطلقوا أيضاً إلى معسكرهم الدائم فى ماسبيرو وانسكبوا غناءً يؤرخ للقتال وللنصر لحظة بلحظة، فمنحونا الثقة وطرزوا فرحتنا بالنصر بورود المعاني ، وأضاءونا بعد أن أظلمت مشاعرنا في ليالي الهزيمة الكئيبة، ولتواصل الأغنية دورها في التعبير عن الأحداث العـظمى وتسجيلها والتأريخ لها، فإذا كان الشعر العربي هو ديوان العرب في تاريخهم القديم ، فإن الأغنية الوطنية هي ديوان المصريين، بدءاً من نهايات القرن التاسع عشر، وهي الأصدق من كل المؤرخين المنافقين وصناع الأدوار والبطولات الوهمية والإنجازات الزائفة، ولم تكن الأغنية الوطنية فقط هي رأس هذا الفن ، ولكن ناطحتها الأغنية الدينية والأغنية العاطفية ، حتى الأغنيات الفكاهية أو الساخرة ، كانت كلها تخرج من الامتحان بدرجة امتياز .
بعد زيارة الرئيس السادات للقدس، ثم اغتياله في 1981 ثم مجيء خليفته الذي يحمل لقب المخلوع، كان المنحنى المصريُّ يستدير إلى الوراء ليبدأ رحلة الهبوط، ( الذي لم نكن لنظن أنه سيصبح شنيعا إلى هذا الحد)، تساقطت أشجار النخيل المصري في كل المجالات نخلة تلو نخلة، وكلما فقدنا نخلة ورثنا معها فراغاً كبيراً أو أرضاً محروقة لم تعد تقوى على حمل النخيل، سقط السياسيون الأفذاذ، والاقتصاديون العمالقة، وتوارى الموهوبون أو فروا إلى جحيم المنافي الاختيارية بعيداً عن البيئة الفاسدة ، وانعكس السقوط عبر الفن بسرعة البرق وكانت أسرع إصاباته في فنون الأغنية والسينما والمسرح ، عدنا مرة أخرى إلى عصور الضعف والانحطاط والابتذال، غير أن تلك الانحطاطات كانت تصيب الأمة، أو الأمم الأخرى، في أعقاب الهزائم أو الاخفاقات الكبرى، ولكنها أصابتنا ونحن منتصرون وننعم، بمعاهدة سلام «لا يعلم محتواها إلا الله»، ونرتع في أمان - ولو كان وهميا ـ ولا نشعر بتهديد ما من قبل عدونا الإسرائيلي المزمن، أي نتمرغ في الرحرحة، وبدلا من أن نستغل الفرصة والظروف لمواصلة الارتقاء استغللناها في العودة إلى الوراء أو بدايات القرن، واستطاع صفوت الشريف - وزير الإعلام في ثلاثة أرباع الحقبة المباركية الهباب - أن يستغل دهاءه القديم في الطبطبة على مشاعر السيد الرئيس والست مراته، فابتكر الاحتفالات الأكتوبرية إياها لتتحول إلى فرصة سنوية للاحتفال بختان علاء وجمال وزفاف السيد الرئيس - بأثر رجعي - ونشأ جيل الأغنية الارتزاقية أو السبوبة الموسمية بقيادة عمار الشريعي الذي لم يعد يجوز عليه سوى الرحمة، وأغلق الباب في وجه الشعراء والملحنين المحترمين الذين رفضوا الانصياع لرغبات السيد الوزير أو بيع تاريخهم في حفل نفاق حضرة العمدة، وفي المقابل قفز قرداتية الأغنية وتسلقوا المواسير الخلفية لمبنى ماسبيرو، وبكل أنواع الرشوة دلقوا قاذوراتهم علينا من كل القنوات والإذاعات، وخلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ( اللذين شهدا بداية الانحدار في كل شيء ) تم الإجهاز على معظم كنوز الإذاعة المصرية والتليفزيون المصري ، وبعمليات نهب منظمة بقيادة رؤساء القطاعات أو تحت سمعهم وبصرهم تسرب معظم تاريخنا المسجل بالصوت والصورة إلى الفضائيات الناشئة أو الإذاعات العربية التى أؤمن أنها أخذت ما أخذت بحسن نية، ومع دخولنا القرن الجديد.. دخلنا زحفاً على الخدين في السياسة والاقتصاد والإعلام والعلوم وفي كل الآداب والفنون، وفي خضم فوضى الانهيارات المتتالية توارت الأصوات أو الأشجار الصالحة للنمو، أصبح كل مجال أوسع من ألف فدان ولكن لا نرى فيها سوى عدة أعواد لا تقوى على مواجهة الريح!! ومع قيام ثورتنا المسروقة التي يشار إليها بثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م، ومع خلع أعتى نظام عرفه تاريخنا الحديث، توهمنا أننا استعدنا مصرنا وملكنا زمامنا، وتخيلنا أننا سوف نبدأ الخلاص من حقبة الخيبة إلى مرتقى الهيبة، لم نكن نظن أن عصر عبدالناصر والسادات وطه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم وزكي نجيب محمود ونجيب محفوظ ورامي ومأمون الشناوي ومرسي جميل وبيرم وفؤاد حداد والقصبجي وزكريا وعبدالوهاب والسنباطي والطويل والموجي وأم كلثوم وفريد وعبدالحليم.. إلخ قد ولى إلى غير رجعة وأخذ معه بذوره وأشجاره وآثاره، لم يكن أحد يتخيل أن ثورتنا ستفقس خرابا لم نعرفه من قبل، وحكومات لا علاقة لها بالواقع، ونظام عديم الحيلة منزوع الهيبة مرتعش الأقدام، لم نكن نتخيل أن يستمر عصر رائدات النفخ والشفط والتكبير والتصغير في مجال الغناء، كنا نحلم بميلاد أم كلثوم أخرى وانحسار موجة هيفاء وإليسا وروبي وكارول وميريام وكل هذه الأشكال، فإذا بالساحة تخلو لهن ليتوالدن ويتكاثرن وينهضن نهضة لا مثيل لها، كانت أم كلثوم زعيمة للغناء ونقيبة للموسيقيين، فجاءت أيامنا الهباب هذه بفلان الفلاني نقيبا للموسيقيين) أستخسر فيه أن أكتب اسمه(، وبعد ثروت عكاشة وأعلام وزارة الثقافة جاءت لنا الحقبة المقندلة بوزير للثقافة كل مؤهلاته تتمثل في مقالٍ أو مقالين دلقهما في خرابة «الحرية والعدالة» يسب فيها رموز المعارضة ويمدح الإخوان، سارقي الثورة والوطن، وربما كان لملامحه مبرر قوي في عملية انتقائه فمن يدقق في ملامح المذكور يجده وكأنما ارتدى المرشد أو بلعه، كما لم أر له صورة واحدة يبتسم فيها، وهذا معناه إما أنه يعلم أنه أقل من أصغر مثقف في وزارة الثقافة وهيئاتها، أو أنّه يشعر بتأنيب الضمير لارتضائه قبول هذا الدور الانتقامي من كل الرموز المبدعة التي يفتقر إليها الذين جاءوا به إلى هذا المنصب الرفيع، وفي مقابل هذه الحكومة الفارغة الهشة توجد معارضة أكثر هشاشة تمارس دوراً صوتيا لا غير مثل ذلك الذي يمارسه الملحن حلمي بكر في تقطيع المطربين الجدد وانتقادهم، فلا هم سمعوا لانتقاداته ولدغاته وارتدعوا، ولا هو قدم لحناً أو بديلاً مقنعاً يسد ثغرة أو فجوة !! نحن جميعاً في المرحلة النشاز، أظهرنا ضعفنا على نواصي الطرق، فسال لعاب النمل طمعاً فينا، حدودنا مُخترَقة، جنودنا يقتلون ويخطفون ونهان ويهانون، كان لنا زعماء يفرضون كلمتنا بالنظرة والإشارة فيعرف الآخرون مواضع أقدامهم، ويتحسسون ملابسهم خوفاً من الإسهال، ولم يكن أحد يجرؤ على أن يسعل أو يعطس أمامهم، الآن دخلنا في غمار الأبلج واللجلج والسجع البطيء البليد، وتخبطنا في حروف الخطب الركيكة وتشعلقنا فيها، فقامت أنصاف القوالب النائمة، وببساطة شديدة يتم قطع الصوت عن السيد الرئيس الذي لم يراع الوقت المحدد في مؤتمر أديس أبابا، وبعد قطع الصوت يتم قطع الماء وإغلاق محبس النيل استمراراً لفوضى الإهانات والاستهانات والطمع في مزيد من التنازلات والركوع أمام مطالب الآخرين ورغبتهم في الانتقام .
_ ولماذا جئت بنانسي عجرم لتكون بطلة العنوان والرسم المصاحب؟
= أقول: هذا بختها وقدرها، كان من الممكن أن تكون إحدى الشبيهات من أمثال هيفاء وروبي وإليسا وميريام وكلّ زعيمات هذا الانهيار، لكن نانسي الآن تحظى بحضور كعضو لجنة تحكيم مسابقة غنائية «!!» وهي ، وكل المحكمين في تلك المسابقات لا يصلحون ككورال أصلاً، ثم ما أثارته أخيراً في ذكرى ميلادها ومداعبات راغب علامة لها ، ثم انتكاسة محمد منير الكبرى الذي فقد نصف رصيده وهو يردّ عليها ردّ المراهقين السُّذَّج :" قولي يا مُـزَّة " ولم يكن راغب أو منير أول من تعامل معها كـ « مـُزَّة » فقد سبقه الراحل فؤاد المهندس بعد أن أبدى إعجابه بها كأنثى بشكل لا يليق بسنه ولا مقامه ولم يكن يتحدث عنها من حيث كونها فنانة أو صاحبة صوت ما، هي بريئة ومسكينة وأغنياتها تشبهها، وهي تشبه عصرها الفارغ وتنطبق معه تمام الانطباق، فإذا كانت أمّ كلثوم نتاجاً لعصر الشموخ والتحضر والكرامة ما جعلها رمزاً للفن المسؤول فظلت - طوال أربعين عاماً - تواجه جمهورها بتسريحة شعر ثابتة، وبفساتين تشبه القصيدة العمودية، وكانت لا تدخل على الجمهور ـ خوفا منه - بل تجلس وسط فرقتها ترتعش حتى يُفتح الستار وتأخذ الأمان ثم تغني ، فإن نانسى وشبيهاتها نتاج عصر الاستهانة والضعف وعدم الإحساس بأية قيمة في ظل الحكومات الطاغية المستبدة التي ستدخل النار، كانت مصر قبلة الدنيا وبهجتها وزينتها، وكانت الشمس المتألقة في وجدان الحضارة والرقيّ الإنساني.
وفي ظل الحكومات التي تتاجر بالدين أصبحنا مطمعاً وملطشة للأمم ولقمة سائغة تحلم بها دول فى حجم النملة فتلعب بنا وتتحدانا !!
كانت أمّ كُلثوم تشبه عصرها.
- ولم تخطئ نانسي عندما جاءت تشبه عصرها.
- عذراً يانانسي .. يا كوكب المُزز .. أقصد ياكوكب الشرق في القرن الحادي والعشرين.
************
البورتريه : ريشة المتألق خضر حســـــــــن ، رسّام جريدة فيتـــــــــو
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg نانسي ، العدد 71 ، 4 يونيو 2013م.jpg‏ (42.2 كيلوبايت, المشاهدات 72)
رد مع اقتباس
  #370  
قديم 10/06/2013, 01h29
الصورة الرمزية tarab
tarab tarab غير متصل  
عيسى متري
رقم العضوية:2256
 
تاريخ التسجيل: juin 2006
الجنسية: فلسطيني مع جنسيه مكسيكيه
الإقامة: المكسيك
العمر: 67
المشاركات: 4,180
افتراضي رد: بشير عياد مصري / عروبي حتي النخاع

واللهي يا استاذ بشير كلامك يأتي على الجرح يشفيه انه لدينا التراث المسموع والمرئي او ما وصل منه , ويدميه لما وصل الحال بعد ١٩٨٠ .
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 00h47.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd