ألصمتُ أليقُ بي
للشاعر : سعود الأسدي
أنتِ استرحْتِ ،
فهلْ أرتاحُ من تَعَبي ؟!
ومن مُعاناةِ ليلِ السُّهْدِ والنَّصَبِ ؟!
جَفني قريحٌ بما مارَسْتُ من سَهَرٍ
مع الحُروفِ ،
وما دارَسْتُ من كُتُبِ
أراكِ بينَ سُطوري نَخْلةً بَسَقَتْ
وليسَ تُلقي إلى كَفّيَّ بالرُّطَبِ
وقد أرَاكِ مع الأشعارِ داليةً
ولا يَنَالُ فمي قِطْفاً من العِنَبِ
لكنَّ رَيَّاكِ ما زالتْ مُغَشِّيَةً
أجواءَ روحي كغَشْيِ الأفْقِ بالسُّحُبِ
ولي انتشاءٌ بما وَشّحْتِ من كَلِمٍ
بالسِّحْر توشيحَ كأسِ الخَمْرِ بالحَبَبِ
أنتِ الربيعُ فَهَلْ أرْعَى مرابِعَهُ
كالطّلْيِ يَرْعَى طَرِيَّ الزّهْرِ والعُشُب
وغُصْنُكِ البََضُّ يَحْكِي فِضّةً سُكِبتْ
قد زَيّنتْهُ نَوَاويرٌ من الذّهَبِ
لكَمْ أتوقُ لِنَبْعٍ فيكِ من ظَمَأي
ولستُ أُرْوَى ،
وقد أقتاتُ من سَغَبي
كُوْني المَجَرّةَ تجري بالنجومِ فكمْ
أوَدُّ أنْ تُمطري دُنياي بالشهُبِ
وأشْعِلي النارَ في قلبي فإنَّ له
شوقاً إلى الخَفْقِ بينَ الجَمْرِ واللَهَبِ
لم تُغْنِ عني سِوَى الأحلامِ تأسرُني
فهلْ أضُمُّكِ ضَمَّ الطيفِ بالهُدُبِ
من عَهْدِ ( عشتارَ ) أهوَى الحُسْنَ منفرداً
يَشُدُّني سِحْرُهُ للشّدْوِ والطّرَبِ
حَسَبْتُ عُمْرِيَ أحقاباً ويُرهُقُني
بما يُحَمِّلُني عُمْري من الحِقَبِ
ولستُ أنْسَاكِ عُمْري والهَوَى سَبَبٌ
فكيف تسألنُي عيناكِ عن سَبَبِ
فإنْ نأيْتِ فإن الشوقَ يدفعُني
سعياً إليكِ ،
وأبْقَى منكِ عن كثبِ
أنتِ الجمالُ ،
وما أحلاكِ شاعرةً !
بما تُثيرينَ بي من روعةِ الشّغَبِ
فلتسمعي الصوتَ مني حين أبعثُهُ
يقولُ رُدِّي عليَّ الصّوتُ واقتربي
وكَلّميني بصدقِ القولِ وابْتَسِمي
ولا تَسُدّي كُوَى الرّؤيا وَتَحْتَجبي
أُبْدِي رِضَائي وإنّي في قرارتِهِ
أصُدُّ عنكِ بصَبْري موجةَ الغَضَبِ
وإنْ عَتِبْتُ كفاني أن يُلامِسَني
من كفِّكِ الغَضِّ ما أنْسَى بهِ عَتَبي
لا تسألينيَ عن حالي إذا خَلَجَتْ
عينايَ حين تُلاقيني ولم أُجِبِ
كلاّ ولا تَعْجَبي فالصّمْتُ أليقُ بي
إذا حَضَرْتِ
وما في الأمرِ من عَجَبِ !!
تيهي فتيهُكِ يحلو لي وأرمقُهُ
في اللطفِ فيكِ ،
وفي الأخلاقِ والأدبِ !!