24/08/2013, 13h51
|
|
مواطن من سماعي
رقم العضوية:457466
|
|
تاريخ التسجيل: août 2009
الجنسية: عراقية-سويدية
الإقامة: السويد
المشاركات: 592
|
|
|
رد: محمد جواد اموري
في البدء نتقدم الى الملحن الكبير الاستاذ محمد جواد اموري بالتهاني الحارة بمناسبة تخطيه الظروف الصحية الصعبة التي مر بها مؤخرا وندعو له بالصحة والسلامة التامة وفيما يلي روبرتاجا صحفيا عن الاحتفالية التي اقامتها مؤسسة المدى الصحفية للموسيقار( اموري)
مؤسسة المدى تحتفي بقامة موسيقية كبيرة ..محمد جواد أموري مكتشف النجوم
قحطان جاسم جواد ........... تصويرمحمود رؤوف
كانت لحظات مؤثرة تلك التي جمعت بين قامة موسيقية عراقية كبيرة هو الفنان القدير محمد جواد أموري وبين تلامذته ومحبيه وجمهوره الواسع الذي غصت بهم قاعة المدى، بحيث لم يحصل الكثير منهم على موطئ قدم يقفون فيه،مما اضطرهم الحال للوقوف في شارع المتنبي لسماع أغاني الطرب الأصيل التي لحنها أموري لأجيال كثيرة من المطربين.
مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون قدمت لنا أموري في أول ظهور علني له بعد إصابته بجلطة دماغية في أول محاولة من نوعها.. وكان اللقاء حاراً ومبكياً بحيث أن أحد المطربين الشباب لم يقدر أن يواصل أداء الأغنية لأن البكاء أخذ منه الكثير، لذلك بكى المطرب كريم محسن أثناء أداء الأغنية،وهو في حضرة أموري كما بكى المطرب على جودة وسرور ماجد كذلك شاركهم أموري البكاء وهو يرى تلامذته النجباء يخلّدون ذكره ويواسونه.. بأغنياته التي صنعها كما صنع مجداً لهؤلاء المطربين.
كما عرض فيلم عن مسيرة العملاق محمد جواد أموري انتجته مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون تناول الفيلم مسيرة هذا الفنان الرائد الذي اكتشف عشرات المطربين، منهم حميد منصور – كريم حسين - سعدي الحلي – ستار جبار - ياس خضر - حسين نعمة ومضر محمد ونؤاس أموري.. وهي من أهم أصوات مرحلة السبعينات والثمانينات . تحدث في الفيلم الكثير من المبدعين أبرزهم الناقد والموسيقي ستار الناصر الذي أشار إلى أهمية أموري كموسيقي وملحن وتأثيرات البيئة عليه ثم معالجته للتراث بطريقة معاصرة ومعبرة بحيث شكل أموري لوناً خاصاً به وتعاون مع العديد من الأصوات الغنائية وأعطاها هوية خاصة.. ولا ننسى أن أموري استفاد من وجوده كموسيقي في الفرقة السمفونية الوطنية... كما أدى في الفيلم أموري بعض أغانيه على العود الذي يعتبر أعز صديق له في ملاذه الأخير، منزله.
كذلك تحدثت زوجته الإعلامية سناء وتوت فقالت:بعد بداية أموري في الحلة جاء إلى بغداد ودرس في معهد المعلمين ومعهد الفنون الجميلة ودرس الموسيقى وعمل في السمفونية العراقية ثم بدأ مشوار التلحين ليقدم للساحة الغنائية مجموعة من أجمل أصوات الأغنية السبعينية . كما تضمن الفيلم مجموعة من الأغاني بأصوات متعددة،منها أغنية بصوت أنوار عبد الوهاب.
تقول:-
عد وانه اعد ونشوف ياهو أكثر هموم
من عمري سبع اسنين وكليبي مهموم
راحوا ويلي راحوا باعد ماردوا أحبابي
يلي ماعليك هموم عونك يها الماي
جا يبست ومحيت وبيك الوياي
راحوا ويلي راحوا باعد ماردوا أحبابي
بعد الفيلم تحدث الفنان القدير أموري إلى جمهوره بصعوبة بسبب آثار الجلطة فقال:ـ
أنا سعيد وفرح بهذا الجمهور الكبير والحبيب.. وأشكر مؤسسة المدى و رئيسها الأستاذ فخري كريم لأنه اهتم بي كثيراً أثناء مرضي وتابع أموري, إضافة إلى هذه الجلسة الرائعة التي ذكرتني بأيام الفن الجميل،ثم غنى ياحريمة التي تعد نشيداً للفقراء كما قال شاعرنا الكبير ناظم السماوي. وقد بكى أموري فرحاً وحزناً في آن واحد.. فرح لأن هناك الكثير من طلابه وتلامذته الذين صاروا مطربين كبارا... وحزن على ماحل به من ويلات الزمن .
وقاطعه الفنان سرور ماجد فقال:ـ
أنا سعيد أن أحظى بهذه اللحظات المؤثرة مع أستاذي وحبيبي الفنان الكبير محمد جواد أموري الذي اختبرني وأعطاني شهادة النجاح كملحن عندما كان في لجنة فحص الأصوات والألحان والكلمات إبان الثمانينات... إنه قامة كبيرة علمتنا التلحين والغناء بطريقة رائعة وجميلة وأصيلة.. الله يعطيه العافية.
ثم غنى المطرب الريفي مكصد الحلي وهو من المطربين الشباب في الأغنية الريفية بعد رحيل جيل الرواد أغنية لحنها أموري للفنان الراحل سعدي الحلي.. وقال مكصد: أنا سعيد أن أغني لاثنين من عمالقة الأغنية العراقية هما المطرب الكبير الراحل سعدي الحلي وفارس الأغنية العراقية وملحنها الكبير محمد جواد أموري ثم غنى أغنيته الشهيرة يمته اللكاك يلي مضيع سنين العمر بفراكك كلمات كاظم الرويعي،والثانية عيوني مساهرات الليل وعيون الخلك نومة كلمات محمد علي القصاب.
أما المطرب كريم حسين الذي اكتشفه أموري بعد نجاحه في لجنة الفحص في ثمانينات القرن الماضي فقال:ـ
غنيت له أغنية (بعد اليوم) وأغنية (مرات اطلب منك تنسى) وأنا سعيد أن أغني أغنية أموري ( بعد اليوم). وكريم كان قد اغترب عن العراق لعشرين عاماً وعاد مجدداً ليلتقي بأستاذه أموري الذي علّمه الغناء وشذّب صوته ودفعه باتجاه النجومية . وراح صوته يشدو بعذوبة لا تخطئها الأُذن أبداً.. فغنى:ـ
بعد اليوم
تجري يازمن ليش
بعد اليوم
مامن حقي اجيب
اسمك على لساني
زماني وياك ما كمل
وفرحي بيك ياحيف
ويعتبر الفنان والملحن الكبير محمد جواد أموري صاحب الصوت الشجي من أثقف الملحنين العراقيين وواحداً من مختبرات صناعة النجوم. شاعت ألحانه وطارت شهرة من غنى له وكيف لا وهو الذي قدم للساحة الغنائية مطربين مازالت أغانيهم حتى هذه اللحظة تطرب السامع وترقص عليها العجائز والشيوخ قبل الشباب لما لها من نكهة وذائقة موسيقية، فمن منا لم يطرب لصوت صباح السهل وهو يشدو بلحن أموري في (نوبه شمالي الهوى ) ومن منا لم يطرب مع ياس خضر و (الريل وحمد) و (أفز باليل) لستار جبار و(ينجوم صيرن كلايد) للفنان فاضل عواد.
والعشرات من الألحان الشجية. والمعروف عن محمد جواد أموري أنه خريج دار المعلمين الابتدائية ومعهد الفنون الجميلة، كما أنه عازف على العود والناي والكمان ولم يصدق أحد أن هذا الفنان الذي عمل مع الفرقة السمفونية لمدة ستة عشر عاماً يتحول إلى أشهر ملحن للأغاني العاطفية ذات النكهة الشرقية والنغم العراقي الشجي. طارت شهرة الملحن محمد جواد أموري وسبقته إلى بعض الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي فأصبح العديد من مطربي هذه البلدان يتمنون أن تشدو حناجرهم بلحن من ألحانه .
قدم للاحتفالية حيدر شاكر معاون عميد معهد الدراسات الموسيقية بكلمات حب للفنان اموري قال فيها:ـ
الملحن،من هو الملحن؟ ما دوره وأثره في الأغنية على اختلاف قوالبها سواء كانت قصيدة أم موشحا أم مونولوجا أم غناء وجدانيا أم غناء دينيا وغناء وطنيا . كل تلك المنجزات هي من صنع الملحن.
نحن في العراق لنا تاريخ حافل بالأسماء بهذا المجال فإبراهيم الموصلي وإسحاق الموصلي وزرياب وآخرون غنوا ولحنوا واستمر العطاء قرونا بعد قرون من الزمن.
وما دمنا نتحدث عن قامة إبداعية ظهرت في القرن العشرين الذي استطاعت الوسائل التقنية أن توثق الكثير من تلك العطاءات الثقافية والغنائية التي هي جزء من الثقافة التي نعرفها بل نعشقها كون الغناء متلاصقا بحياتنا اليومية.
محمد جواد أموري تشكل لنا مدرسته اللحنية كمثقفين وكموسيقيين ومتابعين
لتاريخ الغناء العراقي الرصين معلوم للمتابع لواقعنا الموسيقي منذ بدايات القرن العشرين وتلك الأسماء الخالدة التي نعرفها كمطربين المقام العراقي ومدارسهم أو دور الأخوين صالح وداود الكويتي بمنتصف الثلاثينات واستمر عطاؤهم حتى تسفيرهم من العراق بداية الخمسينات ليأتي بعد هذه الحقبة الأسماء الجديدة،أمثال ناظم نعيم وأحمد الخليل وعباس جميل ووديع خوندة ومحمد عبد المحسن ومحمد نوشي ويحيى حمدي ومحمود عبد الحميد وعلاء كامل وفاروق هلال وجميل سليم أطلق على هؤلاء تسمية ملحني الأغنية البغدادية .
ثم يأتي دور الملحنين الذين أكملوا مسيرة من يقودهم،أمثال حسين السعدي وطالب القرة غولي لتأتي مرحلة السبعينات التي أتت بملحن جاء بشيء جديد ومدرسة جديدة جاء محمد جواد أموري كموسيقي و مثقف و أكاديمي بدأ مع الموسيقى من خلال الدراسة الأكاديمية وطوّر نفسه عازفاً في الفرقة السمفونية الوطنية لمدة ستة عشر عاماً عازفا لآلة الفيولا.
وبالرغم من كونه عازفا مع أوركسترا سمفوني إلا أن موسيقى الأرض والبيئة المتمثلة بمنطقة الفرات الأوسط بأغانيها ومطربيها وطقوسها الدينية لم تؤثر بذوقه الأزلي وموسيقى العظماء من سمفونيات وقوالب أخرى. فها هو يقدم
هدية وما اجملها بصوت شجي لم ولن يتكرر إلى المجتمع العراقي وحتى العربي في أغنية ياحريمة، تلك الأغنية وذلك الصوت العراقي صوت حسين نعمة ومن كلمات أبو الروائع شاعرنا ومبدعنا ناظم السماوي, بهذا النص الذي هز وحرّك الوجدان وظل وسيظل يعيش بين ذكرياتنا نموت وتأتي أجيال بعدنا وياحريمة حاضرة تحكي حكاية ملحن لم يتأثر بأية مدرسة غنائية طيلة حياته بل أعد وطور أغاني تراث بلده الحبيب.
من أغانيه الأخرى جاوبني تدري الوكت – شضحيلك – نوبه شمالي الهوى نوبة الهوى جنوبي - أفز بالليل - جلمت حبيبي انتهت - عيون مساهرات الليل – أحب من يكعد اكبالي – وأغانٍ كثيرة كلها كونت مدرسته التي من الصعب على على أحد أن يقلدها.
وقال الفنان جواد محسن:ـ
كان الفتى محمد جواد أموري يختزن ذكريات الفجيعة وذكريات الموقف الذي تتضخم فيه الأنا بحجم دموعنا، ولهذا ففي مشروعه الجمالي لم يستعر محمد جواد أموري عناصر خارجية بعيدة يؤسس عليها بل اكتفى بالمادة المحلية والموروث الذي أمده بكل عناصر التفرد.
فتجربة محمد جواد أموري تجربة تنحو باتجاه تحقيق حضور الماضي في حاضر قابل للتسويات المعرفية. فهي تجربة تحاول إنجاز المصالحة الجمالية مع الموروث الفني للبيئة العراقية , وهي بهذا التفسير تجربة منغلقة لحنية على الآخر المضاد الذي لا تستعير إلا هويته التقنية. ورغم أن هذا الآخر قد شكل جزءاً مهماً من الصورة العامة لملامح التحديث اللحني العراقي , إلا ان محمد جواد أموري في تجربة فريدة من نوعها اكتفى بالتاريخ المنجز الذي نظر إليه باعتباره تاريخاً قابلاً للتشكيل بصور شتى وقابلاً للقراءات اللحنية المختلفة دون ان يفقده ذلك خصائصه الأساسية الأولى.
وأضاف جواد:-
محمد جواد أموري منذ صغره، منذ امتلاكه نايه العجيب الذي كان يسحر به أطفال قريته، كان يشعر بأن همومه هي الأكثر بين الآخرين، إنها هموم اللامنتمي الذي يشعر بأنه متفرد حتى بغوايات الشرق ،غوايات الذات، وهي مازالت بعمر لا يسمح لها بأن تتذوق لوعة الإقصاء.
وعندما تشخص الكلمات لدى محمد جواد أموري في حضرة الحبيب تحتار ماذا يختار له فيستبدل اللغة بالحبيب والقصيدة بخطواته التي تشبه الموسيقى وقد تأسّف محمد جواد أموري عندما تسرق الكلمات من شفاه العشاق.
وعندما لم تمر عربات الشوق على حبيبة سرقت فيها الزمن عشرين عاماً دون أن يمس قلبها شوق الترقب ودون أن يقطف ناظم السماوي سنينها المكتظة بالغياب متحولاً إلى سالوفة تتداولها المدن الغنائية في العتمة والمغيبة بالإقصاء.
وعاد جواد محسن ليغني أغنية عد وآنه عد بصوته الرخيم والجميل،فنال رضا الجمهور.
و قالت الإعلامية سناء وتوت في مداخلة: إنها تتذكر أنّ أموري ونؤاس غنيا معاً بافتتاح مؤسسة المدى وغنى في الشارع لهذه المناسبة بحضور الأستاذ فخري كريم الذي وقف مع صديقه أموري وقفة مشرّفة، ولا تنسى وهو يدعمه مع جميع المبدعين ، فله الشكر والتقدير.. لاسيما أنه طلب أن نجمع مذكراته لتصدر بكتاب عن مؤسسة المدى.
ثم غنى المطرب الشاب أحمد مؤيد أغنية ياحريمة، لكنه لم يستطع إكمالها بسبب البكاء وهو متأثر بمنظر أستاذه أموري..
وكان مسك الختام الفنان حسن بريسم الذي تحدث عن تجربة أموري وتأثيرها بالأجيال الفنية منذ السبعينات وحتى الآن، ثم غنى أغنية خاصه به تحية إلى محمد جواد أموري.
|