رد: احمد زيدان البياتي
التسجيلات الثمينة التي تفضل برفعها الاستاذ صفاء الحلي، والمعلومات القيمة التي اضافها الاساتذة بنان زياد ونهاد عسكر ونور عسكر عن قارئ المقام احمد زيدان، والبحث الواسع الذي كتبه الاستاذ خيري العمري ونقله مشكورا الى قسم الدراسات والابحاث في المنتدى الاستاذ MAABI ، هذه المواد تؤكد الاهمية الكبيرة التي يتميز بها منتدانا والمهمة السامية التي اخذها على عاتقه في صيانة تراثنا الفني العراقي الاصيل. واذا كانت هذه المواد قد تناولت مواهب احمد زيدان والذروات التي بلغها في اداء المقام، فان الاديب والصحفي العراقي الاستاذ خالد القشطيني يروي كيف كانت البداية وكيف تحول احمد زيدان من الاذان الى قراءة المقام.
يقول الاستاذ خالد القشطيني في مقاله المنشور بتاريخ 24/5/2007 في صحيفة الشرق الاوسط التي تصدر في لندن باللغة العربية، ان الحاج احمد زيدان لم يبدأ حياته كمغن او مطرب وانما كان مؤذنا في احد مساجد بغداد. كان له صوت شجي وقراءة رائعة للأذان. لاحظ انه كلما انهى الأذان ونزل من المنارة ليصلي بالناس، صادف رجلا يقف امام باب المسجد ولا يدخل كالآخرين ليصلي. استغرب من امره، فسأله لماذا يأتي الى المسجد ويقف انتظارا للأذان ثم لا يصلي؟ اجابه الرجل: "انا يهودي موسيقي واعزف على الجوزة، احضر الى المسجد لأسمعك وانت تؤذن، اسمع كيف تنغم الأذان على انغام المقام واتعلم منك".
سأله احمد زيدان: "منو انت؟" قال: "انا اسمي نسيم بصون، واترزق من العزف على الجوزة في حفلات لجالغي العراقي وحفلات الفرح، كلما يصير عند الناس زواج او طهور او مناسبة للاحتفال".
استمر الحوار بينهما في موضوع موسيقى المقام البغدادي فذهبا الى المقهى المجاور للجامع ليشربا الشاى ويواصلا الحديث. وهكذا نشأت بينهما صداقة فنية. اصبحا يلتقيان باستمرار، المؤذن المسلم وعازف الجوزة اليهودي. يجلسان ويتحاوران عن المقامات والتلاوات والموسيقى.
وهكذا، وكما جاء في مقال الاستاذ خالد القشطيني، اخذ احمد زيدان يذهب الى حفلات الجالغي ليسمع العزف والغناء، ثم اخذ ينضم اليهم في غناء المقام فهز الآخرين بروعة صوته واجادته للانغام. وما هي الا بضعة اشهر حتى تحول من اداء الأذان وتجويد القرآن الكريم الى عالم الطرب والفنون الموسيقية. وما هي الا سنوات قليلة حتى اصبح من اعلام قراء المقام العراقي.
التعديل الأخير تم بواسطة : كريمة عطار بتاريخ 08/01/2013 الساعة 12h48
|