فن الغنايا في أفراح الساحل التونسي

**محمد حكيمة** · #1 08/07/2007, 02h36

بمناسبة اطلاعي على أغنية اسماعيل الحطاب " مرحوم اللي سمى عيشة" أردت أن أتحدث عن العيشتين.

فقد كتب الشاعر محمد الصغير الساسي" مرحوم إللي سمى عيشة ثابت ما يخطاش " وكتب عبادة من قرية كروسيا " يا عيشة حبك ما امرة خلاني مهموم " وهما على شكل الموشحات أقفال الأولى بحرف الشين وأقفال الثانية بحرف الميم.ولكل واحدة منها خمسة أقسام كل قسم بقافية خاصة به. وقد اشتهرت القصيدتان وكانتا لعشرات السنين زينة المحافل التونسية. فقرر الفنان بريك السعفي أن يغنيهما معا. وفي محفل في قرية بنبلة اقترحت عليه غناءهما فلبى طلبي وسجلتهما. وكا آداؤه على النحو التالي : يؤدي طالع قصيدة عبادة ثم طالع قصيدة محمد الصغير ثم القسم الأول من قصيدة عبادة ثم القسم الأول من قصيدة محمد الصغير ثم القسم الثاني من قصيدة عبادة وهكذا دواليك حتى يؤدي العشرة أقسام. مع العلم أن القسم الواحد يسمى عرف في مصطلحات الغنايا.
وقد غنى اسماعيل الحطاب مقتطفات من قصيدة محمد الصغير لشهرتها أكثر في جنوب الساحل كالسواسي بلدة الشاعر ومالولش بلدة اسماعيل الحطاب. بينما اشتهرت الثانية أكثر في شمال الساحل أين توجد قرية كروسيا بلد عبادة.
ولكم الآن الأغنيتان.

محمد عامر حكيمة
سوسة

**marja78** · #2 14/07/2007, 16h46

الأخ حكيمة ..السلام و المحبة..
شكرا للموضوع الهام الخاص بالفنــــــان الكبــــــــيــــر إسماعـــيــل الـــحطـــاب ...و صوته الفتان ..و أ ضيف ان أغنية "من سمى عيشة " مشهـــورة في جهة الشمال الغربي وفد غناها العديد من "الغناية" (بفتح الغين و شد النون ) و لكن التساجيل غير محفوظة لللأسف..و غناها كذلك الـــشــيخ بـــورقعة الجـــزائــري و تصاحبه الة القصبة...
اتمنى المزيد و شكرا على المجهــــــــــــــود....

**محمد حكيمة** · #3 15/07/2007, 01h03

إلى المشارك العزيز marja78
تحية طيبة أما بعد
يسرني أن أعلم من سيادتكم أن التسمية متطابقة بيننا وبين الشمال التونسي العزيز الذي عملت قيه لمدة خمس سنوات.فنحن في الساحل أيضا ننطقها كما ذكرت.القين الفتوحة والنون المضعفة. ويسرني أن أعلمك أن الغنّاي في الساحل عندما يغنّي في الأفراح لايغنّي فقط لشعراء المنطقة بل يغني على سبيل المثال لا الحصر للشاعر المكثري " ولد عيار كما يسمي نفسه ولعبد الرحمان الكافي ولأحمد بن موسى من العاصمة وللعربي النجار من قلعة الأندلس ولملاك من منطقة صفاقس ولأحمد البرغوثي من أقصى الجنوب التونسي... فالغنّاي ساحلي والشعراء الذين يغني لهم في الليلة الواحدة من كل المناطق. وطلبك إن شاء الله صحيح أن ما أملكه من تسجيلات كلها لغنايا من الساحل فقط ومن قراه المنتشرة. ولكن القصائد المغناة فهي من كامل تراب الجمهورية.
وسأقدم لكم تعريف ل"ليلة الغنّايا ".
تكون ليلة الغنايا في أغلب الأحيان قبل ليلة الزفاف بليلة أو ليلتين.وتبدا في العادة على الساعة التاسعة ليلا. ويجلب صاحب العرس " أديبين " ولكل أديب معاونان. "السعفة " وفي العادة يبدأ الحفل الأديب الأبعد سكنا من الأديب الثاني الأقرب لبلد صاحب العرس. مثلا أنا من قرية بنبلة واستدعيت سنة 1981 في زواجي حسن السعيدي " هرهار " من منطقة النفيضة وهي على بعد 63كم من قريتي واستدعيت سالم عياد من قرية بني حسان وهي على بعد 10كم تقريبا. فكانت ضربة البداية لحسن السعيدي لأنه يعتبر ضيفا بالنسبة للأديب الحساني.
يغني الأديبان بالتداول لفترة نصف ساعة أو أكثر بقليل. وكل فترة تسمّى" طريق " وكل أديب يغني أربع " طرق " والطريق الأول لكل أديب يكون دينيا أو في وصف الطبيعة ويسمى " طريق في الجد " ثم ينتقلان في الطريق الثاني إلى الغزل. ويسمى " الأخضر" وإذا غنى أديب قصيدة غزلية إيباحية قليلا نقول : نوقل غنى " في الأخضر المجرّح " هذا إذا كانت المناسبة عرسا أو ختانا. أما إذا كانت المناسبة إحتفالا بذهاب صاحب الفرح للحج فنسمي المناسبة " ليلة تشويق " وتكون كل الطرق في الجد. أي تشويق الحاج لبيت الله.
ويدوم الحفل إلى شروق الشمس أي الخامسة صباحا تقريبا. ويختم الاحتفال بأغنية تسمى " أغنية الدوام " وهذه الأغنية الأخيرة يبدأ بها الغناي في مكانه أين كان يغني من أول الليلة وفي الغالب وسط الدار التقليدية الواسعة ويبدأ بالخروج تدريجيا من المنزل حتى ينهيها على بعد مائتي متر خارج الدار. وموضوعها يكون إعلانا بانتهاء الحفل وشروق الشمس ومحاولة لوم النساء على نومهم بطريقة فكهة وبذكر أكثر ما يمكن من أسماء النساء. ومن أمثلة أغاني الدوام
ضوات النزالي لاح الفجر وضوات النزالي
هيا بخاطرك يا زهو بالي.
أو
دام العرس وباش نروّح يا قد الرجاح
يا مولات سخاب مفوّح راهو الفجر صباح
_هذه بعض شكليات ليلة الغنايا. وسأحدثكم في مناسبة أخرى عن مضمون وأغراض القصائد ومقارنتها بالشعر الفصيح بما أنني أستاذ الأدب العربي وأعمل منذ سنوات على هذه المقارنة.
وسأتحفكم الآن بقصيدة لشاعر اسمه عمر بن عمار ويغنيها الفنان المرحوم صاحب الصوت الذهبي " أحمد المالولشي " يصف فيها الشاعر عملية تكوّن السحاب ونزول المطر وما ينتج عنه من اخضرار الأرض فيذكر الزهور الجميلة والغلال اللذيذة وأصوات العصافير الزاهية بنزول المطر واخضرار الأشجار التي يغني فوقها وهذا النوع من القصائد يسمى " برق " ويكون شكل القصيدة على شكل الموشحة الأندلسية شعرا لا لحنا.
أخوكم
محمد عامر حكيمة
سوسة
تونس

**محمد حكيمة** · #4 15/07/2007, 01h29

نسيت أيها المشارك العزيز أن أعلق على معلوماتك عن " مرحوم للي سمى عيشة. طبعا يا أخي فكل قصيدة تشتهر يتسابق الفنانون على غنائها. فقصيدة " أليف الأدب " شاعرها هو " ملاك " من المحرس ولاية سفاقس ولكنها مشهورة في كامل أنحاء الجمهورية وأصح الغنايا حتى من لا يغنيها كاملة جرت العادة أن يفتتح الغناي " طريقه ببيتين منها. فكم من أغنية تراثية اشتهرت في تونس فغناها الليبي والجزائري حتى ظن كل واحد أنها من تراث بلده. أما مرحوم للي سمى عيشة فزاد في شهرتها غناء إسماعيل الحطاب لها. مع العلم أن هناك قسم في منتدانا هذا خاص بإسماعيل الحطاب لو أردت الاطلاع عليه.
وهذه قصيدة أليف الأدب أتحفكم بها على شكل ملف " وورد "

أخوكم محمد عامر حكيمة
سوسة
تونس

**محمد حكيمة** · #5 15/07/2007, 02h02

وللتدليل على ما أقول ها هو الفنان المرحوم " سالم عياد من قرية " بني حسان " قرب مدينة جمال يفتتح بصوت شجي مطرب خفل زفاف كامل بالبيت الأول فقط من قصيدة أليف الأدب " أي بيت حرف الألف مع العلم أن قصيدة الأليف هي قصيدة عدد أبياتها بعدد الحروف الأبجدية. فالشاعر صفاقسي والغناي من الساحل.

أخوكم محمد عامر حكيمة
سوسة
تونس

**محمد حكيمة** · #6 01/09/2007, 17h27

أخي سلومة لقد أحسنت صنعا لما ذكرت الفنان علد الفتاح بن خالد.فقد قمت صباحا " متحزم " وبدأت أسمع الشريطين الذين أمتلكهما له منذ مدة دون سماعهما فاكتشفت فنانا رائعا كما قلت في الصالحي.وفنانا رائعا فيما هو أصعب من الصالحي. فهو يؤدي البيت والعروبي بصوت شجي.بل في شريط منهما أغنية بيت وعروبي " نجعك رحل قلفض وهز مرادي " لشاعر ابن قريتي وهو المرحوم سالم القربي.
وسأتحفك وأتحف إخواننا بروائعه تباعا.بادئا بملفات الصالحي ثم العروبي ثم القصائد سواء كانت سوقة أو موقف أو ملزومة.
محمد عامر حكيمة

**محمد حكيمة** · #7 01/09/2007, 17h43

وهذه عروبيات عبد الفتاح بن خالد.

**محمد حكيمة** · #8 01/09/2007, 18h00

وهذه قصيدة " نجعك رحل قلفض وهز مرادي " من غناء عبد الفتاح بن خالد للشاعر المرحوم سالم القربي من مدينة بنبلة ولاية المنستير.
وهذا النوع من القصائد يشبه المقدمات الطللية في الشعر الجاهلي من حيث المضمون. وتغنى بيت وعروبي من حيث اللحن.وما يشبهها في هذا التوصيف أغنية يا فاطمة بعد النكد والغصة للشيخ العفريت أو من فراق غزالي للمرحومة صليحة.
محمد عامر حكيمة

**محمد حكيمة** · #9 01/09/2007, 18h37

أقدم لكم الآن قصيدتين تشبهان في شكلهما الموشحات الأندلسية بخمسة أعراف.وقد تحدثت عن ذلك في الصفحات السابقة. القصيدة الأولى " نصبر عل( على ) شبحك بالسيف ( بصعوبة).للشاعر المرحوم محمد الصغير من السواسي. والقصيدة الثانية نقفز لنادوا ( لو نادوا) يا عيشة من نومي مرهوش. للشاعر عبادة من قرية كروسيا. والآداء طبعا للفنان الأديب عبد الفتاح بن خالد.
لاحظ يا أخي سلومة أن هذا الفنان لا يؤدي صالحي بين العرف الثالث والرابع كما يفعل المرحوم أحمد المالولشي. فهذه العادة خاصة بفناني منطقة مالولش ومنطقة السواسي. أما عبد الفتاح بن خالد فهو كما قيل لي من منطقة المكنين. والفنانون في ولاية المنستير يؤدون هذا النوع بدون توقف بين أعرافه الخمسة.
وكل بلاد وأرطالها كما يقول المثل.
محمد عامر حكيمة

**slouma** · #10 03/09/2007, 07h58

مشكور أخي محمد على هذه الروائع لعبد الفتاح بن خالد و أنا أدعوك و باقي الأعضاء لمشاهدته مباشرة في المحفل و سيزيد انبهارك به حيث أن هذا الشخص عندما يتسلطن مع البارود و الزغاريد يبدع أشياءا نادرا ما يستطيع غيره مجاراته و أنا أنصحك باقتناء الشريط الذي يحمل رائعة "جرح ملاك" و التي يبدأ طالعها على النحو التالي:"كيف نساوي**مجروح يا قلة طبيب يداوي**ناري كواية...." و أرجوك مدي بطريقة تحويل أشرطة الكاسات على أقراص و بالتالي تحميلها لك و لبقية الأعضاء و شكرا مسبقا و لايفوتني أن ألفت انتباهك إلى اني من منطقة ملولش لهذا تراني مهتم كثيرا بعبد الفتاح و أحمد أكثر لكني اسمع الآخرين كذلك مثل بن اسماعيل و الحبيب اللمطي و غيرهما و إليك هذه الطقطوقة للمرحوم أحمد الملولشي"حب مرادي في القلب شعلت ناره***باتت عيوني سهاره"