من مواليد مدينة طنجة سنة 1917م، حيث تلقى تعليمه و دراسته و حفظ القرآن الكريم و واظب على حضور المجالس العلمية بحضرة والده. ظهرت موهبته الموسيقية في سن مبكرة، حيث تعلم عزف الناي و البيان و هو لا يتجاوز تسع سنوات، و تعلم العزف على آلة العود و الكمان على يد أشهر معلمي عصره، و ساعد على ذلك وسطه الأسري المتفتح، حيث كانت والدته و أخواله يعزفون البيان بمهارة. كان يتردد على دار الضمانة، و هو منزل الشرفاء الوزانيين بطنجة، و هو معروف بكونه مدرسة حقيقية لتلقي الموسيقى الأندلسية و التشبع بها، خصوصا على عهد عميد الأسرة الشريف المرحوم مولاي أحمد الوزاني. حرص على صحبة الفنان مولاي أحمد الوكيلي و تتلمذ عليه حيث تعلم عنه جل النوبات بصنائعها و أدوارها و تواشيها.
وسع الفنان محمد العربي التمسماني معارفه الموسيقية عن طريق البحث و التنقيب عن غريب الصنائع و نوادرها العتيقة التي كانت تحتفظ بهذا الإرث الخالد، خاصة مدينة فاس التي تعرف على كبار المعلمين بها، و روى عنهم الكثير من محفوظاته، كما صقل موهبته بدراسة الصولفيج و قواعد الموسيقى العالمية التي ظهر أثرها في أعماله و طريقة تسييره للمجموعة الموسيقية التي كونها من أساتذة المعهد.
في بداية الستينات اعتُبر جوق المعهد التطواني برئاسة محمد العربي التمسماني جوقا معترفا به، و أصبح ثالث الأجواق الكبيرة المختصة في هذا التراث الأصيل، إلى جانب جوق البريهي بفاس، و جوق الإذاعة الوطنية بالرباط برئاسة مولاي أحمد الوكيلي. و قد عمل على المساهمة في دعم نشاطات الهواة و التعاون معها من أجل نشر الموسيقى الأندلسية و إحيائها، إضافة إلى مساهمته في المهرجانات الفنية خاصة مهرجان الشاون للموسيقى الأندلسية، و فاس و طنجة و الرباط. كما ساهم في إنجاز أنطلوجيا الآلة بنوبتي رمل الماية و اصبهان.
مثل المغرب مع مجموعته الموسيقية في العديد من الملتقيات و المهرجانات الدولية. و قد تم تكريمه سنة 1998-1999 من قبل مؤسسة عبد الكريم الرايس و جمهور الهواة اعترافا بفضله و ما قدمه من خدمات للموسيقى الأندلسية.
توفي رحمه الله يوم 6 يناير 2001 بمدينة تطوان، و دفن بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن كتاب ضروب الغناء و عمالقة الفن، للإعلامي أبو بكر بنور، ط 1، ج 1، 2003
__________________
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضـــه فكل رداء يرتديه جميـــــــــــــــــــل
و إن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل