هو أحد الفنون الشعبية المصرية الإرتجالية واعتقادي أنها واكبت ظهور الصهبجية لأنها تشابهها من حيث الأسلوب فالصهبجية كما نعلم كانت مجموعة من الأشخاص وكانوا يؤدون الموشحات من حيث النغم والآداء ولكن الكلام مسترسل ولا يكون جملة مفيدة إنما كان عن عبارة عن كلمات متراصة قد لا تشكل معنى لكنها تتماشى مع الموشح من حيث الموسيقى والألفاظ وهذه الكلمات تكون مرتجلة من أحدهم ويحفظها معه الآخرون ..... كذلك فن الأدباتي كان فن ارتجالي فتجد عدة أبيات تتحدث عن القيم الدينية ثم ينتقل بعده الى الشكوى من الست حماته وبعده ينطلق الى تمجيد أو سب الملك او الطاغية وهي عادة تكون مرتجلة ووليدة لحظتها . وهذا الفن انتشر بين عامة الشعب المصري ليتخذه البعض مهنة فترى الأدباتي يدخل المقهى ويلقي بدوله فيعطيه هذا ما يجود به أو يحتسي كوبا من الشاي لكنه لا يستجدي الناس فمن يريد اعطاؤه يعطيه ومن لم يشاء فلا يعطيه وهو لايمد يده لأحد. واستمر هذا الأدب شائع منذ ولادته في نهاية الثلاثينيات وحتى اوائل الستينيات وكان يتطور معبرا عن سخط الشعب لطبقة الأغنياء والاستعمار والملك والحكومة حتى بات هذا الفن جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية ، وكانت المقاهي هي أوسع الأماكن لانتشاره وأصبح جزءاً لا يتجزأ من المقهى.
فقد كان صاحب المقهى يتفق مع أحد الأدباتية ليتواجد يومياً نظير أجر وتناول المشروبات ووجبة العشاء وذلك لجذب الزبائن. وكان انتشار صيتهم يجعل الزبائن يغيرون المقهى من يوم لآخر وفي بعض الفرق المسرحية القليلة كان يكون ضمن الفقرات بين فصول المسرحية الأدباتي والمونولوجست. ان الإذاعة المصرية على موجة إذاعة الشعب قدمت حلقات كثيرة في شهر رمضان ولديها كثير من فن الأدباتي التي تغنى بها أناس كثيرة مثل العربي سلطان وشفيق جلال وعبد المطلب واسماعيل يس وسيد الملاح وغيرهم ، إلا أنه للأسف الشديد اندثرت هذه المواد السخية رغم وجودها بين الشرائط الإذاعية وقد وعد الإعلامي اللامع إبراهيم حفني بتقديم الحلقات التي أذيعت في شهر رمضان في منتصف الستينيات للعربي سلطان بعد حلقات الشيخ إمام وكتبها عبد الله أحمد عبد الله (ميكي ماوس). ان اندثار هذا الفن وبقاءه في الاذاعة بين كنوز شرائطها لم يكن هو الاندثار الوحيد لفن الأدباتي فقد كان هناك عاملين آخرين أولهما التوسع وانتشار الشعر العامي وغزارته والثاني هو تجاهل الدارسين والباحثين المتخصصين وغض طرف العين عن هذا الفن حتى بذكر اسمه في ابحاثهم ودراساتهم عن الموروث الشعبي وتاريخه في مصر.
في النهاية منذ فترة قصيرة بدأ بعض الشعراء في إحياء هذا التراث مثل الأستاذ حمدي شبانة والدكتور هاني والشاعر سعد الشرقاوي والسيدة قرينته وآخرين وتعدت أشعارهم ما يقرب من الفي موضوع .
============
المصدر: هذه المعلومات وهذا الموضوع تم من جراء الإلمام بها من المعارف الذي ذكرت هنا او هناك على استحياء فلم أستطيع الحصول على مصدر واحد او بحث دراسي إما لندرته وأغلب ظني لعدم تواجده
أ. حازم فودة
29-12-2013
تحياتي