* : الموسيقار عبدالرحمن امين سيرة و مسيرة (الكاتـب : abuaseem - - الوقت: 12h21 - التاريخ: 29/03/2024)           »          عبدالرحمن امين ملحن و مطرب ليبي (الكاتـب : abuaseem - - الوقت: 12h21 - التاريخ: 29/03/2024)           »          هدى حداد (الكاتـب : هاوي عود - آخر مشاركة : heshamloutfy - - الوقت: 09h30 - التاريخ: 29/03/2024)           »          الملحن كاظم نديم (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 00h34 - التاريخ: 29/03/2024)           »          فتحيه أحمد- 1898 - 5 ديسمبر 1975 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h23 - التاريخ: 29/03/2024)           »          سمير صبرى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 21h09 - التاريخ: 28/03/2024)           »          فاضل عواد (الكاتـب : طروب الشرق - آخر مشاركة : النوري محمد - - الوقت: 20h47 - التاريخ: 28/03/2024)           »          ليلى مراد- 17 فبراير 1918 - 21 نوفمبر 1995 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h08 - التاريخ: 28/03/2024)           »          تترات المسلسلات التلفزيونية (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h16 - التاريخ: 28/03/2024)           »          غادة سالم (الكاتـب : ماهر العطار - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 15h31 - التاريخ: 28/03/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > الدراسات و البحوث و المقالات

الدراسات و البحوث و المقالات المتعلقة بالغناء و الموسيقى العراقية و خصائصها

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #201  
قديم 17/12/2010, 21h36
الصورة الرمزية نور عسكر
نور عسكر نور عسكر غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:348516
 
تاريخ التسجيل: décembre 2008
الجنسية: .
الإقامة: .
المشاركات: 14,702
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

ثم ماذا جرى ويجري لبلدنا العظيم.. بلدنا العريق.



متى يخرج من هذا النفق المظلم ليرى النور متمثلاً بتشييد المسارح الجديدة ودور الأوبرا والسينما والمدارس الفنية وإقامة المتاحف والنصب لرموز وعمالقة الفن والشعر والثقافة.


*******************************
الأخ العزيز د.نعمان
الأخ العزيز قصي
الأخوان الأعزاء
كل ماذكرتموه من كلمات وأسئلة لما جرى ويجري في العراق ,وتحت كل المسميات ,وليس لنا فيه لاحول ولاقوة ,فالأزالة والمسح الثقافي المنظم للتراث والغناءو الموسيقي والفن بصورة عامة ,مستمران على هذا المنوال وستغلق كل مؤسسة لها علاقة بالواقع الثقافي, وهواجسنا أصبحت حقيقة مؤلمة من تدمير التراث كله.وسوف لايخرج من هذا النفق المظلم ,طالماً أن تم مسح أسم هذا البلد تقريباً والمنظمات الدولية المعنية بالمحافظة على تراث الدول وآثارها مثلاً ,قد سدت أذنيها وعينيها وفمها !! حسب مثل لفيلسوف الصين , "لاأسمع لاأرى لاأتكلم " في هيئة قرد ! له تمثال في كل مكان تقريباً , فمن ذا الذي سينقل صورة أو صور هذا التدمير المرعب لأعرق حضارة بشرية على وجه الأرض ,لاأحد يادكتور لاأحد أبداً.
قبل فترة كتب أحد الأخوان هنا في منتدى سماعي ,بضعة كلمات ولكنها تصب في هذا الأتجاه ولها مغزى كبير:
قال: منتدى سماعي هو الخط الدفاعي الأخير للمحافظة على التراث والموروث الشعبي في الوطن العربي.
وحتى في دولنا الأخرى تجد الأسفاف والأنحدار بالفن الى مستويات فنية متدنية ,لم نسمع بها أبداً , غير ما قرأناه في كتب التاريخ ,وأعني هنا بغداد ,والعراق كله وأنقل هنا بضع أسطر مما كتبه الراحل الأستاذ جعفر الخياط في كتابه (صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة) الطبعةالأولى 1971 ,ويأخذنا من مقدمة الكتاب الى ماحدث قبل 762 سنة! ولافرق بين ماجرى في الأمس السحيق الغابر واليوم .



الصور المرفقة
نوع الملف: jpg IMG.jpg‏ (66.5 كيلوبايت, المشاهدات 244)

التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 17/12/2010 الساعة 21h59
رد مع اقتباس
  #202  
قديم 17/12/2010, 22h45
الصورة الرمزية نور عسكر
نور عسكر نور عسكر غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:348516
 
تاريخ التسجيل: décembre 2008
الجنسية: .
الإقامة: .
المشاركات: 14,702
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

· ذكريات أذاعية قديمة

كتب الأذاعي الراحل محمد علي كريم
عندما قدمنا اغنية: ( وين رايح وين )!!
عشية سفر الوفد العراقي الى لندن!
ذكر الراحل في حلقة سابقة له , ان شركة ماركوني التي تتولى الأشراف على أذاعة القاهرة قد منعت اذاعة اغنية "الجندول" بعد قيام الحرب العالمية الثانية بحجة انها دعاية طيبة لمدينة ايطالية هي " البندقية" والأغاني لها تأثير فعال على المستمعين فهي تُكون نسبة عالية بين مواد مناهج الأذاعة تزيد على النصف حسبما تدل عليه الأحصاءات الأذاعية بين المستمعين وتولي الأذاعات كافة الأغاني عناية خاصة وتختار نوعيتها والأوقات المناسبة لأذاعتها فما يصلح صباحاً لايمكن قبوله في المساء او السهرة والعكس صحيح والأذاعات أنما تفعل ذلك لأنها تريد استقطاب أكبر عدد من المستمعين لها فتسارع للحصول على الجديد من الأغاني لأذاعته على المستمعين .
· وقد كنا في اذاعة بغداد نولي توقيت اذاعة الأغاني اهمية خاصة وقد أعددنا قوائم متفرقة تتضمن الأوقات المناسبة لأذاعتها مع الأخذ بنظر الأعتبار عدم تكرار اذاعة الأغنية اكثر من مرة في الأسبوع ولربما في الأسبوعين وكانت هناك مناسبة هامة تتطلب منا التدقيق والتمحيص في نوعية الأغاني وماتضمه كلماتها , مثلاً في يوم سقوط الوزارة او يوم تأليفها في ايام زمان فكنت والزميل الأستاذ محمود المعروف نجتمع لتحديد الأغاني التي نجدها مناسبة للأذاعة ,فكنا نستبعد الأغاني التي توحي لسامعها بالفرح والبشرى والسرور يوم سقوط الوزارة فلا نذيع مثلاً اغنية " افرح ياقلبي" لأم كلثوم أو " اليوم الدنيا زهت" لسليمة مراد أو "أشرب كاسك واتهنا " لحضيري ابو عزيز او غير ذلك ونظل على هذه الحالة حتى تنتهي مشكلة تأليف الوزارة الجديدة وعندها تبرز مشكلة اخرى هي انتقاء الأغاني المناسبة لأذاعتها يوم تأليف الوزارة.!
· الخلاصة ان الأغاني تلعب دوراً هاما في هاتين المناسبتين وقد يستغل البعض اذاعة بعض الأغاني التي تذاع بطريق السهو فينقل للمسؤولين ان اذاعة مثل هذه الأغاني متعمدة ومقصودة ,فلابد والحالة هذه معاقبة المسؤولين في الأذاعة.
· وأذكر بمناسبة الحديث عن الأغاني وتأثيرها على المستمعين انه في يوم سفر الوفد العراقي المفاوض الى لندن لأجراء مفاوضات لتعديل المعاهدة العراقية البريطانية وكان ذلك مساء يوم 5 كانون الثاني 1948 ,ان اذعنا في نشرة اخبار الساعة الثامنة مساء خبر سفر الوفد العراقي وكانت المادة التي تلي نشرة الأخبار هذه , مجموعة من الأغاني العراقية للمطربة زكية جورج وقد سألني مأمور مكتبة الأسطوانات عن الأغاني التي ستذاع فأخبرته أحضر الى غرفة الرقابة أغنية " وين رايح وين "واغنية ثانية وما بدأنا نذيع الأغنية حتى قامت القيامة علينا وبدأت الأتهامات تنهال على رأس مدير الأذاعة , ماهذا الأستهزاء!! وآخر يقول كأنكم تسخرون من سفر الوفد !حتى ان وزيراً في الوزارة طلب معاقبة الموظف الذي تعمد اذاعة الأغنية بالرغم من تأكيد المدير ان أذاعة الأغنية تم بصورة بريئة لم يكن وراءها أي دافع !!
هذا ماكتبه الراحل الأذاعي محمد علي كريم آنذاك في جريدة الأتحاد الأسبوعية في 7آب 1989 ,والى حكاية فنية أخرى من التراث العراقي القديم ,تحياتي .
ويذكر أنه بعد عودة الوفد المفاوض يوم 16كانون الثاني 1948 برئاسة صالح جبر رئيس الوزراء ,وتنديد الأحزاب والجماهير لتوقيع بنود الأتفاقية , اندلعت يوم 18 كانون الثاني ,ماعرف بوثبة كانون الثاني ,وسقط فيه عدد من الشهداء والجرحى , والتفاصل معروفة .
رد مع اقتباس
  #203  
قديم 17/12/2010, 23h35
الصورة الرمزية محمد العمر
محمد العمر محمد العمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:372343
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: كندا
المشاركات: 905
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.نعمان مشاهدة المشاركة

ماذا يدعى هذا؟ تخلف! تحجر! جهل!

الأجابة ؟ بعينهِ ! بعينهِ ! بعينهِ

ملاحظة للذي لايعلم: الموسيقى والغناء والفنون بشتى أنواعها والنوادي الأجتماعية وحتى تغريد البلابل والعصافير جميعها حرام بمفهومهم
لكن سرقة أموال الشعب وقتل الأبرياء وتدمير ثروات البلد ومحو تأريخ البلد حلال بمفهومهم
تمنع الخمور لأنها منكر لكن تعاطي المخدرات والكبسلة والمتاجرة بها يغض النظر عنها
للأسف هذه الثقافة السائدة الأن الثقافة الرجعية ثقافة (أخمط وافلت)



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.نعمان مشاهدة المشاركة



ثم ماذا جرى ويجري لبلدنا العظيم.. بلدنا العريق.

متى يخرج من هذا النفق المظلم ليرى النور متمثلاً بتشييد المسارح الجديدة ودور الأوبرا والسينما والمدارس الفنية وإقامة المتاحف والنصب لرموز وعمالقة الفن والشعر والثقافة.



نعمان
الخروج يكمن في :
الأتعاض من الدرس السابق والحالي واللاحق

إذا الشعب يوماَ أراد الحياة ... فلابد أن يستجيب للقدر
ولابد لليل أن ينجلي ... ولابد للقيد أن ينكسر

فلا ليل ينجلي ولاقيد ينكسر مالم يوجد أصرار وأتعاض
مشكلة العراق واحدة (العاطفة)




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour asker مشاهدة المشاركة
وأنقل هنا بضع أسطر مما كتبه الراحل الأستاذ جعفر الخياط في كتابه (صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة) الطبعةالأولى 1971 ,ويأخذنا من مقدمة الكتاب الى ماحدث قبل 762 سنة! ولافرق بين ماجرى في الأمس السحيق الغابر واليوم .




مايجري الأن أكبر بكثير عن ماجرى على يد المغول
التخريب والتدمير الأن منظم ومدروس ومخطط له بالسابق في مدارس الخبث كانوا ينتظرون الفرصة وها هي قد سنحت لهم .
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
رد مع اقتباس
  #204  
قديم 26/12/2010, 18h41
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم



اسرة المقام العراقي



الحاج هاشم الرجب واولاده






( الحاج هاشم محمد رجب العبيدي ) المولود في الاعظمية 1920 – 2003 فنان اعطى فأجزل العطاء وتفانى في خدمة التراث والحفاظ عليه. أضاف الى المقام الكثير من القطع والأوصال. وهو القارئ الوحيد الذي تمكن من قراءة المقام مستغنياً عن الألفاظ الأعجمية المصاحبة لقراءة المقام حيث اعتمد الشعر العربي فقط منذ عام 1958، وكان ذلك بأمر من مدير الإذاعة آنذاك الذي منع استخدام تلك الألفاظ في القراءة. أفنى شبابه وعمره في دراسة المقام وتوثيقه لآخر ايامه. ومن ميزاته الواضحة انه كان سريع الحفظ وكان لايحتاج الى دفتر لتسجيل أرقام الهواتف حيث كان يحفظها عن ظهر قلب وكذلك الحال مع الشعر والأبوذيةكان الرجب يسمي المقام العراقي (علم الهواء) لأن هذا العلم الذي يسمع ويحفظ وينتقل شفاهاً من جيل الى اخر ويحتاج لذاكرة قوية ومتابعة متواصلة .

الفنان الراحل الحاج هاشم الرجب، هو الأستاذ والمؤرخ وهو علم من أعلام الموسيقى العراقية وبالتحديد المقام العراقي. ولكون عائلته محافظة جداً كبقية العوائل البغدادية العريقة فقد كان يتردد على المقاهي وجلسات الرواد بدون علم الأهل من شدة حبه لهذا الفن. ولما تمكن من قراءة المقامات بثت له اذاعة بغداد على الهواء مباشرة وبإسم مستعار خوفاً واحتراما لوالده، الى ان عرف والده بالأمر وكان ماكان، ولكنه سرعان ما غير نظرته لشغف إبنه بالغناء وصار يستمع الى تسجيلاته التي كانت تُبث في الإذاعة العراقية وكذلك الإسرائيلية في فترة الستينيات. وللأمانة الفنية والتاريخية لابد من ذكر حقيقة هامة، وهي ان الفضل في تعلمّ هاشم الرجب العزف على آلة " السُنطور " والفنان شعوبي ابراهيم على آلة " الجوزة " يعود الى رئيس الوزراء نوري السعيد الذي كان يعشق المقام أيضاً، فلقد أمر بتأخير تسفير اليهوديان العراقيان ( يوسف بتو وصالح شُميّل ) عازفََي ( السنطور والجوزة) إلى فلسطين المحتلة ( إسرائيل ) إلا بعد أن يعلمّا هاشم الرجب وشعوبي العزف على الآلتين. وهكذا كان نوري سعيد سبباً مباشراً في بقاء هاتين الآلتين في تراثنا.

كانت اول قراءة مقام للحاج هاشم الرجب في عام 1950 من دار الإذاعة وقد قرأ مقام (البيات) فأجاده وحين انتهائه وصلته، فوجئ برئيس الوزراء في دار الإذاعة يسأل عمّن كان القارئ؟ ولما عرف أمر بتكريمه، ومنذ تلك الأيام، ومنذ قراءته الأولى حظي المرحوم هاشم الرجب بإحترام وتقدير كل من استمع إليه. لكن، وكما هو حال معظم أعلام العراق وفنانيه الكبار، تعرض هاشم الرجب الى إجحاف وتعتيم اعلامي بسبب أقلام صحفية دخيلة ، فلم تنصفه ولم تواكب كل ما كرّسه من وقت وجهد وتفكير سواء في حياته أو بعد رحيله. وحتى برنامجه الشهير " سهرة مع المقام العراقي " الذي بني بجهوده الشخصية البحتة رغم كبر سنه، حرصاً منه على نشر التراث وتعليم أكبر عدد من القرّاء فلقد أُغتصب منه غصبا وما يحزّ في النفس انه مد يد العون والمساعدة للكثير من الصحفيين والقراء الموسيقيين فما كان من بعضهم إلا وانكر تلك اليد التي ساعدته وأخرجته إلى الساحة. وقد كانت تلك احدى اخطائه التي عانى منها كثيرا ، وهنا لابد ان يذكر بان المرحوم الرجب هو مؤسس ( الجالغي البغدادي ) المعروف، والبرنامج التمثيلي الغنائي ( كهوة عزاوي ) الذي شارك فيه كبار الأساتذة الفنانين امثال : خليل الرفاعي، محمد القيسي، محمود القطان، الحاج ناجي الراوي، سليم البصري، كامل القيسي ، وغيرهم الكثير.

هنالك فرق واسع بين تسميتي الجالغي البغدادي والمقام العراقي فالجالغي: كلمة تركية معناها جماعة او فرقة، وأصلها " جالغي طقمسي " أي جماعة الملاهي. جاءت هذه الكلمة الى العراق مع الإحتلال العثماني ولازمتنا بعده. وقد أضاف الحاج هاشم الرجب لفظة البغدادي بديلاً عن " طقمسي " تيمناً ببغداد الحبيبة ولإنتشار الفن فيها أكثر من باقي المدن العراقية الأخرى وبديلاً عن مفهوم المعنى السابق " الملاهي ". و يتكون الجالغي من أربع آلات موسيقية هي السُنطور والجوزة والرق والطبلة .

والمقام اصطلاحاً هو مجموعة نغمات بشكل متسلسل أو غير متسلسل, وأي تغيير يحصل في تكوين محتوى هذا النظام ينتج عنه مقام آخر. أما المقام العراقي، فهو صيغة غنائية تقليدية متعارف عليها عند ذوي الاختصاص، وهو الغناء الكلاسيكي المتكوّن من مجموعة الألحان الغنائية والمؤلّفات الموسيقية التقليدية المبنية على قواعد وأُصول تسمى " أركان المقام " وللقارئ حرية الارتجال في الأداء الغنائي ضمن ضوابط وحدود سير كل مقام. له بداية تسمّى التحرير أو البدوة ونهاية تسمّى التسليم او التسلوم وبينهما انتقالات نغمية غنائية من قرارات وميانات وقطع وأوصال يرتكز بناؤها على قواعد مثبّتة .

تعد مؤلفات الحاج هاشم الرجب من المصادر المهمة في وقتنا الحالي لدارسي الموسيقى والغناء العراقي وكان الحاج الرجب يستمتع بسماع الموشحات والقدود الحلبية، لكنه صبّ جلّ اهتمامه على التراث العراقي الأصيل، فبحث وشرح وحقق في المخطوطات. وله نفس طويل في حفظ الشعر والأبوذية وكان ينصت الى الطويرجاوي ووفي والنجار اثناء المطاردات الشعرية الممتدة لساعات الفجر الأولى.

وبما يخص كتب التراث والتاريخ فلم يولع الفنان الرجب بشئ غير الموسيقى سوى ولعه ببغداد وتاريخها وقد ضمت مكتبته كثير من المراجع والكتب القيمة التي حرص على اقتنائها منذ عشرات السنين وكان يوصي اخيه الأكبر قاسم الرجب وهو صاحب أكبر وأشهر مكتبة ومطبعة في العراق " مكتبة المثنى " بجلب ما لم يتوفر لديه من كتب قيمة من خارج العراق، وقد احتوت مكتبته على مخطوطات موسيقية قيمة جلبها بنفسه من لندن وتركيا وباريس.

للأستاذ الرجب المؤلفات التالية:
المقام العراقي بطبعتيه الأولى (1961) والثانية (1983)
الرسالة الشرفية في النسب التأليفية للأرموي - شرح و تحقيق الحاج هاشم الرجب
شرح كتاب الأدوار للأرموي.
الموسيقيون والمغنون خلال الفترة المظلمة.
حل رموز كتاب الأغاني ( للأصفهاني )
الأبوذيات ( طبع في دولة قطر )
من الشعر العامي المذيَّل


وهكذا نجد ان سيرة ذلك الفنان والباحث طويلة وزاخرة، عبقها الشعر والموسيقى والتاريخ، فقد أفنى حياته في سبيل المقام وخدمته وتوثيقه لفترة تزيد عن النصف قرن وللأسف لم يهتم به احد حق اهتمامه ويعتب على وزارة الثقافة التي لم تكرمه وامثاله حق التكريم المعنوي والتاريخي فمسيرة الفنانيين الكبار أعظم من ان تحجب او تنسى .







قديما كانت هناك طقوس واجواء خاصة تقام مع المقام العراقي حيث اللهجة البغدادية المزدانة بالزي البغدادي المميز. وقبل افتتاح الإذاعة عام 1936 كانت هناك مقاهي خاصة عاشت هذه الأجواء الجميلة. وكان المقام البغدادي (كما يسميه المرحوم الرجب) يقدّم في الأذكار والمناسبات الدينية بشعر المديح والثناء لله جلّ وعلا وفي مدح الرسول المصطفى (ص). وكانت هذه القراءات تقرأ في التكايا في شهر رمضان و بعد صلاة الظهر في مسجد عبد القادر الكيلاني، و قراءة المقام في المقاهي كانت على شكل فصول كفصل البيات وفصل الحجاز والرست والنوى والحسيني وهكذا. ومن أشهر المقاهي:
مقهى عزاوي في الميدان ،اما اشهر قرائها ( احمد الزيدان ونجم الشيخلي )
مقهى المميز مقابل القشلة على نهردجلة بجانب جامع الآصفية ، ولازالت هذه المقهى موجودة إلى الآن.
مقهى الشابندر في سوق السراي ومن اشهر قرائها( نجم الشيخلي ورشيد القندرجي )
مقهى قدوري العيشة وتقع في منطقة الشورجة.
ولا ينسى اهتمام ورعاية بعض عوائل بغداد العريقة بهذا التراث حيث كانت هذه العوائل تقيم في منازلها الحفلات والأمسيات الخاصة بقراءة المقام فكان ان حافظت هذه العوائل على التراث بصورة غير مباشرة وساهمت في تداوله ايضا ً.


الغصن المورق في العائلة الفنية هو الأستاذ عازف السنطور والقانون والباحث الموسيقي العراقي باهر هاشم الرجب ولد في عام 1951 وتخرج من معهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى عام 1973 بدرجة امتياز على المعهد مما حدا بالوزارة إلى استحداث درجة خاصة به فكان أن عُيّن استاذا في المعهد نفسه .

اساتذة ثلاثة يكنّ لهم بالجميل والعرفان لما أبدوه من مساعدة وتشجيع ومحبة، وأولهم والده لأستاذ الراحل الحاج هاشم الرجب الذي كان له المعلم والناصح والمستشار، فلقد تعلم علي يده اصول العزف على آلة السُنطور فترة طويلة حتى عام 1967 أي قبل دخوله معهد الفنون الجميلة. وقد درس عليه أيضاً اصول المقامات البغدادية وعلومها، اضافة الى دراسة المخطوطات العباسية التي اخذت منّا مشواراً طويلاً حيث كانّا يقوما بفك رموزها وتحليلها وتدقيقها وشرحها. ومن هنا كانت انطلاقته العلمية الموسيقية الصحيحة فكان له الأستاذ والمصدر الذي استند عليه .

أما الأستاذ المبدع الفنان روحي الخماش " العالِم و المُعلم " بكل ما تحمله هاتين الكلمتين من معنى، فقد درس عليه الموشحات بموازينها وأصولها وقواعدها وكان له الأستاذ والصديق. وهنا لابد من الإشارة الى أنه كان عالماً متخصصاً بعلوم الموسيقى العربية، لكنه للأسف لم ينل الحظ الوافر من التقدير والعناية. وكان يلقبه بـ" العالِم الصغير" حين وجد في داخله الإصرار على المعرفة والتحليل والمقارنة الموسيقية وهو لم يبلغ سن الرشد بعد.

بعد ذلك يأتي دور الأستاذ المبدع والعالم الموسيقي الأستاذ الفنان جميل سليم، الذي تعلم علي يديه اصول التلحين والتأليف الموسيقي، وكان من ابرز وأكفأ اساتذة المعهد بعلم الموسيقى العربية والعراقية بل هو عالِم يخشى من علمه كثير من الموسيقيين والأساتذه وهذا ما وضعه في حال لا يحسد عليه حين حاربه الدخلاء من الموسيقيين الأميين. فلم ينل المبدع جميل سليم نصيبه من العناية والإهتمام والتقدير والإعلام. وللأسف فقد خسرنا برحيله موهبة علمية كبيرة دُفنت وهي حية. فمن منا لا يتذكر اغنيته الشهيرة " على شواطئ دجلة مر " التي عرفها الناس أجمع كأغنية رائعة دون أن يعرفوا من هو واضع لحنها وكاتب موسيقاها.
ثمة دليل موسيقي كبير آخر في حياة هذا الفنان العملاق ، وهو اغاني الفنان الراحل ناظم الغزالي، التي قام الأستاذ جميل سليم بإعداد معظمها وتقديمها إلى الغزالي الذي زادها جمالاً وإبداعاً على ابداع جميل سليم "رحمه الله" .

كان الجو الأسري لعائلة الرجب الموسيقية تأثيره على تكوين الابناء الفني، وعرف الفنان باهر طريق الشاشة التلفزيونية قبل أن يدخل أي مؤسسة تعليمية لدراسة الموسيقى ,
ولم يكن البيت يُعنى بشؤون الموسيقى فقط فالكل يعرف ان دار الرجب منتدى يحضره الشعراء والأدباء والموسيقيين والملحنين والممثلين والرسامين وحتى السياسيين . اسماء لامعة مثل عبد الأمير الطويرجاوي، ابراهيم وفي، جبوري النجار، عباس جميل، شعوبي ابراهيم، ناظم الغزالي، جميل الأعظمي، يوسف عمر، عبد الرحمن خضر وكثير من شخصيات العراق الفنية التي لا مجال لذكرها ناهيك عن طلاب الدراسات وقرّاء المقام واساتذة الموسيقى. تلك الأجواء مضافاً لها الشغف والحب والموهبة الموسيقية، دفعته للتعلم السريع والإبداع . وفي عام 1968 وقبل أن يدخل المعهد لدراسة الموسيقى، سجل اول عمل فني على شاشة تلفزيون بغداد برفقة والده واخوته الفنان صهيب الرجب على آلة ( الجوزة ) والفنان مهنا الرجب على آلة( الرق ) وكان عمره ( 10) سنوات فقط وكذلك الفنان الراحل حسين حسن الفلسطيني على آلة ( الطبلة)، سجلوا حينها مقام الأوج عزفاً وبشكل كامل مع اغنية ( لا تظن عيني تنام ). وبعد دخوله المعهد للعام الدراسي 1968/1969( القسم الشرقي - آلة القانون) ازدهرت معرفته اكثر وصار يتابع ويقارن ويسأل الاستاذان روحي الخماش و جميل سليم عن كل ما يدور بخلده ولم يبخلا عليّه بالإجابة مطلقاً وكان يجازيهما بالتفوق الدراسي سنوياً وكان يحصل على أعلى الدرجات في مادتي العملي والأنتاج الفني حيث كان لزاما على الطالب عند تخرجه تقديم مؤلفاً موسيقياً أو أكثر وبعض من الألحان . وقد ألف وقتها "سماعي عجم" نال اعجاب كل اساتذة المعهد، ومن ثم قدمّ العمل على شاشة تلفزيون بغداد بمناسبة يوم الفن الذي أقيم على قاعة( الخلد ) آنذاك.

يروي الاستاذ باهر بعضا من ذكرياته الفنية عن أغنية " الليلة حلوة " الذائعة الصيت، فهي أغنية عراقية شهيرة مسجلة بأسمه كونه من اكتشفها .
كنت ذات يوم في زيارة صديق لي في شارع النهر يدعى " عبد الرضا " وهو صاحب معمل لصناعة الأحذية، كان ذلك تحديداً في العام 1972، حينها قال لي: باهر لدي اغنية ربما تفيدك. فقرأها لي، وبعد سماعها اعجبت بها، وطلبت منه أن يغنيها عدة مرات كي أدوّن نوتاتها واكتب كلماتها. والأغنية تتحدث عن فتاة حسناء تبيع ( الكيمر ) اسمها جميلة، لذا أصبح مستهلها ( جميله حلوه حلوه وجميله ). عدت الى والدي فأسمعته الأغنية وتعجب من أن أحداً لم يسمعها من قبل، وبعد ذلك قدمناها في الجمعية البغدادية مع فرقة الجالغي المتكونة آنذاك من " الحاج هاشم الرجب وصهيب وباهر الرجب، وجميل جوزي والقارئ مجيد العاني " ومن شدة اعجاب الجمهور بها طلبوها ثلاث مرات عند تلك الليلة، وقمت بتحفيظها بعد ذلك إلى طلاب معهد الدراسات النغمية ولما سمعها الأستاذ الراحل شعوبي ابراهيم حفظها وبدوره قام بتحفيظها الى المرحوم يوسف عمر الذي بدل كلمة جميلة بكلمة " الليلة " كون الغناء والفن يسمو ليلاً وصارت ( الليلة حلوة ) وهي منشورة في كتابي اصول غناء المقام البغدادي .


غصن مورق اخر في الاسرة الفنية هو الفنان عازف الجوزة صهيب هاشم الرجب .






ولدَ في بغداد سنة 1950م،وتخرّج في كلية الادارة والإقتصاد وعمِل موظفا ً في وزارة ِالتخطيط ِ لفترة طويلة قبل أنْ يختار بريطانيا مستقرّاً له ُ صهيب عازف آلة " الجوزة " الأخ الأكبر الذي لم تثنيه مهام وظيفته في وزارة التخطيط - مدير احصاء المحافظات - من تعلمه واتقانه للعزف على آلة الجوزة ومرافقته لوالده ولكثير من قراء المقام سواء في برنامج سهرة مع المقام العراقي او في أحد اشهر مطاعم بغداد لسنوات جاوزت السبع، ولظروف عمله الصباحي التحق بمعهد الدراسات النغمية ، ولكن وبسبب قرارات الخدمة العسكرية الإلزامية والتحاقه بالخدمة خارج بغداد، لم يتوفق للأسف من انهاء الدراسة في المعهد لكنه درس على يد والده ما فاته وصار خبيراً في المقام واصوله بجدارة .

لقد صنع َصُهيب بنفسه ِ جوزتين ِيعزفُ بهما، فضلا ً عن أخرى قديمة ٍ أهداها له ُ والده ُ، وهي عينُها التي أهداها العازفُ القديرُ صالح شمّيل لوالده هاشمِ الرجب . شارك في حفلات كثيرة وامسيات ثقافية شتى عن المقام العراقي في كثير من دول العالم .


الغصن الاخر من اغصان عائلة المقام العراقي هو مهنا هاشم الرجب .

مهنا هاشم الرجب، أستاذ آلة الكمان ومادة الصولفيج الغربي - معهد الفنون الجميلة - القسم الغربي، وعازف كمان في الفرقة السمفونية الوطنية العراقية، وأحد الأعضاء البارزين في الفرقة المركزية للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون.

والغصن الاخير من العائلة ...
مهلب هاشم الرجب، عازف هاوي على آلة " الطبلة " حبه ورغبته في مشاركة الأخوة والوالد دفعه لتعلم هذه الآلة والموازين المصاحبة للمقام فكان أن شارك فرقة الجالغي في كثير من الأمسيات والحفلات داخل وخارج القطر إضافة الى مشاركته للفرقة بالة الايقاع في كثير من حلقات البرنامج الإسبوعي "سهرة مع المقام العراقي " على شاشة تلفزيون بغداد.




المرحوم هاشم الرجب وحسين الاعظمي ود.هلال العبيدي عام 2002



ظل هاشم ُ الرجب يمرن أولاده على عزف المقامات الصعبة ِمنذ ُسنة َ1964، وما أن حلّت سنةُ 1968، حتى ظهر َعلى شاشة ِالتلفزيون العراقي أربعة ٌمن الأبناءِ بصُحبة ِوالدهم ِوهم يعزفون مقام الأوج ِالصعب على نحوٍ أحدثَ ضجّة في أوساط عازفي المقام وقُرّائهِ، فصهيب كان على الجوزة ، وباهر على السنطورِ، ومهنا على الكمانِ، ومهلب على ألإيقاعِ. ومنذ ذلك الحين عُرفوا بأسرة المقام ِالعراقيّ، فوالدُهم كان خبيراً للمقامِ، وقارئاً على دراية ٍبأصوله ِ، وأستاذاً منظراً لايُشقّ ُلهُ غبار، وقد تمكنوا جميعاً من تقديم ِبرنامج ِالمقام ِالعراقي سنة 1985، على شاشة التلفزيون العراقيّ بكلِّ اقتدار.

تحية وتقدير لهذه العائلة الفنية ورحم الله الفنان الحاج هاشم الرجب واسكنه فسيح جناته ..

منقول بتصرف ......
تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg rejb1.jpg‏ (5.9 كيلوبايت, المشاهدات 219)
نوع الملف: jpg 2002.jpg‏ (22.4 كيلوبايت, المشاهدات 222)
نوع الملف: jpg Picture 3.JPG‏ (14.4 كيلوبايت, المشاهدات 224)
نوع الملف: jpg Picture 9.JPG‏ (26.4 كيلوبايت, المشاهدات 223)
رد مع اقتباس
  #205  
قديم 08/01/2011, 16h41
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم



طور الصبي



طور الصبي هو من اجمل أطوارالغناء الريفي العراقي والذي يتميز بنغنمته الحزينة وطابعه الشجن ويقرأ بنغم النهاوند او العجم والنهاوند كما ورد في بعض القراءات , وهو طور غنائي وليس مقاما او نغما وقد سمي بهذا الاسم نسبة الى اول من غناه وهو من طائفة الصابئة المندائيين الساكنين في سوق الشيوخ في لواء المنتفك كما كان يسمى لواء الناصرية سابقا .


ولهذا الطور حادثة طريفة ادت الى ولادته وانتشاره بين اوساط الريف العراقي فقد كان هناك رجلا ً صابئيا ً مندائيا ً يدعى رومي بن سبهان الشعلان البريجي من اهالي سوق الشيوخ في محافظة ذي قار , والذي كان حدادا ًوفي يوم من الايام الخوالي أمر شيخا ً من شيوخ المنتفك الكبار "ناصر باشا السعدون" ان يأتوه بمن لا ينظم الشعر ولا يجيد الغناء. فأحضروا الى مجلسه لأجل المزاح شخصين لاعلاقة لهما بالطرب والشعر وهما داود اليهودي و رومي الشعلان الصابئي . فأمرهما الشيخ ان ينظم كل منهما بيتا ً من الابوذية وان يغنيه خلال نصف ساعة والا قطع رأسيهما او يجبرهم على ترك المدينة والرحيل عنها.


فأنشد داود اليهودي ابوذيته قائلا :

الناس أهل المثل كالوا معادين (معادن)
إنخلكنا وللتراب احنة معادين (راجعين)
شيوخ المنتفك صاروا معادين (أعداء)
يباشا إدخيل عدك حن علية



وقبل ان تنتهي النصف ساعة وهي المدة المدة المحددة ونتيجة للخوف والهلع الذي كان يعيشه رومي بن سبهان,انطلق صارخا ً بشكل عفويأ أيويلي" التي اصبحت العلامة المميزة لبداية غناء هذا الطور . ثم انشد رومي قائلا :


أ يويلي

يباشا الوكت شوف شلون علباي (عال بي)
وجثير من العلل بالكلب علباي (علة بي)
ايتخيلي يكص السيف علباي (رقبتي)
شيخلصني لون تغضب علية


واكملها ب أ يويلي اخر

جلد لاجن جفاني اليوم جلداي (صبري)
وحل اليوم بين الخلك جلداي (جَلدي)
أغني لو يذر الشيخ جلداي (جـِلدي)
لو امش وتظل داري خلية


وهكذا انقذ رومي نفسه واعلن عفويا عن ولادة طورجديد يضاف بشجنه وطربه الى اطوار الغناء الريفي العراقي ...


قرأ طور الصبي العديد من المطربين منهم جبار ونيسة وحسن داوود وفاضل عواد وطالب السامرائي وعبد الامير الطويرجاوي وحسين نعمة واحسن من اجاد غناء طور الصبي هو الفنان الراحل رياض احمد الذي اتقن صعدات وهزهزات هذا الطور الشجي .


تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد

الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 طور الصبي رياض احمد.MP3‏ (346.6 كيلوبايت, المشاهدات 21)
رد مع اقتباس
  #206  
قديم 04/02/2011, 20h24
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي



الاخوة الاعزاء
السلام عليكم



حكايه عودين


يالشاتل العودين خضر فرد عود
لا بالذهب ينباع ولا منه موجود


هذا البيت من الدارمي غناه اكثر من مطرب وأختلفت حول معناه الكثير من الاراء والابحاث الموثوق بها وكل واحد منهم نسج من مضمونه قصة او حكاية .

وحكايته
ان احدهم اقترن بشابه جميله بعد حب عنيف وقد انجبت له طفلا غاية في الجمال وبعد فترة من الزمن اغرته احدى النساء الثريات وارغمته على ان يطلق زوجته ليتزوجها فرضخ لآمرها ونفذ طلبها لكنها كانت عقيمة ولم تنجب طفلا له .

وبمرور الزمن كبر ابنه من زوجته الاولى واصبح شابا وسيما فأصرت امه على تزويجه من شابه أحبها وأحبته

فخرجت معه لشراء القماش وبعض اللوازم الزوجية وعن طريق الصدفة شاهدت مطلقها فوقفت امام محله واشارت الى ابنها وقالت له

الام

يالشاتل العودين خضر فرد عود
لا بالذهب ينباع ولا منَّه موجود


فسالت دموع الاب وقال بشيْ من الحزن والالم والندم وهو ينظر الى ولده :

الاب


ياريحة اول عود من كلبي خضَّر
فيَّض نبع بالروح والثاني جزَّر


الام :

غصني التعب وياك بيدك كسرته
والضِنَه ابْلِبْ احشاي عُودك شتلته


الاب :

غروني وأنغشيت والغلطه غلطه
وهو الندم شيفيد باخر محطه


الولد :

زلمه أصبحت يابوي وراسك ارفعه
أنه إلك خَيَال والأُمِّي شمعه



تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس
  #207  
قديم 18/03/2011, 20h56
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم



اغنية فوك النخل



من منا لم يستمع الى هذه الاغنية التراثية الجميله ومن منا لم يرددها يوما ما مع نفسه او في جلسة سمر مع اصدقاء او مع مجموعة من الاهل في المناسبات .

انها من اجمل اغاني الفولكلور الشعبي البغدادي وهي من نغم الحجاز الجميل وقد اخذت شهرة كبيره بعد ان غناها المطرب العراقي الاصيل ناظم الغزالي .

ما هي قصة هذه الاغنيه وماذا تعني كلمة النخل في مستهلها وكيف واين ولدت .

كانت البيوت الشرقيه البغداديه القديمه تتكون من ساحة وسطيه مكشوفة تحيطها مجموعة من الغرف وهي تتالف من طابقين طابق ارضي وطابق فوقاني وكلاهما يحتويان على نفس عدد الغرف .

وكان من المعتاد ان يسكن في بعض هذه البيوت عدة عوائل وليست عائلة واحده حيث تستأجر كل عائلة غرفة من الغرف لان البغداديين في ذلك الزمن كانو على كد حالهم كما يقول المثل الدارج .

ويصدف ان يسكن في قسم من هذه البيوت اشخاص لوحدهم ويسمونهم باللهجه البغداديه الزكرتيه ومفردها زكرتي .

وهو الشخص الذي يعيش وحيدا وليس له عائله . ولكن لا
يسمح لهؤلاء بالسكن في هذه البيوت الا بعد ان يتاكد صاحب الدار من اخلاقه وتصرفاته وسمعته الطيبة .


وصادف ان شابا زكرتيا كان يسكن في احد هذه البيوت يخرج يوميا صباحا الى العمل ويعود في اخر المساء ويدخل غرفته دون ان يكلم احدا من سكان البيت وقد اعتاد السكان على ذلك .

وفي يوم عاد الشاب من عمله وعند دخوله البيت لمح وجه جميل لشابة تقف على باب غرفتها في الطابق العلوي وقد انبهر بجمالها وشعر برغبة جامحة لان يكلمها ولكن الاعراف والتقاليد كانت تمنعه من ذلك وبدلا من ان يكلمها بدا بالغناء وبصوت جميل اخاذ ....

فوك النه خل فوك

اي بمعنى عندنا حبيب في الطابق الاعلى

وفي اليوم التالي عاد الشاب من عمله وهوفي اشد حالات الشوق لان يرى الفتاة ولم يخب ظنه فقد وجدها واقفة عند باب الغرفه وضوء الفانوس يلقي على وجها جمالا اضافيا عندها اخذ الشاب يغني وبصوت عالي نفس الاغنيه.

فوك النه خل فوك
مدري لمع خدك
مدري لمع طوك

وانتبه سكان البيت الى هذا الصوت الجميل وخرجوا من غرفهم ليعرفوا من صاحب هذا الصوت .

وتكرر الحدث في الايام التي تلت وكان سكان البيت يشاركون الشاب الغناء ولكن بلهجتهم البغداديه

فبدلا من يقولوا

فوك النه خل

قالوا فوك النخل

حيث ادغموا كلمة النه مع خل فاصبحت النخل .

وهكذا ساهم سكان الدار بتقريب قلوب المحبين وانتهت حكايتهم السعيدة بالزواج .

لكن الاغنيه ذهبت الى مسامع الناس على انها

فوك النخل فوك

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس
  #208  
قديم 19/03/2011, 09h49
الصورة الرمزية نهاد عسكر
نهاد عسكر نهاد عسكر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:550503
 
تاريخ التسجيل: octobre 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 304
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخ العزيز قصي الفرضي
من خلال متابعتي للمنتدى اجدكم دوما في معظم الاقسام و انتم في كل مرة تفتحون موضوعا جديدا مثل حكاياكم القديمة عن التراث الفني العراقي . لقد عدتم بنا الى جذور الاصالة والقيم والمبادئ والاخلاق . والمواضيع المطروحة كلها جميلة ونحيي جهودكم عليها وانتم تؤرشفون وتوثقون التاريخ . فقط أطلب منكم أو من أخواني الاحباء من لديه معلومات عن المحامي والفنان المسرحي سعدي يونس - الذي قدم للعراق في منتصف السبعينات واسهم في تأسيس فرقة مسرحية نسيت اسمها وقدّم أعماله في الباب الشرقي حديقة نصب الحرية لجواد سليم ..... اعتمد اسلوب مسرح الفرجة وشعاره كان ( اذا كان الناس لايأتون للمسرح ؟ نحن نذهب اليهم ) واكرر دعوتي في الكتابة عنه وأكرر شكري وأمتناني للأخ الفرضي وهو يتحفنا بكل ماهو جميل مع المحبة .
نهاد عسكر / ابو ياسر
رد مع اقتباس
  #209  
قديم 19/03/2011, 20h36
art arch art arch غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:493759
 
تاريخ التسجيل: janvier 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 4
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الأستاذ الفرضي المحترم ... أظن أن لحن أغنية ( فوك النخل فوك ) هي للملا عثمان الموصلي وأصل كلماتها ( فوك العرش فوك ) وقد أعاد توزيعها الموسيقار جميل بشير لبلبل العراق ناظم الغزالي ... حالص الود
رد مع اقتباس
  #210  
قديم 23/03/2011, 19h18
الصورة الرمزية نهاد عسكر
نهاد عسكر نهاد عسكر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:550503
 
تاريخ التسجيل: octobre 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 304
افتراضي رد: أين أختفى المصور الشمسي ؟

أين أختفى المصور الشمسي ؟؟

مقدمة عن فن الفوتوغراف في العراق
دخلت آلة التصوير للعراق عام 1895 أي قبل الحملة البريطانية على العراق ويقال أن المصور عبد الكريم ابراهيم يوسف تبوني وهو مسيحي كلداني من اهالي البصرة كان قد سافر الى بومباي بالهند للدراسة هو من اوائل الذين مارسوا فن التصوير في العراق, في البصرة, بعد عودته للعراق حيث جلب معه استوديو للتصوير الفوتوغرافي .
ومع دخول القوات الانجليزية المحتلة الى بغداد أنتقل اليها وافتتح ستوديو للتصوير الى جانب المصور عبوش الذي كان قد جاء من لبنان للعمل مع تاجر تصوير يهودي يدعى حزقيل وافتتحا ستوديو في معسكر الهنيدي (معسكر الرشيد) , ثم افتتحا محلين آخرين عند رأس جسر الاحرار ... الاول باسم عبوش وشريكه والثاني مصور ميسوبوتيميا (وادي الرافدين) , ومعظم عملهما اقتصر على تصوير الجنود الهنود من السيخ والكركا وجنود وضباط الجيش البريطاني .
ثم اشتهر المصور (بويزنجر) الذي كان يعمل بالجيش البريطاني والذي صور الجنرال (لجمن) الذي اغتاله الشيخ ضاري . ويمكن ان نقول ان هذا الفن انتشر وازدهر مع بداية الاحتلال البريطاني للعراق , وكذلك البعثات الآثارية استعملوا آلة التصوير لتوثيق الآثار خاصة التي يصعب حملها ونقلها . وفي دراسة أنثروبولوجية للبروفسور (هنري فيلد) عن وادي الرافدين ألتقط صورا كثيرة لسكان العراق في انحاء القطر ...ساعده فيها المصور(شوكت) أبن اخت المصور (عبد الكريم) الذي اوردنا ذكره أعلاه . وقد سجل البروفيسور هنري شكره للمصور شوكت في مقدمة كتابه مما يدل على براعة المصور العراقي رغم حداثة دخول هذا الفن في العراق . كما ان للبعثات التبشيرية التي كانت تأتي لزيارة الاماكن المقدسة والمعالم الدينية والمدنية كان ايضا لها الدور الفاعل في ادخال هذا الفن وانتشاره في العراق .
ونظرا لكون من امتهنوا التصوير كانوا من الرجال فقد كانت هناك ردود أفعال كثيرة في المجتمع العراقي الملتزم بالدين وتسوده تقاليد اجتماعية , حيث كانت معظم العوائل ترى في التقاط الصورة أو كما يسمونه(الرسم) عيبا كبيرا . حتى جاءت مصورة أرمنية الاصل من ايران الى بغداد تدعى (ليليان) أختصت بتصوير العوائل والعائلة الملكية .
ويذكر الكاتب أمين الريحاني في كتابه ملوك العرب – اضطرار الملك فيصل الاول لتصوير زوجته بسبب الحاجة الماسة للعلاج في سويسرا ... أن جاء المصور الى القصر الملكي وقام بتصويرها صورة واحدة فقط , ثم أتلف الفيلم السالب . هذه الحادثة تعكس جانبا من نظرة المجنمع الى فن التصوير آنذاك كنتيجة افرازات اجتماعية ودينية بينما التصوير لم يكن منهيا عنه جملة وان النهي كان عما هو مسف ويحول بين العبد وربه ويسئ الى الاسلام .
أين المصور الشمسي !!! ؟؟؟
رغم انتشار ستوديوهات التصوير والتي تعتمد على الاجهزة والتقنيات الحديثة في التقاط الصور وطبعها . مع ذلك فقد بقي قلة منهم لايعدون على أصابع اليد . ان أغلب المصورين الشمسيين هم من الارمن النازحين بعد الحرب العالمية الثانية الى العراق . والغالبية منهم استقروا في بغداد والموصل. وكانوا يعملون بتصليح الساعات والاجهزة الدقيقة والتصوير الفوتوغرافي . ويعتقد ان أول مصورا يدعى (طاطران) هو أول من عمل بالتصوير الشمسي ... وزاول عمله عند مدخل الاعدادية المركزية في الموصل .
أن دخول التكنولوجيا الحديثة الى مهنة التصوير أدى الى عزوف الناس عن أخذ صورة شمسية . واغلب الناس تحب التقاط الصور حتى الشخصية منها لاغراض المعاملات يريدونها بالملون . وهكذا شيئا فشيئا أنحسرت مهنة المصور الشمسي ان لم نقل انتهت وماتت , ونحتاج أن نحنط فنان التصوير الشمسي بتمثال ونضعه في المتحف البغدادي باعتباره ارثا حضاريا كان له الدور الاساسي في حفظ تاريخ العراق من الضياع .
أسماء في الذاكرة
التصوير الفوتوغرافي هو فن قبل ان يكون مهنة مثل باقي الفنون وله مبدعيه ورواده الاوائل منهم : المصور الاهلي في الحيدر خانة الذي أرشف لنا تاريخ بغداد بصوره . وستوديو بابل لصاحبه المرحوم جان ,وستوديو قرطبة – في شارع النضال منذ الخمسينات للمصور الصحفي امري سليم , والفنان المصور حازم باك والمصور آكوب خال المصور الفنان مراد الداغستاني . كوفاديس ماكريان ,سامي النصراوي,احمد القباني,جاسم الزبيدي, فؤاد شاكر والمرحوم المصور الصحفي رشاد غازي وآخرين غيرهم .
فن التصوير حاليا
أنتعش هذا الفن من جديد من حيث توفر الاجهزة والكاميرات ومستلزمات الطبع اضافة الى تزايد الاقبال على شراء الكاميرات وخاصة الرقمية(الديجتل) . لكننا نرى غياب الحس واللمسة الفنية , فالمصور هو قناص وصياد اللقطة الفنية التي يقتنصها من الزاوية الفنية التي يراها مناسبة لاخذها . ورغم اننا نقرأ أو نشاهد بين الحين والآخر معرضا للصور الفوتوغرافية الا انه ليس بالمستوى المطلوب . نريد من المصور الفنان أن يقوم برصد وتوثيق كل مفردات حياتنا ... وهكذا تنتهي رحلتنا مع فن التصوير بعد مرور 116 عاما على وجوده بيننا لم يترك لنا سوى هذا الزمن الذي تخثر في صور فوتوغرافية جميلة .

نهاد عسكر / أبو ياسر
الموضوع منقول بتصرف من مجلة الف باء 1995
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 315.jpg‏ (29.9 كيلوبايت, المشاهدات 15)

التعديل الأخير تم بواسطة : نهاد عسكر بتاريخ 23/03/2011 الساعة 19h26 السبب: اضافة صورة
رد مع اقتباس
رد

Tags
الفني العراقي , حكايات قديمة عن التراث


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 13h10.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd