السلام عليكم،
أستسمح إن كانت مداخلتي متأخرة وبعد إذنكم طبعا من أجل العلم بالشيء، أود أولا أقدم لكم شكري على كل مساهماتكم القيمة وقد أبيت ألا تفوتني الفرصة لأضع توضيحا أو إضافة أوتحليلا لمقام البياتي (قد لا نختلف في المسميات ،أنتم أدرى إن أخطأت فالمعذرة) بخصوص ما ورد في القول عن هذا المقام.
من المسلم به أن هذا المقام يرتكز ويبتدأ كما يستقرعلى درجة الدوكاه (ري) وهو صعودا ونزولا أيضا : دوكاه ـ سيكاه ـ جهاركاه ـ نوا ـ حسيني ـ عجم ـ كردان ـ محير(ري ـ مي نصف مخفوضة أي نصف بيمول ـ فا ـ صول ـ لا ـ سي مخفوضة أي بيمول ـ دو ـ ري)
ففي هذا المقام لا نتكلم عن العقود أو العقد ولكن نتكلم عن الأجناس باختلاف هدف الإنتقالات إلى النغمات المرغوب فيها وبما أن الأجناس في الموسيقى الغربية هي رباعية إلا أنها في موسيقانا العربية المتميزة هي ثلاثية ورباعية وخماسية ولهذا سأحلل هذا المقام بثنائية الأجناس.
فالبياتي يتكون من الثنائية الأولى جنس البياتي الخماسي ولهذا سمي باسمه وهو دوكاه ـ سيكاه ـ جهاركاه ـ نوا ـ حسيني (ري ـ مي نصف مخفوضة أي نصف بيمول ـ فا ـ صول ـ لا) صعودا وكذلك نزولا بحيث لا نقول بياتي دوكاه صعودا وعشاق حسيني نزولا ونعود للجنس الثاني وهوعجم على درجة العجم ـ لرفع الإلتباس ـ وهو ثلاثي يتكون من عجم ـ كردان ـ محير (سي مخفوضة أي بيمول ـ دو ـ ري) صعودا وكذلك نزولا بحيث لا نقول عجم على درجة العجم صعودا ونزولا، فالجنس الأول غالب طبعه ونغمته سواء أردنا أم أبينا إن كان الإبتداء من الدوكاه أو من الحسيني كغماز لابد من الإستقرار على الأولى ونبقى في نغمة البياتي ولا نخرج منها بحيث الإستقرار على الحسيني كجواب كما هو على العشيران(لا) كنغمة عشاق عشيران هي نغمة غير مرغوب فيها لثقلها نغما هنا في هذا المقال على الأذن في أنغام الموسيقى العربية. أما الجنس الثاني فهو للإنقال إلى نغمة الكرد أو الكورد أو الكردي دوكاه وهنا بتحويل درجة السيكاه إلى درجة الكرد أو الكورد(مي مخفوضة أي مي بيمول) ويتم لنا بعزف المتتالية (دوكاه ـ عجم) كما هو الإ ستقرار على الدوكاه أما إن كان نصف الإستقرار أو إسقرار نسبي على درجة المحير فهو نزولا وحسب النغمة المرغوب فيها إما أن نعود و نبقى في البياتي وإما ننتقل كما سلف إلى نغمة الكرد أو الكورد أو الكردي أو الإنتقال إلى نغمة الحجاز بتحويل الجهاركاه إلى درجة حجاز(فا مرفوعة أي فا دييز) وطبعا بدوام الإستقرار على الدوكاه.
أما الثنائية الثانية فهي جنس البياتي الرباعي ولهذا سمي كذلك باسمه وهو دوكاه ـ سيكاه ـ جهاركاه ـ نوا (ري ـ مي نصف مخفوضة إي نصف بيمول ـ فا ـ صول) صعودا وكذلك نزولا بحيث لا نقول بياتي دوكاه صعودا وعشاق نوا نزولا ونعود للجنس الثاني وهونهاوند على درجة النوا ويسمى نغمة فرحفزا وهو خماسي يتكون من نوا ـ حسيني ـ عجم ـ كردان ـ محير (صول ـ لا ـ سي مخفوضة أي بيمول ـ دو ـ ري) صعودا وكذلك نزولا ، فالجنس الأول غالب طبعه ونغمته وللتوكيد وليس تكرارا مقصودا أو إهمالا (فسواء أردنا أم أبينا إن كان الإبتداء من الدوكاه أو من الحسيني كغماز لابد من الإستقرار على الأولى ونبقى في نغمة البياتي ولا نخرج منها بحيث الإستقرار على الحسيني كجواب كما هو على العشيران(لا) كنغمة عشاق عشيران هي نغمة غير مرغوب فيها لثقلها نغما هنا في هذا المقال على الأذن في أنغام الموسيقى العربية).
أما الجنس الثاني للثنائية الثانية فهو للإنقال إما إلى نغمة الراست نوا نزولا أولا وذلك بتحويل درجة السيكاه إلى بوسليك أو بوسلك ودرجة الجهاركاه إلى نم حجاز وكذلك درجة العجم إلى أوج (مي طبيعية ـ فا نصف مرفوعة ـ سي نصف مخفوضة) أما إن اردنا نغمة المحير فإننا نكتفي بتحويل درجة العجم إلى أوج (سي نصف مخفوضة) بالإستقرار النهائي على الدوكاه، وأما إن كان الإنتقال صعودا فإلى نغمة البياتي شوري ويسمى كذلك القارجغار أو القرجغار بنصف إستقرار أو إسقرار نسبي على درجة النوا (كنغمة حجاز نوا) ويكون هذا بتحويل درجة الحسيني إلى حصار ودرجة العجم إلى ماهور (لا بيمول ـ سي طبيعية) إلا أن الإستقرار النهائي على الدوكاه وجب كما يكون هذا الإنتقال كذلك نزولا وابتداء من درجة الكردان (دو).
وفيما يخص الجنسين ذوا الأربع، فالأول رأيناه أما بخصوص الثاني في مقام البياتي: حسيني ـ عجم ـ كردان ـ محير فموسيقانا العربية هي عازفة عنه كنغمة في هذا المقام وسأعود مرة أخرى إن شاء للتوضيح.
أما العقود أو العقد كما يقال: (بياتي دوكاه ـ راست نوى ـ بياتي محير) فهو غير قابل للفهم راست نوى لا يحويه مقام البياتي أما بياتي محيرفيبقى بياتي على درجة المحير.
سأكتفي بهذا القدر ولنا إن شاء الله عودة أخرى لتحليل هذا المقام وتمحيصه والغوص في أعماق نغماته هو وباقي المقامات الأخرى. كما أنني أشكركم جميعا جزيل الشكر على عملكم الطيب وعلى تقبلكم لي وقبولي كعضو وأخ بينكم وبين السادة الإخوان أعضاء هذا النادي المحترمين فتقبلو مني فائق التقدير والإحترام.