ذات مساء ذهبت إلي مزرعة الفـنان عـبد الجليل لأطمئن عليه فقد مرت فتره لم أراه فيها وكان مساءا صيفيا جميلا وعند وصولي إلي المزرعة وجدت الأستاذ برفقة فنان له محبته الخاصة من قبـل الجميع بالوسط الفـني الشعـبي بمدينة بنغازي ألا وهو الملحن الأستاذ احمد عبد الحفيظ . وكانا في جلسه فنيه رائعة يجريان فيها بروفة للحن جديد . وعند وصولي رحبا بي وقال الأستاذ عبد الجليل ( الحمد الله اللي جيت فيه عمل جديد من الحان احمد نبي أنسمعه لك وأعطيني رايك فيه) ثم ابتدأ الأستاذ احمد العزف وعزف لحنا جديدا جميلا ثم ابتدأ الفنان عبد الجليل أغنية (ليش يا حبيبي غبت ) وعند انتهائه من المطلع توقف وكنت قد انسجمت مع العمل فقلت له (سمعني الباقي) فقال لي الفنان احمد عبد الحفيظ ( هنا المشكلة اللي واقعين فيها فتشطيرة السارحات ميزان حر موش موزون مع اللحن ) فقلت له (من اللّي كتب هذا العمـل ) فقال لي الأستاذ احمـد ( المرغني ) فقلت له ( خلاص خلوه يغير تشطيرها المرغني شاعر متمكن .وبعدين أنخاف اتسببولي في إحراج مع المرغني على الأقل تستأذنو منه) وهنا قال الأستاذ عبد الجليل ( اسمع يا عادل المرغني بعيد عليه يسكن في آخر الدنيا وانتا الشاعر الوحيد اللي يعرف شن نبي وبعدين ها لعمل نبي انغنيه الاسبوع الجاي يا راجل علي اليمين تكملها والمرغني خليه شوري) فقلت له ( امتى تبيها ) فقال مبتسما ( بعد يومين) وفعلا بعد يومين اتممتها وأحضرت معها برول ( أنتا القديم وعارفني) وبرّف عليها وكانت أبيات السارحات مطابقة مع وزن المطلع . ولم أتمكن من حضور تلك الحفله التي تغني فيها الاستاذ بهذا العمل ولكني سمعت تسجيلها وكان العمل رائعا رغم الحاله الصحيه السيئه والتي كان يمر بها الفنان عبد الجليل ولكنه تمكن من أداء وصله غنائيه شعبيه رائعة الله عليك يا أستاذ عبد الجليل والله عليك يا أستاذ احمد وحـــقـا ( الصغير صغير... والكبير كبيـــــــــــر ).
ليش يا حبيبي غبت تعبتني وتعبت
لانك إلي عاتبتني ولانك عليّا لمت
************** ( المطلع للشاعر يونس المرغني)
ليش يا حبيب بعادك ريح وطيع فوادك
طول وطال بعادك لاجيت لا سلمت
لا لمت لا شاكيت و لوم وعتب دزيت
قيسك خلاص نسيت مدعي الغلا حرمت