اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadj_abdelkader
السلام عليكم، انا أخوكم عبدالقادر أبحث دائما عن اغنية "جزائر يا بيضاء يا حارقة الأكباد" التي أداها ألمرحوم أحمد صابر بألحان الفنان الكبير فريد الأطرش، و إن لم يكن بالإمكان فالكلمات فقط، و شكرا مقدما.
|
انقل لك مقتطف من مقال "لمسات" لمقال د. عدنان الظاهر حول موسيقار الأزمان فريد الأطرش لتعميم الفائدة:
....بساط الريح البلمان بل هو في سرعته كونكورد... قلتم يا دكتور " لم يحتج أحد من البلدان التي لم يتطرق اليها فريد في بساطه السحري إلا الجزائر، وما كانت يومها قد نالت بعد استقلالها عن فرنسا"... أولا نبحث في أبوي هذا الاستعراض التاريخي السياسي الفني صاحب الكلمات بيرم التونسي وهو من الشخصيات التونسية الذي نفاهم الاستعمار الفرنسي من تونس واستقر في الإسكندرية والملحن والمطرب وهو فريد الأطرش الذي بمحاربة أهله للاستعمار الفرنسي التجأ إلى مصر فهناك عنصر مشترك بين المؤلف و الملحن المطرب خرجا من بلديهما بسبب الاستعمار الفرنسي فهل يمكن أن هذين العملاقين ينسيان الجزائر التي ترزح وقتها تحت كلاكل الاستعمار الفرنسي؟ مستحيل... والذي جعل الجزائريون يتأثرون لعدم ذكرهم من طرف فريد هو أن الجزائريين في ذلك الوقت وبدون مبالغة 90 % يعشقون فريد فهم كانوا يحسون بنفس شعورهم أنهم غرباء في بلدهم كغربة فريد في مصر... نذكر بالمناسبة موقف يدل على ما أقول : جاء مراسل مجلة الاثنين المصرية إلى الجزائر ويقول سأل أحد المارة من هو مطربك المفضل فذكر له مطرب محلي فقال له الصحفي مطرب من الشرق فقال عبد العزيز محمود في تاكسي الغرام فقال الصحفي وفريد الأطرش؟ فضحك الرجل وقال له وهل تسأل عن فريد الأطرش فذلك على القطاع فقال له الصحفي ما معنى على القطاع؟ فقال فريد أفضل من الجميع عند الجميع" ... كما نرى حكم رجل الشارع على حب الجزائريين لفريد ولذا تأثروا أن فريد لم يذكرهم حتى أن مطربا جزائريا يدعى أحمد صابر ألف أغنية على منوال لحن "تونس يا خضراء" مطلعها "جزائر يا بيضاء يا حارقة الأكباد.." ولها مقاطع بنفس الوزن واللحن للمدن الكبرى الجزائرية والتقى فريد بهذا المطرب في باريس وبالتحديد في سينما "فيديليو" (اسم أوبرا لبيتهوفن حول الوفاء) وتوجد في شارع "فيداليتي (أي الوفاء) وكادت تكون هذه السينما مختصة بعرض أفلام فريد الأطرش وحتى أن يافطتها على بابها تمثل فريد الأطرش بالعقال والعباءة اللبنانية ولا تتغير هذه اليافطة مهما كان الفيلم الذي يعرض .. ((وحتى في باريس أفلام فريد تعرض في قاعة الوفاء شارع الوفاء.)). المهم التقى فريد بأحمد صابر وتنازل له على حق اللحن. والأمر الثاني أن السلطة الفرنسية كانت دائما تحاول أن تشوه سمعة فريد عند الجزائريين لأن اسمه مرتبط بآل الطرش الذين حاربوا فرنسا... وذكر البعض من المؤرخين الصادقين "اللدودين" أن فريد رمي بالطماطم في جزائر و يقفون هناك عند "ويل للمصلين ..." فعلا رموه بالطماطم كيف كان ذلك وماذا بعد ذلك؟
قلنا كانت الحملة الفرنسية على الفريد على أشدها وهو في تونس قبل أن يصل الجزائر ولا تريد ان تمنعه حتى لا تزيد في قدره ولكنها لم تنس مواقف فريد شخصيا منها؟
ألم ينشد فريد وهو تلميذ من كلمات الشاعر حبيب جاماتي :
لا فرنسا لا تغــالي * لا تقولي الفتح طاب
سوف تأتيك الليالي * نورها لمع الحراب؟
قبل أن يسافر فريد الأطرش إلى الجزائر اتصل بمكتب المغرب العربي في القاهرة كما اتصل بصديقه الصادق فعلا عملاق المسرح وسينما الأستاذ يوسف وهبي وقد دخل من رحلة له في الجزائر وحتى قدماء مناضلي حزب الشعب الوطني الجزائري شهدوا في إذاعة الجزائر سنة 72 ضمن برنامج "أرشيف الأغاني" أن الحزب حذرهم بأن السلطة الفرنسية ستقوم بعمل ما ضد فريد فطلبت منهم اليقظة والحذر. كان متعهد حفلات فريد في ما تسمى شمال إفريقيا وقتها (تونس والجزائر والمغرب) هو إدمون خياط لبناني له شركة توزيع الأفلام العربية في تلك الربوع وأقام الحفل الأول لفريد في مدينة الجزائر في قاعة بورديس و تمسى الآن قاعة ابن خلدون في قلب الحي الأوروبي و ملاصقة لبناية الولاية الفرنسية للجزائر ويسمى الآن قصر الحكومة وخرج فريد في أول الحفل وكان أول من حي شعب الجزائر بـ "الشعب العربي في الجزائر" و اهتزت القاعة وما جلست هتافا وزغاريد و تصفيقا حادا ومن يهتف بحياة فريد وآخر بحياة العروبة وآخر بحياة مصر و آخر بحياة فاروق وخارج القاعة اهتزت السلطة الفرنسية وما جلست هي الأخرى "الشعب الجزائري" ليس بعربي فهو فرنسي مسلم وما تجرأ أحد قبل فريد أن يذكر للجزائر عروبته فجمع الفرنسيون شبابهم وأجّروا بعض أطفال ماسحي الأحذية وانتظروا فريد عند الخروج وأمطروه طماطم وبعد مدة تدخلت الشرطة طبعا وفرقت المعتدين لكن المهم عندهم أن الصحف الفرنسية ولا يوجد غيرها في الجزائر عنونت صفحاتها الأولى : الشعب الجزائر لا يريد فريد و يرميها بالطماطم. من جهة أخرى اتصل رجال من الحزب الوطني وكذلك مبعوثون من جمعية العلماء بفريد الطرش وأكدوا له بأن الشعب الجزائري بريء مما جرى وأراد فريد بعناده الأطرشي أن يبرهن أن الشعب الجزائري هو عكس ذلك : كريم ومضياف و يحبه ... رفض فريد أن يعود إلى تلك القاعة ويريدها قاعة في قلب الشعب و فعلا أقام فريد الحفل الموالي في قاعة سينما "الجمال" في قلب الحي الشعبي القصبة المناضلة وغصت القاعة وتجمهر الشعب وواصل فريد حفله بأبواب مفتوحة وغص الشارع و طبعا ... دخلت الشرطة الفرنسية وأوقفت الحفل لأنه عطل حركة المرور في الشارع... ولا فائدة بأن أرد على جاهل والله لا يستحق ذكر اسمه قال أن فريد لما ضرب بالطماطم في الجزائر عاد إلى مصر غاضبا وغنى بساط الريح بدون ذكر الجزائر ... يا إلهي ما هذا الافتراء و هذا الكذب وهذا الجهل؟ كانت بساط الريح في فيلم آخر كذبة سنة 1950 وزيارة فريد للجزائر كانت بعد سنة أي سنة 1951 والمصيبة يأتي جاهل آخر مؤرخ لدود وينقل عن الجاهل الخبر ...