كلمات : الدكتور إبراهيم ناجى
ألحان : رياض السنباطى
غناء : سعاد محمد
اللحن سنباطى صِرف .. أسلوب سنباطى واضح بجلاء ..
إستخدام الوتريات بجميع أشكالها .. وبعرضها .. تحاوريات بين الكمانات والتشيللوهات ..
مقدمة طويلة كعادة السنباطى يتخللها صولو ناى .. ثم صولو أورج ..
المقام المستعمل ( راحة الأرواح ) .. ولكى تكون الأمور واضحة ..
مقام راحة الأرواح من متشابهات مقام الهزام .. والذى هو من فصيلة السيكا ..
كل المسألة .. إن درجة ركوز المقام تغيرت فأصبحت من السى بدلاً من المى .. خلصت .
والسنباطى يعشق هذا المقام .. وهو نفسه المقام الذى صاغ منه ( الأطلال )
والإيقاع المستخدم .. هو إيقاع الواحدة الكبيرة .. وهو إيقاع شرقى رباعى الميزان ..
هذه المقدمة الطويلة والتى تزيد عن الخمس دقائق .. لم يستعمل فيها السنباطى إلا مقامان إثنان فقط ..
هما .. راحة الأرواح والبياتى .. ولكن الجمل الموسيقية ثرية ومتنوعة .. ولا تترك لنا فرصة لإلتقاط الأنفاس أو الملل .
تتسلم سعاد محمد الغناء من راحة الأرواح .. وتغنى ( أنا فى بعدك مفقود الهدى .. ضائع أهفو إلى نور كريم ) ..
ويتغير المقام إلى البياتى عند ( أشترى الأحلام فى سوق المنى ) ..
ثم تعود لراحة الأرواح مرة أخرى عند ( فالغد الموعود ناءِ كالنجوم ) .. لتنهى المذهب ..
معروف عن السنباطى أنه يترجم معانى الكلمات لحنياً ..
فهو يتشبع بالكلمات ويعيش معها قبل أن يمسك عوده ويلحن ..
المهم ..
لازمة موسيقية قصيرة من البياتى .. مع تحويلة قصيرة جداً لمقام الشورى .. الذى هو من فصيلة البياتى أيضاً ..
يعنى ماروحناش بعيد .. ومع إيقاع المصمودى الكبير .. وهو إيقاع شرقى أيضاً وميزانه 8 / 4 .. يعنى نعد ثمانية عدات فى كل مازورة ..
تغنى سعاد محمد ( أغداً قلت فعلمنى إصطبارا ) من البياتى أيضاً .. مع تغير الإيقاع إلى الواحدة الكبيرة
وكعادة السنباطى فى ترجمة المعانى .. نجد إيقاع المقسوم فى الشطرة التالية ( عبرت بى نشوة من فرح .. فرقصنا أنا والقلب سكارى ) .. والمقسوم إيقاع راقص .. ونتذكر هنا لجوءه لنفس الطريقة فى قصيدة أشواق .. وعند كلمة ( راقصات ) .. وأيضاً نجدها فى مقطع ( هل رأى الحب سكارى مثلنا ) من قصيدة الأطلال .. ثم نعود للواحدة الكبيرة فى الشطرة الأخيرة من الكوبليه .
سنلاحظ ياجماعة ملاحظة جميلة جداً تميز السنباطى ..
السنباطى عارف إنه بيلحن قصيدة .. والقصيدة لغة عربية فصحى .. وبها من الكلمات الصعبة أحياناً ..
فنجده يعطى لكل كلمة حقها .. وبالتالى يستطيع المطرب أن يغنى براحته .. ونستطيع نحن السميعة أن نتبين كل كلمة وكل لفظ ..
من الأخر .. لا يستطيع المطرب أن يأكل الكلمات .. لا يستطيع ..
المهم .. لم يخرج السنباطى عن البياتى فى هذا الكوبليه .. ليه بقى .. لماذا ؟
البياتى مقام شرقى طربى .. والسنباطى لايريد أن يخرجنا من الحالة المزاجية الطربية ..
كما أنه وجد أن البياتى يترجم لنا المعانى بوضوح وجمال .
لازمة جديدة .. من البياتى أيضاً .. يادى النيلة ..
هذه اللازمة تعزفها الوتريات مع صولو وحيد من الأورج .. ومع إيقاع الأيوب ..
تغنى سعاد محمد من نفس البياتى ومع إيقاع الواحدة الكبيرة .. وطبعاً معروف سر إستخدام الواحدة الكبيرة عند الغناء ..
لكى نغنى براحتنا ونتبين الكلمات ..
مش ملاحظين ياجماعة إن السنباطى يصر على إستعمال البياتى .. فهو بدأ القصيدة والغناء بمقام ( راحة الأرواح )
وبعدها لم نسمع هذا المقام مرة أخرى .. راح فى ( الوبا ) .
الكوبليه كله من البياتى .. لم نخرج عنه بتاتاً .. يعنى بياتى فى بياتى .. وإللى مش عاجبه يشرب من البحر ..
مع أم كلثوم .. كان الأمر يختلف .. كان يصول ويجول بين المقامات ويطلع عنينا ( كمحللين )
لأن أم كلثوم .. كانت تمسك له على الواحدة .. وهو عارف كويس إنها أم كلثوم .. صعب إرضاؤها ..
وكان السنباطى مع أم كلثوم يضع كل إمكانياته اللحنية .. يعنى يطلع كل إللى عنده .. وإسمعوا الأطلال بالذات ..
فيها يجى عشروميت مقام وتحويلة ..
لكن هنا .. فى قصيدتنا هذه .. سنجد أن السنباطى ( مالوش مزاج يرخم علينا ) .. عايش مع مقام واحد وبيلعب عليه ..
لكنه بيلعب عليه كويس .. لأنه السنباطى ..
المهم .. يخلص الكوبليه .. ثم وقفة إيقاعية .. يصمت الإيقاع ..
لنسمع الأورج يؤدى صولو وترد عليه الوتريات .. إقفش ..
يتغير المقام أخيراً .. لنسمع الحجاز .. ياساتر .. أخيراً
وتغنى سعاد محمد من الحجاز .. غناء فالت .. أى بدون إيقاع ..
تغنى ( قال لى القلب .. أحقاً مابلغنا ) ..
وتستمر إلى ماقبل نهاية الكوبليه .. لتعود بنا للبياتى مرة أخرى عند ( فنعمنا وإسترحنا وأمنا )
لازمة موسيقية جديدة من البياتى أيضاً .. ومع إيقاع ( الهجع ) وهو إيقاع يصلح للأعمال الدينية والصوفية ..
وميزانه 4 / 4 ..
طبعاً .. سنقول أن السنباطى عاد للبياتى مرة أخرى .. وسنعيد ماقلناه من قبل ..
لكن إحقاقاً للحق .. وعلشان ماتقولوش علينا ( مزيكاتيه على ماتُفرج ) ..
هو مقام من متشابهات البياتى .. ويسمى ( حسينى ) .. والفارق بينهما ربع درجة نغمية فقط ..
يعنى عمنا السنباطى حاول ( يخمنا ) .. لكن مايعرفش إننا مذاكرين كويس وتلاميذ مجتهدين لمدرسة السنباطى الثانوية المشتركة ..
تغنى سعاد محمد ( ياجنان الخلد قدمت إعتذارى ) من الحسينى .. ومع إيقاع الواحدة الكبيرة كالعادة ..
وتستمر مع الحسينى لنهاية الكوبليه ..
وأخيراً يتذكر عمنا السنباطى مقام ( راحة الأرواح ) فيعيد إكتشافه فى هذا الكوبليه ..
ونسمع لازمة موسيقية يتخللها إيقاعات ( الهجع ، المقسوم ، المصمودى الكبير )
مش ملاحظين ياخوانّا .. إن السنباطى فى هذا اللحن .. لم يستخدم صولوهات إلا فى النادر !
إستخدم الأورج ثم الناى .. وخلاص .. ( ودمتم ) .. والباقى كله تقوم به الفرقة بكاملها .. توتال يعنى ..
تغنى سعاد محمد ( لذعتنى دمعة تلفح خدى ) .. من ( راحة الأرواح )
وتظل مع نفس المقام لنهاية الكوبليه ( حاجة غريبة ) ..
لازمة موسيقية جديدة وأخيرة .. يلعب فيها السنباطى لعبته المحببة .. عنقود المقامات ..
فنجده يتجول بنا بين راحة الأرواح و .. العراق .. ثم ينتهى بنا عند .. الراست .
لتغنى سعاد محمد ( هات قيثارى ودعنى للخيال )
سنجد أنه لحن هذه الشطرة .. لحناً مفرحاً .. وذلك تأكيداً لمعنى الشطرة ..
ونفس التحويلات المقامية .. حتى ينهى القصيدة بمقام ( راحة الأرواح ) كما بدأها ..
وكأنه أغلق القوس ..
أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع ..