الشيخ محمد الحرّاق (1186-1261هـ 1772-1845م)
هوابوعبدالله سيدي محمد الحرّاق دفين تطوان.يرجع السيد أحمد الشباني الإدريسي في كتابه "مصابيح البشرية في أبناء خير البرية" نسبه إلى الحسن بن علــــي بن أبي طالب و فاطمة الزّهراء .
الشيخ سيدي محمد الحراق، العلامة الإمام الشاعر، الشيخ الجليل، مربي السالكين، ومرشد المريدين إلى طريق الله، جمع بين علوم الشريعة والتصوف والأدب، فكان بحرا في التفسير والحديث والفقه، كثير التدريس للتفسير، يعقد له مجالس خاصة بالجامع الأعظم بمدينة تطوان حفظها الله ، عاش النصف الأول من حياته مشتغلا بالعلوم الدينية، فقيها متمكنا من الفقه، عاملا على نشره وتعليمه، إلى أن يسر الله له سلوك طريق التصوف على يد الشيخ مولاي العربي الدرقاوي، فدخل طريق القوم التي أصبح فيها علما من أعلام التصوف الكبار، يقارن فيه برجال الطبقة الأولى ممن جمعوا بين الشريعة والحقيقة، وتمكنوا من التوفيق بين الظاهر والباطن، أرسل الله على موهبته ولسانه وقلمه الشعر الفياض عميق المعاني، بديع الصور، جميل الصياغة والأسلوب، فشاع وانتشر بين الناس، وتغنى به المعجبون في مشارق الأرض ومغاربها، وكان في هذا الباب بالنسبة للمغرب، كابن الفارض بالنسبة لمصر، وكان كلاهما في الشعر الصوفي كالنموذج الواحد الذي لا نظير له في العالم الإسلامي .
و من أشعاره في الحبّ الألهي بخّـــــرت بالطّيب عند ذكري إيّاه
من شدّة آلحبّ تعظيما لعليــــــــاه
فهبّ منـــــــــــه نسيم عرفت به
أنّ آلّذي فـــــاح منه آلطّيب معناه
فصرت إذّاك في عين آليقين أرى
أن ليس في الكــون بالّحقيق إلاّه
و في الملفّين المرفقين قراءة لقصيدتين في الحبّ الآلهي تتخللها موسيقى تأمّليّة على آلتي السّارود ( الهندية ) و البزق
__________________
" الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون "
صدق الله العظيم