صياح البط البري
و ذرّى سكون الصباح الطويل
هتافٌ من الديكِ لا يصدأُ
وهزّ الصدى سعفات النخيل
وأشرق شباكنا المطفأ .
هتافٌ سمعناهُ منذ الصغر
سمعناهُ حتى نموت
يمرُّ على عتباتِ البيوت
فيرسم أبوابها و الحُجَر
ولا يهدأُ
إلى أن تسير الحقول
إلينا فنقطف منها الثمر
وعند الضحى و انسكاب السماء
على الطينِ و العشبة اليابسة،
يشقُّ إلينا غصون الهواء
صياحٌ ، بكاءٌ ، غناءٌ ، نداء
يبشر شطآننا اليائسة
بأن المطر
على مهمه الريح مدّ القلوع
هو البطُّ .. فلتهنأي يا شموع
بموتٍ بهِ تعرفين الحياة
بهِ تعرفين ابتسامَ الدموع :
نذوراً تذوبين ، للأولياء .
صياحٌ .. كأن الصياح
ينشّل مما انطوى من رياح ،
سهولا وراء السهول
أزاهيرها في الدجى من نباح
وعند النهار حزاما لقاح
وختمية ما لها من ذبول
ينشّر في شاطئ مشمس
من القي الكثّ غاب له عذبات تطول.
صياح كأجراس ماء ..
كأجراس حقلٍ من النرجس
يدندن و الشمس تصغي، يقول
بأن المطر
سيهطل قبل انطواء الجناح
وقبل انتهاء السفر …
18 - 3 - 1962
خطاب والهه
أنت تدري ان في قلبي جرحي
الف آه تتترى دون بوح
أنت تدري صار مثل الليل صبحي
انت تدري ايها الجاني فنح
ودع الآلام واقبل بعض نصحي
يا عذابي خلني وحدي اضحي
دع أغاني اللواتي صغتهن
في اسار مبهم بين الدجنه
دع اماني فأني عفتهن
يا عذابي دع رؤى عاودتهن
ودع الآه فلن تجديك أنه
ثم دعني فأنا أشتات محنه
حب وشاعر
سالتني ذات يوم عابره عن غرامي وفتاتي الساحره
لم تكن تعلم أني شاعر ملهم أهوى فتون الطاهره
وحبيب لست أهوى عاتبا أنما أهوى العيون الآسره
وقواما أهيفا جلفني ساهما خلف روحي سادره
ووفاء لم أكن أنكره أترى ينكر غصن طائره
سألتني والربى مزدانة في شروق والأماني زاهره
ليتها تدرك أني ها هنا شاعر لابد لي من شاعره
قلت يا أختاه لا لا تسالي أنا ذاك الصب أهوى نادره
ثورة 14 رمضان
االف لسان جاء عندك يشكر...... لأيفاء ما اسديت هيهات يقدر
بعثت حيلة من رداها و نفضت.... أياديك عنها كل ما كان يوقر
جزاك الأله الخير عن أم صبية... أعدت لها البعل الذي كاد يقبر
فصار اليتامى من جداك ذوي أب. فداك الأب الفاديه در و جوهر
أسير فيكسو شارق الشمس جبهتي. فيعلو دعائي ظللت بالله تنصر
ألست الذي أحيا وقد ثار شعبه فصاح ابتهاجا منه الله اكبر
وقام الكسيح المبتلى من فراشه يسير على ساق يعدو ويطفر
تقحمت أو كان المنيات والسنا يئن وآلاف الشاياطين تصفر
فما هي ألا ضربة الثأر وانجلى ظلام من البلوى وبغداد تنظر
فمن ير بغداد التى أنت نورها يقل عاد هارون وقد مات جعفر
ثأرت لشواف وأمطرت ناظما بما قد روى القبر الذي كاد يطمر
وسد من التهريج أعلاه قاسم وما كان كاسمه فهو يشطر
يحن ألى النيل الفرات ودونه صحارى وقد قالوا لنا تلك كوثر
ألوف الضحايا سامها الخسف والأذى غلوم ورقاع وبخش وقنبر
ولولاه ما عاد الشيوعي حاكما كما شاء أو كان الشيوعي ينحر
فكنت الجواب المرتجى من دعائه وكنت لنا النور الذي فيه نبصر
فيا جيش لا نلت الأذى دونك الذي هبطنا ألى الأعماقأذ كبان يهذر
يمن بمال الشعب أعطاه عاجزا ومن ظلمة الداء الذي فيه ينخر
لقد جاع حتى حطم الجوع جسمه وطورد حتى ما على المشي يقدر
لك الحمد أذ أرويت بالثأر أرضنا فسرنا على الدرب الذي كاد يطمر
يوم ارتوى الثأر
بشراك هذا الذلة انقشعا وانفك عن ساعيك القيد وانقطعا
ازلزل الشر ما خلفت زاوية يندس فيها ولا أبقيت منتجعا
يا أمة ما انهوى عن صدرها صنم الا وأوصى لدانمنه فافترعا
من كل جازي يد بالزاد تطعمه غلا ومن آكل الثدي الذي رضعا
هاك اسمعي الصور والموتى اذا انبعثوا فاليوم كل سيجزى بالذي صنعا
الله أكبر ما أمهلت طاغية الا لكي يحصد النار التى زرعا
جيل من الأعين الغضبى وقافلة من غيظ جيلين في ميعادك اجتمعا
وانحط منها على الباغي وزمرته ظل تخطى اليه السور والقلعا
كالسيل من حمم والنار من ظلم والموت لو كان يحوي ذلك الفزعا
ما رعب قابيل اذ يعدو فتتبعه عينا أخيه المسجى حيثما نزعا
شق الثرى عنه من لحظيهما شبح أزجى عليه الدم المطلول فاتسعا
يوما بأوفى من الرعب الذي فجأت نكبأؤه الصرصر الطاغوت فامتقعا
يوم اشتفى كل قلب كان فاجمعه وزلزل القصر حتى مال وانصدعا
وامتد من حيث ولى باع محتجز واسود من حوله الفولاذ والتمعا
في موقف تنفس الشحاذ ذلتها فيه الأمير الذي من جوعها شبعا
وزمرة من لصوص كل ما جمعت ما رد عنها قضاء الشعب أو دفعا
أنزلت بالثورة البيضاء عاليها سفلا وعاجلت منها الرأس فاقتطعا
لم يرتو الثأر من جلاد أمته حتى وان جندلته النار وانصرعا
فاقتض من جيفة الجلاد مجتزيا منها عداد الضحايا من دم دفعا
هذا الذي كل ثكلى فهو مشكلها والمستحل الضحايا ليته ارتعدا
والسارق النور من عيني أطفأه والجاعل النوم في مهد ابنني وجعا
بالأمس كنا سبايا دون سدته فاليوم نعطيه ما أعطى وما منعا
ما قطعته الجموع الثائرات ولا أدمته الا بما أدمى وما قطعا
لم يكذب الجيش الا ظن شرذمة خالته في كل ما تبغى له تبعا
والجيش ما كان الا سور أمته والرافع الجور عنها كلما وقعا
ان تعل وان تمس بنائبة مسته أدهى وان نادت به سمعا
والجيش ما كان الا سر قائده هذا الذي حرر الأعناق اذ طلعا
عبد الكريم الذي أجرى بثورته ماء ونورا كغيم ممطر لمعا
أمسرى وبغداد تحت الليل غافية في سجنها وسهيل بعد ما طلعا
فما تنفس أو كاد الصباح نها الا وقد حطم الأوثان واقتلعا
في ثورة عاد منها الشعب منتصرا والحق مزدهرا والبغي منصرعا
حتى ازدهى كل شبر في العراق ففي مينائه اليوم نور الفجر قد سطعا
الهديه
يقول المحبون ان الهدايا طعام الهوى ذاك ما أسمع
واني لأهواك حتى لأقسو بحبي وتدمي به الأضلع
وأهواك حتى اللقاء اشتياق وحتى يضيق المدى الأوسع
فماذا سأهديك يوم اللقاء وماذا سأهديك يوم النوى
أيرضيك ما يشتريه انحداري الى حيث يأبى علي الهوى
فما المال الا دماء تباع كعرض البغايا لدرء الطوى
سأصحو مع الفجر قبل الطيور ولمسة كفيك في خاطري
ألم الندى حقول الربيع وأشدو مع القبر الطائر
وأجمع من زهرها باقة لعينك يا زهرة الشاعر
وهيهات هيهات ان الرياح يذرين أزهاري الذابله
ويبقين في مقلتيك انكسارا كمن يتبع الأنجم الآفله
سأهديك أغنية كنسيم المدينة يستقبل القافله
وماذا أغنيك والحشرجات وعصف اللظى كل ما اسمع
كأن البرايا دم في عروقي تصدى له الخنجر المشرع
فيا قبضة من رماد الحريق على سلم دكه المدفع
سأهديك من ساعدي الحياه ومن قلبي الضحكة الصافية
سأهديك ما في عبوس السحاب من النور للدوحة العاريه
سأهديك أن لا تكوني رمادا على مدرج الزعزع العاتيه
سأهيد دنيا يرين السلام عليها كحشد من الأنجم
تنامين فيها وتستيقظين بلا ريبة في الغد المبهم
ولا خوف من أن يعز الرغيف وأن تستباحي وأن تهرمي
وحي النيروز
طيف تحدى به البارود و النار ما...... حاك طاغ و ما استبناه جبار
ذكرى من الثورة الحمراء و شحها.... بالنور و القانيء المسفوك آذار
مرت على القمة البيضاء صاهرة...... عنها الجليد فملء السفح أنهار
في كل نهر ترى ظلا تحف به أشباح ( كاوا ) و يزهو حوله الفار
يا شعب ( كاوا ) سل الحداد كيف هوى صرح على الساعد المفتول ينهار
و كيف أهوت على الطاغي يد نفضت عنها الغبار و كيف انقض ثوار
و الجاعل ( الكير ) يوم الهول مشعلة تنصب منه على الآفاق أنوار
قف عند ( شيرين ) واهتف ربما نطقت وحدثتك بما تشتاق أحجار
و ربما ارتجت الأصداء و انفجرت قيثارة في يد الراعي و مزمار
و الفارس الثائر المغوار هل بقيت من خيله الصافنات البلق آثار
تكاد تسمع في الآفاق صيحة كأنها في سماء الحق إعصار
مرت على الظلم فاهتزت دعائمه و جلجلت فهي للباغين انذار
و ساء مستعمرا أن يستفيق على أصدائها جائع في الحقل منهار
و أن يهب إلى الأغلال يحطمها شعب و تنشق عن عينه أستار
كم أيتم البغي من طفل و سار على بيت هوى جحفل للبغي جرار
و استؤسر الجائع العريان و اغتصبت عذراؤه و استبيح الحقل و الدار
و شردت في صحارى الثلج أفئدة من فوقها أعظم تدمى و أطمار
و كشر السجن عن بابيه و ارتفعت حمر المشانق يغذوهن جزار
كيعرب مظلوم يمد يدا إلى أخيه فما أن يهدر الثار
و المستغلان في سهل و في جبل يدميها بالسياط الحمر غدار
سالت دماؤهما في السوط فامتزجت فلن يفرقها بالدس أشرار
و أغمد الظلم في الصدرين مخلبه فجمعت بالدم الجرحين أظفار
ووحد الجوع عزم الجائعين على أن يوقدوها و ألا تخمد النار
و كدس العري أجساد العراة على درب إلى النور قد أفضى بمن ساروا
وقرب القيد من شعبين شدهما ووجهت من خطى الشعبين أفكار
يا فرحة العيد ما في العيد من مرح حتى تحرر من محتاهلها الدار
يا فرحة العيد ما في العيد من مرح حتى تحرر من محتاهلها الدار
يا أبا الأحرار
هب في الفجر هبوب العاصفات قدر حطم أبواب الطغاة
قدر من سدة الله سعى يزرع الزيتون في الأرض الموات
يا لها من قبضة في حدها يكمن الموت و أسباب الحياة
حررت أعناقها من نيرها و أنارت في الليالي المظلمات
يا كريما ما رأينا مثله من كريم يا نجي المكرمات
لم تلح لولاك في ذاك الدجى شمسنا أو تهو أصنام البغاة
يا أبا الأحرار يا رافعها رابة تزهو على شط الفرات
دم لشعب عاش من تموزه في نعيم فوق أشلاء الطغاة
صحيفة الأحرار
يا حابسين صحيفة الأحرار هل يمنع القيد استعار النار
إن تحجبوها فهي حقد كامن بين الضلوع و صرخة استنكار
بنت الكفاح و كل سطر خالد عرق يفور به دم الثوار
ضم الشتات بها ( فكاوا ) يجتلي من عين ( يعرب ) ضحكة استبشار
و ( القدس ) تشهد كل جرح أنها برء يثير مخاوف الأشرار
لم تكب في ساح الجهاد و لا ارتضت ذلا و لا غفلت عن استعمار
إن تحجبوها فالليالي شأنها ألا يدوم بها سنا الأقمار
ما إن نخور فليس فينا جاهل إن الحياة عطية الأخطار
إنا لنغمد في اللظى أقدامنا هيهات نشكو سطوة الأحجار
واحر قلبي يا بلادي أنني جردت فيك سوى من الأشعار
ماذا ظننت بصادق في حبه لو كان يملك قوة الأقدار
هل كان ينفض من نضال كفه أو كان يتركها على القيثار
و لو استطعت لكنت حزبا ثانيا مثل التحرر صادق الآثار
أو عدت أجعل من دمائي ثورة تجلو غشاوة هذه الأبصار
الشعب يعلم عن يقين أنها بوق النضال و منبر الأحرار
حان الكفاح فأنزلتها طعنة حمراء في صدر الحليف الصاري
الجو فيك لكل نسر ضيق رحب لكل ملون المنقار
قصوا جناح النشر فيه و أطلقوا لليوم أجنحة الخنا و العار
و من المهازل أن أوفى صفحة للشعب تطويها يدا غدار
ما راش جود الكادحين جناحها حتى يراه مقص الاستعمار
أن يحجبوها فهي في أرواحنا و ضحاه تنشرها يد التذكار
أو طاب يوم ( الخائنات ) بيومها فالخائنات قصيرة الأعمار
إن المصاب و إن خلا من فرحة لم يخل من عظة و من انذار
فالطاعن الصدر الأبي بسيفه سق الستار بطعنة استهتار
فإذا العيون ترى و في أهدابها لمح الدماء خبيثة ( الثرثار )
يجثو على فرش الحرير و دونه جسم الطعين على التراب العاري
فالطرف يمسك بالكؤوس و رجله بالطرس و الكغان بالدينار
لو باركته يدا ( سفير ) ساعة باع النضال بحلفة ( استيزار )
يا من يشيد لكل حر محبسا خوفا على كرسيه المنهار
إن الظلام إذا تناهى غيه زاد العيون صدى إلى الأنوار
و الحابس الأبطال عن أن يزأروا ظن الزئير قضى قتل إسار
حتى تكشف عن سراب ظنه و انفض جوف الصمت عن إعصار
فإذا الحناجر و الزمازم تنبري غضبى تجوز عليه عقر الدار
هيهات تغلب كل كف شأنها لمس الحرير تدفق التيار
هيهات يصرع كل فكر ملؤه همس الطغاة صوارخ الأنكار
ما دام بعض دم الضحية دافقا فيها فلا ركنت إلى الأظفار
يا شعب أنت غد فإن لم يؤمنوا بالكادحين فلست للكفار
إن الطغاة نجوم ليل ترتدي ثوب المغيب و أنت شمس نهار
أنت اندفعت إلى العلاء و غلغلوا في هوة لا تنتهي بقرار
لا يستوي الجيلان هذا مقبل نحو الحياة و ذاك في إدبار
ظنونك سخرية الزمان و نهزه للطامعين و لعبة الأغرار
حتى أبنت عن اللظى في ملمس و كشفت في شرب عن الأكدار
أنت العباب سجا و أغفى حاجبا خلف السجو منية البحار
أنت الزمان صفا ليهوي سيفه بعد الصفاء على يدي جبار
إن الشعوب شكون داء واحدا رغم التنائي و اختلاف الدار
أغلالهن مجمعات في يد رعناء تنشرها على الأقطار
فإذا حطمت فلست وحدك حاطما تلك القيود غنيت بالأنصار
لاوفق الأشرار في أن يخرقوا قلب النضال بكاذب الأخبار
هل يأمن المطعون من جلاده إلا لقاء الصارم البتار
و الأرض ليس لها من غاسل رجس الطغاة سوى دم الثوار
مأساة الميناء
سل الميناء لو سمع الخطابا فروي غلة الصادي جوابا
و ابطال ( النقابة ) كيف باتوا يذوقون المذلة و العذابا
أذنب أن يقال لنا حقوق أبي أصحابهن لها اغتصابا
و عدل أن تجرع كل حر يد المستعمرين قذى و صابا
حلال لابن ( لندن ) في حمانا دم ابن الرافدين فلا عتبا
وجور أن نمد يدا إليه و حق أن يمد لنا حرابا
جموع الكادحين و جمعتنا مصائب ست أدركها حسابا
و حقد إن ذممت سواه حقدا فلا ألقاه إلا مستطابا
على المستعمرين بصب نارا و أبناء الثراء لظى مذابا
و رثناه الأبوة و هو باق سنورثه البنين منى عذابا
و دنيا لا يغيب العدل عنها إذا هو عن سواها كان غابا
بربك حدثيني أي جان تصيد منك أبناء نجابا
و أمسى منك دون حمى أمين تحد جنوده ظفرا و نابا
أطل على النقابة منه طرف مغيظ كاد يلتهب التهابا
و أزجى مثقلين بنافثات لهيب النار يحملن الحرابا
يذيقون المهانة كل حر دعاه هوى النقابة فاستجابا
و ما غير المطارق من سلاح و قد كرمت إلى الحق انتسابا
لك الفخر المخلد من جيوش على الجمع القليل تجوز بابا
وصانك من عدوك ( مستشار ) و حسبك أن غدوت له ذنابى
رضاه بأن تريعي كل دار تضم الكادحين و قد أصابا
فما كالكادحين له عدو إذا استرضاه مرتزق و حابى
أبالأغلال يخنق صوت شعب تهزأ بالحمام لقد تغابى
دع الآفاق تزخر بالضحايا و سمع الريح يمتليء انتحابا
و غذ بنا السجون و من دمانا فرو البيد أو فاسق السرابا
فيا غير الجلاء لك انتهاء فإن الشعب قد هتك الحجابا
و ألوى بالطغاة فما توانى و بالمستعمرين فما أنابا
جموع الكادحين و جل عارا رضانا بالهوان وخس عابا
دعاك إلى النضال شقاء شعب تحمل من مذلته الصعابا
خذي يالثأر خصمك لا تليني وجدي غير قاصرة طلابا
و سار لك الغد الزاهي فسيري وزيدي من محياه اقترابا
و أصمي في جوانح كل طاغ فؤادا كان للشر استجابا
يكاد الظامئون من الضحايا يصيحون اجعلي دمه شرابا
تطل عليك أحداق العذارى من الأكفان حانقة غضابا
دم الأعراض عاد بها اصفرارا و عاد على يد الجاني خضابا
و أجسام الطغاة حجين عنا ضياء لا نريد له احتجابا
ستنصب الأشعة من خروق رصاص الشعب زاذ بها انصبابا
لك الغد و الحياة و للأعادي معاول تحفرين بها الترابا
فصيحي ( بالحليف إليك عنا فلا حلفا نريد و لا انتدابا
دجلة الغضبى
ذوب الليل يا شعاع النهار تلمح العين ما وراء الستار
ذوب الليل يبصر الشعب صرعاه فما زال واقفا بانتظار
يبصر القوم بين هاو الى اللحد وغرقان دائب في احتظار
ما غضبة المياه الحبيبات تدفقن بعد طول الأسار
زمزم الموج في السهول النديات مغيطا وصاح في كل دار
سائل الكوخ والربى والصجارى كيف أرعش في يد التيار
أيها النائمون في الضفة السكرى على الجوع والضنى والصغار
كيف بالله كيف تغفو عيون في حمى كل ظالم غدار
علموا دجلة الظلامات والغدر فعادت ولا تفي عهد جار
أيها الضاربون في ظلمة الليل الى غير منتهى أو قرار
يسرقون الخطى على ضوء نجم يسرق الخطو في قصي المدار
كيف خلفتم الديار الحبيبات ألا لفتة لتلك الديار
ضرب الماء ما بنى كل بان وطوى كل مأمل بالثمار
فاشتكى صاحب القطيع من الموج لذئب رآه أو جزار
واشتكى الحاصد المعنى الى الشيخ فما كان منه غير ازورار
وهو بالأمس واهب القائد الغربي زلفى اليه سيف النضار
صيغ من أضلع الجياع العريا تحت أنظار كل جوعان عاري
وهوبالأمس من حبا لندن الشوهاء ما شاء منه حب الفخار
وهو من يبخل الغداه على الشعب ويلقى انتحابه بافترار
ليت لي قوة المياه فاقتض من الشيخ للدموع الغزار
ليتني أهدم القصور وأبنيهن بيتا لشارد في القفار
ليتني أبدل القلوب التى تغفو على الذل بالحصى والحجار
أيها الشعب واحتماك عار على الحر دونه كل عار
طالما قد صبرت يا شعبي المظلوم فانهض كفاك طول اصطبار
أيها المرسل الأنين الى الآذان يلبسن قرط الاستعمار
حق ما ترسل الأنين اليهن اجتزازا بصارم بتار
فهي صماء حين تدعو وصغواء اذا اهتز شارب المستشار
ضلة للنيام والثلعب الرعديد يسطو بمخلب مستعار
رب ناج من الردى خلف الأبناء صرعى في المائج الهدار
مثقل الظهر بالسنين الطويلات وأشلاء بيته المنهار
لاح لي فانطلقت أزجي اليه الشعر حران قاذفا بالشرار
أيها المبتلى وأدعو بك الشعب وقد هم غيظه بانفجار
ذلك النهر فاض بعد احتباس عاصفا بالسدود عصف اقتدار
نبني أي ساعة أبصر الشعب وقد فاض بعد طول الأسار
ساحقا في اندفاعه ما أقام الظلم في دره من الأسوار
قل لمن ثبت العروش على الماء فقال امتلكت كل البحار
سوف تأتيك ساعة توقظ الأمواج فيها انتفاضة الاعصار
أيها الشعب يعصب الداء عينيه فلا تبصران ضوء النهار
الدواء الذي ترجي سيأتيك اسمه من حناجر الثوار
تعصف الصيحة المدماة بالتاج على كل مفرق مستطار
يوم لا الظالم الغشوم بمنجيه من الثائرين وشك الفرار
لا ولا القيد مستطيع حيال النار صبرا ودونه ألف نار
الردى واالهوان خط الأذلاء وكل الحياة للأحرار
أعاصير
أصبح الكون وهو نور ونار أيها الظالمون أين الفرار
الأعاصير تملأ الشرق والغرب وقد جاش حولهن الشرار
كلما حاقت المنايا باعصر نزا فوق نعشه اعصار
فالتهاب خبا فكان التهاب وانفجار مضى فجاء انفجار
فاعصفي يا شعوب فالكون لا يرضيه الا أن يعصف الأحرار
واحطمي القيد فوق هام الطواغيت وثوري فالفائز الثوار
همسة فانتباهة فهتاف فانتفاض فثورة وانتصار
هذه قصة الشعوب رواها للولرى تاج قيصر المنهار
حرك الشرق عقرب الساعة الوسنى فهبت تقول لاح النهار
فامض يا ليل ما عيون الجماهير بعمياء أو عليها ستار
أيها الواقفون في زحمة الدنيا وقد عصب الرؤوس الدوار
ان وقفتم فما أرى موقف التاريخ يعتاق من خطاه انتظار
فاجعلوا في اليمين عرشا من الظلم فما يعرف العرش اليسار
يا وجوه الجياع يا قصة أضحى لها من مواطني أسفار
حاك أحداثها الرهبيات جلاد زها سيفه الدميم اقتدار
أنت للجوع لاح اصفرار وهو للتبر في يديه اصفرار
خيب المستبد لا يكتب التاريخ ناب له ولا اظفار
انما نحن وارثو هذه الدنيا لنا المجد كله والفخار
ان في صفرة الخريف انتفاضا كلن من معجزاته أيار
قل لمن فض روحه الرعب واستل السنا من عيونه الاندحار
نقل الطرف بين شرق وغرب يحمد الطرف قلبك الستطار
تلق كأس الطغاة في كف ساقيها حطاما تجف فيه العقار
في غد تسحق القيود ويهوي فوق أشلاء تاجه استعمار
لألأ الصبح يا بلادي أيبقى في حماك السفير والمستشار
ابعثي صرخة الجلاء ابعثيها مثلما ترسل الهدير البحار
شبعك الحر ما انثنى عن نضال لا فهيهات أن يدوم الأسار
وهو لو كان كوكبا يذرع الآفاق ما حد من خطاه المدار
عالم الظالمين قد هدم المظلوم ركنيه فاحتواه انهيار
فهو ان ظل واقفا كان للموت وان سار فالمسير انتحار
موضع القيد بعد حين سيمسي فوق انحانه الجريحات غار
مفضوحة لم تبق طي خفاء
الاسخياء له بغير بلادهم الباخلون بها على الضعفاء
بالقادرونعلى اغتصابك عنوة فاليوم هب الشعب من اغفاء
يا شعب ليس القدس تشكو وحدها هول الجراح من اليد الرعناء
ما زال جرحك وهو دام دافق رغم انتهاء الطعنة النجلاء
والحر أبعد غاية من أن يرى في الدمع تخفيفا من البرحاء
فالحكم للدم والسلاح المنتظى والحرب لا للدمعة الخرساء
والنصر للشعب الذي لا ينثني عن عزمه والصولة النكراء
أجل الطغاة بكل حد صارم ما أن يزيل العار كالأجلاء
حتى أراك وأنت راض هانىء حر برغم الأعين الزرقاء
وأرى الجزيرة وهي روض مونق محمية الأبناء بالأبناء
والقدس يسكن كل حر ربعها بالعاملين وضيئة الأنحاء
ياشعب ناد بكل ساه غافل عما تذوق القدس من بأساء
ما أشرع الأعداء فيها حرية الا لشل يد وسفك دماء
ما نفع جنتك التى نضرتها والنار حول الجنة الخضراء
يا شعبي المظلوم هذا موقف بان الوفي به من الحرباء
ما بال رهطك وهو باق وحده لم يخش بأس القوة العمياء
عاش التحرر كل رهط غائب الاه يوم الجد والأعياء
وغدا فداء الكادحين وجمعهم أصحاب تلك الشارة السوداء
يا شعب هذا أنت جأش رابط ان حان يوم الثورة الحمراء
في يوم فلسطين
يا راقصين على دم الصحراء قد آن يوم الثورة الحمراء
تلك الشرارة بعد حين تنجلي عن زاخر بالنار والأضواء
اليوم يحطم كل شعب ثائر سود القيود بضحكة استهزاء
ويد يفر البغي من هزاتها حمراء ضرجها دم الشهداء
فضت فم المستعمرين بلطمة لا غير قاتلة ولا شلاء
واليوم يصرخ كل حر غاضب في وجه كل مهوس الآراء
تلك الواطن أين عنها أهلها فتروح تعرضها على الغرباء
والقدس ما للقدس يمشي فوقها صهيون بين الدمع والأشلاء
ما هتلر السفاح أقسى مدية يوم الوغى من هتلر الحلفاء
يا أخت يعرب لن تزالي حرة بين الدم المسفوك والأعداء
ثارت أهلك في دمانا تلتظي هيهات ليس لهن من اطفاء
حتى يضم ثرى الجزيرة أهلها أو يلبسون مطارف العلياء
عرب الثأر فاهتفي يا ضحايا
بسمت النور في ثغور الجراح أنت قبل الصباح نجم الصباح
كلما لحت في خيال الطواغيت وألهت مرقد السفاح
ذاب قيد على اللظى وتراخت قبضات على حطام السلاح
واختفت كالاظلام تنحل في النار وجوه تحف بالأقداح
كلما لحت هلل الشعب أسوان يبث ابتهاجه في النواح
وتحدى الطغاة بالساعد المفنول من عامل ومن فلاح
كان في غفوة فلما ملأت النوم في مقلتيه بالأشباح
هب غضبان يهمز الثأر بالثأر ويمشي على لهيب الكفاح
يا عيون الجراح لولاك ما امتدت عيون الى الستار المزاح
تبصر الظلم عاريا ةالطواغيت كأوراق دوحة في الرياح
جرد البغي خنجرا في دجى الليل وأهوى على الحمى المستباح
فاهتدت أمة على لمعة النصل وقد عب من دماء الأضاحي
واستضاءت بسمة من شهيد ومشت فوق معبر من جراح
عربد الثأر فانهضي يا ضحايا واطرحي عنك باردات الصفاح
كلما ألهب الدجى حزن بغداد فغصت بدمعها النضاح
وانظري هل ترين الا ثكالي وأيامي يضربن راحا براح
وانظري ما يزال جلاك السكران فوق الثرى طليق الجناح
واسألي قبر جعفر النارد المحزون ما ذنب هذه الأرواح
جعفرالحق يا نشيد البطولات تغنيه تحت ظل الصفاح
مد من قبرك المدمى بيمناك فما زلت حامل المصباح
أنت مزقت ظلمة الليل بالنور فلا تهن مقلة السفاح
اللعنات
1 الى النار
لا ترجفي يا بنان القارىء الأنا لا انشق باب ولا صافحت شياطانا
لا ترجفي وانشري سفرا صحائفه درب الى النار لولا هن ما كانا
أفضى الى عالم ناء الى ظلم كانت حياة على الدنيا وأزمانا
حاك الخيال المدمى بعضها قصصا والواقع المر انباء وألحانا
عذراء ما وطئت رجل مدراجها كالبحر قاعا وغيب الله شطآنا
واد من النار داج لا ألم به شيخ المعرة يستوحيه غفرانا
ولا تخطى بدانتي بابه بصر خاض الجحيم دما يغلي ونيرانا
وادي حزانا ومظلومين تملؤه أطياف أحيائنا الغضبى وموتانا
ضجوا لدى الله بالشكوى فرق لها قلبا وهز النجوم الزهر غضبانا
وانثال كالغيث لو أن لظى صوت سرى زعزعا وانشق بركانا
ويل الطغاة السكارى من عقاب غد ان زلزل الكوكب المنكود ايذانا
فزمزم الحشد والنكباء تنشره حينا وتطويه كف الله أحيانا
رباه لو أن في طول انتظار غد جدوى لما أسمعتك الريح شكوانا
ما كان حتما علينا أن يعذبنا طاغ وان يشهد الرحمن بلوانا
النار أشهى فهات النار تصهرنا يوم الحساب ومتعنا بدنيانا
ان كان لا يدخل الجنات داخلها الا شقيا على الأواى وغرثانا
وكان أمرك أن نرضى بما صنعوا فاحفظ عبيدك فالشيطان مولانا
بين الروح والجسد
قصة شاعرين
يستفاد من مختلف المصادر أن بين الروح والجسد ملحمة للشاعر تقع في
ألف ونيف من الأبيات وكان قد أرسلها كاملة مع السيد فيصل جري
السامر وهو يستعد للدكتوراه فسلمها بمصر كما ذكر الى المرحوم الشاعر
المصري علي محمود طه المهندس ولم يعرف مصيرها بعد
وفيما يلي مائة وعشرون بيتا متها جمعت من مسودة للشاعر ومن مجموعة
اقبال التي صدرت له بعد وفاته ثم من احدى الصحف العراقية التي كانت
تصدر يومئذ
أوحى اليه الشعر من آياته سحرا تحل به النفوس وتعقد
باتت تلحق في الأعالي روحه نشوى وبات خياله يتصعد
واهي الكيان كأن خطبا هذه ذاوي الشفاه لطول ما يتنهد
وهو المعطل من قوام فارع يسبي العيون ووجنة تتورد
لم يعط من مال سوى أحلامه وكفى بها من ثروة لا تنفد
ما زوال صرف الدهر أبقى أمه تأسو الجراح بكفها أو تضمد
كم بات يلتمس الحنان فما رأى طيف الحنان وفاته ما ينشد
وأحب من جاراته فتانة ما زال صائد طرفها يتصيد
عف الغرام بحسبه من حبه نظر يعف عن الآثام ويبعد
شاعر الشهوة
غض الاهاب تظل تبرق عينه سحرا تلوذ به القلوب وتحتمي
جم الثراء سبى العذارى بالغنى والحسن حتى ما يجدن لمغرم
قد كان يحسبها مثالا للتقى والطهر والخلق الرفيع الأكرم
ما زال يروي الشعر عن شيطانه متحلبا شرا صبيغا بالدم
وأحب غانية فهيأ سمه سرا وخبا صارما في المبسم
المحبوبة
حسناء تسفر عن محيا شاحب ما زال يغلب كل طرف غالب
رمقت صباها وهي في ريعانه بنواظر عبرى وقلب ناصب
في الريف بين نخيله المتعانق وعلى جوانب كل نهر دافق
عسب يجاذبه النسيم ظلاله وندى يصفق بالأريج العابق
وأزهر غيناء رف نديها فرحا بأجنحة الفراش العاشق
شاعر الروح
حيتك أنفاس الربيع الباكر ورعتك آلهة الهوى من شاعر
مرت ليال كنت فيها غائبا عني فأظلمت الحياة بناظري
لم يلق شعري منك قلبا راضيا فلقد سقته مآثمي حتى ارتوى
فلتهتفن بكل نغم ساحر مما تفيض عليك أيام النوى
أو ما تفيض عليك ساعدات اللقا بين النخيل وعند ذاك الملتوى
شاعر الروح
أتحب صاحبتي وحبي طاهر وهواك حب فاجر لم يشرف
نزهتها عن قول هجر قلته كادت تغص به لهاة المعزف
شاعر الشهوة
هيهات لست بتارك هذا الهوى لا الصد يورثني السلو ولا النوى
مالي ومالك أن تظل رفيقها ان نلت بعد سويعة تطويقها
أهوي على تلك الشفاه فأرتوي حينا وأرشف كيف شئت رحيقها
وأمد كفي أينما شاء الهوى فأعود أقطف نورها وشقشقها
شاعر الروح
زورا لعمرك ما نطقت وخدعة تأبى علي محبتي تصديقها
شاعر الشهوة
وأطوع الخصر النحيل بضمة من ساعد ما خلته ليطيقها
شاعر الروح
لا تفجعن فؤاد باك موجع بتصورات زوقت تزويقها
شاعر الروح
رحماك ما أبقيت لي من ملجأ ان كنت تطمح أن تكون رفيقها
شاعر الشهوة
طال الثواء وحان أن نتفرقا فالى اللقاء وياله من ملتقى
فغدا أعود محدثا عن قبلة جن الفؤاد لها وخصر طوقا
ونواظر متفترات نشوة وصبابة متلذذات باللقا
شاعر الروح
لا تقسون ورحمة يا صاحبي فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع لا تقسون على الفؤاد الموجع
بالماضيات الزهر من أيامنا بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
لا تعدون على التى ملكتها روحي ودونك غيرها فاستمتع
لو شئت جاءتك الغواني خشعا ينظرني نظرة وامق متطلع
شاعر الشهوة
لو كان في وسع المشوق العاشق ترك الهوى لصرفت عنها خافقي
طال الثواء وحان أن نتفرقا فالى اللقاء وياله من ملتقى
فغدا أعود محدثا عن قبلة جن الفؤاد لها وخصر طوقا
ونواظر متفترات نشوة وصبابة متلذذات باللقا
شاعر الروح
لا تقسون ورحمة يا صاحبي فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع لا تقسون على الفؤاد الموجع
بالماضيات الزهر من أيامنا بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
لا تعدون على التى ملكتها روحي ودونك غيرها فاستمتع
لو شئت جاءتك الغواني خشعا ينظرني نظرة وامق متطلع
شاعر الشهوة
لو كان في وسع المشوق العاشق ثرك الهوى لصرفت عنها خافقي
طال الثواء وحان أن نتفرقا فالى اللقاء وياله من ملتقى
فغدا أعود محدثا عن قبلة جن الفؤاد لها وخصر طوقا
ونواظر متفترات نشوة وصبابة متلذذات باللقا
شاعر الروح
لا تقسون ورحمة يا صاحبي فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع لا تقسون على الفؤاد الموجع
بالماضيات الزهر من أيامنا بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
لا تعدون على التى ملكتها روحي ودونك غيرها فاستمتع
لو شئت جاءتك الغواني خشعا ينظرني نظرة وامق متطلع
شاعر الشهوة
لو كان في وسع المشوق العاشق ثرك الهوى لصرفت عنها خافقي
طال الثواء وحان أن نتفرقا فالى اللقاء وياله من ملتقى
فغدا أعود محدثا عن قبلة جن الفؤاد لها وخصر طوقا
ونواظر متفترات نشوة وصبابة متلذذات باللقا
شاعر الروح
لا تقسون ورحمة يا صاحبي فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع لا تقسون على الفؤاد الموجع
بالماضيات الزهر من أيامنا بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
لا تعدون على التى ملكتها روحي ودونك غيرها فاستمتع
لو شئت جاءتك الغواني خشعا ينظرني نظرة وامق متطلع
شاعر الشهوة
لو كان في وسع المشوق العاشق ثرك الهوى لصرفت عنها خافقي
طال الثواء وحان أن نتفرقا فالى اللقاء وياله من ملتقى
فغدا أعود محدثا عن قبلة جن الفؤاد لها وخصر طوقا
ونواظر متفترات نشوة وصبابة متلذذات باللقا
شاعر الروح
لا تقسون ورحمة يا صاحبي فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع لا تقسون على الفؤاد الموجع
بالماضيات الزهر من أيامنا بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
لا تعدون على التى ملكتها روحي ودونك غيرها فاستمتع
لو شئت جاءتك الغواني خشعا ينظرني نظرة وامق متطلع
شاعر الشهوة
لو كان في وسع المشوق العاشق ثرك الهوى لصرفت عنها خافقي
والأمس شعرها شعري
مرت فلامس شعرها شعري فاذا الهوى بجوانحي يسري
مرت ولم أرها سوى نبأ عذب البشائر ذاع في صدري
القلب يعرفها بمشيتها بالظل بالأنفاس بالعطر
يا ليت شعرينا اذ اعتنقا عقدا فما انفرطا مدى الدهر
بل ليت مسرعة الخطى وقفت ووقفت حتى ساعة الحشر
أشكو الغرام لها فتبسم لي وتلين ان أسمعتها شعري
أدعوك واسمك لست أعرفه دعوات حر ضاق بالأسر
آنست منك تطلعا ملكت نظراته الجماح من فكري
أفغن هوى ما كان من تظرء أم كان لهوا عاجل المر
بوحي بسرك لا بل اتئدي أخشى الأسى ان بحت بالسر
فدعي الفؤاد يعيش مغتبطا جذلان ما بين الرؤى الزهر
يا ليتني وقد ابتعدت مدى قبلت ما لامست من شعري
بل ليت ما لامست منه غدا حمراء مشرقة من الزهر
تكسين شعرك من مفاتنها ثوبا من الألاء والنشر
يا نهـر
يا نهر عاد اليك بعد شتاته صب يفيض الشوقمن زفراته
حيران يرمق ضفتيك بلوعة فيكاد يصرع شوقه عبراته
كم رافقتك فآنستك خطاه في غدواته للحب أو روحاته
أفانت تذكره وتحفظ عهده أم قد نسيت عهوده وسماته
قد أنكرته فتاته وتبعتها وهو الذي يفديكما بحياته
ليود من شغف بمائك لو غدا ظلا يداعب فيه جنياته
متعلقا بشراع كل سفينة ليجاذب الملاح اغنياته
وتلوذ أنوار النجوم بصدره وتراقص الأمواج من ضحكاته
يا نهر أين مضى الزمان بأنسه والمترع المعسول من كاساته
وهل اهتدى الزمن الحقود فغال ما قد أودع المفؤود في خلواته
قبلاته في ضفتيك صريعة أفهل حفظت له صدى قبلاته
أمواجك الائي شهدن غرامه وسمعن لوعته وبث شكاته
عبثت بهن من الليالي غدرة وأضاعهن الجزر في سفراته
والدوح أسلم للبلى ورقاته وثمالة القبلات في ورقاته
والريح أسامها انتظار ايابه وأملها ترديد أغنياته
فرمت لطول عيائها مزماره وعفا بمسمعها صدى نغماته
يا ساقي الشجرات ما لك لا ترى الا كئيبا لج في حسراته
وتطوف ما بين الرياض أباحثا عن غائب حجب البعاد سماته
ما للروابي أرمتك شكاتها والمرج ألقى فيك شباباته
فسل الربى عن نورها وزهورها والمرج عن شعرائه ورعاته
ذهبوا فما في الروض الا نائح متفرد بدموعه وأذاته
حلو الخرير ملاذ كل معذب ظميء الفؤاد وأنت بعض سقاته
أراها غدا
أراها غدا هل أراها غدا وأنسى النوى أم يحول الردى
فؤادي وهل في ضلوعي فؤاد لقد كدت أنساه لولا الصدى
كأني به خاذلي ان تمر على بعد ما بيننا من مدى
مشى العمر ما بيننا فاصلا فمن لي بأن اسبق الموعدا
ومن لي بطي السنين الطوال ستمضي دموعي وحبي سدى
أراها فأذكر أني القريب وأنسى الفتى الشارد المبعدا
أراها فأنفض عنها السنين كما تنفض الريح برد الندى
فتغدو وعمري أخو عمرها ويستوقف المولد المولدا
أغض اذا ما بدت ناظري فهيهات تلعم كم سهدا
ولو أنها نبئت بالغرام غرامي لقربت المنشدا
وقالت أيعصى ندا الحب حرمت الهوى ان عصيت الندا
سأنسى الجراحات والامنيات سوى أن عيني تراها غدا