* : 23 يوليو 1966 نادي ضباط الزمالك *الفجر الجديد*الأطلال* (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 13h27 - التاريخ: 17/06/2024)           »          إسماعيل شبانة- 6 ديسمبر 1919 - 28 فبراير 1985 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 07h58 - التاريخ: 17/06/2024)           »          هدى زايد (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 07h48 - التاريخ: 17/06/2024)           »          لقاءات إذاعية وتليفزيونية نادرة (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 07h25 - التاريخ: 17/06/2024)           »          نـــازك- 14 أكتوبر 1928 - 26 مارس 1999 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 06h54 - التاريخ: 17/06/2024)           »          عقيله راتب- 22 مارس 1916 - 22 فبراير 1999 (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 00h43 - التاريخ: 17/06/2024)           »          طروب- 1 يونيو 1937 (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 00h30 - التاريخ: 17/06/2024)           »          15 يونيو 1950 سينما ريفولي * نهج البرده * الامل * (الكاتـب : tarab - آخر مشاركة : مروان ٱشنيوال - - الوقت: 00h30 - التاريخ: 17/06/2024)           »          محمود الشريف- 2 سبتمبر 1912- 29 يوليو 1990 (الكاتـب : غازي الضبع - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 23h58 - التاريخ: 16/06/2024)           »          أحمد عبد القادر- 21 نوفمبر 1916 - 21 يوليو 1984 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 23h47 - التاريخ: 16/06/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #131  
قديم 22/08/2010, 18h41
الباشاقمرزمان
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: بشير عياد مصري حتي النخاع

الأستاذ/ بشير عياد

لقد قرأت مقالكم الكريم في مجلة العربي بالأمس فقط وقد تناولتم فيه الأغنية الدينية منذ بداية ظهورها الذي أرخته بأغنية ام كلثوم وشعر احمد شوقي والحان رياض السنباطى من بداية سلوا قلبي في فبراير 1946 بعد استعراض تاريخي للشعر الديني منذ بداية ظهور الاسلام ودخول الشعراء في الاسلام وتحولهم من الهجاء إلى المديح لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لفت نظري خلو الموضوع من الإنشاد الديني والذي سبق هذه البداية المتأخرة للغناء والذي بدأ قبل ذلك بزمن طويل من خلال بيوت الطبقة العليا والبشاوات والذي كان يؤدى بشكل غنائي وله أصول مقامية غنائية في الآداء برغم عدم استخدام الآلات الموسيقية والاعتماد على السييطة المساعدين(الكورال أو الكورس) في غالب الأحيان هذا إلى جانب وجود أغاني دينية تمثلت في شهر رمضان من الأغاني الدينية لأحمد عبد القادر وأيضا لمحمد عبد المطلب واعتقد والله أعلم أنها أسبق من أغنية أم كلثوم وخاصة أن أحمد عبد القادر تناول عدد من الأغاني الدينية في تلك الحقبة الزمنية.
وعلى هذا لا تعد أغنية أم كلثوم هي الأولى واعتقد أن الأمر يحتاج الى تأكيد وأنتم أهل لذلك.
لك مني خالص التحية والتقدير
رد مع اقتباس
  #132  
قديم 23/08/2010, 17h53
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري حتي النخاع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباشاقمرزمان مشاهدة المشاركة
الأستاذ/ بشير عياد

لقد قرأت مقالكم الكريم في مجلة العربي بالأمس فقط وقد تناولتم فيه الأغنية الدينية منذ بداية ظهورها الذي أرخته بأغنية ام كلثوم وشعر احمد شوقي والحان رياض السنباطى من بداية سلوا قلبي في فبراير 1946 بعد استعراض تاريخي للشعر الديني منذ بداية ظهور الاسلام ودخول الشعراء في الاسلام وتحولهم من الهجاء إلى المديح لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لفت نظري خلو الموضوع من الإنشاد الديني والذي سبق هذه البداية المتأخرة للغناء والذي بدأ قبل ذلك بزمن طويل من خلال بيوت الطبقة العليا والبشاوات والذي كان يؤدى بشكل غنائي وله أصول مقامية غنائية في الآداء برغم عدم استخدام الآلات الموسيقية والاعتماد على السييطة المساعدين(الكورال أو الكورس) في غالب الأحيان هذا إلى جانب وجود أغاني دينية تمثلت في شهر رمضان من الأغاني الدينية لأحمد عبد القادر وأيضا لمحمد عبد المطلب واعتقد والله أعلم أنها أسبق من أغنية أم كلثوم وخاصة أن أحمد عبد القادر تناول عدد من الأغاني الدينية في تلك الحقبة الزمنية.
وعلى هذا لا تعد أغنية أم كلثوم هي الأولى واعتقد أن الأمر يحتاج الى تأكيد وأنتم أهل لذلك.
لك مني خالص التحية والتقدير
الأخ العزيز
الباشا قمر الزمان
تحياتي وسلاماتي
وأشكرُكَ على متابعتك
لكنَّ لي تعجُّبًا ، على الجملةِ التي وضعتُ تحتها خطًّا ، وجعلتُها باللون الأحمر الصارخ !!!
يبدو أنّكَ لم تركّزْ في المقال !!! فأنا لم أقلْ إنّ ما أدّتْهُ أمُّ كُلثوم هو " أوّلُ " الغناءِ الدّيني ، فهذا خطأ لا أقعُ فيه ، ولا تقعُ فيه سُلوان بنتي التي تبلغُ من العمرِ خمسة أعوام !!!ولكن قلتُ " النموذج " وهناكَ فرقٌ شاسعٌ بين الوصفين !! فليسَ من اللائقِ أنْ أقارنَ بين أمّ كلثوم و" غيرها " ، المقالُ عنوانه : " الأغنيةُ الدينيّة ... شوقي ـ أمّ كلثوم نموذجًا " ، وكلّ ما وردَ في الصفحاتِ الستّ لا يخرجُ عن العنوان ، لأنني ـ أولا ـ أعي وأعني ما أقومُ به ، وثانيا ، مجلّة " العربي " ليست من النوع الذي يقبلُ بأي رصّ والسلام !!!
المقالُ عن " النموذج " ، ولهذا ، لستُ مُلزمًا بأنْ أقدّمَ فيه كشف جرد مخازن الغناء الديني على مدار 1430 سنة !!
قمتُ بعملِ فلاشاتٍ سريعةٍ لأصلَ بالقارئِ إلى عمقِ القرنِ العشرين حيثُ مربطِ الفرس ، أو " لُبّ الموضوع " ، وعمومًا سوفَ أضعُ الموضوعَ هنا في أقربِ فرصةٍ بعد أن أصبحَ متاحًا على موقع " العربي " ، بمعنى أنَّ العرفَ الصحفي يمنعني من نشرِ الموضوعِ في أي مكانٍ ما دامت المجلّةُ في الأسواق ، لكن بعدَ إتاحتِهِ ـ منذ يومين ـ على موقع المجلة ، فلا حرج من نشرِهِ هنا بإخراجٍ مغايرٍ .
تحياتي للجميع
وأهلا بكلّ المقترحاتِ والملاحظاتِ فدائمًا ما أكونُ على قيدِ الكتابةِ هنا أو هناك .
رد مع اقتباس
  #133  
قديم 24/08/2010, 04h52
الباشاقمرزمان
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: بشير عياد مصري حتي النخاع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشير عياد مشاهدة المشاركة
الأخ العزيز

الباشا قمر الزمان
تحياتي وسلاماتي
وأشكرُكَ على متابعتك
لكنَّ لي تعجُّبًا ، على الجملةِ التي وضعتُ تحتها خطًّا ، وجعلتُها باللون الأحمر الصارخ !!!
يبدو أنّكَ لم تركّزْ في المقال !!! فأنا لم أقلْ إنّ ما أدّتْهُ أمُّ كُلثوم هو " أوّلُ " الغناءِ الدّيني ، فهذا خطأ لا أقعُ فيه ، ولا تقعُ فيه سُلوان بنتي التي تبلغُ من العمرِ خمسة أعوام !!!ولكن قلتُ " النموذج " وهناكَ فرقٌ شاسعٌ بين الوصفين !! فليسَ من اللائقِ أنْ أقارنَ بين أمّ كلثوم و" غيرها " ، المقالُ عنوانه : " الأغنيةُ الدينيّة ... شوقي ـ أمّ كلثوم نموذجًا " ، وكلّ ما وردَ في الصفحاتِ الستّ لا يخرجُ عن العنوان ، لأنني ـ أولا ـ أعي وأعني ما أقومُ به ، وثانيا ، مجلّة " العربي " ليست من النوع الذي يقبلُ بأي رصّ والسلام !!!
المقالُ عن " النموذج " ، ولهذا ، لستُ مُلزمًا بأنْ أقدّمَ فيه كشف جرد مخازن الغناء الديني على مدار 1430 سنة !!
قمتُ بعملِ فلاشاتٍ سريعةٍ لأصلَ بالقارئِ إلى عمقِ القرنِ العشرين حيثُ مربطِ الفرس ، أو " لُبّ الموضوع " ، وعمومًا سوفَ أضعُ الموضوعَ هنا في أقربِ فرصةٍ بعد أن أصبحَ متاحًا على موقع " العربي " ، بمعنى أنَّ العرفَ الصحفي يمنعني من نشرِ الموضوعِ في أي مكانٍ ما دامت المجلّةُ في الأسواق ، لكن بعدَ إتاحتِهِ ـ منذ يومين ـ على موقع المجلة ، فلا حرج من نشرِهِ هنا بإخراجٍ مغايرٍ .
تحياتي للجميع

وأهلا بكلّ المقترحاتِ والملاحظاتِ فدائمًا ما أكونُ على قيدِ الكتابةِ هنا أو هناك .
أستاذي الفاضل بشير عياد
تسلم لي ويبدو أني فهمت الموضوع على نحو مخالف واعتقدت أن فحوى الموضوع أن أغنية أم كلثوم اعتبرتها الأولى في الغناء الديني وحينما كنت اتجول منذ أيام عدة وجدت أن هناك أغنية دينية لأحمد عبد القادر سبقت تاريخ سلوا قلبي وفي الحقيقة اني تهت بين صحة التاريخين من حيث أيهما أسبق ولهذا أشرت لذلك مع ملاحظة أني قلت أنكم أقدر على تحديد ذلك واعتذر عن ذلك وشكرا لك أستاذي الكريم
رد مع اقتباس
  #134  
قديم 30/08/2010, 17h40
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري حتي النخاع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباشاقمرزمان مشاهدة المشاركة
أستاذي الفاضل بشير عياد
تسلم لي ويبدو أني فهمت الموضوع على نحو مخالف واعتقدت أن فحوى الموضوع أن أغنية أم كلثوم اعتبرتها الأولى في الغناء الديني وحينما كنت اتجول منذ أيام عدة وجدت أن هناك أغنية دينية لأحمد عبد القادر سبقت تاريخ سلوا قلبي وفي الحقيقة اني تهت بين صحة التاريخين من حيث أيهما أسبق ولهذا أشرت لذلك مع ملاحظة أني قلت أنكم أقدر على تحديد ذلك واعتذر عن ذلك وشكرا لك أستاذي الكريم

ولا يهمّك
بعدَ قليلٍ
تجدونَ المقالَ كاملاً بإذنِ الله
رد مع اقتباس
  #135  
قديم 30/08/2010, 17h55
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري حتي النخاع

الأغنيةُ الدّينيّة
أحمد شوقي ـ أمّ كُلثوم نموذجًا

بشير عيَّاد
( عن : مجلّةِ " العربي " الكويتيّة ، عدد أغسطس / آب 2010م )

لا نستطيعُ تحديدَ التاريخِ الفعلي لبدايةِ الأغنيةِ الدينيّةِ ، ولكنْ لنتّفقْ ـ مجازًا ـ على أنَّ الحروفَ الأولى لهذا اللونِ من المديحِ أو الغناءِ الدّيني كانت أنشودة " طلعَ البدرُ علينا " التي قابلَ بها أهلُ المدينةِ رسولَنا الكريمَ ابتهاجًا بهجرتِهِ إليها .
كانَ أجدادُنا شعراءُ العصرِ الجاهلي بارعينَ في المديحِ ، ولكنّهُ كانَ مقصورًا على القبيلةِ أو العشيرةِ ، وكانَ يقابلُهُ الهجاءُ على الضّفةِ الأخرى ، ومعَ دخولِ شعراءَ كثيرينَ في دينِ اللهِ ، تحوّلوا بكاملِ وجدانهم إلى إعلاءِ كلمةِ الحقّ ، والدّفاعِ عن دينهم ، وصدّ غاراتِ الشعراءِ الكفّارِ الذينَ يهجونَ النبيَّ الكريم ، وبدأت المعاني القرآنيةِ تشيعُ في الأشعارِ ، وأصبحت هناكَ لغةٌ جديدةٌ تتسمُ بالإنسانيّةِ والرّقّةِ وكلّ ما جاءَت بهِ أوامرُ الدينِ ونواهيه .
وعلى امتدادِ التاريخِ الإسلاميّ ، اتّخذ الغناءُ الدّيني ألوانًا شتّى ، من القصيدةِ الفصيحةِ ، إلى اللهجاتِ الدّارجة ، ليصلَ إلى قمّةِ تطوّرهِ وتوهّجهِ في براحِ القرنِ العشرينَ ، خصوصًا بعدَ إنشاءِ الإذاعاتِ الرسميّةِ التي أوجدت شكلاً مغايرًا للغناءِ الديني السائد ، وانتقلت بالأغنيةِ الدينيّةِ إلى ما يتواءمُ والموسيقى العصريّة ، ولم يقتصرْ دورُ هذه الأغنية على المديحِ النبويِّ فقط ، ولكن راحت تدورُ دورة كاملة حولَ كلِّ ما في المُعجم الديني من أركان وفرائض وأوامر ونواهٍ ، وتسابق الشعراءُ في اقتباس المعاني الدينية من الكتاب والسنّة ، وأصبح للأغنيةِ الدينيةِ نجومُها ، من شعراء وملحنين ومطربين ومطربات .


شوقي ـ السنباطي ـ أمّ كُلثوم

هذا الثلاثي هو مثلث " القمّة " ، الكلمة ، واللحن ، والغناء . أحمد شوقي أوّلُ من نالَ لقبَ أمير الشعراءِ في العصر الحديث ، ورياض السنباطي .. أمير النغم ومارد القصيدة المغنّاة بلا منازع ، وأمّ كلثوم التي يضيقُ المجالُ عن حصر ألقابها أو وصفِ صوتها ، أو التعبير عمّا أسدته للغتنا الجميلة بما غنته من شعر فصيح يقتربُ من مائة قصيدة لرموز الشعرِ العربي على مدار تاريخِه ، ويشاءُ القدرُ أن يلحّن لها السنباطي مائة وثلاثة أعمال تميلُ الكفة فيها إلى الفصحى لتزيد عن العاميّة الدّارجة بثلاثة أعمال ، ومن بين فصحى السنباطي أحد عشر عملاً ( قصائد أو مقتطفات ) من شعر أحمد شوقي ( وكلّها بعد رحيلِه ) منها أربعة من الشواهق الدينية .

سلوا قلبي
تجيءُ قصيدة " سلوا قلبي " كأوّل الأعمال الدينية التي غنتها أمُّ كُلثوم من شعر شوقي ، وكانت المرة الأولى في فبراير 1946م ، ثمَّ في ستة عشر حفلا بعد ذلك ، وكانت المرّة الأخيرة في حفل أول يونيو 1967م ، وكانت الأخيرة في غناء " الشوقيّات " في حفل عام .
القصيدة الأصلية " الأم " عنوانها " ذكرى المولد النبوي " ، نُشرَت للمرّةِ الأولى في 16 يناير 1914م بجريدة " عكاظ " ( المصريّة ) ، وتقع في واحدٍ وسبعين بيتًا ، غنّت منها أمّ كُلثوم واحدًا وعشرين بيتًا منتقاة بعناية فائقةٍ ، فمعظمُ الأبيات الخمسين الأخرى كان جديرًا بالغناءِ إذ جاءت القصيدة مترابطة محكمة البناء بما يعني أن عملية الانتقاء والتوليف بين الأبيات كانت شاقة للغاية .
جاء الغناء للأبيات الستة الأولى ، ثمَّ الحادي عشر ، فالخامس عشر ، فالسابع عشر ، فالثامن عشر ، فالخامس والعشرين ، ثمّ قفزت إلى الثامن والأربعين ، ثمّ أربعة أبياتٍ متتالية من الحادي والخمسين إلى الرابع والخمسين ، وجاءَ الختام بخمسةِ أبياتٍ متتالية أيضا من الستّين إلى الرابع والستين :

سلوا قلبي غداةَ سلا وتابَا
لعلَّ على الجمالِ لهُ عتابَا
ويُسألُ في الحوادثِ ذو صوابٍ
وهلْ تركَ الجمالُ لهُ صوابَا ؟
وكُنتُ إذا سألتُ القلبَ يومًا
تولَّى الدّمعُ عن قلبي الجوابَا
ولي بينَ الضلوعِ دمٌ ولحمٌ
هما الواهي الذي ثكِلَ الشّبابَا
تسرّبَ في الدّموعِ فقلتُ : ولّى
وصفّقَ في الضلوعِ فقلتُ : ثابَا !!
ولو خُلِقَتْ قلوبٌ من حديدٍ
لما حملَتْ كما حمَلَ العذابَا
استهلالٌ غزلي على نسقِ القصيدةِ العربيّةِ القديمةِ ، تتألّقُ فيهِ الشّاعريّةُ في الأبياتِ الثلاثةِ الأخيرة التي يصفُ فيها الشاعرُ قلبَهُ ، ذلكَ الواهي الضعيف الذي فقد شبابَهُ وأصبحَ قلبًا من هواء ، ولشدّةِ وهنه وضعفِهِ يشكّ أنّهُ تسرّبَ في الدموعِ ولن يعودَ إلى الأبد ، غيرَ أنّه يُفاجأ بهِ يخفِقُ بقوّةٍ فيهزُّ الضلوعَ ويجعلُهُ يفيقُ من غفوتِهِ ليقولَ إنّ قلبَهُ قد عاد مرّة أخرى ، ومع إفاقتِهِ يبررُ لنا سببَ شكّهِ فيقولُ إنّ هذا القلبَ الضعيفَ قد تحمّلَ من العذابِ والآلامِ ما لا يمكنُ أنْ تتحمّلَهُ القلوبُ المخلوقةُ من الحديد .
بعد ذلك ينصرفُ الشاعرُ إلى الحكمِ والمواعظ ، في متتالياتٍ طويلةٍ للتمهيدِ للمديح حتى يقولَ :

نبيُّ البرِّ بيَّنَهُ سبيلاً
وسَنَّ خِلالَهُ ، وهدى الشِّعابَا
لكأنّهُ يقولُ إنَّ البِرَّ ـ وهو كلُّ خيرٍ أو عملٍ صالح ـ هو الأصلحُ في الدنيا والآخرةِ ، وقد جاءَ مُحَمَّدٌ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ليبيّنَ للناسِ سبيلَ الرشادِ ويخرجَهم من الظلماتِ إلى النور ، ويسنَّ لهم القوانينَ والتشريعاتِ ، ويهدي شِعابَهم ـ طرقَهم ـ لتكونَ شِعبًا ، أي طريقًا ، واحدًا.
إنّها المعاني والصورُ التي تتهادى في رفقٍ ويُسرٍ لتمهّدَ لمنطقةِ الذروةِ والتوهّجِ في القصيدةِ / الأغنية ، تلكَ المنطقة التي حملتْ بيتَ القصيدِ الذي سافرَ في الزمنِ كحزمةٍ من الضَّوءِ ، وأصبحَ مثلاً شائعًا نستلهمُهُ في الأيامِ الحالكةِ ـ وما أكثرَها ـ في محاولةٍ لاستنهاضِ الهممِ وإحياءِ الإرادةِ وإذكاءِ رُوحِ التحدّي :

وكانَ بيانُهُ للهَدْيِ سُبلاً
وكانت خيلُهُ للحقِّ غابَا
وعلّمَنا بناءَ المجدِ حتّى
أخذْنا إمرَةَ الأرضِ اغتصابَا
وما نيلُ المطالبِ بالتمنّي
ولكنْ تؤخَذُ الدّنيا غِلابَا
وما استعصى على قومٍ منالٌ
إذا الإقدامُ كانَ لهم رِكابَا
كان السنباطي ، كعادَتِهِ ، بارعًا إلى أبعدِ حدٍّ في التمهيدِ لهذهِ الباقةِ من الأبياتِ التي تحوي بيتَ القصيدِ ، ذلكَ البيت الذي يعادلُ عُمرًا من الشّعرِ ، والذي حرّضَ شعوبًا كثيرةً كانت مقهورةً ومغلوبةً على أمرها لكي تفيقَ " وتستيقظَ من رقدةِ العدمِ " وتأخذَ حقوقَها وتنالَ حرّيّاتِها ، وكانت أمّ كُلثوم وهي تؤدّي :

" وعلّمنا بناءَ المجدِ حتّى ...... "
تتقمّصُ كلَّ " العظمةِ " فهي تمدحُ ، تتحدّثُ عن ، تصفُ سيّد الخلقِ أجمعينَ وأعظم من حملتِ الأرضُ قدميه ،إنّهُ القدوةُ والمثلُ الأعلى الذي علّمنا كلّ شيءٍ عظيم ، ومنهُ أنّه " علّمنا بناءَ المجد .. " ، وكانت تعي تمامًا أنها تردّدُ أشعارَ شوقي أعظمَ من قالَ شعرًا ( في رأيِها ) ، إذ كانت قبلَ الإلمامِ بشعرِهِ مأخوذةً بأشعارِ الشريف الرّضي ومهيارِ الديلمي والمتنبّي ، ولكن منذ أن قرأت الشوقيّات ، أصبحَ شوقي هو شاعر التاريخ العربي كلّه في نظرها ، وظلّ ديوانه في متناول يدها تقرأ منه ما أمكنها كلّ ليلة قبلَ أن تنام !! ثمّ ... هيَ ، وأيّةُ عظمة كامنةٍ في هذا الصوتِ وهذه الأسطورة ؟؟
وبالرغم من عظمةِ القصيدة وثرائها ، إلا أنني ما كنتُ أتمنّى أن يقولَ شوقي :

..................... حتّى
أخذَنا إمرة الأرضِ اغتصابَا
ولا يشفعُ له ـ عندي ـ أنْ أردفَ قائلاً بيتَه الأعظم والأبدع :

وما نيلُ المطالبِ بالتمنّي
ولكن تؤخَذُ الدّنيا غِلابَا
بعدَ ذلك تنتهي القصيدة " المغنّاة " بحضور شوقي في النصّ :

أبا الزهراءِ قد جاوزتُ قدري ......
إلى أن تنتهي ، كعادة شوقي في كل القصائد النبويّة ، بالدعاءِ للمسلمينَ متوسّلا بنبيّنا الكريم :

سألتُ اللهَ في أبناءِ ديني
فإنْ تكنِ الوسيلَةَ لي أجابَا
وما للمسلمينَ سواكَ حِصْنٌ
إذا ما الضُّرُّ مسَّهُمُ ونابَا
لكن القصيدة " الأمّ " لا تنتهي هنا ، بل تبقى الأبياتُ من الخامس والستّين إلى الحادي والسبعينَ تصويرًا مريرًا لحالِ المسلمين وما آلوا إليهِ من ضعفٍ وهوان ومذلّة، وهو ـ شوقي ـ دائمًا ما يعيبُ على المسلمينَ سوءَ مسالكهم وانحرافاتهم وخياناتهم وابتعادهم عن الطريق القويم ، ويتوسّلُ إلى الله برسوله الكريم ليرفع عنّا المقتَ والغضب .

نهجُ البردة
أمّا القصيدةُ الدينيّةُ الثانية التي غنّتها أمّ كلثوم من أشعار أحمد شوقي وألحان رياض السنباطي فهي " نهجُ البُردة " ، وكانت المرّة الأولى في ديسمبر ، كانون الأول ، 1948م ، وفي هذه المرّةِ لم يخضعْ عنوانُ القصيدة الأم / الأصليّة للتغيير ، وكان شوقي قد كتبها في 1909م " تذكارًا لحجّ الخديوِ عبّاس في سنة 1327 هجرية " ، ونشرها للمرة الأولى في يناير 1910م ، وقد جاءت القصيدة محاكاة لـ " بُردة البوصيري " ( محمد بن سعيد بن حمّاد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله ، 608 ـ 696 هـ / 1212 ـ 1296م ) ، وكانت " بُردةُ البوصيري " ميميّة ومطلعُها :

" أمنْ تذكُّرِ جيرانٍ بذي سَلَمِ
مزجتَ دمعًا جرى من مُقلَةٍ بدَمِ ؟ "
أمّا البُردة الأولى ، أو الأصليّة ، فهي للشاعر المُخَضْرِم ( الجاهلي / الإسلامي ) كعب بن زهير بن أبي سُلمَى ( توفِّيَ في سنة 26هـ ، 646م ) ، وكانت لاميّة ، ومطلعُها :

بانتْ سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ
مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مكبولُ
بُردة شوقي ، أو ميميّتُهُ ، تقعُ في مائة وتسعينَ بيتًا بالتمام والكمال ، وبالرغم من أنها كانت " تذكارًا لحجّ الخديوِ عبّاس " ، إلا أننا لا نلمحُ أثرًا للمذكورِ أو سواهُ من أصحابِ السلطةِ في أيّ بيتٍ من هذهِ المطوّلَة التي انصرفَ فيها شوقي إلى غرض أساسي هو مدحُ الرسول الكريم ، وتحفلُ بلوحاتٍ شعرية متعددة ، ولمحات كثيرة من قصة حياة سيّد الخلق عليه صلوات الله وسلامه ، ووصف شمائله ومآثره وأفضاله ، إلى أن تنتهي بالتوسل إلى الله ليصلح أحوال المسلمين .
غنت أمّ كلثوم ثلاثين بيتًا من هذه القصيدة ، ربما كان انتقاؤها أشد قسوة وعناء من غيرها ، فالقصيدة بها حشوٌ كثيرٌ واستطراداتٌ زائدةٌ عن حمولتِها حتى أننا نجدُ بيتًا يلمعُ كالشهابِ يجاورُهُ بيتٌ يقبعُ في قيعانِ الكلامِ العادي ويكادُ لا يقدرُ على الحركة لكثرة ما بهِ من مفرداتٍ تكبّلُهُ تكبيلا ، وفي المقابل ، هناك عشراتُ الأبياتِ التي تجبرُكَ على الاستغرابِ والسؤالِ عن سببِ عدمِ غنائِها !!
الأبياتُ المغنّاة هي ( بالأرقام ) : 1ـ 3 ـ 4 ـ 6 ـ 7 ـ 8 ـ 25 ـ 36 ـ 37 ـ 39 ـ 40 ـ 41 ـ 42 ـ 43 ـ 47 ـ 62 ـ 63 ـ 75 ـ 78 ـ 83 ـ 84 ـ 85 ـ 86 ـ 88 ـ 89 ـ 90 ـ 186 ـ 188 ـ 189 ـ 190 .
هناك قفزاتٌ ـ في الاختيار ـ أوسعُ من أن تُطاقَ ، ولكن المتلقّي العام لم يشعرْ بذلك لأنّ الفواصلَ الموسيقية التي يضعها السنباطي ببراعةٍ استثنائيةٍ تصنعُ حواجزَ خياليّةً كثيرة ، وتجعلُ العمل يتهادى إلى المتلقي بيتًا بيتًا ، وكأنّ كلَّ بيتٍ بناءٌ شعريٌّ ( فنّيٌّ ) قائمٌ بذاتِه :

ريمٌ على القاعِ بينَ البانِ والعلَمِ
أحلَّ سفكَ دمي في الأشهُرِ الحُرُمِ
استهلالٌ من بابِ الغزلِ التقليدي أيضًا ، وفيهِ أبدعَ شوقي أيّما إبداع ، ولولا إتيانُه ببعضِ المفرداتِ العصيّةِ الجافةِ لكانت هذه الأبياتُ من بدائعِ ما يقالُ في الغزلِ ، لكنه يوقظنا من الحُلْمِ والسباحةِ في الخيالِ عندما يقذفنا بمفردةٍ منحوتةٍ من جلاميد العصر الجاهلي ، وقد تعرّضَ البيتُ الخامسُ ( السّابع في القصيدة ) لتغيير كلمةٍ كان من الصعبِ تلحينُها وغناؤها ، كان شوقي يقولُ :

لقد أنلْتُكَ أذنًا غيرَ واعيَةٍ
ورُبَّ مُنْتَصِتٍ والقلبُ في صَمَمِ
أصبحَ الشطرُ الثاني :

ورُبَّ مستَمِعٍ والقلبُ في صَمَمِ
وبعد الغزلِ التقليدي ينصرفُ الشاعرُ إلى النصح للنفس والآخرين ، وتتحوّلُ القصيدةُ / الأغنية إلى تشكيلَةٍ دسمةٍ من كلّ المعاني الدينيةِ :

يا نفسُ دُنياكِ تخفي كلَّ مُبكيَةٍ
وإنْ بدا لَكِ منها حُسْنُ مُبْتَسَمِ
صلاحُ نفسِكَ للأخلاقِ مَرْجِعُهُ
فقوِّمِ النفسَ بالأخلاقِ تستقِمِ
والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ
والنفسُ من شرّها في مَرْتَعٍ وَخِمِ
مكاشفة صادقة للنفس البشريّة ، أو عمل " أشعّة " شعريّةٍ لها تفضحُ كلّ عيوبِها وخفاياها وجرائمها وأطماعِها عندما تغرُّها الدنيا الخادعة وتلقيها في مراتعِ الضلال ، ولا يكونُ الأمانُ من طغيانِ النفسِ وزللها إلا باللجوءِ إلى اللهِ والوقوفِ ببابِهِ والتوسّلِ إليه برسولِهِ الكريم الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور ، وجاء رحمة لنا في الدنيا والآخرة ليفرّج عنّا كربهما:

إنْ جلَّ ذنبي عن الغفرانِ لي أملٌ
في اللهِ يجعلني في خيرِ مُعْتَصَمِ
ألقي رجائي إذا عَزَّ المجيرُ على
مُفَرِّجِ الكربِ في الدّارينِ ، والغُمَمِ
تتطايرُ الموسيقى السنباطيّة في براح النصّ ، وتحملُ أمّ كُلثوم على أجنحتِها الخرافيّة ، ولا تقصّرُ أمُّ كلثوم في توزيعِ الدهشةِ بالعدلِ على كلّ مستمعيها ، السابقين منهم واللاحقين ، عندما تذيبُ المعاني في وجدانها ، ثمّ تعيدُ توصيلَها بصوتها الإعجازي الذي يتلوّن بطعم المعنى والمفردات والصور التي يرتديها :

لزِمْتُ بابَ أميرِ الأنبياءِ وَمَنْ
يُمْسِكْ بمفتاحِ بابِ اللهِ يغتَنِمِ
محمّدٌ .. صفوةُ الباري ورحمتُهُ
وبُغْيَةُ اللهِ من خلقٍ ومنْ نسَمِ
وتستمرّ رحلة المديح للنبي الكريم لتحكي أطرافا من سيرته عليه الصلاةُ والسلامُ منذ أن كانَ نبوءة في الكتب السماويّة السابقة ، وتظلُّ الموسيقى والغناءُ يسيران معًا في مسارٍ هادئٍ ، يعلو ويهبطُ بحساب ، حتى إذا ما وصلنا إلى وصفِ معجزة الإسراءِ والمعراج ، نجدُ السنباطي يبدأ رحلة الإسراء بجُمَلٍ موسيقيّةٍ هادئةٍ أشعرُ معها أنها " جمَلٌ أفقيّة " تفرشُ الطريقَ أمام البُراقِ من مكّة المكرّمة إلى بيت المقدس ، وتظلّ الجُمَلُ اللحنيّة والأداءُ الكُلثومي على هدوئهما فنحن في حضرةِ أنبياءِ اللهِ جميعا عليهم الصلاة والسلام ، ونحن في " صلاةٍ " إمامُها محمدٌ والمصلّونَ أنبياءُ اللهِ جميعُهُم ، فلابد من الهدوءِ الذي يليقُ بهذه اللحظاتِ القدسيّة . ثمّ يرتفعُ النبضُ وتتوهّجُ الموسيقى في رحلةِ المعراجِ والصعود لتبلغَ الذروة في :

حتّى بلغتَ سماءً لا يُطارُ لها
على جَناحٍ ولا يُسْعَى على قدمِ
وبعدَ وصفِ هذا المشهدِ العظيم ، تحدثُ قفزةٌ هائلة في الاختيارِ والانتقاءِ ، قفزة قوامها ستة وتسعون بيتًا ، أشعر معها أنها تصوير للعودة من السماءِ إلى الأرضِ مرّة أخرى !!
تنتهي القفزةُ بالوقوفِ عند البيتِ السادسِ والثمانين بعد المائة ، ومنه يبدأ التمهيدُ للأمتارِ الأخيرةِ في القصيدةِ المغنّاة ، وفيها تلوحُ السمة الثابتة في نبويّات شوقي وهي شكوى حال المسلمين والتوسّل بالرسول الكريم والتضرّع إلى اللهِ بأن يلطف بالإسلام والمسلمين :

ياربّ هبّتْ شعوبٌ من منيّتِها
واستيقظتْ أممٌ من رقدَةِ العدَمِ
رأى قضاؤكَ فينا رأيَ حكمَتِهِ
أكرِمْ بوجْهِكَ من قاضٍ ومنتَقِمِ
فالطُفْ لأجلِ رسولِ العالمين بنا
ولا تُزِدْ قومَهُ خسفًا ولا تَسُمِ
يا ربّ أحسنتَ بَدءَ المسلمينَ بهِ
فتمّمِ الفضلَ وامنحْ حُسْنَ مُخْتَتَمِ
ويظلُّ صدى البيتِ الأخيرِ مسافرًا في الوجدانِ والذاكرةِ كشهابٍ من شهُبِ شوقي والسنباطي وأمّ كُلثوم ، فبالرغمِ من أنّ شوقي هو مؤسس القصيدة وبانيها ، إلا أنّها ما كانت لتفارق مرقدها الباردِ في سجن الديوان لو لم تمتدّ إليها ذائقتا السنباطي وأمّ كلثوم ، ليتكفّلا معًا بإعادةِ إطلاقِها عبر الأثير الأبدي لتكونَ مِلكًا لملايين القادمينَ من بعدِنا .

الهمزيّة النبويّة
( وُلِدَ الهدى )
الرائعة الدينية الثالثة مع ثلاثي قمّة الشعر والنغم والغناء : أحمد شوقي ورياض السنباطي وأمّ كُلثوم . " الهمزيّة النبويّة " التي خضعت لعمليةِ اختيار صعبة أيضا لتتحوّلَ ـ غنائيّا ـ إلى " وُلِدَ الهدى " .
القصيدة الأصلية تقعُ في مائة وواحد وثلاثين بيتا ، نشرها شوقي للمرة الأولى بجريدة " المؤيّد " في السابع من مارس / أذار 1912م ، وتدورُ حول الابتهاج بمولد النبي العظيم عليه صلواتُ اللهِ وسلامُه .
غنت أم كلثوم أربعة وثلاثين بيتا من هذه القصيدة ، وكانت المرة الأولى لغنائها في نوفمبر 1949م ، وعلى العكس من القصيدتين السابقتين نجد شوقي يقفزُ مباشرة إلى الغرض الذي تدور القصيدة حوله ، فلا يمهّد له بالغزل أو الحكم أو النصح والإرشاد ، من اللحظةِ الأولى يضعُنا في قلب الموضوع ببراعة استهلال بديعة :

وُلِدَ الهدى فالكائناتُ ضياءُ
وفمُ الزمانِ تبسُّمٌ وثناءُ
استهلالٌ نورانيٌّ مضيءٌ يملأ الكون بالفرح والنورِ بلا نهاية ، الفعلُ وردُّ الفعلِ يحدثانِ في زمنٍ لا يتجاوزُ الفيمتوثانية ، فبمجرد ميلاد النبي الكريم أضاءَ الكونُ بما فيه من ثابت ومتحرّك ، والزمان ، كأنه إنسانٌ له وجهٌ يعلوهُ البِشْرُ والابتسامُ ، ولسانُهُ يلهجُ بالثناءِ والصلاةِ على هذا الوليد .
وبعد أن ينتهي شوقي من رسم لوحة الميلاد والابتهاج بها ، يلتفتُ من الغائبِ إلى المُخاطَبِ ، ليوجّه التحيّة إلى الرسول الكريم ، تلك التحيّة المرفوعة من " بيت النبوّة " الذي يجتمعُ فيه كل أنبياءِ الله السابقين :

يا خيرَ مَنْ جاءَ الوجودَ تحيّةً
من مُرسَلينَ إلى الهدى بِكَ جاءوا
بكَ بشَّرَ اللهُ السماءَ فزيِّنَتْ
وتضوّعَتْ مِسكًا بكَ الغبراءُ
وتتابعُ المعاني النورانيّة والصورُ البديعة التي تصفُ شمائل النبي الكريم وتتبّعُ خطاهُ ، من المولد إلى الوحي إلى بناءِ الدين الجديد آية آية حتى يعلو البناءُ ليطاولَ الزمن ، دين لبناتُه الأولى هي الآياتُ المضيئة ، وأساسه الحق والعدل ، وكيف لا والله جلّ جلالُه البنّاءُ ؟
ويسبحُ بنا ثلاثتهم ، شوقي والسنباطي وأمّ كلثوم ، في بحر نورانيّ ليس له شطآن ، ولا نفيق إلا مع لوحة الختام ، عندما يوقظنا شوقي ويذكّرنا بحال أمّتنا الذي يُرثى له ، ولا أدري ماذا سيقولُ شوقي ( الراحل في فجر الرابع عشر من أكتوبر / تشرين الأول 1932م ) لو عاش إلى أيّامنا هذه ورأى ما نرى !! هل كانت كل معاجم اللغةِ تفي باحتياجاتِهِ في باب البكاءِ والتحسّر ؟

ما جئتُ بابَكَ مادِحًا بل داعيًا
ومن المديحِ تضرّعٌ ودعاءُ
أدعوكَ عن قومي الضّعافِ لأزمَةٍ
في مثلِها يُلقَى عليكَ رجاءُ
لقد ساهمَ شوقي بأشعاره الخالدة في صنع جزءٍ كبيرٍ من أسطورة أمّ كُلثوم ، وفي المقابل ساهمت أمّ كلثوم في صنع جزءٍ كبير مـن " ديوان شوقي المسموع " ، فإن كان شوقي قد أعطاها نهرًا من رصانةِ الفصحى وعمقِها وتوهّجها ، فقد أعطته أم كلثوم عمرًا من الذيوع والدوران في ذكريات الأجيال الجديدة التي قد يصلُ بها التطوّرُ إلى أن تعتبرَ الكتابَ من الأشياءِ المُتحفيّة ، وبين القمّتين تظل القمة السنباطيّة التي لا تطاولها قمّة موسيقية أخرى في تلحين القصيدة العربية ، وإن كنا قد توقفْنا مع هذه الثلاثية من الشوقيّات الدينية المغناة بألحان السنباطي وشدو أم كلثوم ، فإنّ لثلاثتهم شاهقةً رابعةً هي " إلى عرفاتِ الله " ، قد يكونُ لنا معها وقفة مقبلة بإذن الله .
الصور المرفقة
نوع الملف: gif العربي ، أغسطس 2010م.GIF‏ (144.5 كيلوبايت, المشاهدات 164)
نوع الملف: gif أحمد شوقي.GIF‏ (25.4 كيلوبايت, المشاهدات 163)
نوع الملف: gif السنباطي العظيم ، عملاق القصيدة العربيّة المُغنّاة.GIF‏ (46.5 كيلوبايت, المشاهدات 160)
نوع الملف: gif أمّ كُلثوم.gif‏ (55.6 كيلوبايت, المشاهدات 166)
رد مع اقتباس
  #136  
قديم 06/09/2010, 21h04
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري حتي النخاع

((( إلى أخي الأكبر الدكتور حسن حافظ الذي أدخلَني معهُ في مساجلةٍ طريفةٍ بمثبت " نجاة " فجعلني أتذكّرُ ما كتبتُهُ عن " صوتِ الحبّ " قبلَ ثلاثةِ أعوام .
وإلى أخينا عادل الصامت الذي يتألَّقُ يومًا بعدَ يومٍ في مضمار " سماعي " ، والذي اضطرّني أيضًا لنشرِ هذا الزجلِ الآنَ حتّى لا نحوّلَ صفحات نجاة إلى مساجلاتٍ جميلةٍ وطريفةٍ لكنها تلتهمُ مساحةَ الأغنيات .
وإلى كلّ عشّاقِ صوتِ نجاة وفنّها الأصيل
أهدي هذه الباقة )))
***

نجاة الصغيرة
11 أغسطس 1936 م
***
يا " صوت الحبّ " والإحساس
وهمسة عُمْرنا الدافية
ونسمة من عبير النيل بِتسري بين قلوب صافية
وموجة حبّ واخدانا
لأبعد من مدى الأحلام

خيال سهران بيُبدُر عِطره في الأيَّام
يعوِّدنا نعيش وندوب
ويسحرنا عيون وقلوب
نسافر في الشجن مسافات
ونصعد في الفضا درجات
وتصحى كلّ لحظة حاجات
ولحظة صدق تكفينا
وترضينا
يا غنوتنا الجميلة " نجاة "
***

" يطول البُعد مهما يطول "
أقول أبدًا ما بـ " استغناش "
" مسير الشمس " ح تنوّر في يوم تضحك أمانينا
و"مرسال الهوى " يوصَلْ
بكلمة حبّ بتطمّن ليالينا
ويملا " سكة العاشقين " أمان وسلام
وتبقى الفرحة ليلة عيد في يوم تتحقق الأحلام
" يطول البعد " مهما يطول
نسافر في الشجن مسافات
ونصعد في الفضا درجات
ولحظة صدق تروينا
يا غنوتنا الرقيقة " نجاة "

على شط الليالي قلوب
نهارها وليلها شوق وحنين
بيلمسها النغم وتدوب
ما بين ساهيين وسرحانين
قلوب هايمة في حلم كبير
ولا عارفة واخدها لفين
و" في وسط الطريق " واقفين
بنتودّع ومش شايفين
ولاعارفين لفين رايحين
وداع في وداع في كلّ طريق
حيارى بنمشي " دوّارين "
ونفضل " في السفر " تايهين … وهيمانين
ح نشكي لمين ونحكي لمين ؟ !
نسافر في الشجن مسافات
ونصعد في الفضا درجات
ولحظة صدق تحيينا
وغنوتنا الحنونة " نجاة "


" ناداني الليل "
ورحت معاه ،
و منَّاني
وكان " ساكن قصادي " هناك أمل كان حلم أيامي
كأنّه خيال في ليلة حبّ وردية
أخدني بعيد في حلم طويل ،
في آخر لحظة صحّاني
" ياريته نسِي "
ما صحّانيش
وكان سابني
في حلمي أعيش
" ناداني الليل " ورحت معاه
ماقُلتش " كلّ دا كان ليه " ؟
ولا ف مرة عتبت عليه
ولا لُمته على اللي كان
كفاية " حبّك الجبّار " في لحظة صدق هَنَّاني
مسير الحبّ يا غالي يهل في ليلنا من تاني
نسافر في الأمل مسافات
ونصعد في الفضا مسافات
ولحظة صدق تكفينا
وغنوتنا الحنونة " نجاة "
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 1.jpg‏ (47.2 كيلوبايت, المشاهدات 150)
نوع الملف: jpg n2.JPG‏ (66.2 كيلوبايت, المشاهدات 152)
نوع الملف: jpg n3.JPG‏ (71.6 كيلوبايت, المشاهدات 153)
نوع الملف: jpg a1.jpg‏ (31.5 كيلوبايت, المشاهدات 148)
رد مع اقتباس
  #137  
قديم 06/09/2010, 21h40
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: بشير عياد مصري حتي النخاع

الاخ الكريم والشاعر الكبير الاستاذ
بشير عياد
أسعدك الله بكل خير
وتقبل الله طاعتك وعيد فطر سعيد
ان شاء الله
الله الله الله يا أستاذنا وشاعرنا الكبير
ما شاء الله
ما هذا الابداع ..لقد أجملت لنا حضرتك معظم اغاني
مطربتنا المحبوبه صوت الحب نجاة في أبيات فى غاية الرقه
والعذوبه من خلال وصفك لها وجعلتنا نعيش معها ومع أغانيها الرائعه
ونستعيد ذكريات الزمن الجميل
متعك الله بالصحه والعافيه
تقبل خالص تحياتي واحتراماتي
ليلى ابو مدين
رد مع اقتباس
  #138  
قديم 06/09/2010, 23h46
الصورة الرمزية د.حسن
د.حسن د.حسن غير متصل  
بحرالكرم حبيب الكل
رقم العضوية:24126
 
تاريخ التسجيل: avril 2007
الجنسية: مصرى
الإقامة: الإسكندرية
العمر: 76
المشاركات: 16,766
افتراضي رد: بشير عياد مصري حتي النخاع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشير عياد مشاهدة المشاركة
((( إلى أخي الأكبر الدكتور حسن حافظ الذي أدخلَني معهُ في مساجلةٍ طريفةٍ بمثبت " نجاة " فجعلني أتذكّرُ ما كتبتُهُ عن " صوتِ الحبّ " قبلَ ثلاثةِ أعوام .

أخى وأستاذى الحبيب أ. بشير
لاشك أن وجود إسمى فى موضوعكم شرف لى
لكنه أخجلنى .. فأرجوك " لا تنتقد خجلى "
إلا أن هاتفاً قال لى : " إطمن "
فإنك تعلم أننى " طول عمرى أحبك "
حتى لما " العوازل ياما قالوا " قلت " إلا إنت "
ويوم المساجلة الطريفة " مر هذا اليوم " من أسعد أيامى
وأرسلت " مرسال الهوى " ليقول لكم :
" كريم يا شهر الصيام "
وكل عام وأنتم بخير
مع تحياتى
رد مع اقتباس
  #139  
قديم 08/09/2010, 01h44
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري حتي النخاع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى ابو مدين مشاهدة المشاركة
الاخ الكريم والشاعر الكبير الاستاذ

بشير عياد
أسعدك الله بكل خير
وتقبل الله طاعتك وعيد فطر سعيد
ان شاء الله
الله الله الله يا أستاذنا وشاعرنا الكبير
ما شاء الله
ما هذا الابداع ..لقد أجملت لنا حضرتك معظم اغاني
مطربتنا المحبوبه صوت الحب نجاة في أبيات فى غاية الرقه
والعذوبه من خلال وصفك لها وجعلتنا نعيش معها ومع أغانيها الرائعه
ونستعيد ذكريات الزمن الجميل
متعك الله بالصحه والعافيه
تقبل خالص تحياتي واحتراماتي
ليلى ابو مدين

ألف شكر لأختنا العزيزة ليلى
وألف ألف شكر على اهتمامِكِ بالشعرِ والشعراءِ ، وعشراتِ القصائدِ التي تقومين بإضافتِها إلى المنتدى
وكلّ عام وأنتم جميعًا بخير

رد مع اقتباس
  #140  
قديم 10/09/2010, 19h38
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: بشير عياد مصري حتي النخاع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.حسن مشاهدة المشاركة
أخى وأستاذى الحبيب أ. بشير

لاشك أن وجود إسمى فى موضوعكم شرف لى
لكنه أخجلنى .. فأرجوك " لا تنتقد خجلى "
إلا أن هاتفاً قال لى : " إطمن "
فإنك تعلم أننى " طول عمرى أحبك "
حتى لما " العوازل ياما قالوا " قلت " إلا إنت "
ويوم المساجلة الطريفة " مر هذا اليوم " من أسعد أيامى
وأرسلت " مرسال الهوى " ليقول لكم :
" كريم يا شهر الصيام "
وكل عام وأنتم بخير

مع تحياتى
أخي الغالي د حسن
" حدّ قال لك " إنني أستطيع في يوم ما أن أنساك ؟؟ " أيظنّ " أحدهم أن يحدث هذا ؟؟ أنت تعلم جيدا أنني " مقدرشي انساك " فأنت " ساكن قصادي " في كل مكان أكون فيه ،، ولو أن أحدهم خانه تقديره وقال أي كلام لا يعجبني فسوف أقول له : " أسألك الرحيلا " عن صفحتي في أسرع وقت !!
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 14h45.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd