في اهمية التحليل النصي للكلمات والالحان
تعتبر عملية التحليل النصي للكلمات من الاساليب النقدية الحديثة نسبيا فلم يمضي عليها تاريخيا اكثر من نصف قرن حيث يعتبر رائدها الاول هو الفرنسي رولان بارت صاحب الكتب العديدة في هذا المجال . وان كان البعض يعود بها الى تاريخ اقدم ويؤصل لها حتى عند ارسطو او البلاغيين العرب مثل الجرجاني وغيره.
حاليا لم يعد التحليل النصي يقتصر على تحليل النص بما هو كلمات او اسلوبية او عناصر سردية ولكن مع تطور مفهوم النص في حد ذاته بحيث صار الفيلم نصا مرئيا مسموعا وصارت اللوحة او العمل الفني نصا مرئيا تفاعليا احيانا و صارت الاغنية نصا مسموعا او بعبارات اخرى صارت هناك نصوص بصرية ونصوص سمعية ونصوص سمعبصرية كما اوضحت في التصنيف الجديد الذي اقترحته في كتابي مفاهيم الجمال رؤية اسلامية
ومن ثم فقد صار من المعتاد ان نرى تحليلا لنص مسموع يتعامل مع الالحان والهارموني و الاتساق في اللحن و العلاقة بين الصوت البشري و اللحن وهكذا .
وبينما يعتبر التحليل النصي التقليدي من تفرعات المدرسة البنيوية فأن التحليل النصي الحديث بما فيه من تفكيك للنص و اعادة انتاج لمعطيات اخرى بعد نصية او ميتا نصية و مستدعيات متعددة تحيط بالنص ينتمي في الاساس الى ما يسمى بالمدرسة ما بعد البنيوية ومن روادها دريدا و ايهاب حسن و آخرين.
وتقوم عملية تحليل النص في الاساس على فكرة التعامل مع النص من داخله او استنطاقه بالتعبير الشائع في هذا المجال ولكن الاضافة الجديدة في الاساس بعد تفكيك النص وتحديد عناصره هي اعادة انتاجه من خلال مستدعيات بعضها بعدنصية والبعض الآخر خارج النص من داخل القاريء الذي ينتج عند القراءة او التلقي نصه الخاص في كل مرة.
ايضا اعادة وضع النص المعاد انتاجه بهذه الطريقة في اطار سياقه التاريخي و الاجتماعي بما يحوله من مجرد نص منعزل الى خطاب متكامل بمفهوم الفيلسوف الفرنسي فوكو.
كان لابد من هذه المقدمة النظرية بعض الشيء لاني اتصور ان جزء اساسي من مهمة سماعي كمنتدى للطرب الشرقي الاصيل هي هذا العمل اي ليس فقط الحفاظ على النصوص و اتاحتها ولكن ايضا تحليلها و اعادة انتاجها واعادة بناء السياق التاريخي الاجتماعي الذي انتجها في عملية تعيد انتاج الذائقة كما قال اخونا العزيز محمد حسان في مداخلته في موضوع الحذف.
وقد يتساءل البعض ولماذا سماعي ؟ واتصور ان الاجابة على هذا التساؤل تكمن في الاساس في طبيعة المنتدى التي تتيح حالة من الحرية الواعية للتفاعل بين الاعضاء وايضا لتوافر هذا الكم الهائل من المثقفين المتخصصين المهتمين في مجالات شتى كلها تصب في امكانية تحليل النص واعادة انتاجه داخل السياق التاريخي واعادة رؤية السياق الاجتماعي الذي انتج النص الذي يعجبنا جميعا وبذا نجيب على التساؤل العكسي وهو لماذا تعجبنا هذه النصوص ونحن لا نعيش في عصرها و لا نتفاعل مع سياقها؟
وتوافر الكم الكبير من المتخصصين سيساعد في الاساس على التحليل المتكامل للنص بمعناه الحديث الذي طرحناه فالفنان التشكيلي او السنيمائي سيتمكن من رؤية الصورة او الفيديو وتحليلها بما يفيد الناقد او الشاعر الذي سيقوم يتفكيك النص بما هو كلمات و الموسيقي المتمكن الدارس سيستطيع تحليل النص بما هو لحن او الحان وسيشرح لنا لماذا اردهر مقام معين او لحن معين او لون معين في فترة معينة وكيف اندثر ولماذا وهكذا...
بتوافر كل هذه المعلومات والتحليلات نكون قد بنينا صورة متخيلة تماثل صورة الواقع التخيلي في مجال مشابهات الحاسوب او
ونقدم من خلالها خدمة كبيرة لكل المتذوقين سواء في عصرنا هذا او في العصور القادمة.