ومن الذين قدموا خدمات لفن المقام العراقي ، السيد موفق احمد فهمي
سالم القره غولي ، المولود في بغداد / محلة البارودية عام 1945م
وبالنظر لمتابعاته لهذا الفن من سبعينات القرن الماضي ، فسأدع قلمه يدون رحلته مع المقام العراقي :
أسمعه من ابن محلتي قيس العزاوي ، ومن سنين عملي وسفري
خارج العراق ، زاد تعلقي بالمقام سداً للغربة والحنين للوطن وتراثه
ومنذ السبعينات بدأ اسجل واسمع مختلف القراء ، حتى
افتتاح مقهى المتحف البغدادي ، والتقيت أولاً أبا أسعد ..
حينها يغص بالقراء وعاشقي هذا الفن ، منهم استاذنا الفاضل
فأعجب الحضور بأدائه وعلا التصفيق والصياح .. من هذه الفترة
بدأت لقاءتنا ، نتذاكر وبدأنا نتذكر بشؤون المقام مع الأستاذ الدكتور
كمال ، وأنا أسأل واحفظ المقامات الرئيسية والفرعية والقطع
وأخوه (كور) كمال عن مدرسة كركوك واحب استيضاح الفرق
في الاداء.
من شوقي للتعرف على القراءات الخاصة طلبت من استاذنا الكبير
الدكتور عبد الله (ابو اصيل) أن يكلم استاذه الحاج مرعي ليلبي دعوتي له في داري للإستماع الى ادائه
لمختلف المقامات ، وقد لبى الدعوة فالتقينا به مع الدكتور عبد الله والمرحوم شاكر البدري
والأستاذ احمد ونجم عبود ونهاد ، وقام هؤلاء الاساتذة بالعزف على الكمان والعود والايقاع ،
وتم تسجيل هذا اللقاء على شريط امده ثلاث ساعات ويعد هذا التسجيل وثيقة علمية مهمة .
منذ ذلك التاريخ لم انقطع عن الحضور لجامع شاكر العاني
للإستماع للحاج مرعي حتى وفاته رحمه الله ، وهكذا استمرت
رحلتي مع المقام لحد الآن ، لأنه الفن الأصيل الذي انجبته الحضارة العراقية عبر مختلف العصور .