رد: مشاركات خارج موضوع طلبات النوتة
قُلْ مَنْ حَرَمَ زِينَةَ اْللَهِ اْلتِى أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَاْلطيِبَتِ مِنَ اْلرِزقِ , سؤال إستنكاري يثرب فيه المولى الجليل سبحانه وتعالى على أولئك السوداوين الذين يبغونَ إحالة حياة الناس إلى كآبه وتجهم كل من حرم زينة الله_ اضافها الي نفسه_ لذاته الشريفة ( إنها زينة الله ) وهي إضافة يلحظ فيها معني الخلق _ المخلوقة والمجهولة _ ولكنها مشعرة بالمحبة والمثابة , الله لا يضيفها إلي نفسه إلا وهو يحبها أي يحب الزينة كما صح في الحديث الصحيح ( إن الله جميلٌ يحب الجمال ) وأيضا في الحديث الشهير ( ما أذن الله _أي استمع _ لشئ ما أذن للنبي حسن الصوت يتغني بالقرآن ) أي الله يحب هذا ولذلك هذه الاضافة مشعرة بالمثابة والتشريف والأهمية والمحبة , وليس مبعد أن تشعر بدلاله على الله سبحانه وتعالى , الدلالة على أحكام صنعتهِ على حسن خلقهِ الذي أحسن كل شي خلقه , كما قال الله سبحانه _ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم _ نحن أي الله الذي خلق الانسان في أي صورة كانت ما أجملها ما أكملها ما أبهاها في أي صورة ماشاء ركبك , وأنزل لكم من السماء ماءاً فأنبتنا به حدائق ذات بهجه , هنا يتحدث عن الجميل _ اي في الطبيعة _ يتحدث عن الزينة ( حدائق بهيجة ) تبهج الناظرين اليها تنشرح بها الصدور وتتروح بها الأرواح , هذا بلا شك في فطرة الله الذي فطر الناس عليها , حدائق ذات بهجة ماكان لكم أن تنبتو شجرها أئذا هم مع الله ؟ جملة دلائل هنا توصل وتدلُ علي الله سبحانه ومن جمالتها هذه الحدائق البهيجة أي اذا الزينه والجمال سبيلُ يوصل الي الله سبحانه , ولا ريب ان درجات الوعي بالحقيقه متفاوته بين الناس ومناظير الاستدلال علي الحق او زواية النظر تختلف ايضا من هذه الزوايا ,, الجمال , الحسن , البهاء , ثم ان الجمال أو الزينة كما يكون في المرآئي والمبصرات من رسوم واجسام وتراكيب وهيئات والوان مستحسنات وحركات يكون ايضا في المشمومات من روائح زكية , يكون ايضا في _ المسموعات _ من أصوات غريده حسنة تلذذ النفوس وتنبسط ( تنشرح ) بها وتشعر بسعةَ رحمة الله عبر هذا المدخل الجمالي , الأصوات الغريدة الحسنة , سواء كانت من الطيور أو من ألة أو من انسان حسن الصوت كل ذلك سواء أمام الفطرة الانسانية التي يلذها سماع الصوت الطيب , رب العزه لا يحب أن يستمع الي اي شئ استماعهِ الي صوت نبي جميل يتغني بالقرآن طبعا وهذا أكمل المقامات وهو اللائق بذ الجلال والاكرام , ثم بعد ذلك الناس على درجات وفي مراتب أكملهم حالاً يلذ له شئ من هذا القبيل أن يسمع كلام الله الذكر لكن من صوت شجي طروبٍ غريدٍ يحب هذا , نبينا _ صل الله عليه وسلم _ كان في مقدمة هولاء , حينما وقف ليلا حين مر بابي موسي الاشعري _ رضي الله عنه _ يقرأ القرآن يرتله في صلاته في الليل ف وقف واستمع من حيث لا يشعر به صاحبه ابو موسي ف لما غدى عليه في الصباح قال يا ابا موسي لقد استمعت الي تلاوتكَ البارحه لقد أُتيتَ مزماراً من مزامير ال داوود , قال يا رسول الله لو عرفت انك كنت تستمع الي لحبرتهُ لك ليس هذه احسن قرائة عندي لو كنت اعلم لكنت حسنت صوتي اكثر وابلغ لذلك قال التابعي الجليل ابو عثمان النهدي _ رضي الله عنه _ لا والله ماسمعتُ مزماراً ولا طمهوراً أحسن صوتا من ابي موسي الاشعري ان لكان ليقرأ فينا لنود ان لو قرأ البقرة من حسن صدرهِ _اخرجهُ ابو عبيد في فضائل القرآن العظيم _
وهنا السؤال : هل يصوغ نبي الله أن يشبه شيئاً محبوباً مستحباً شريفاً الا وهو الصوت من مسلم موحد صاحب جليل بكتاب الله أن يشبهُ بما حرم الله ! يستحيل , النبي لا يقع في مزل هذا, حشاه وكلا وهو القائل كما اخرجه ُ في الصحيحين ( ليس لنا مثل السوء ) لا يمكن اي يقع النبي في تمثيل مقبوح وحاشاه , فكيف قال لقد اوتيتَ مزمارا اذا المزامير شئ طيب كيف لنا ان نحرم المزامير لا يمكن , وشبه النبي صوت داوود والِ بكتاب الله الزبور بماذا بالمزامير , ف كيف تحرم المزامير ! هذا دليل لنا ولكل من قال بحلال المزامير ودليل واضح في ميزان الحق , في ميزان الاستدلال والمحاكمه الفقهية لا يمكن لفقيه عادي من اوساط الفقهاء والمفتين , هذا طعام طيب كانه لحم خنزير ! يستحيل لأن لحم الخنزير حرام وبعيظ ف لو كان المزمار حرام لما وقع التشبيه به ( من النبي ) هذا ما لا ينتبه اليه البعض , في حديث عبدالله ابن زيد عبد ربه الشهري صاحب الاذان حين أُريَ الاذان في منامه ف غدا علي رسول الله وقص عليه الرؤية فقال انها رؤية حق ان شاءالله فقم مع بلال ف ألقي إليه ما رأيت ف إنه اندى صوتاً منك , النبي يحب ان يسمع ويسمع الناس الأذان من صوت ندي شجين , ليست العبرة بأن الكلمات شريفه وعاليه ( هي كذلك في كل حال ) ولكن تزداد حسنا ويعلو وضعها في النفوس اذا كانت من صوت ندي جميل طروب , لذلك قال إنه اندى صوت منك ,
حديث ابي محضوره ( ابو محضوره كان في الشرك والجاهليه _رضي الله عنه_ ) حديث صحيح _ يقول : لما خرج النبي _ صل الله عليه وسلم _ الي حُنين خرجتُ عاشر عشره نتبعهم فنزلوا في مكان فقام احدهم يأذن فجعلنا نأذنُ تأذينهم نستهزأ بهم وكٌنت فيمن أذن فقال عليه الصلاة وافضل السلام لقد سمعتٌ صوت انسان حسن _ يأذن أذاننا فأتوني بهم فذهب الصحابه واتي بهم , خاف ابو محضوره ان ينزل بهم عقاب , قال فجعل النبي يطلب منا ان نأذن بين يديه فجعلنا نأذن رجلُ رجلُ وكنتُ اخرهم ( هو احسنهم صوتا ) فلما أذنت دعي بي فأجلسني بين يديه ثم وضع يدهُ الشريفه على رأسي ودعا لي وبركَ علي ثلاث مرارِ _صل الله عليه وسلم_ ثم قال لي يا ابا محضوره أذن عند البيت الحرام ودخل الاسلام قلب الرجل وشرح الله به صدره , الشاهد ان النبي استحلى هذا الصوت مع انه من مشرك مستهزي لكن جمال هذا الصوت ان يخدم به الاسلام ودعوته , وضع الكفاءات في وضعها , الرجل المناسب في المكان المناسب , النبي كان يعشق الزينة في جميع اشكالها لكن الكلام هنا , عن زينة الصوت
قد يقول قائل : هل فعلا الصوت الحسن الطروب من الزينة ؟ طبعا من الزينة , الزينة ليست وقفا على حصرا من المرئيات وسواها بل تعم الاصوات وهي من احسن الزينة ومن اجملها وابهاها , كيف لا وهو القائل _صل الله عليه وسلم_ زينوا القرآن بأصواتكم , اذا الصوت من الزينة بل تكاد تطبق كلمة النقاد ومؤرخي الفن على ان الجمال المسموع تقف في مقدمة الفنون جميعها , الموسيقي والغناء والترنم والتطريب والتلحين , من اقدم الفنون البشرية وابقاها تقريبا لم تخلو من هذا الفن حضاره انسانية ولم تطلع هذه الفنون السمعية فقط بوظيفة انكارية وانما اطلعت بوظائف اجتماعية وسياسية قومية , الموسيقي مثلا وعلاقتها بالقوميات خاصة في القرن العشرين , الموسيقي لها دور كبير وادوار تربوية وتعليمية , فقال الحكيم الصيني الشهير كونفوشيوس في القرن السادس قبل الميلاد يدعوا الي ضرورة استخدام واستعمال الموسيقى في التربية وتعليم ويضع في ذالك بعض الضوابط ,
الامم كلها عرفت هذا و علمته والعرب في جاهليتهم مازالوا , والعرب في اسلامهم في عهد التشريع وبعد عهد التشريع , ف اذا كان كذلك ف من اين إذا هذا الإطباق تقريبا يكاد يوشك فقهاء العصر الي فئة مستثناه يشكون على تحريم الموسيقى والغناء بذات الموسيقى ( المعازف و الالات الموسيقية ) يكادو يطبقون على انها مما حرم الله ويستثنون فقط الدف وبعضهم يستثني أشياء اخري ( القصبة او الناي او الشبابة ) وبعضهم لا يستثنيها لحديث ابن عمر ( زمارة الراعي ) لا يستثنيها أما الغناء ف المتسامح إنما يحدده بشروط يعددها تكاد تخرج به أحيانا عن جملة ماهيتهِ حتى يفقد غنائهِ, شئ عجيب جدا , شئ أشبه بإنشاد الأشعار فقط إنشاد الأشعار لا خلاف حولهُ
من أين لهم هذا الإطباق ! لماذا هذا التشديد والتضييق علي عباد الله وهذا تضييق لا ينبغي غض الطرف عنه وينبغي تشقيق القول فيه وإقامة محاكمات علمية وفقهية لهذه الأقوال المعسره
شئنا أم أبينا الموسيقى اليوم وحتى الغناء مما عمت به البلوى كلنا مبتلون به فلا بد أن يكون الحكم واضحا ونحن نستعين بالله أن يكون هذا الحكم مما يخفف عن عباد الله لا مما يشق ويعسر عليهم حياتهم , ف الأن , المحمول نغمات كلها موسيقى و الكمبيوتر و الراديو والتلفزيون مثلا نشرات الأخبار تبدأ ب الموسيقى ويتخللها فواصل ووصلات موسيقية, برامج كثيرة كلها فيها موسيقى , في كل مكان هنالك موسيقى , طبعا فقهاء العصر بعضهم الذين شددوا قالوا يطفئ الجهاز او تخفض الصوت , ماهذا الحل العجيب !
لو فرضنا و زعمنا أن ديننا على مافيه من عظمة وتبريز واسباقيات وخوالد لو قدم للبشرية خاليا في نظر الناس من شوب وكل عيب لكن بشرط انه لا فن سماعي فيه و أن الموسيقى في الأصل حرام وأكثر الأغاني والترنم حرام إلا من إستثنى سيقولون لا حاجه لنا بدين كهذا , هذا دين معتل يبدو أن أصحابه معتلون نفسيا ليسوا أشخاص أسوياء ليسوا طبيعين خلاف كل البشر , كل الحضارات , كل المدنيات ! من أنتم ! وربما قال بعضهم عرفنا الأن لماذا ينموا فيكم الأرهاب ؟ لأنكم شخصيات معتله لا تتذوقون الفن , طبعا هذا لم يقله هؤلاء الغربيون وإنما قالهُ أئمة الإسلام المتفتحون كـ شيخ الإسلام أبا حامد الغزالي الذي كتب تحقيقا نفيسا جدا في حكم السماع ( والسماع مصطلح فقهي يعم الألات والأصوات من أله أو من إنسان ) أي السماع بشكل عام , في كتاب إحياء علوم الدين وهو عن المساع إسمهٌ كتاب السماع أتي فيه باقوال موزونة محاكمات في منتهي الدقة والعبقرية ف كان مما قال , من لم يطربهٌ الربيع وأزهارهٌ والعود وأوتارهٌ فهو فاسد المزاج ليس له علاج , إنسان معتل مختل نفسيا إنسان لا يتحسس الزينة والجمال لا في المشموم ولا في المرئي ولا في المسموع , يقول أبا حامد الغزالي أنت إنسان لست طبيعيا بل قال هو بعيد من الروحانية قد زاد في غلظِ الطبع وكثافته يعني في البلاده , طبعهٌ بليد , في غِلظ الطبع وكثافتهِ على الجمال والطيور وسائر البهائم لإنها جميعها تطرب وتتأثر في النفحات الموجوده وهذا صحيح , الإبل على غلظ أكبادها وكثافة طبعها يلذ لها ويحفزها ويحركها ويخفف عنها أثقالها الحداء ( المعروف بالنصب ) ونبي كان له حاد _صل الله عليه وسلم_ ف الإبل حين تريد أن تقصر عنها الطريق وتخفف عنها أُحدوا لها غني لها , الطفل الصغير في مهدهِ كم غنيَ له, الطفل حين تغني وترنم له أمهُ يسكن ويهدأ ويغلب عليه النوم والراحة
لذلك العلماء من شرق وغرب منهم علماء المسلمين لم يكونوا يستحبون لطفل أن ينام على بكاء وإنما يدعون ويحبذون أن يغنى له ويترنم بين يديه حتي ينام مرتاحا ولا يعود هذا بأثر سيئ على نفسيتهِ يقول إبن عبد ربي , البقر حين يغنى لها تدر الألبان , العجيب أن هذا إلى اليوم معترف به في الحضارة الغربية يضعون الموسيقى لبعض الحيوانات وخاصة عند الحلب فتحلب أحسن وأكثروأبرك ! شي عجيب
النبات يزدهر وينموا مع الموسيقى ولذلك هذا الغرب المجرب الآن تقريبا لا تكاد تخلوا المحال الخاصة والعامة وقطارات الأنفاق والمترو وغرف الإنتظار في المشافي وفي المؤسسات المختلفة كل هذا في كل مكان تسمع ما يعرف بالموسيقى الخلفية وهي موسيقى لا يصحبها صوت ولا غناء , هادئة ورائقة تعرف ب background music
الموسيقى الخلفية , لماذا ؟ تجارب تبرهن وثبت أنها تزيد في النتاج هذه الموسيقى , مسألة إقتصادية , أكثر من هذا هناك ما يعرف بالعلاج بالموسيقى معروف هذا به وهناك مواقع بالعشرات على الشبكة الكعنكبوتية تحت هذا العنوان أو ما أشبه _ بب _ ويشرحون لك شرحا طبيا وسيكلوجيا كيف تأثر الموسيقى في العلاج وكيف تجعل الإنسان ينقح سريعا ويتماثل لشفاء أبكر, ويأتيك من يقول لا في ديننا حرام ! من الكبائر والعياذ بالله من أفظع من أبشع مايكون ومن جلس إلي غانيه يستمع منها الغناء صب في أُذنيهِ الآنك يوم القيامة ( الآنك هو الرصاص المذاب ) أعوذ بالله ! ماهذا ! كلنا نسمع بين مقل ومكثر قال بن الحسن هذا الحديث بليهَ !! والفقهاء صدعوا أدمغتنا علي المنابر والوعاظ وفي كتب الكبائر والصغائر مثل كتاب الكبائر للإمام الذهبي, طبعا ومثلهُ عشرات الأحاديث لا أصل لها _ كذب _ ف من أين إن كان كذلك ؟ من أين تحريم هذه الطيبات ؟ وقد توعد الله تبارك وتعالى على من تورط و تجاسر ف حرم ما لم يحرمهُ الله في نفس الآية وهذا من بديع سياق هتهِ الآيات في صورة الأعراف قُلْ مَنْ حَرَمَ زِينَةَ اْللَهِ بعدها بقليل قُلْ إنَمَا حَرَمَ رَبِىَ الْفَوَحِشَ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْىَ بِغَيْرِالْحَقِ _ صيغة حصرية أي هذا ما حرمهٌ الله _ بعض الناس يبغي في حل أثام كثيرة في حقوق الناس ( أموالهم وأعراضهم مصالحهم ) ويأتي يتشدد بالموسيقى والغناء حرام عنده ! وهو شغال يأكل أموال الناس بالباطل ويتكلم في أعراضهم ولا يبالي , عند الموسيقى يصبح سيد المتورعين ! ماهذا الفصام والكذب علي النفس , الله يقول هذا هو الحرام وَالإثْمَ وَالْبَغْىَ بِغَيْرِالْحَقِ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاْللَهِ مَا لَمْ يُنَزِلْ بِهِ سُلْطَنًا الشاهد قولهُ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اْللَهِ مَا لَاتَعْلَمُونَ , قال الإمام أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة قال أدركنا مشائخنا من أهل العلم وهم يكرهون في الفتوي أن يقال في شئ إنهُ حرام ما لم يكن بين في كتاب الله تعالى غير تفسير ! معنى هذا : يعني يجب أن يكون حرام بغير تأويل , من غير دوران وإلتفاف حول الأيات,وتقولي هذه الأية تتحدث عن الغناء ! أنا لا أفهم ولا هو يفهم ولا هي تفهم إنها تتحدث عن الغناء إنما تتحدث عن شئ أخر بالمره , يقول أبو يوسف إياكم , لم تكن هذه عادة الأئمه والعلماء أن يتحرم شئ ليس منصوص علي تحريمهِ في كتاب الله بيناً غير تفسير وتأويل , هل هذا حرام ؟ لا أحد يتردد في حرمة الزني والقتل والسرقة والشرك وقول الزور وأكل أموال الناس بالأباطل والربي ,لماذا ؟ لأنها محرمة بينة من غير تفسير في كتاب الله , فكانت من المعلومة بالدين بالضرورة , زعمَ بعضهم أن كتاب الله نطق في مواضعَ منه جل منزلهُ سبحانهُ وتعالى بتحريم المعازف وتحريم الغناء إلا ما إستثني أي قالوا قال الله تبارك وتعالي في كتابه العزيز _ وَمِنَ اْلنَاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ اْلحَدِيثِ لِيُضِلَ عَن سَبِيلِ اْللَهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَخِذَهَا هُزُوًا أُلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ _ سورة لقمان .
توعد الله على هذا الفعل , قالوا عن مجاهد لهو الحديث هو الغناء بعضهم قال هو المعازف وعن ابن مسعود هو الغناء , هل هذا لهو الحديث ؟! سوف نرى , أولا : الطبل هل هو من الحديث أصلا ؟ هل هو قول يسمع أو يقرع الطبل ؟ الاية واضحه لا تتحدث عن اللهوِ مطلقا من حيث أتى اللهو , تتحدث عن لهو الحديث , انما الحياة الدنيا لعب ولهو , إذا حرمنا اللهو بإطلاق , قال العلامة بن محمد العلي بن حزم : نقول لهؤلاء المحرمين للهو هكذا بإطلاق حرموا كل مافي الدنيا , في رسالة في الغناء الملهي حرام هو أو حلال ! ويقول أحد مستنسخي هذه الرسالة لما أتمها الإمام وكتبها وأستقرت أخذتها وأعطيت نسخه للإمام بن عبد البر رحمة الله عليه , قلت أنظر فيها بن حزم يحل فيها المعازف والغناء , طبعا هنالك تفاصيل ليس كل غناء حلال ما دعى إلى خلا إلى زنى ماكان فيه فضيحة أعراض ماعرض له لإنكشاف العورات والإغراء بالفتن كل هذا حرام لكن لا لذاتهِ ليست الموسيقى أو الغناء حرمت لذاتهِ إنما لما يعرض له فإن أمكن فصلهُ وتنقيتهُ مما يعرض له فيعود إلى أصل الإباحه لا شئ فيه , هذا مثل بن حزم , قال ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا معقول القياس عليهما مايفيد تحريم الغناء والألات لذلك أفتى _رحمة الله عليه_ أن من كسر مزمارا أو عودا أو ألة فانه يضمنها, لابد أن يدفع ثمنها لصاحبها لأنها الألات محترمة بشريعة ليست محرمة أقل مايقال فيها انها مباحة والأصل في الأمور العادية الدنيوية التي ليست تعبديه الأصل فيها الاباحة , لا نحتاج الي نص شرعي يبيح لنا هذا , نعم إن صح النص وقطع به على حرمة شئ من ذلك نقف عند النص إنتهي أما إلم يصح من النص مايقطعوا معه بحرمة هذا الشئ نبقى دائما متمسكين بالأصل وليس يطالب بالدليل من دار مع الأصل , الأصل يشهد لنا , ولذلك لا يحق لأحد أن يقول لنا إِتوا بدليلكم على حل الموسيقي والغناء , الأصل إنها حلال ! أنت تزعم إنها حرام إِتيني بدليل صحيح هو الذي خلق لكم مافي الارضِ جميعا هذا هو إسم دليل الإستصحاب ,دليل الإباحة الأصلية , الأصل في الأشياء الإباحة
يقال : هل يعقل أن كتاب الله تبارك وتعالى وسنة الرسول المصطفي _صل الله عليه وسلم_ يخلوانِ من نص صحيح صريح في حرمة شئ عمت به البلوى ؟؟ يستحيل قد يقول بعضكم صححوا الدعوه إن البلوى عمت بهذا أيام الرسول ! نعم في كل زمان ومكان وأيام الرسول عمت البلوى وإسمعوا حديث جابر الصحيح رواه بن جرير في تفسيرهِ _ وإذا رأوا تجارة أو لهوا إنفضوا إليها وتركوك قائما قل ماعند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين_ يقول رسول الله كانوا في النكاح يؤتى في الجواري فيضربن بلكبر( أي الطبول ) والمعازف فكان يتركون إذا رئوا هؤلاء الجواري والناس والصبيان يمشون في الشوارع يضربون المعازف والكبر يتركون الرسول قائما على منبرهِ ويخرجون يتسمعون , طبيعيون ليسوا مثلنا معقدين يحبون الغناء والموسيقى والمعازف وهم صحابة كما قيل في وصفهم ووصف أتباعهم أيضا , كانوا أهل تطرف وأهل مزحة وأهل نفوس وقلوب طيبة ولكن إذا تعدى الأمر إلى الدين ب الله ب الرسول ب القرآن بحرمة الأمه تدور حماليق ( أي العيون ) أحدهم ك المجنون أما فيما عاد ذلك كانوا طيبي النفوس
يروى عن عبد الله بن زبير وكان متكأً وقال تغنى بلال فقالوا تغني بلال !! بلال ابن رباح يغنى كان ! فجلس عبد الله ابن زبير وقال ما أعلم أحدا من المهاجرين إلا ترنم , نعم كلهم ابو بكر وعمر كل المهاجرين , النبي كان يحب هذا كان يدعوا إليه , في حديث السائد بن يزيد الذي اخرجه الترمذي _ يقول جاءت إمرأة جارية فدخلت على رسول الله فقال : صل الله عليه وسلم لعائشه اتدرين من هذه قالت : لا قال : هذه قينة بني فلان ( قينة أي مغنية ) تحبين أن تغنيكِ فقالت : نعم فأعطاها النبي الطبق فجلعت تغني _ في حديث أخر , قال _عليه الصلاة والسلام_ لتعلم يهود إن في ديننا فسحهَ_ السائد بن يزيد نفسه مرة أخرى _ يقول كنت مع عبدالرحمن ابن عوف ( أحد العشرة المبشرين بالجنة ) في طريقنا إلى الحج فلما كنا في مكان كذا قال عبدالرحمن ابن عوف لرباح ابن المغتفر يا ابا حسان غنني وقصر عنا فجلسوا ناحية في الطريق جلس عبدالرحمن بن عوف وابو حسان يغني بصوت جميل شجين ف أقبل عمر في خلافتهِ فقال ما هذا يا عبد الرحمن قال لا بأس به يا امير المؤمنين نقصر به عن أنفسنا ونروح عن أنفسنا قال ف إن كانت أخرى ف عليك شعر ضرار بن خطاب _ هنا عمر يدلهم يقول له غني ل ضرار بن الخطاب حلو وجميل
روى الامام احمد في مسندهِ عن عبد الله بن عمير_قال حدثني زوجُ بنت ابي لهب لما تزوجتَ بنت ابي لهب جاء النبي فدخل فقال ألا لهو_ تقول عائشة _رضي الله عنها _ في الحديث الصحيح زففتُ إمرأةَ إلي رجل من الأنصار فلما أتيتُ النبي _صل الله عليه وسلم_ فسألني فقال يا عائشة معكم لهو فإن الأنصار يحبون اللهو _
ف بان أن ليس كلهُ حراماً من يقول أنه حرام والنبي يقول هذا والنبي يحب ويشجع الناس على أن يلهوا, الحديث الصحيح في مسلم _ تقول عائشة _رضي الله عنها_ في يوم العيد دخل أبو بكرالصديق _رضي الله عنه_ علينا وكان عندي جاريتانِ تلعبانِ بدفيهما وتغنيان ورسول الله جالس إلا أنه حول وجههٌ يسمع لكن محول وجههُ فدخل ابو بكر وهالهُ الأمر وقال أمزمار وفي رواية أمزاميرُ الشيطانِ في بيت رسول الله وفي رواية أنه قال فنهاهما وقال أتغنيان ورسول الله جالس فقال له النبي الكريم دعهما يا ابا بكر فإنه يوم عيدنا .
ف العجب لمن إستدل بهذا الحديث على حرمة الغناء والموسيقى , عجيب , كيف استدللة ؟ جعل إمامهٌ أبا بكر ولم يجعله النبي !! والحجة قال إن أبا بكر وصفهُ بمزمور الشيطان ! وماذا في هذا ؟ هل تظنون أن أي شئ يوصف بأنه مزمور الشيطان يصبح حراماً !؟ غير صحيح , وإنما هذه الإضافه لأنها ملابسه وهل كان محمدا ابن عبد الله الذي بعث يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ( بعث أيضا ميسرا مبشرا) , هل تظنون أن من بعث آمرا ناهيا وهو أحق من قال بهذين المهمين والقطبين من الدين العظيم كان يسكت عن عمل شيطاني وفي بيتهِ ؟؟
أستغفر الله أما كان يعلم أن هذا يقدح في صديقية الصديقة !!
إنتبهوا ,, حتي سماع هذا لا يقدح في صديقية الصديق لأن عائشة صديقة _رضي الله عنها_ هذا لا يقدح فيها إنما قصاروا ما هنالك أن أبا بكر هالهُ أن يقع هذا في بيت رسول الله , وفي محضرهِ _صل الله عليه وسلم_ لأن لرسول الله ولبيتهِ من الحرمة والمثابة والتكرمة والتجلة مافهم معه أبو بكر وجوب تنزيهِ أو تنزيههما عن مثل هذا اللهو , وهذا صحيح في الجمله إلا أن الرسول بين له فيما يخص حالتهُ الشريفه علت الاستثناء وهو المناسبة , مناسبة العيد أما النبي نفسهُ فما كان من دَدٍ ولا الددو منه كما قال _ عليه الصلاة والسلام_ ليست من دَدٍ ولا الدِدو مني , النبي لا تبع لهو ولا تبع لعب , بل صحه عن عائشه _رضي الله عنها_ فقالت كان _صل الله عليه وسلم_ ذاكرا للهِ في كل او علي كل انحائهِ .
دائما بإستمرار في ذكر لله , كيف لا وهو مخاطب في قوله الله تعالي _ ف اذا فرغت فانصب والي ربك فارغب _
يقول أبا حامد الغزالي هذه حالة مواصلة الجد والبقاء علي الجد فقط , من غير لهو ولعب لا يقدر عليها إلا نفوس الانبياء وصدق أبا حامد , لكن النبي أفسح لنا فسحة بعيدة وكبيرة في اللهو والسماع في الموسيقي والغناء البريئ , لماذا !؟ لانه مجرب وعقل كبير , أما هذا الجد فلا يليق الا برسول الله _صل الله عليه وسلم_ من نظير ما وقع علي أبي بكر ما وقع من عمر , عمر رأى الأحباش يلعبون بضرق تؤخذ من الجلد ليس فيها خشب يزفنون ( أي الرخص ) ويلعبون الضرق في مسجد رسول الله وعائشة أم المؤمنين واضعة نقلها علي منكب رسول الله وتنظر اليه ويقول لها شبعتي شبعتي وتقول لا ( تقول أنا أعرف منزلتي عنده ) ف جاء عمر فانتحرهم ف النبي قال دعهم يا عمر .
النبي يدرك ضعفنا وحاجتنا ومسكنتنا
في عام عمرة القضاء عبدالله بن رواحه _رضي الله عليه_ كان يتغني في حرم الله ف سمعه عمر قال يا بن رواحه في هذا القوم في حرم الله عز وجل وفي محضر رسول الله (قال له الظروف غير مناسبة وهذا بيت الله والرسول) ف النبي قال دعه يا عمر خلي عنه ياعمر ف والذي نفسي بيده لقوله أوقع فيهم من وقع النبي , يعني مثلا السهام شعرهِ وهو يتكلم في الكفار , فهذا مراعاة لمقام سيد الكاملين , لا تقول لي أريد أن أتشبه به ف ان كنت تستطيع هذا ف يا حي هلا لكن لا أدري أتستطيع أن تحصل كمالات هل تستطيع أن تنمي مشاعرك وأن ترقي أحاسيسك وأن تبلغ الغايه والامد الاقصر في هذا الباب من غير أخذ باطراف من هذه الأشياء ؟؟ النبي يستطيع لأنه ليس ك هيئتنا هو عبد رباه الله نحن نختلف , هل تستطيع لا أدري
أبو حامد يقول من كان كذلك ف هذا رجل معتل المزاج فاسد المزاج ليس له علاج , في فتاوي العلامه شلتوت _رحمة الله عليه_ استأنس من باب احماض الفتوه ومجلس المتحدثين بها قال : وسأل الشيخ ( شيخ الأزهر ) الشيخ حسن العطار ( كان في وقتهِ موسوعه علميه حيه ) ما حكم الغناء والموسيقي ؟ ف قال من لم يتأثر برقيق الأشعار متلوه بلسان الاوتار علي شطآن الانهار في ظلال الاشجار ف هو بليد الطبع حمار .
قصة أبي اسحاق ابراهيم بن سعد بن براهيم ابن عبدالرحمن ابن عوف _ ( كان امام جليل تبع التابعين من ثقاة العلماء والرواء رواء عن الامام محمد الزهري واكثر وهو من الثقاة المخرج له في الصحيحين ) هذا الرجل كان صاحب غناء يتعاطي مع العود والاوتار نزل علي العراق مره في مده الرشيد سنه مئه واربع وثمانين هجريه فنزل هناك وجعل يحدث في احاديث رسول الله وخاصه بحديث الزهزي , وسالوه عن الغناء فقال انه حلال شئ طيب هذا لماذا لا , فنمت عنه وشاعت حتي سمع عليها الرشيد وجاءهٌ رجل من طلاب الحديث ولما جاءهُ وجده يتغني ويترنم فقال كنت حريصا ان استمع منك حديث الزهري اما وقد وجدتك تتغني فلا والله لا اسمع منك الحديث ابدا ! كانه ضرهٌ قي شئ ! ف اجابه ابي اسحاق ف اذا لا افقد الا شخصك , ارحل , فلما كان الغد بعث اليه الرشيد فساله عن حديث المخزومي التي قطع النبي يدها في سرقة الحلي , ثم قال له فحدثني , قال له إئتني بالعود ! ما الحكمه هنا _ لان عندما اتاه الطالب وقال لا سمعت منك الحديث ابدا قال له لا افقد الا شخصك وزيادة في غيظهِ قال له علي وعلي لا حدثت بعد اليوم ما اقمت في بغداد الا بعد اتغني ,( الحكمه منها تعليم الناس الجاهلة ) ف بعد ان تغني بمقطوعه , فلما سال الرشيد ان يحدثهُ ساله قال عليا بالعود (حتي لرشيد لان هذا شئ حلال وطيب لا خجل منه ), فقال عليا بالعود فقال له الرشيد عود المجمر ! قال له لا بل عود الطرب , فتبسم الرشيد ففهم الامام ان الكلام بلغ الرشيد , فقال له يا امير المؤمنين لعله بلغك ماجري مع السفيه قال له نعم قال له يا امام يا ابا اسحاق , ماذا تقول في هذا المعارف هذه , قال له حلال وطيب من طيبات الدنيا اشياء تستطيبها النفوس والحيوانات والصغار , قال له فمن يحرمه من الفقهاء فقال له من ربطه الله ( المعقد ), الانسان المعقد الذي يحرم طيبات ما احل الله لا تحرموا طيبات ما احل الله , هذا نوع من العدوان علي شرع الله , قال تبارك وتعالي _ ولقد فصل لكم ما حرم عليكم _ اين في كتاب الله المفصل اياته والمفصله احكامه وخاصه احكام الحلال والحرام بالذات , اين تحريم آلة في كتاب الله ؟ قالوا اللهو , قلنا ليس له علاقة , فقالو ف حديث بن المسعود انه فسر لهو الحديث ب الغناء قلنا نعم صح عنه هذا الاثر لكن لا وجه لتخصيص الآية به لان الصحيح والراجح من اقوال العلماء انه لا يقضي على مطلق الكتاب ولا على عامهِ الا بنص من كتاب الله او بنص صحيح من سنه رسول الله , اما اقوال الصحابه والتابعين صحة او لم تصح لا يعنينا لا يخص بها الكتاب , لهو الحديث ماذا ؟ المنعوت بصفه من فعلها كان كافر ليس مرتكبا حراما , يكفر هذه هيه الصفه , لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله ( التوحيد ) ويتخذها غدوه والمستهزأ بدين الله كافر سمع او لم يسمع .
جابر ابن عبدالله رأه رجل ( هذا في البخاري) علق ثوبا ويجلس في ثوب واحد يصلي به , قال له يا صاحب رسول الله اراك تجلس في ثوب ما فعل الاخر , فقال يراهُ جاهل مثلك ف يتعلم , تصرفات العلماء من خلفها حكمه .
لو جاء رجل ورسول الله او اصحابه او داعيه من دعاة الاسلام والتوحيد يتلوي علي غير المسلمين يدعوهم لتوحيد ايات كتاب الله وجعل هذا يقول الله الله الله تنطبق عليه الايه مع انه لم يغني ولم يضرب بعود انما شوش علي ايات كتاب الله تبارك وجعل يلهوا بلفظ شريف جدا اشرف الالفاظ ( الله ) وهذا من باب قوله تعالي وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون , انتبهوا !
كان الكفار اذا تلى رسول الله ايات الله او احد اصحابه جعلوا يلهون ويحكون شعرا او حكايا او يشوشون باي طريقه وبرفع الصوت فهذا الذي ذمه الله , لا انه ذمه مطلقا له ولا انه ذم مطلق لهو الحديث , ماهو اللهو في اللغه العربي : كل ما ألهاك عم شئ وخاصه اذا ألهاك عن شئ شريف عن عمل او عباده او ذكر هنا يعتبر لهوا , ف اللهو ليس الطبل والمزمار فقط انما اللهو المزح , الحكايا والقصص , الضحك , فهل تحرمون هذا اللهو ؟ نحن نحرم هذا وغيره ونحرم حتي الكلام الجاد والموزون والمرتب اذا صيغه مصاغ التشويش على ايات الله واضلال عباد الله والهزء في سبيل الله , ومن ثبت هذا قصده فقد كان من اهل الوعيد.
قال العلامه الشبخ الامام ابو محمد بن علي بن احمد ابن حزم , قال بل انما اشتري مصحفا وكان قصده ان يضل به عن سبيل الله ويتخذها هزوا كان من اهل الوعيد .
ف افهموا الايه الايه لم تقل اللهو محرم ولم تقل لهو الحديث محرم وانما قالت ان هناك من الكفار والمشركين ك نظر بن الحارث او شخص اخر لم يسمي كانوا يشترون لهو الحديث , النظر يحدثهم عن الفرس والروم ويقول حديثي احسن من حديث محمد اي شغلهم عن كتاب الله , ورجل اخر اشتري مغنيه من حر ماله وجعلتها كلما تل الرسول او اصحابه جعلت تغني ف انزل الله الايه , هذا هو المقصود , فلا تقول لنا الغناء محرم بايه لقمان هذا كلام لا يصح ولا يستقيم .
نأتي لحديث أنجشة و أنجشة هو صحابي جليل وهو حادٍ، كان يحدو للرسول يسوق الإبل، والإبل فيها الظعن، فيها نساء رسول الله ونساء الصحابة أيضاً، والحديث مخرج في الصحيحين في البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه وأرضاهم أجمعين قال: "كان لرسول الله حادٍ يسمى أنجشة حسن الصوت، وكان يحدو لركب رسول الله، فقال له صلى الله عليه وسلم مرة، والسبب ما صح عن ثابت البناني عن أنس أنه حدا بصوته الجميل الطرب فأسرعت الإبل حتى اعتنقت، والإعناق ضرب من ضروب السير حين تسرع الإبل جداً، وسميت بالإعناق لأن الإبل تمد أعناقها حيث تسرع
فيقال أعنقت الإبل، فخشي النبي على أمهات المؤمنين وعلى الصحابيات أن تقع امرأة ضعيفة أو مسكينة، لأن الإبل يتزعزع به حمله من شدة الطرب إذا أسرع فربما وقع هذا الحمل وفيه نساء، فقال له: "يا أنجشة رويداً سوقك بالقوارير، وفي رواية أخرى رفقاً بالقوارير"، وهي المشهورة، ولكن هذه صحيحة أيضاً. فالنبي يكني عن النساء على أنهن قوارير مثل الزجاج هش سريع التكسر، فذهب أحدهم أن النبي نهاه خشية افتتان النساء، وهذا كلام غير صحيح، وإن رجحه القاضي عياض لأن حديث ثابت البناني يؤكد أن السبب هو إعناق الإبل، فخشي النبي أن تقع النساء، وإلا لو كان النبي يعلم أن هذا الصوت الحسن الجميل من رجل بالغ مكلف يوقع فتنة في قلب واحدة لنهاه عنه جملة من الأصل وليس بالتخفيف، ولما قال له خفف حسبك بل اسكت انقطع. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا حادي رسول الله، والنساء يسمعن صوت رجل بالغ راشد مكلف.
و مازل الموضوع طويل
هيثم
__________________
ღღღღღღღღღღღღ
أستاذ عادل صموئيل لك مني كل عبارات الشكر و العرفان
|