* : مسعود المديوني المعروف ب" سعود الوهراني" (الكاتـب : تيمورالجزائري - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 11h23 - التاريخ: 29/05/2024)           »          آليس فيتوسي..الصوت المنسي (الكاتـب : تيمورالجزائري - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 11h01 - التاريخ: 29/05/2024)           »          زاهد العبيدي (الكاتـب : HAJER O - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 07h20 - التاريخ: 29/05/2024)           »          نعيم حمدي (الكاتـب : tahaaljasem - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 07h06 - التاريخ: 29/05/2024)           »          ألبوم صور فريد الأطرش (الكاتـب : enrique1234 - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 05h21 - التاريخ: 29/05/2024)           »          صور الفنانة وردة (الكاتـب : د.حسن - - الوقت: 04h58 - التاريخ: 29/05/2024)           »          ياسمين الخيام- 18 أغسطس 1946 (الكاتـب : امحمد شعبان - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 02h15 - التاريخ: 29/05/2024)           »          راسم فخري (الكاتـب : نوسة الفرجانى - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 22h53 - التاريخ: 28/05/2024)           »          ألحان زمان (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 16h03 - التاريخ: 28/05/2024)           »          قاسم الرحال (الكاتـب : HAJER O - - الوقت: 15h53 - التاريخ: 28/05/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #31  
قديم 09/03/2012, 14h51
انور الحارث انور الحارث غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:577570
 
تاريخ التسجيل: mai 2011
الجنسية: ....................
الإقامة: .....
المشاركات: 356
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

[QUOTE=ليلى ابو مدين;546516]
وتبقين يا مصر فوق الصغائر...


الشاعر فاروق جويدة

شهيد علي صدر سيناء يبكي

ويدعو شهيدا بقلب الجزائر

تعال إلي ففي القلب شكوي

وبين الجوانح حزن يكابر

لماذا تهون دماء الرجال

ويخبو مع القهر عزم الضمائر

دماء توارت كنبض القلوب

ليعلو عليها ضجيج الصغائر

إذا الفجر أصبح طيفا بعيدا

تباع الدماء بسوق الحناجر

علي أرض سيناء يعلو نداء

يكبر للصبح فوق المنابر

وفي ظلمة الليل يغفو ضياء

يجيء ويغدو.. كألعاب ساحر

لماذا نسيتم دماء الرجال

علي وجه سينا.. وعين الجزائر؟!

***

علي أرض سيناء يبدو شهيد

يطوف حزينا.. مع الراحلين

ويصرخ في الناس: هذا حرام

دمانا تضيع مع العابثين

فهذي الملاعب عزف جميل

وليست حروبا علي المعتدين

نحب من الخيل بعض الصهيل

ونعشق فيها الجمال الضنين

ونطرب حين يغني الصغار

علي ضوء فجر شجي الحنين

فبعض الملاعب عشق الكبار

وفيها نداعب حلم البنين

لماذا نراها سيوفا وحربا

تعالوا نراها كناي حزين

فلا النصر يعني اقتتال الرفاق

ولا في الخسارة عار مشين

***

علي أرض سيناء دم ونار

وفوق الجزائر تبكي الهمم

هنا كان بالأمس صوت الرجال

يهز الشعوب.. ويحيي الأمم

شهيدان طافا بأرض العروبة

غني العراق بأغلي نغم

شهيد يؤذن بين الحجيج

وآخر يصرخ فوق الهرم

لقد جمعتنا دماء القلوب

فكيف افترقنا بهزل القدم ؟!

ومازال يصرخ بين الجموع

قم اقرأ كتابك وحي القلم

علي صدر سيناء وجه عنيد

شهيد يعانق طيف العلم

وفوق الجزائر نبض حزين

يداري الدموع ويخفي الألم

تعالوا لنجمع ما قد تبقي

فشر الخطايا سفيه حكم

ولم يبق غير عويل الذئاب

يطارد في الليل ركب الغنم!

رضيتم مع الفقر بؤس الحياة

وذل الهوان ويأس الندم

ففي كل وجه شظايا هموم

وفي كل عين يئن السأم

إذا كان فيكم شموخ قديم

فكيف ارتضيتم حياة الرمم؟!

تنامون حتي يموت الصباح

وتبكون حتي يثور العدم

***

شهيد علي صدر سيناء يبكي

وفوق الجزائر يسري الغضب

هنا جمعتنا دماء الرجال

فهل فرقتنا غناوي اللعب

وبئس الزمان إذا ما استكان

تساوي الرخيص بحر الذهب

هنا كان مجد.. وأطلال ذكري

وشعب عريق يسمي العرب

وياويلهم.. بعد ماض عريق

يبيعون زيفا بسوق الكذب

ومنذ استكانوا لقهر الطغاة

هنا من تواري.. هنا من هرب

شعوب رأت في العويل انتصارا

فخاضت حروبا.. بسيف الخطب

***

علي آخر الدرب يبدو شهيد

يعانق بالدمع كل الرفاق

أتوا يحملون زمانا قديما

لحلم غفا مرة.. واستفاق

فوحد أرضا.. وأغني شعوبا

وأخرجها من جحور الشقاق

فهذا أتي من عيون الخليل

وهذا أتي من نخيل العراق

وهذا يعانق أطلال غزة

يعلو نداء.. يطول العناق

فكيف تشرد حلم بريء

لنحيا مرارة هذا السباق؟

وياويل أرض أذلت شموخا

لترفع بالزيف وجه النفاق

***

شهيد مع الفجر صلي.. ونادي

وصاح: أفيقوا كفاكم فسادا

لقد شردتكم هموم الحياة

وحين طغي القهر فيكم.. تمادي

وحين رضيتم سكون القبور

شبعتم ضياعا.. وزادوا عنادا

وكم فارق الناس صبح عنيد

وفي آخر الليل أغفي.. وعادا

وطال بنا النوم عمرا طويلا

وما زادنا النوم.. إلا سهادا

***

علي صدر سيناء يبكي شهيد

وآخر يصرخ فوق الجزائر

هنا كان بالأمس شعب يثور

وأرض تضج.. ومجد يفاخر

هنا كان بالأمس صوت الشهيد

يزلزل أرضا.. ويحمي المصائر

ينام الصغير علي نار حقد

فمن أرضع الطفل هذي الكبائر ؟!

ومن علم الشعب أن الحروب

كرات تطير.. وشعب يقامر ؟!

ومن علم الأرض أن الدماء

تراب يجف.. وحزن يسافر

ومن علم الناس أن البطولة

شعب يباع.. وحكم يتاجر؟!

وأن العروش.. عروش الطغاة

بلاد تئن.. وقهر يجاهر

وكنا نباهي بدم الشهيد

فصرنا نباهي بقصف الحناجر!

إذا ما التقينا علي أي أرض

فليس لنا غير صدق المشاعر

سيبقي أخي رغم هذا الصراخ

يلملم في الليل وجهي المهاجر

عدوي عدوي.. فلا تخدعوني

بوجه تخفي بمليون ساتر

فخلف الحدود عدو لئيم

إذا ما غفونا تطل الخناجر

فلا تتركوا فتنة العابثين

تشوه عمرا نقي الضمائر

ولا تغرسوا في قلوب الصغار

خرابا وخوفا لتعمي البصائر

أنا من سنين أحب الجزائر

ترابا وأرضا.. وشعبا يغامر

أحب الدماء التي حررته

أحب الشموخ.. ونبل السرائر

ومصر العريقة فوق العتاب

وأكبر من كل هذي الصغائر

أخي سوف تبقي ضميري وسيفي

فصبر جميل.. فلليل آخر

إذا كان في الكون شيء جميل

فأجمل ما فيه.. نيل.. وشاعر .
شكرااا اختى الفاااضلة

بااارك الله بك فقط اضع سؤاااال

:وكم فارق الناس صبح عنيد

وفي آخر الليل أغفي.. وعادا

احس انه ماااركبت معى بالقراااءة لماااذااا لم يتم استخدام اغفو

امنيااتى الطيبة لك ودمت بخير

انور الحااارث
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 09/03/2012, 16h58
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

شكرااا اختى الفاااضلة

بااارك الله بك فقط اضع سؤاااال

:وكم فارق الناس صبح عنيد

وفي آخر الليل أغفي.. وعادا


احس انه ماااركبت معى بالقراااءة لماااذااا لم يتم استخدام اغفو

امنيااتى الطيبة لك ودمت بخير

انور الحااارث

أخي العزيز أ . أنور الحارث
أسعد الله أوقاتك بكل خير
بل الشكر الجزيل واجب عليّ لسيادتك لمرورك الكريم وكلماتك الراقية
فعلاً أخي الكريم عندك حق فإن الكلمة هكذا ليست مستساغة وغير منضبطةلغوياً،،

وأعتقد أن الصحيح هو ( أغفى) بالألف المقصورة وليست بالياء
وهو فعل رباعي غير محقق في معاجم اللغة العربية وأصله من فعل(غفا)
والمقصود هنا أن الفعل عائد على كلمة (الصبح)
أي أن الصبح العنيد فارق الناس في آخر الليل فغفا أي (نام) ثم عاد مرة أخرى
والكلمة الخطأ هنا وردت بحرف الياء وهذا خطأ والأصح ( أغفى) بالألف المقصورة
وليس (أغفي) بالياء...
هذا إجتهاد مني وفي الآخر أنا لست متخصصة في اللغة العربية وأدعوا إخواننا في
المنتدى ممن لهم باع في اللغة أن يتكرموا بالمشاركة وتصحيح الخطأ إن وجد.
أخي الكريم
جزيل شكري وإمتناني لسيادتك
مع خالص تحياتي
ليلى ابو مدين
__________________
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 09/03/2012, 20h59
انور الحارث انور الحارث غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:577570
 
تاريخ التسجيل: mai 2011
الجنسية: ....................
الإقامة: .....
المشاركات: 356
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

اختى الفااااضلة ليلى اشكرك على التصحيح

نعم قبل قلبل انتهيت من الاستماااع الى القصيدة بصوت الشاااعر فاااروق جويدة

الصحيح اغفى وقد ذكرهااا هكذااا

واصحح ايضااا وهذاا مااسمعته منه

مايلى:علي صدر سيناء يبكي شهيد

هى (على) بالالف المقصورة وقد تكررت (علي) بالياء
واكثر من مرة وهذااا غير صحيح مثااال اخر
علي آخر الدرب يبدو شهيد
يرد ايضاا بالنص (قم اقرأ كتابك وحي القلم) غير صحيح(ضرب تحية للقلم)

الصحيح واحي القلم


ساعيد قراااءة القصيدة من جديد

اختيااارك رائع انهااا زلزال

سلمت يداااك اختى الفاااضلة واسعد الله اوقاتك بكل خير

انور الحااارث

التعديل الأخير تم بواسطة : انور الحارث بتاريخ 09/03/2012 الساعة 21h18
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 10/03/2012, 11h05
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انور الحارث مشاهدة المشاركة
اختى الفااااضلة ليلى اشكرك على التصحيح

نعم قبل قلبل انتهيت من الاستماااع الى القصيدة بصوت الشاااعر فاااروق جويدة

الصحيح اغفى وقد ذكرهااا هكذااا

واصحح ايضااا وهذاا مااسمعته منه

مايلى:علي صدر سيناء يبكي شهيد

هى (على) بالالف المقصورة وقد تكررت (علي) بالياء
واكثر من مرة وهذااا غير صحيح مثااال اخر
علي آخر الدرب يبدو شهيد
يرد ايضاا بالنص (قم اقرأ كتابك وحي القلم) غير صحيح(ضرب تحية للقلم)

الصحيح واحي القلم


ساعيد قراااءة القصيدة من جديد

اختيااارك رائع انهااا زلزال

سلمت يداااك اختى الفاااضلة واسعد الله اوقاتك بكل خير

انور الحااارث

أخي العزيز أ . أنور الحارث
بعد مساء الخيرات
أشكرك على ردك الوافي وكلماتك الطيبة
والتصحيح الذي أوردته بعد تأكدك سماعاً للقصيدة
وبالنسبة للأخطاء الكثيرة خصوصاً في تبديل حرف الألف المقصورة بالياء نظراً للتشابه بينهم في الكتابة
وفي عدة كلمات بالقصيدة أعتقد أنه خطأ إملائي وللأسف الشديد لقد وقعت فيه أنا
حينما نقلت القصيدة كما هي دون التحقق من الأخطاء الإملائيه
وحيث أنني فقدت خاصية التعديل لمرور الوقت المتاح للتعديل فلا أملك غير الأسف مع التنويه
لقراءنا الأعزاء التنبه لهذا الخطأ وقراءتها بطريقة صحيحة
وأخيراً جزيل شكري وإمتناني لسيادتك
مع خالص تحياتي وإحتراماتي
ليلى ابو مدين
__________________
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 11/03/2012, 02h05
انور الحارث انور الحارث غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:577570
 
تاريخ التسجيل: mai 2011
الجنسية: ....................
الإقامة: .....
المشاركات: 356
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

شكرااا لك اختى الفاضلة :

المهم قد تم التنويه للخطا ......حتى يتمكن القارئ من تذوق القصيدة

بشكل افضل والوصول الى المعنى المطلوب مقدر تمااماا تفهمك للامر

كل التقدير والثنااء على جهودك وعذرا منك

متمنيااا لك اطيب الاوقااات

بانتظااار مالديك من جديد

اخوك:

انور الحااارث
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 13/06/2012, 19h40
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

حتى الحجارة ..أعلنت عصيانها...

الشاعر فاروق جويدة


*****



حجر عتيق فوق صدر النيلِ
يصرخُ في العراء ..
يبكي في أسى
ويدور في فزع
ويشكو حزنهُ للماء ..
كانت رياح العري تلفحهُ فيحني رأسهُ
ويئنُ في ألمٍ وينظرُ للوراء ..
يتذكرُ المسكينُ أمجادَ السنينِ العابراتِ
على ضفافٍ من ضياء ..
يبكي على زمنٍ تولَّى
كانت الأحجارُ تيجاناً وأوسمةً
تزيِّنُ قامةَ الشرفاء ..
يدنو قليلاً من مياهِ النهرِ يلمَسُها
تعانقُ بؤسَهُ
يترنَّحُ المسكينُ بين الخوفِ والإعياء ..
ويعودُ يسألُ
فالسماءُ الآن في عينيهِ ما عادت سماء ..
أين العصافيرُ التي رحلَت
وكانت كلما هاجت بها الذكرى
تحِنُّ الى الغناء ..
أين النخيلُ يعانقُ السُّحبَ البعيدةَ
كلما عبَرتْ على وجهِ الفضاء ..
أين الشراعُ على جناحِ الضوءِ
والسفر الطويل .. ووحشة الغرَباء ..
أين الدموعُ تطلُّ من بين المآقي
والربيعُ يودع الأزهارَ
يتركها لأحزانِ الشتاء ..
أين المواويلُ الجميلةُ
فوق وجهِ النيلِ تشهد عُرسَهُ
والكون يرسمُ للضفاف ثيابها الخضراء ..
حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يبكي في العراء ..
حجرٌ ولكن من جمودِ الصَّخرِ ينبتُ كبرياء ..
حجرٌ ولكن في سوادِ الصَّخرِ قنديلٌ أضاء ..
حجرٌ يعلمنا مع الأيامِ درساً في الوفاء ..
النهرُ يعرفُ حزنَ هذا الصامت المهموم
في زمنِ البلادةِ .. والتنطُّعِ .. والغباء ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ في العراء ..
قد جاءَ من أسوان يوماً
كان يحملُ سرَّها
كالنورِ يمشي فوق شطِّ النيلِ
يحكي قصَّةَ الآباءِ للأبناء ..
في قلبهِ وهجٌ وفي جنبيهِ حلمٌ واثقٌ
وعلى الضفافِ يسيرُ في خُيلاء ..
ما زالَ يذكرُ لونهُ الطيني
في ركبِ الملوكِ وخلفَهُ
يجري الزمانُ وتركعُ الأشياء ..
حجرٌ من الزَّمنِ القديم
على ضفافِ النيلِ يجلسُ في بهاء ..
لمحوهُ عندَ السدِّ يحرسُ ماءهُ
وجدوهُ في الهرمِ الكبيرِ
يطلُّ في شممٍ وينظرُ في إباء ..
لمحوهُ يوماً
كان يدعو للصلاةِ على قبابِ القدسِ
كان يُقيمُ مئذنةً تُكَبِّرُ
فوقَ سد الأولياء ..
لمحوهُ في القدس ِ السجينةِ
يرجُمُ السفهاء ..
قد كانَ يركضُ خلفَهم مثل الجوادِ
يطاردُ الزمن الردئَ يصيحُ فوق القدسِ
يا اللهُ .. أنتَ الحقُّ .. أنتَ العدلُ
أنتَ الأمنُ فينا والرجاء ..
لا شئَ غيركَ يوقفُ الطوفان
هانت في أيادي الرجسِ أرضُ الأنبياء ..
حجرٌ عتيقٌ في زمانِ النُّبلِ
يلعنُ كلَّ من باعوا شموخَ النهرِ
في سوقِ البغاء ..
وقفَ الحزينُ على ضفافِ النهرِ يرقُبُ ماءَهُ
فرأى على النهرِ المُعذَّبِ
لوعةً .. ودموعَ ماء ..
وتساءَلَ الحجرُ العتيقُ
وقالَ للنهرِ الحزينِ أراكَ تبكي
كيفَ للنهرِ البكاء ..
فأجابهُ النهرُ الكسيرُ
على ضفافي يصرخُ البؤساء ..
وفوقَ صدري يعبثُ الجهلاء ..
والآن ألعَنُ كلَّ من شربوا دماءَ الأبرياء ..
حتى الدموعُ تحجَّرت فوقَ المآقي
صارت الأحزانُ خبزَ الأشقياء ..
صوتُ المَعاولِ يشطُرُ الحجرَ العنيدَ
فيرتمي في الطينِ تنزفُ من مآقيهِ الدماء ..
ويظلُّ يصرُخُ والمعاولُ فوقَهُ
والنيلُ يكتمُ صرخةً خرساء ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ فوق صدرِ النيلِ يبكي في ألمْ ..
قد عاشَ يحفظُ كلَّ تاريخِ الجدودِ وكم رأى
مجدَ الليالي فوقَ هاماتِ الهرمْ ..
يبكي من الزَّمنِ القبيحِ
ويشتكي عجزَ الهِمَم ..
يترنَّحُ المسكينُ والأطلالُ تدمي حولَهُ
ويغوصُ في صمتِ الترابِ
وفي جوانحهِ سأم ..
زمن بنى منهُ الخلود وآخَرٌ
لم يبْقَ منهُ سوى المهانةُ والندم ..
كيفَ انتهَى الزَّمنُ الجميلُ
الى فراغٍ .. كالعَدَمْ ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ
بعدَ أنْ سَئِمَ السكوتْ ..
حتى الحجارةُ أعلنَت عِصيانَها
قامَت على الطرُقاتِ وانتفضَت
ودارت فوقَ أشلاءِ البيوت ..
في نبضِنا شئٌ يموت ..
في عزمِنا شئٌ يموت ..
في كلِّ حجَرٍ على ضفافِ النهرِ
يرتَعُ عنكبوت ..
في كلِّ يومٍ في الرُّ بوعِ
الخُضرِ يولَدُ ألفُ حوت ..
في كلِّ عُشٍّ فوقَ صدرِ النيلِ
عصفورٌ يموت ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ
لم يزلْ في الليلِ يبكي كالصغارِ
على ضفافِ النيلْ ..
ما زالَ يسألُ عن رفاق ٍ
شاركوهُ العمرَ والزَّمنَ الجميل ..
قد كانت الشطآنُ في يوم ٍ
تُداوي الجرحَ تشدو أغنياتِ الطيرِ
يطربُها من الخيلِ الصهيل ..
كانت مياهُ النيلِ تَعشقُ
عطرَ أنفاسِ النخيل ..
هذي الضفافُ الخُضرُ
كم عاشَت تُغَنّي للهوى شمسَ الأصيل ..
النهرُ يمشي خائراً
يتسكَّعُ المسكينُ في الطُرُقاتِ
بالجسَدِ العليل ..
قد علَّموهُ الصَّمتَ والنسيانَ
في الزمنِ الذّليل ..
قد علَّموا النهرَ المُكابرَ
كيفَ يأنسُ للخُنوعِ
وكيفَ يركَعُ بين أيدي المستحيلْ ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ في المدى ..
الآن يلقيني السماسرةُ الكبارُ الى الرَّدى ..
فأموتُ حزناً
لا وداعَ .. ولا دُموعَ .. ولا صَدى ..
فلتسألوا التاريخَ عنِّي
كلُّ مجدٍ تحت أقدامي ابتدا ..
أنا صانعُ المجدِ العريقِ ولم أزل
في كلِّ رُكنٍ في الوجودِ مُخلَّدا ..
أنا صحوةُ الانسانِ في ركبِ الخُلودِ
فكيفَ ضاعَت كلُّ أمجادي سُدَى ..
زالت شعوبٌ وانطوَتْ أخبارُها
وبقيتُ في الزَّمنِ المكابِرِ سيِّدا ..
كم طافَ هذا الكونُ حولي
كنتُ قُدّاساً .. وكنتُ المَعبدا ..
حتى أطَلَّ ضياءُ خيرِ الخَلقِ
فانتفَضَت ربوعي خشيةً
وغدوتُ للحقِّ المثابرِ مسجدا ..
يا أيُّها الزَّمنُ المشوَّهُ
لن تراني بعدَ هذا اليومِ وجهاً جامِدا ..
قولوا لهُم
إنَّ الحجارةَ أعلنَت عِصيانَها
والصامِتُ المهمومُ
في القيدِ الثقيلِ تمرَّدا ..
سأعودُ فوقَ مياهِ هذا النَّهرِ طيراً مُنشِدا ..
سأعودُ يوماً حينَ يغتسلُ الصباحُ
البكرُ في عينِ النَّدى ..
قولوا لهُم
بينَ الحجارةِ عاشقٌ
عرِفَ اليقينَ على ضفافِ النيلِ يوماً فاهتدى ..
وأحبَّهُ حتى تَلاشَى فيهِ
لم يعرِف لهذا الحبِّ عُمراً أو مدى ..
فأحبَّهُ في كلِّ شئ ٍ
في ليالي الفرحِ في طعمِ الرَّدَى ..
مَن كانَ مثلي لا يموتُ وإنْ تغيَّرَ حالُهُ
وبدا عليهِ .. ما بدا ..
بعضُ الحجارةِ كالشموس ِ
يَغيبُ حيناً ضوؤُها
حتى إذا سَقَطَت قِلاعُ الليلِ وانكسرَ الدُّجى
جاءَ الضياءُ مغرِّدا ..
سيظلُّ شئٌ في ضميرِ الكونِ يُشعِرُني
بأنَّ الصُّبحَ آتٍ .. أنَّ موعِدهُ غدا ..
ليَعودَ فجرُ النيلِ من حيثُ ابتدا ..
ليَعودَ فجرُ النيلِ من حيثُ ابتدا ..
* * * * *

__________________
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 15h30.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd