* : أوتار موسيقية (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 00h26 - التاريخ: 09/06/2024)           »          كتاب الموسيقى الكبير للفارابي (الكاتـب : MAAAB1 - آخر مشاركة : عبدالحميدحميد - - الوقت: 23h40 - التاريخ: 08/06/2024)           »          منهاج تدريس آلة العود 3 أجزاء (الكاتـب : عثمان دلباني - آخر مشاركة : عبدالحميدحميد - - الوقت: 23h16 - التاريخ: 08/06/2024)           »          الحفلات الخارجية للإذاعة المصرية (الكاتـب : هامو - آخر مشاركة : MOSAAB888 - - الوقت: 16h47 - التاريخ: 08/06/2024)           »          المنولوجست حسين علي (الكاتـب : اسامة عبد الحميد - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 16h24 - التاريخ: 08/06/2024)           »          وديع الصافي- 1 نوفمبر 1921 - 11 أكتوبر 2013 (الكاتـب : سيجمون - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 15h13 - التاريخ: 08/06/2024)           »          اسماعيل ياسين- 15 سبتمبر 1912 - 24 مايو 1972 (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 14h49 - التاريخ: 08/06/2024)           »          فايدة كامل- 12 يوليو 1932 - 21 أكتوبر 2011 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 14h18 - التاريخ: 08/06/2024)           »          أغاني متخصصة - أغاني الأم (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 12h49 - التاريخ: 08/06/2024)           »          دلال الشمالي (الكاتـب : عزام هواش - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 12h45 - التاريخ: 08/06/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > المغرب العربي الكبير > تونس > الدراسات والبحوث في الموسيقى التونسية

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 23/12/2010, 12h12
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي

في ذكرى رحيله

محمد الجموسي
أوّل مطرب في السّينما التّونسيّة

بقلم: عبد المجيد الساحلي



في مثل هذا الشهر وتحديدا يوم 3 جانفي 1982 اتانا صوت المذيع المرحوم محمد قاسم المسدي ينعى وفاة الفنان الكبير والمبدع القدير محمد الجموسي الذي رحل في سن السبعين باعتباره من مواليد 12 جويلية 1910 بمدينة صفاقس عاصمة الجنوب التونسي والمتامل في السيرة الذاتية لمحمد الجموسي ومسيرته الابداعية يقف على عنصر العصامية من حيث التكوين المعرفي الذي لم يتجاوز المرحلة التعليمية الثانوية التي قضاها بالمعهد التقني بالعاصمة وكان يحمل اسم رئيس الجمهورية الفرنسية (EMILE LOUBET)
في حين جاءت مسيرته الابداعية حافلة بما لذ وطاب وملأ الوطاب من مسرح وسينما واذاعة وتلفزة وغناء والحان وزعها على عدد كبير من الاصوات الشادية بما في ذلك الالحان الفكاهية التي غناها المرحوم محمد الجراري (1995-1925) فقد كان الفقيد العزيز شاعرا غنائيا اصدر ديوانه الشعري باللغتين العربية والفرنسية وقد كان متأثرا شديد التاثر بالمدرسة الرومنسية الفرنسية وخاصة بشاعره المفضل
ألفراد دي موسى ALFRED DE MUSSET
ولا ادل على ذلك ان الجموسي لما نزل بباريس بادر بزيارة قبر شاعره ولم ينقطع عن زيارته والترحم على شاعريته الفذة وهكذا يتضح جليا الادب انتصر في مسيرة الجموسي خريج المدرسة التقنية LYCEE TECHNIQUE ومن الطرائف التي رواها المرحوم محمد الجموسي انه وفق صناعة اول عود له وهو مازال تلميذا بالمرحلة الثانوية التقنية ذلك ان الجموسي كان انخرط بمدينة صفاقس في كتاب الحي وقرأ القرآن رواية ودراية فكان من مرتلي آيات الذكر الحكيم وهو مازال في سن الصبا.

التعديل الأخير تم بواسطة : صالح الحرباوي بتاريخ 17/03/2011 الساعة 17h10
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23/12/2010, 12h14
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي رد: في ذكرى رحيل محمد الجموسي

اول مطرب في السينما التونسية
لقد لمع نجم محمد الجموسي خلال اقامته الطويلة بالعاصمة الفرنسية في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين لكن صلته بالوسط الفني التونسي لم تنقطع حيث بادر بتسجيل اغاني اول فيلم ثنائي بلجنة الموسيقار العميد محمد التريكي (1998-1899) وهو بعنوان «مجنون القيروان»

المقتبس عن مجنون ليلى امير الشعراء احمد شوقي بك وبطولة الممثل البارع المرحوم محي الدين مراد الذي كان لمع نجمه في الانتاج الاذاعي من خلال برنامجه الاسبوعي «عصفور سهم» وكان المرحوم عبد المجيد الشابي مدير اذاعة الكوليزي يتحول بانتظام الى باريس ليسلم الجموسي
اوراق النوتة الموسيقية solmisation الحان الموسيقار محمد التريكي الذي اكد انه لم ير الجموسي ولم يتصل به وانما كان المذيع الشابي همزة وصل بينهما وهكذا سجل الجموسي كل الحان محمد التريكي وغناها عن طريق PLAY.BACK (البلاي باك) في ذلك الفلم الغنائي الذي اخرجه الفرنسي Lean

CREVSY

كما اكد محمد التريكي استاذ الاجيال من الفنانين انه لم يتقاضى اجرة عن تلحينه للموسيقى التصويرية لذلك الفيلم الغنائي وانما دون اسمه الكريم في سجل تاريخ السينما الغنائية التونسية.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23/12/2010, 12h14
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي رد: في ذكرى رحيل محمد الجموسي

افلامه المصرية
لكن الجموسي لم يقتصر على ذلك الفيلم الغنائي التونسي وانما لعب عدة ادوار باسم محمد التونسي في بعض الافلام المصرية التي تقاسم فيها دور البطولة مع المطربة شادية.
كما شكل ثنائيا غنائيا (DUO) مع المطربة المصرية شافية احمد في حوارية dialogue بعنوان «..وينك يا غالي» وهي الحوارية التي سجلها محمد الجموسي مع المطربة نعمة.
وكان وراء ظهوره في الافلام المصرية عميد السينما المصرية يوسف وهبي الذي كان استقدم محمد الجموسي من الجزائر حيث كان يدير الفرقة الموسيقية لدار الاوبرا الجزائرية حيث برزت المطربة الجزائرية كلثوم اما المطربة الجزائرية الثانية فهي دون منازع وردة الجزائرية التي تعرف عليها وهي صبية يافعة عندما كان الجموسي يقيم بالعاصمة الفرنسية وكان ابوها المرحوم محمد الفتوكي يدير ملهاه tamtam في باريس وكان ذلك الملهى محط رحال الفنانين المغاربة مثل اسماعيل احمد من المغرب واحمد وهبي من الجزائر والصادق ثريا وحسن الغربي عازف القانون من تونس وتواصلت مسيرته مع فلمين اخرين ايطالين وانقليزي وماكان لمحمد الجموسي ان يلمع في السينما المصرية او الايطالية لولا رصيده الغنائي والتمثيل في صفاقس حيث لحن مسرحية عبد الرحمان الناصر وتقاسم بطولتها مع المطربة حسيبة رشدي امد الله في انفاسها.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23/12/2010, 12h16
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي رد: في ذكرى رحيل محمد الجموسي

المبدع الفرد في صيغة الجمع

وهكذا يتضح جليا ان محمد الجموسي لم يكن مجرد مغن وانما ضرب بسهم صائب مختلف المجالات الابداعية فهو شاعر غنائي الف جل غانيه ولحنها ما عدا اغنية واحدة لحنها الفنان صالح المهدي شهر زرياب وهي بعنوان «الليلة اه يا ليل» سجلتها السيد نعمة.


فهو الى جانب التاليف الغنائي ملحن ملهم لحن جل اغانيه مثل «العذول غاب عن عينينا» التي ادتها المذيعة والمطربة ثريا الميلادي وقد لا تقع الحان تحت حصر مثل «سكاتش (sketch)» معركة الحيوان هو المطرب احمد حمزة و «الفن الفن عمري للفن» و «رن باوتر» و «جانا الليل» وحوارية «النساء» التي اعاد صباغتها الفنان اسامة فرحات وان انسى لا انسى اغانيه عن الهجرة مثل «ريحة البلاد» و «تمشي بالسلامة» وحوارية «محلى قدك» مع الراحلة صفية الشامية لهلوبة المسرح الى جانب اغنيته الكروية التي تذيعها الاذاعة التونسية في انتصارات فريقنا القومي لكرة القدم وهي بعنوان «الليلة عيد» اداء المطربة صفوة ومن اغانيه البدوية «انا ولد البدوية» و «ارقص وغني وقولي لي يا حنة».



«قهواجي يدور»

اما هذه الاغنية التي طربت لها سيدة الغناء العربي أم كلثوم لدى زيارتها لبلادنا في جوان 1968 فقد الفها ولحنها وغناها محمد الجموسي بطلب من أم كلثوم لانها من الاغاني الطريفة ....والظريفة مغنى لكن الخطأ البارز في تلك الاغنية يكمن في اضافة فعل يدور ذلك ان النص الزجاي الذي كتبه محمد الجموسي جاء خلوا من ذلك الفعل (بدور) وانما لحن الجموسي باضافة (دم) تحولت الى «بدور» ..
«قهواجي (دم) قهواجي (دم هات لي قهيوة سخونة سخونة حليوة»
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23/12/2010, 12h16
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي رد: في ذكرى رحيل محمد الجموسي

التنشيط الاذاعي
اشرت في مفتتح المقال الى ان الجموسي كان ذلك المبدع الفرد في صيغة الجمع فقد كان عازما ممتازا على آلة العود وقد صنعها وهو مازال تلميذا بالمدرسة الثانوية التقنية وكان شاعرا غنائيا الف جل اغانيه واصدر ديوان شعر باللغتين العربية والفرنسية وكان ايضا ملحنا مبدعا لحن جل اغانيه ما عدا اغنية «الليل اه يا ليل» من الحان الفنان صالح المهدي شهر زرياب وفاز بنصيب السبق باعتباره اول مطرب يغني في السينما الغنائية التونسية لينتقل بعدها الى السينما المصرية بالايطالية والانقليزية.


واخيرا لا اخر فقد لمع نجم محمد الجموسي كمنتج اذاعي ومنشط تلفزي من خلال منوعته الموسيغنائية «الدكانة» عداة انبعاث التلفزة التونسية سنة 1966 فجاءت تلك المنوعة بالابيض والاسود كما اتبع عدة برامج اذاعية بالاشتراك مع الزميلة الاذاعية السيدة القايد التي جمعت رسائله واصدرت مشكورة كتابا مرجعيا عن محمد الجموسي سيرة ذاتية ومسيرة ابداعية»


لكن الراي عندي ان ذلك المبدع الفرد في صيغة الجمع الراحل محمد الجموسي مازال بحاجة الى عدة بحوث ودراسات تحفظ مآثره الابداعية من صروف الزمان وغوائل النسيان رحم الله فناننا الكبير محمد الجموسي.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17/03/2011, 13h35
الصورة الرمزية أبو بيرم
أبو بيرم أبو بيرم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:24103
 
تاريخ التسجيل: avril 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: سماعي
العمر: 59
المشاركات: 205
افتراضي رجاء لا تعبثوا بأرشيف التلفزة!

عضو المنتدى الأخ العزيز الدكتور قريعة كتب اليوم في جريدة الصّباح موضوع أرشيف التلفزة و كنت صُعقت مثله لمّا طلبت من أحد العاملين بالتلفزة منذ سنوات بتسجيل لمباراة كرة قدم من الثمانينات و ذلك لضرورة عملي في هذا المجال فأعلمني هذا الصّديق بأنّ الأرشيف القديم موجود بمخزن بمقرين و الله وحده يعلم هل هو في حالة . . . سيّئة أم حسنة . . .
شكرا لك سي لسعد لغيرتك على هذا الذخر الغالي على كلّ تونسي


تونس في يوم الخميس 17 مارس 2011
الصباح

رجاء لا تعبثوا بأرشيف التلفزة!


بقلم د. محمد الأسعد قريعة

في مثل هذه المنعرجات الكبيرة والخطيرة في حياة الشعوب التي تسقط فيها أنظمة لتصعد أخرى، يركب التحمس المفرط بعض الناس، فينطلقون في عملية تخريب مقصود للوثائق والمستندات التي تذكّر بالماضي القريب،


والتي تشكل في الواقع جزءا من الذاكرة الوطنية، ظانّين أنهم يسدون بذلك خدمة للوطن وأهله، والحال أنهم وبمثل هذ التصرف اللامسؤول والشخصي في أكثر الأحيان، يطمسون مراحل من تاريخ البلاد، ويحرمون الأجيال اللاحقة من الشواهد المباشرة على الوقائع والأحداث.


لقد عاشت تونس خلال القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين أربع مراحل تارخية مختلفة ابتداء بعهد البايات المرتبط بالاستعمار الفرنسي المباشر للبلاد، ثم العهد البورقيبي الثي اقترن بمرحلة الاستقلال وبناء الدولة وتثبيت الوحدة الوطنية التي كادت تنهار إبان الفتنة اليوسفية، ثم جاء انقلاب 7 نوفمبر 1987 بما حمله من قيم الانتهازية والنفاق وممارسات القمع والتغييب الفكري والثقافي، وصولا إلى عهد الثورة الشعبية الوليدة التي انبنت على مبادئ الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.


لما جاء الزعيم بورقيبة إلى الحكم، ومع طول سنوات بقائه فيه، سعى بنفسه أو بواسطة زمرة المتملقين المحترفين إلى كتابة أحادية لتاريختونس إبان الحركة الوطنية وبعد الاستقلال حتى يظهر بمظهر الزعيم الأوحد و»المجاهد الأكبر»، وهو ما استُتبع حتما بالحط من شأن بقية المناضلين الصادقين وحتى تغييبهم، بالإضافة إلى طمس بعض الأحداث والمواقف خدمةً للصورة المنفوخة التي أرادها لنفسه، فصودرت البحوث النزيهة، وأتلفت أو أهملت بعض الوثائق بما فيها التسجيلات الصوتيّة المشتملة على خطب بعض الزعماء على غرار خطب المناضل صالح بن يوسف، وهو ما يمثل خسارة فادحة للذاكرة الوطنية بشكل عامّ.


وعندما حصل انقلاب السابع من نوفمبر، اتخذت هذه الممارسات الدنيئة شكلا ممنهجا وخطيرا بالنظر إلى خلو هذا الانقلاب من كل مشروع أخلاقي أو قيمة إنسانية سوى الانتهازية والنفاق والجحود في أحلك مظاهره، فبادر الرئيس الفار بإهانة الزعيم ووضعه في شبه سجن وتحت المراقبة إلى آخر يوم في حياته، وانطلق محترفو النفاق في عملهم بكل جهد لطمس مكتسبات العهدالبورقيبي وتغييب فكر الزعيم وحتى اسمه وصورته من المشهد الإعلامي، والجميع لاحظ بلا شك عبارة «الرئيس السابق» التي كانت تُطلق في المنابر الإعلامية على الزعيم الراحل، وكأن الجماعة بمن فيهم المطبّلين والمزمّرين لبورقيبة أصبحوا يستنكفون أو هم يخشون- حتى ذكر اسمه كاملا عندما تستدعي الضرورة ذكره، وتلك قمة النفاق والتزلف.


وحتى أعود إلى الموضوع أرشيف التلفزة التونسية، أود أن أشير في البداية إلى أن المواطن الذي عاش الفترة الأولى لانبعاث التلفزة في أواسط الستينات لاحظ بلا شك الاختفاء شبة الكلي لبرامج تسجيلية هامة كانت التلفزة أنجزتها بالأسود والأبيض وحتى في عصر الألوان لشخصيات عديدة مثل حسن حسني عبد الوهاب وجلال الدين النقاش والهادي العبيدي ومحمد بن علي وغيرهم، فضلا عن الأعمال الدرامية والمسرحية التلفزيونية الكثيرة والمنوعات الرائدة مثل التي كان ينتجها ويقدمها الفنان محمد الجموسي، والتي لم يبق منها سوى بعض النُّتف المتفرقة هنا وهناك. وقد حاولت شخصيا أثناء تجميع الوثائق لإعداد كتابي الخاص بهذا الفنان الذي صدر سنة 2010 أن أصل إلى هذا الأرشيف، فهالني أن أعلم بأن كل الأشرطة القديمة التي تشمل على ذاكرتنا التلفزية تم إيداعها في «مخزن» بجهة مقرين لا يتوفر على أدنى شروط الحفظ لمثل هذه الحوامل، بالإضافة إلى أن الآلات الخاصة بقراءة هذه الأشرطة أصبحت غير صالحة للاستعمال، ولم تفكر الإدارات المتعاقبة خصوصا في السنوات الأخيرة بتعهدها بالإصلاح والصيانة، إذ يبدو أنه لا معنى للأسود والأبيض أمام اللون البنفسجي الزاهي!


ولعل ما زاد الطين بلة هو تدخل العنصر البشري أحيانا بدافع التملق والتزلف لتشويه ما أمكن إنقاذه من هذا الأرشيف، خصوصا عندما تكون صورة الزعيم بورقيبة ظاهرة في أحد المشاهد. وهنا تذكرني حالتان تؤكدان بما لا مجال للشك فيه ما ذهبت إليه:


الحالة الأولى: يتذكر من هم في جيلي والجيل الذي سبقنا الحفل الكبير الذي أقامه المطرب عبد الحليم حافظ في تونس أمام الزعيم بورقيبة بمناسبة عيد ميلاده، وكان يرتدي الجبة التونسية وغنى فيه من جملة ما غنى: يا مولعين بالسهر..هنا يغني العندليب..في عيد ميلاد الحبيب. وفي إحدى المناسبات بثت التلفزة التونسية (قناة 7 البائدة) مقتطفا من هذا الحفل الذي كانت فيه صورة الزعيم وهو يحمل مشموما معلقة في خلفية الركح، والمضحك المبكي أن قريحة المخرج تفتقت عن حيلة سمجة وغبيّة تمثلت في وضع دائرة سوداء فوق صورة الزعيم لإخفاء وجهه، وكانت هذه الدائرة تتحرك مع تحرك الكاميرا لمحاصرة الصورة بشكل فاضح وفي موقف سيريالي لا يستطيع الواحد إزاءه إلا أن يحوقل مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم.. الحالة الثانية: وكنت فيها شاهد عيان على عمليّة مسخ وتشويه لإحدى التسجيلات القيمة المتمثلة في حفل الفرقة الوطنية للموسيقى في بداية الثمانينات بقاعة أحمد الوافي بمقر المعهد العالي للموسيقى، وأبدع فيه المطرب لطفي بوشناق في أداء رائعة «يا شاغلة بالي» التي كانت السبب المباشر في دفعه بقوة إلى الساحة الفنية. كان المشكل الذي اعترض منتج أحد البرامج الموسيقية لحساب قناة 21 آنذاك هو وجود تمثال نصفي للزعيم الحبيب بورقيبة في خلفية الركح، وكان ظاهرا في الصورة بصفة مستمرة، فتفتقت قريحته على وضع شريط أسود في أعلى الصورة لإخفاء التمثال، واضطُرّ لإضافة شريط آخر أسفلها حتى يظهر الأمر وكأن التسجيل الأصلي كان على مقاس 16/9. وكل ما أتمناه ألا يكون التسجيل الأصلي قد أتلف مثل آلاف التسجيلات الأخرى التي أهملت أو أتلفت لهذا السبب.


وأخشى ما أخشاه على تراثنا السمعي والبصري هو أن محترفي النفاق والتزلف والذين أصبحوا بقدرة قادر ينافقون الثورة ويتزلفون لها طامعين في جني ثمارها- سيعاودونالكرة، وسيعملون «بكل حزم» على طمس أو حتى إتلاف الوثائق والتسجيلات التي كان الرئيس الفارّ طرفا فيها (خطب، صور، اللون البنفسجي...)، وهي تمثل للأسف النسبة الأكبر من أرشيفنا خلال العقدين الماضيين (تساجيل مهرجانات وحفلات واجتماعات وتظاهرات ثقافية ومقابلات رياضيّة الخ)، فتكون المجموعة الوطنية، وخصوصا الأجيال اللاحقة قد فقدت الشواهد المباشرة على حقبة من تاريخها، بصرف النظر عن بشاعة هذه الحقبة وما خلفته من مرارة في النفوس.


فالدعوة ملحة إذن للقائمين على أرشيف التلفزة الوطنية للمحافظة على جميع الوثائق مهما كان محتواها، وعدم تشويهها بأي شكل من الأشكال، إلى جانب الالتفات إلى الرصيد القديم والعمل على إنقاذه من التلف والضياع، خصوصا وأن ذريعة ضعف الإمكانيات لم تعد قائمة بعد أن انكشف المستور وأصبح معلوما لدى الجميع أين كانت توظف تلك الإمكانيات ومن أثرى منها الثراء الفاحش.




التعديل الأخير تم بواسطة : صالح الحرباوي بتاريخ 17/03/2011 الساعة 17h08
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 08h47.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd