استكمالاً لموضوع الدراما الإذاعية
أود أن أورد هنا رأي بعض المتخصصين في الدراما الإذاعية حالياً وهما طالب بن محمد البلوشي وسعيد بن محمد السيابي في مقالة بعنوان خصوصية الدراما العربية في زمن العولمة بموقع جريدة الوطن وذكرا فيه :
أولا: تعريف الدراما:
أن أهمية تعريف الدراما التي هي احد أعمدة هذا البحث من خلال وجود هذا المصطلح في العنوان وينتشر في اغلب أجزائه،كان مهما التطرق إليه بشكل كبير،ولقد حاول الباحثين التقصي عن هذا التعريف من صنفين من الكتب أولها : تعريف المصطلح من المعاجم الأدبية كالآتي:
دَراما: أدب المسرح ، في مقابل الفن الغنائي وفن الملحمة . وتدل الفظه بخاصة على التمثيلية التي ليست بمأساة صافية أو ملهاة مكتملة الشروط. الدراما : المسرحية الجادة التي لا يمكن اعتبارها مأساة ولا ملهاة ، وفيها معالجة لمشكلة من مشاكل الحياة الواقعية .
الدراما : رواية تمثيلية يختلط فيها المحزن بالمضحك ترجمة إلى العربية بلفظه فاجعة اللاتينية .
ثانيا تعريف المصطلح من المعاجم المتخصص بالمسرح :
الدراما: أصل كلمة دراما من الفعل اليوناني drain الذي يعني فَعَلَ. وصفة درامي موجودة في اللغة اليونانية وفي اللاتينية للدلالة على كل ما يحمل الإشارة أو الخطر . وتستخدم كلمة دراما في اللغة العربية بلفظها الأجنبي.
دراما : لفظ يطلق بالمعنى العام على مجموعة الأعمال التي تكتب للمسرح كقولنا الدراما الإنكليزية أو المسرح الإنجليزي- أو لمجموعة من المسرحيات يجمع بينها الشكل والمضمون مثل المسرح في عهد عودة الملكية أو المسرح الواقعي .
وفي معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية لإبراهيم حمادة ناقش فيه أصل الكلمة
ويرجعها إلى الأصل اليوناني drain وتتبعها تاريخيا حيث انتقلت الكلمة من اللغة اللاتينية المتأخرة drama إلى معظم لغات أوربا الحديثة ومعناها الحرفي (يفعل -أو عمل يقام به). وقد دخل مصطلح دراما إلى اللغة العربية عن طريق التعريب فنقول( عمل درامي ، حركة درامية) ثم يعود للتعريف القديم للدراما لدى أرسطو بأنها (محاكاة لفعل إنسان) ويقدم شرحا مختصرا عن الدراما وعناصرها الجوهرية .فهو يرى أن مصطلح الدراما ذا مدلولين.
1- النص المستهدف عرضة فوق المسرح ، أيا كان جنسه أو مدرسته أو نوعية لغته.
2- المسرحية الجادة ذات النهاية السعيدة - أو الاسيفة - والتي تعالج مشكلة هامة علاجا مفعما بالعواطف على إلا يؤدي إلى خلق إحساس فجيعي مأسوي.
من خلال هذا العرض نلاحظ على أن هذا المصطلح يوجد في المعاجم الأدبية والمعاجم المسرحية المتخصصة مع وجود اختلافات في تحديد المفهوم الدقيق للمصطلح حيث تميل المعاجم الأدبية إلى العمومية بلفظ (أدب مسرح أو المسرحية الجادة أو رواية تمثيلية) فبعد نقاش مصطلح دراما العام هناك عدة مصطلحات فرعية منبثقة عن المصطلح العام مثل الدراما الاجتماعية ، الدراما الأدبية، دراما الأفكار،الدراما التلفزيونية والدراما الإذاعية.. الخ .وهناك الكثير من القضايا الإنسانية ناقشتها الدراما في مختلف فروعها سواء كانت في الإذاعة، التليفزيون، المسرح، السينما. نحاول أن نقدم رؤيا نستشف من خلالها أهمية هذه الفروع في هذا الجانب ونبدأها حسب الترتيب التالي :
أولا الإذاعة :
من خلال بدايات الإذاعة المعروفة الهدف آن ذاك فقد كانت الإذاعة ومازالت أداة موجهة إلى أصقاع الأرض لأنه الجهاز المتوفر والسريع والذي استطاعت التكنولوجيا أن تصنع منه بحجم عود الكبريت لسهولة التناول وسرعة الانتشار . ولقد استطاع هذا الجهاز بحكم توجيهه لخدمة الإنسان وقضاياه أن يشارك في الحرب العالمية الثانية بشكل فعال في بث روح الوطنية للجنود وتوصيل الأخبار أو إغواء العدو من ضمن خدماته أيضا، ومن خلال تلك الحقبة استطاعت الدراما كمادة أن تقدم تسلية وترفيه للجنود وبث روح القومية للمواطن في الحقل والصحراء والغابة وحتى في المنجم أحيانا . لقد استطاعت الدراما بشكلها الذي كان سابقا واغلبها كان متنوعا بمعنى أن تبث أحداثا ثم فواصل موسيقية وأحيانا كثيرة غنائا.. ولو ذهبنا إلى الغناء في الزمن الذي ليس ببعيد لدينا نحن العرب لوجدناه مكتوبا بشكل درامي كأغاني سيد درويش والسنباطي وأم كلثوم وفيروز لحنا واداءً ، فطريقة المخاطبة أو الإلقاء كانت تورد في صيغة الأداء الدرامي حتى لو كان الذي يحكي هو شخص واحد ولكن تفاعل الجماهير كان يقول بأنه هناك المحكي له مشارك . كما قامت الإذاعة بدور الدراما التوعية وبث روح الثقافة والتعليم في نفوس المستمعين ولازالت. لقد أصبحت الدراما في وقتنا الحاضر تلعب ادوار أخرى اختلفت فيها الآية بعد أن كانت في السابق تحكي عن وطنية الإنسان وقصته مع الكفاح والتنمية انقلبت اليوم إلى دراما المادة السائلة أو المادة السياسية الهادفة لتغير المفاهيم في زمن متخم بالحروب وتقلص الروح المعنوية . لقد أخذت الدراما العربية تكرر القصص وتنفرد في الفكر ومسايرة متطلبات الجهاز أي الجهاز الإداري في الإذاعات ... وبالتالي تقلص إبداع الكاتب لفنه ولطرحه.إن الدراما الإذاعية العربية لم تقلد في مسارها الدراما الغربية في بدايتها ولكنه ألان أخذت هذا المنحنى وهذا يذهب إلى القلم وقبول هذه النوعية من الأقلام التي أصبحت تجرب وتفقد في تجاربها روح المكان والزمان والثقافة لدرجة أن الواحد منا يكتب حوارا لقروية بلغة مثقفة أي بعيده كل البعد عم مكونات شخصيتها وبيئتها . وإن كانت الكلمة تستوجب ذلك أحيانا.الدراما العربية هي دراما اللون .. أي اللون الجميل في حواريات الألفاظ والطباع والمؤثرات إذا وكنا نحن في السبعينيات نستمع إلى مسلسلات عربية جميلة لغوار الطوشي( دريد لحام) وأمين الهنيدي
ولكم تحياتي
|