المراة في ديوان الموسيقى الاندلسية
احتلت المراة في ديوان الموسيقى الاندلسية الآلة الصــورة الشـــعرية في المقطوعة الغنائية، فألهمت الشـــاعر والوشاح والزجال، فجعل البيت والغصن والسمط وأقســام الكلام مرآة صــافية تعكس رؤية جمــالية وعفيفة للمرأة
وقد كانت المــرأة حاضرة - بكل قدسيتها وجمــالها ورقتها- في ذهــن الشــاعر أثناء تأملاته ، وتصوراته فـــي سائر أوقات الليل والصباح والنهار والعشـــــــي
ولطالما كان خطــابه عــــنها ممتـــزجا بخطـــابه عن الطبيعة والكـــون، من خلال الإستعـــارة والتشبيه، فكان جمالها من جمال الطبيعة، ومن طلها ، ومن عبيــــرها ، وأريــــج نســائمها، ومن حمرة ورودها وجلنـــارهـــا
كان خطــابه لها بكل رقة؛ مستعطفا مترجــيا، محافظا عليها باعتبارها ملجأ للسكينة، ومصدرا للإلهــام مشوقا لرؤيتها ولقائها فقال
قد ذبت من الأشــــواق شـــوقا مجددا وأسهرنــي جفنـــي وبت مســـهدا
ومـــا ذاك إلا من حبيب ألفـــــــــــته يواصلني يوما ويهـــــجرنـــــــــي مـدا
وقال أيضا واصـــــفا مفــــــاتنهــــا منشــــــــدا
قـــــــمر تكامــــل في نهاية سعده يحكي القضيــب على رشاقة قده
البـــدر يطلع مـــن ضياء جـــــــبينه والشمس تغـرب في شقــائق خده
ملك الجمـــال بأســـــره فكأنمــــــا حســن البرية كلهـــا مــــــن عنــده
ومهـــــفهف قــال الإله لحــــســــنه كـــن فتنة للعـــــاشقـيـن فكــــــان
زعـــــــم البنفســـج أنه كـــــعذاره حســــــدا فســــل من قفـــاه لسانا
: وأضاف
للــــه شخص بديع الحـــسن فتـــــــان صـــــاح ومــن نشـوة العينين سكران
فـــي خده الورد والســــــوسن منطرح والورد مبتسم والآس غضـــــــــــــبان
وخــاله لم يــــــزل فــــي الخد يحرسه كـــأنه حبشــــي حضـــــاه جنـــــــــــان
وراعه من قدها، ووجهها،ولحظها مــا راعه فقــــال منشـــدا
أنظـــر إلـــــى قده كالغصــــن معتدلا وانظر إلــــى وجـــهه كالبدر مكتــــملا
|