رد: الصادق جمعاوي وفرقه البحاره
نبذة عن حياة الفنان:الصادق جمعاوي
هو من مواليد الثاني من شهر أوت عام سبع وأربعين بـ : تيجلابين ولاية بومرداس الجزائر ، نشأ وتربى وكبر بعين طاية ولاية الجزائر تقاسم حياته مع البحر الذي عاشره وألف صداقته حتى أصبحت لهما لغة حوار واحدة وعالم واحد لا يدخله غيرهما هو عالم البحَّارة . . هو ذلك الطفل الصغير، بائع الورد الذي كان يتنقل بين الحقول لجمع الزهور ثم بيعها للكولون ( المستعمر ) جامعا قدرا من المال من أجل مساعدة العائلة . . هوذلك الطفل الصغير الذي تعلق بـ آن ماري وهي طفلة صغيرة كذلك ومن سنِّه تقريبا كانت جارتهم وكانت عالما من الجمال والبراءة لم تكن تعرف من أين أتت ولماذا هي هنا ومَنْ هؤلاء العرب البؤساء الذين يعيشون في هذه المدينة معهم ولماذا هم الأسياد وغيرهم العبيد وما الذي حدث فجأة وجعل بني جلدتها يحملون حقائبهم ويتركون كل شيء ويغادرون المكان ذات الخامس من جويلية سنة اثنين وستين .
دخل الكشافة الإسلامية صغيرا أين حفظ الأناشيد الوطنية وتعلم بعض أصول الأداء الغنائي . بدأ وسنه لم يتجاوز الخمس عشرة سنة يشارك في إحياء الأفراح مع فرقة محلية من عين طاية مرددا أغاني : رابح درياسة ، عبد الحميد عبابسة ، محمد مازوني ، خليفي أحمد ، بلاوي الهواري ، وأحمد وهبي . . . وفي سن الثامنة عشرة بدأ يكتب أغانيه ويلحنها بنفسه فكانت : يالميمة - وياجارة هي أولى محاولاته وفي سنة سبعين دخل الكونسرفاتوار لتعلم أصول وقواعد الموسيقى ليصدر أول اسطوانة له سنة واحد وسبعين ثم ينتقل بعد عامين من هذا إلى المغرب في جولة كان الغرض منها الإطلاع على عالم الغناء والإحتكاك والتعلم كذلك وهناك ولدت فكرة تأسيس فرقة موسيقية بمواصفات ناس الغيوان وجيل جيلالة ولكن بروح جزائرية .
يعود الصادق جمعاوي من المغرب ليؤسس في سنة خمس وسبعين فرقة البحارة التي ضمت مجموعة من أصدقائه وأبناء حيه في ديكور شبابي جميل فيصدر لهم أول شريط بعد عام من التأسيس ضم مجموعة من الأغاني منها : خوذي بْرَيتي - سمرا ياسمرا - نستناك لعشية - عربية ، وتظهر الفرقة في نفس السنة على شاشة التلفزيون ليتعرف عليها الجمهور العريض وتأتي سنة اثنين وثمانين هذه السنة المميزة في تاريخ الرياضة الجزائرية وفي تاريخ الفرقة حيث وبمناسبة تأهل الفريق الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس العالم 82 يغني الصادق جمعاوي رفقة فرقته أغنية : جيبوها يالولاد ، هذه الأغنية التي أحدثت ضجة كبيرة وحققت النجاح الذي لم يكن في البال فأصبحت تذاع وتردد في كل مكان ثم تأتي بعدها أغنية : شكرا أستاذي وهي الأغنية التربوية التي أحبها الكبير والصغير ، الأستاذ والتلميذ وكانت تعبر بالفعل عن فترة كانت القيم والمبادئ أساس كل التعاملات والمعاملات في مجتمع كانت علاقة التلميذ بالأستاذ علاقة احترام وتقديس .
كانت فترة الثمانينات الفترة الذهبية لفرقة البحارة حيث كانت تمتلئ أكبر ملاعب كرة القدم عن آخرها بجماهير تأتي للإستمتاع بأغانيها الناجحة وكان الصادق جمعاوي هو الرأس المدبر لكل هذه النجاحات دون أن ننسى جهد باقي أعضاء الفرقة وتعاونها في إخراج وتقديم الأعمال في أبهى صورها فقد غنى جمعاوي للكرة التونسية والمغربية والسعودية إضافة إلى غنائه لمجموعة من الأندية الجزائرية العريقة ثم اتجه لمواضيع أخرى تهم المجتمع في محاولات عديدة مساهمة منه في تنوير الرأي العام فتطرق لموضوع السيدا والمخدرات ومحو الأمية والبيئة والعنف في الملاعب وغيرها من المواضيع بطريقة تحسيسية إيمانا منه بالدور الحقيقي للفنان نحو مجتمعه وبيئته ووطنه .
ربما كان الحرمان والفقر في زمن كان الإستعمارهو المستفيد الوحيد من خيرات هذا البلد هو السبب . .
ربما كان الجمال والبحر الذي كبر معه وأحبه كما لم يحب قبله ولا بعده مثله هو السبب . .
ربما كانت آن ماري التي رحلت إلى ما وراء البحر دون أن تعرف السبب وتفهم الذي حدث ولماذا ربما كان هذا هو السبب . .
ربما تكون كل هذه الأسباب وغيرها مجتمعة هي التي كونت هذا الرجل وأخرجت من خلاله فنا ملء الدنيا في فترة من تاريخ الفن في الجزائر . .
أغانيه تتميز ببساطتها وواقعيتها في التعبير فيحبها الناس لأنها قريبة منهم معبرة عنهم .
توقفت فرقة البحارة في بداية التسعينات لظروف قاهرة حالت دون استمرارها ولكن الصادق جمعاوي بقي يحاول تقديم فن موضوعاتي يريد من خلاله قول كل ما من شأنه إفادة مجتمعه وتقديم رسالة نظيفة في حياته كإنسان قدر له أن يكون فنانا في هذا الزمن .
بقلم : محمد فؤاد ومان
التعديل الأخير تم بواسطة : أحمد عبد الواحد بتاريخ 22/01/2010 الساعة 07h45
|